استهل المنتخب المصري استعداداته لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018 بمواجهة في غاية القوة والأهمية أمام المنتخب البرتغالي بطل أوروبا والذي يمتاز بالمنظومة القوية التي وضعها مدربه فرناندو سانتوس.
وبالطبع مثل تلك المواجهات تظهر لك العديد من نقاط الضعف في صفوفك وكذلك تؤكد لك بشكل أكبر على نقاط قوتك وكيفية استغلالها، وهو الأمر الذي أكده هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب المصري في المؤتمر الصحفي عقب المباراة بأنه خرج باستفادة كبيرة بعيدا عن النتيجة .
البداية كالعادة بثغرة الجبهة اليمنى
في ظل محاولة تحقيق أقصى استفادة هجومية من محمد صلاح وعدم استنزاف قدراته بدنيا في الارتداد لأداء الجانب الدفاعي يعاني الفريق من الزيادة العددية للخصم دائما في تلك الجبهة.
وبالفعل كانت كل الحالات الهجومية التي خلقت فرصا للتهديف من تلك الثغرة.
لاحظ منذ البداية في الدقيقة الأولى.
حتى مع تواجد النني مع فتحي كان التفوق العددي للخصم بثلاثي وانتهت بتصويبة من كرستيانو رونالدو.
واستمر الأمر في أكثر من حالة أخرى.
وظهر التعامل مع ذلك الأمر بفكرتين الأولى وهي عودة أحمد حسن كوكا كجناح أيمن عند تحرك صلاح للعمق الهجومي، والثانية تحول عبد الله السعيد للجناح الأيمن للتغطية مع أحمد فتحي.
بل وعلى الصعيد الهجومي ظهر السعيد في أكثر من حالة يتواجد في مركز الجناح الأيمن واقترب محمد صلاح أكثر لمرمى المنافس.
كذلك استمرت فكرة تغطية محمد النني في الجبهة اليمنى مع فتحي وارتداد محمود حسن تريزيجيه للعمق كلاعب ارتكاز ثالث بجوار طارق حامد، وأحيانا أخرى كان الارتداد لعمق وسط الملعب من السعيد.
ومع التقدم في النتيجة أشرك كوبر عمرو ورده على حساب عبد الله السعيد وتحولت الطريقة إلى 4-4-2 بتواجد مروان محسن ومحمد صلاح ثنائي هجومي وورده ومحمود حسن تريزيجيه على جانبي الملعب لعمل المساندة الدفاعية مع فتحي ومحمد عبد الشافي.
الكرات العرضية الأزمة والحل
كثيرا ما تلقى المنتخب تحت قيادة كوبر أهدافا عن طريق الكرات العرضية وتحديدا في المساحات بين الظهير وقلب الدفاع وكذلك خلف الظهيرين، وفي ظل تأثر قلبي الدفاع ذهنيا الناتج عن هبوط الجانب البدني مع اقتراب نهايات المباريات على المدير الفني الأرجنتيني تغيير فلسفته في تلك الفترات بالعمل على منع إرسال تلك الكرات العرضية من البداية بالشكل المنضبط عن طريق ثنائيات وأحيانا ثلاثيات دفاعية على الأطراف.
أما الحل الآخر فهو تغيير طريقة اللعب في تلك الدقائق بالدفع بقلب دفاع ثالث يزيد من الصلابة الدفاعية ويحرر الظهيرين نسبيا ليسهل من عملية منع إرسال العرضيات وكذلك خلق الكثافة العددية داخل المنطقة لمواجهة تلك الخطورة
الكرات الثابتة دفاعيا
أظهرت تلك الجزئية تركيز الجهاز الفني بشكل تام في المباراة حيث ظهرت عدة أخطاء في الدفاع في الكرات الثابتة في البداية عند الدقيقة العاشرة تقريبا، ولكن بعدها تم التصحيح بشكل سريع.
فكان التنفيذ من البرتغال بتمريرة قصيرة وتقدم طارق حامد فقط لمواجهة ثنائي فيما اقترب منه بعدها عبد الله السعيد ولكنه معه رقيبه فاستمر التفوق العددي لصالح البرتغال ثلاثي ضد ثنائي في تلك الجبهة وهو ما يسهل عملية الاختراق، كذلك كانت هناك مساحة فارغة تماما على حدود المنطقة مع تواجد جواو ماريو لاعب الخصم دون أي تواجد من لاعبي المنتخب المصري ما يعني أن الكرة الثانية في تلك المساحة ستمثل خطورة كبيرة للغاية.
ومع أول كرة ثابتة بعدها تجد خروج ثنائي للضغط عند محاولة تمريرها مع تواجد الثنائي السعيد وصلاح على حدود المنطقة للحصول على الكرة الثانية وكذلك العمل على تشكيل المرتدة أيضا.
لكن ما يجب الحذر منه هو فكرة الاعتماد على اللاعب محمود تريزيجيه في الرقابة الدفاعية خلال تلك الكرات حيث أظهرت إحدى الحالات تركيز اللاعب فقط على الكرة وترك رقيبه وحيدا داخل منطقة الـ6 ياردات والذي كاد يحرز هدفا.
التنظيم الهجومي
استمرت فكرة الاعتماد على تقدم محمد النني لتقديم المساندة الهجومية خاصة في الجبهة اليمنى وخاصة بتحرك في أنصاف المساحات بين قلب الدفاع والظهير الأيسر للخصم أو الارتكاز والجناح الأيسر.
وهي المساحة التي نجح من خلالها في عمل تمريرة ثنائية ثم إرسال عرضية مهدها تريزيجيه للسعيد لتصنع فرصة هدف محقق.
وهي المساحة ذاتها التي جاء منها هدف النني في نهائي كأس الأم الإفريقية في الجابون أمام الكاميرون.
اقرأ أيضا
في إفريقيا - بوتسوانا تنضم للقائمة.. تعرف على 33 دولة و93 نادي التقى بهم الأهلي إفريقيا من قبل
كلمات عن كرويف - "لعب الكرة أمر بسيط.. لكن اللعب البسيط أصعب ما يمكن"
أرقام في الجول – نصف ساعة لمروان خير من 60 دقيقة لكوكا
بمباراته رقم 900.. 4 أرقام حققها رونالدو أمام مصر
رئيس بعثة المنتخب: مباراة البرتغال أثبتت أن بعض اللاعبين لا يستحقون اللعب كأساسيين