منافس مصر - ملامح قوة وضعف روسيا.. عناد المدرب ومشاكله وحل مروان محسن
الأربعاء، 28 مارس 2018 - 00:36
كتب : إسلام مجدي
الكثير من الأزمات ضربت روسيا قبل أشهر قليلة من كأس العالم، ما بين الإصابات والابتعاد عن المستوى وعدم قناة المدرب ببعض اللاعبين، جعل خياراته محدودة للغاية في المنتخب.
منتخب ستانيسلاف تشيرشيسوف والذي تولى المهمة منذ شهر أغسطس 2016 وقاده للفوز في 5 مباريات من 18 مواجهة خاضها وتعادل في 5 وخسر 6. يبدو وأن كل السبل تضيق به نظرا لكثرة الإصابات وابتعاد بعض نجوم المنتخب عن مستواهم. لاعبين مثل ماريو فيرنانديز ورمان زوبنين ودالير كوزيايف جميعهم لن يعودوا قبل شهر أبريل وبالتالي كان مجبرا على استدعاء بعض الأسماء لصفوفه.
حالة غضب في روسيا حول اختيارات المدرب التي تسببت في تقديم مستوى متواضع خلال وديات شهر مارس. لكن ما هي نقاط قوة وضعف الروس التي ظهرت خلال وديتي فرنسا والبرازيل.
يرصد لكم FilGoal.com أبرز ملامح القوة والضعف لدى منتخب روسيا من خلال وديتي البرازيل وفرنسا.
نقاط القوة
التنوع الخططي
يحاول تشيرشيسوف أن يجرب أكثر من طريقة جديدة، فعلى الرغم من أنه اشتهر خلال فترته التدريبية مع الأندية مثل ليجيا وارسو ودينامو موسكو أن يلعب بطريقة 4-2-3-1، حتى وإن لم يبدأ بها بعض اللقاءات لكنها تظل المفضلة لديه.
مع منتخب روسيا ومنذ فترة طويلة أصبح يجرب أكثر من طريقة إما 3-5-2 أو 3-4-2-1 أو 5-4-1، ويحاول أن ينوع من خياراته التكتيكية.
خلال مواجهة البرازيل الأولى لعب بطريقة 3-5-2 هجومية، وبالنظر لإصابة واحد من أهم اللاعبين لديه هو فيكتور فاسين فبدا وكأنه بلا حلول تقريبا.
يمتلك قلب دفاع شاب وواعد هو إيليا كوتيبوف وأيضا فلاديمير جارانت المخضرم الذي يجيد اللعب كظهير أيسر أيضا بجانب قلب الدفاع، والظهير الأيسر صاحب الـ30 عاما فيدور كودرياشوف. الإصابات أجبرته على الدفع بلاعبين يميلان جهة اليسار بجانب قلب دفاع.
في خط الوسط امتلك ثنائي ثابت لديه هما أليكساندر جولوفين ودينيس جولشاكوف، وللأسف خسر جهود رومان زوبنين للإصابة.
روسيا خلال مواجهة البرازيل حاولت أن تهاجم بطرق مختلفة أولا عمدت لاستخدام الأطراف لكن التهديدات لم تكن خطيرة نظرا لقوة البرازيل في هذه المنطقة ووعي تيتي وأيضا فارق الجودة.
ضد فرنسا كرر الأمر ولعب بطريقة 3-5-2 لكنه أشرك رومان نويشتتر بدلا من كوتيبوف. وأيضا عقد بعض التغييرات في خط الوسط وحاول الاستفادة من ثنائية ألان دازجويف وجولوفين.
منتخب روسيا كان أداؤه باهتا للغاية ضد فرنسا ولم يتمكن من خلق الفرص، لكن الكرات العرضية والقوة البدنية ميزته.
خط الوسط
حتى وإن ظهر المنتخب الروسي متواضعا فقد كان يواجه البرازيل وفرنسا وكلاهما منتخب قوي.
يوضح ألان مور مقدم برامج راديو العاصمة الروسية "كابيتال إف إم" لـFilGoal.com :"روسيا لعبت مباراتين قويتين للغاية ضد منتخبين سيتواجدان على الأقل في ربع نهائي كأس العالم، بجانب أن منتخب فرنسا تحديدا يمتلك موهبة قوية للغاية من المتوقع أن ترعب الكثير من الدول يجب أن نعي تلك الحقيقة".
وواصل :"حينما يغير من تكتيكه فالأمر منوط بوسط الملعب، وروسيا لديها لاعبين متميزين للغاية في وسط الملعب، ربما كانت الخيارات محدودة خلال فترة التوقف الدولي الحالي، لكن سيعود للعب مثلا بطريقة 4-2-3-1، وأؤكد لك أن خط الوسط سيسمح له بذلك، جولوفين وزوبنين كلاهما موهوب للغاية وكذلك ألان دازجويف وجولشاكوف".
"طالما أن مواهب الوسط تلك متوفرة ولا إصابات أو مخاوف سيلعب بها في يونيو، لكن إن حدث أي خطأ فسيتجه لـ3-5-2".
الظهيران
من الواضح أن إصابة ماريو فيرنانديز قلصت خيارات المدرب إلى أليكساندر ساميدوف صاحب الـ33 عاما وإيجور سمولينكوف صاحب الـ29 عاما، كلاهما جيد ويتمتع بقوة بدنية وتركيز طوال الوقت.
سمولينكوف الذي صنع هدف روسيا الوحيد ضد فرنسا وكان من عرضية بالمناسبة إن شارك فهذا يعني أن دفاعنا بحاجة للدعم من الجناح الموجود جهة اليسار، وتلك الجهة نقطة ضعف لدى منتخب مصر.
نقاط الضعف
الإصابات
قد يبدو الأمر غريبا لكن نعم، روسيا لم تمتلك بدائل حينما أصيب زوبنين ومع عدم الخلاف بين تشيرشيسوف ودازجويف لا يبدو أنه سيعتمد على الأخير لتعويض الأول.
يقول ألان مور لـFilGoal.com "خسارة زوبنين ضربة قوية للغاية وفي الحقيقة تشيرشيسوف وكاريرا مدرب سبارتاك كلاهما يتحمل ذلك الخطأ، لأنهما ضغطا عليه لكي يعود بسرعة من إصابته".
وواصل "أيضا هناك كوكرين الذي ستتطلب إصابته وقتا طويلا وهو خسارة كبيرة للغاية".
وأكمل "توجد بعض البدائل مثل دزوبا ودينسوف لكن تشيرشيسوف يرفض ضم أفضل اللاعبين للفريق".
واسترسل :"إنه يحاول التمويه لكي يخبرنا أنه يختار الأفضل لكي يظن المنافسين أنه ضعيف للغاية، لكنني أؤكد أن ذلك أمر خطأ كليا لأنه يبعد الجيدين عن المنافسة وبالتالي السعودية ستسبب أكبر صدمة في أول مباراة في كأس العالم".
مشكلة تشيرشيسوف ودازجويف
من الواضح أن المدرب لا يحب صانع ألعابه واللاعب الذي وصف ذات يوم بأنه "ميسي روسيا".
يقول ألان مور :"من الواضح أن تلك أزمة، تشيرشيسوف يرى أنه غير مستقر على مستواه، لكن دازجويف بحاجة للعب بجانب لاعب مثل إيجور دينسوف حينها سيتألق، إنه لا يحب أسلوبه ولا يثق به كثيرا ولا يستدعيه على الغرم من موهبته الكبيرة، لكنني أؤكد لك بوجود دينيسوف ودازجويف في خط الوسط سيكون الأمر خطيرا على الخصوم في كأس العالم، لكن المدرب لديه مشاكل كبيرة مع دازجويف قد يستدعيه بسبب ضغط الإعلام هنا، لكن تلك المشاكل كانت واضحة حينما شارك اللاعب ورأينا كيف تعامل الثنائي مع بعضه البعض".
عناد المدرب
مدرب روسيا وصف بالعند في أكثر من مرة، يدخل في مشاكل مع لاعبيه ولا يرغب في تجديد الدماء ويسعى فقط لتجهيز 11 لاعبا، الإصابات حينما ضربته لم يتمكن من إيجاد البدائل الكافية لأنه لم يسمح لنفسه بتلك المساحة، لكن مع عودة بعض اللاعبين مثل زوبنين ووجود تاشيايف في دينامو وإيجناتيف لاعب كراسندور وكوزيايف الذي يعد حاليا أفضل موهبة في روسيا.
لكن تشيرشيسف من النوع الذي يحب الصراعات وإثبات وجهة نظره، ولا يحب أبدا الانصياع خلف الأوامر. هناك الكثير من الانتقادات والمخاوف في روسيا نظرا لأنه لم يضم الكثير من المواهب، لكن الرهان الحالي على بعض الأسماء يجعل الجميع يترقب.
قلب الدفاع والمساحة بين الوسط والهجوم
لا يحظى المهاجمون بالدعم الكافي من خط الوسط، إن قمنا بالنظر فقط إلى طريقة 3-5-2 التي لعب بها المدرب فخط الوسط اكتفى بالحصول على الكرة وإيقاف المنافس لكنه لم يصنع ما يكفي من الفرص في المباراتين خاصة ضد فرنسا.
خط الدفاع كان مرتبكا وبطيئا وإن استمرت تلك الأزمة حتى كأس العالم فتلك ستكون نقطة ضعف واضحة يمكن للخصوم استغلالها، بالنسبة لمنتخب مصر فالرهان على المهاجم الذي سيتمكن من استغلال خط الدفاع المرتبك والضعيف للغاية، نحن بحاجة لقوة بدنية وسرعة والأمر يعني مهاجم بقدرات مراون محسن لكن في أفضل حالاته للتسجيل. أيضا الثنائي محمد صلاح ومحمود حسن تريزيجيه بإمكانه أن يستغل المساحات خلف الظهيرين إن استمرت الإصابات وشارك هؤلاء اللاعبين سواء سمولوف على اليمين أو يوري جيركوف على اليسار.
قال تشيرشيسوف مدرب روسيا في وقت سابق :"الأمور تسير بطريقة غريبة، نحن نخسر لاعب كبير كل شهر، وظيفتنا حاليا هي إنهاء حالة البكاء على الخسائر الكثيرة ونستعد بأفضل طريقة ممكنة لكأس العالم".
قد لا يكون المنتخب الروسي قد قدم أفضل مستوى له في المباراتين الوديتين، لكن لا يمكن استبعاده أو الاستهانة به لمجرد أداء سيء في مباراتين خاصة بالنظر لأن الخصمين كانا البرازيل وفرنسا. ومع تواجد العديد من المواهب، فهل يتخلى تشيرشيسوف عن عناده؟