كتب : زكي السعيد
في 17 ديسمبر 1983، حققت هولندا الانتصار على مالطا بخماسية نظيفة في تصفيات يورو 1984، نتيجة عقدت الأمور على منافستها في المجموعة السابعة: إسبانيا.
لاروخا باتوا مجبرين على الانتصار بعد 4 أيام على نفس المنافس (مالطا)، ولكن بفارق 11 هدفا!
ريمونتادا مستحيلة بالطبع، وجون بونيلو حارس مرمى مالطا صرح قائلا قبل المباراة: "إسبانيا لا تستطيع تسجيل 11 هدفا أمام فريق من الأطفال حتى".
خلال المباراة، وفي أجواء مناخية سيئة على ملعب بينيتو فيامارين بمدينة إشبيلية، أهدرت إسبانيا ركلة جزاء منذ الدقيقة الأولى، ولم تسجل إلا بحلول الدقيقة 15، بل وتلقت هدف التعادل في الدقيقة 24.
انتهى الشوط الأول بتقدم إسبانيا 3-1 فقط بهاتريك كارلوس سانتيانا مهاجم ريال مدريد، مما يعني حاجة إسبانيا إلى تسجيل 9 أهداف في الشوط الثاني، بمعدل هدف كل 5 دقائق.
في الشوط الثاني، حدثت المعجزة، وانفجر خط الهجوم الإسباني بقيادة بولي رينكون مهاجم ريال بيتيس الذي سجل رباعية شخصية، سانتيانا بدوره سجل السوبر هاتريك.
الجمهور الإسباني اضطر للانتظار حتى الدقيقة 84 ليشهد على الهدف رقم 12 بواسطة خوان أنتونيو سنيور، والذي كان قد أهدر بنفسه ركلة الجزاء في الدقيقة الأولى من المباراة.
مع انطلاق صافرة الختام وإعلان تأهل إسبانيا الإعجازي ليورو 1984، اجتاحت الجماهير الأندلسية أرض الملعب والجنون مسيطر على أذهانهم، وعلى الرغم من العودات الأوروبية المستحيلة لكبرى الأندية الإسبانية في البطولات الأوروبية، تظل عودة المنتخب الأول أما مالطا هي عنوان "الريمونتادا" في إسبانيا.
<iframe width="100%" height="450" src="https://www.youtube.com/embed/_SJVd94SUnM" frameborder="0" allow="autoplay; encrypted-media" allowfullscreen></iframe>
المالطيون تحدثوا بعد 35 عاما
هذا الأسبوع، عادت المباراة لتطفو على السطح ولكن برؤية الطرف المالطي، فمحطة "موفيستار" الإسبانية ارتحلت إلى مالطا لتبحث تفسير الانهيار المالطي في شوط المباراة الثاني بتلك الليلة الشتوية الباردة.
فيكتور سكيري مدرب مالطا بتلك المباراة، تحدث عن مؤامرة إسبانية بواسطة شخص مجهول بين شوطي اللقاء: "حضر إلينا رجل قصير مرتديا اللون الأبيض، وقدم إلينا طبق من الليمون المشطور، كان ذلك الشيء الوحيد الذي عرضوه علينا. اللاعبون قاموا بامتصاصه وعلى الفور شعروا بالسوء. سألت الطبيب ما إن كانوا تعرضوا للتخدير، لأني شعرت بأن اللاعبين فقدوا صوابهم، أتمنى أن إسبانيا لم تقم بذلك فعلا، لأن لو حدث ذلك فهذا يطيح بكرة القدم".
أما سيلفيو ديمانويلي صاحب هدف مالطا الوحيد في تلك المباراة، فكان لديه رواية أكثر تفصيلا عن سر ثورة إسبانيا بالحصة الثانية: "فور أن امتصصنا الليمون شعرنا بالسوء، شعرت بأنني مخمور كما لو أني احتفلت بصخب طوال الليل. شقيقي كان بطلا في كمال الأجسام، وأعرف ماذا يحدث عندما تتناول المنشطات. الطاقة التي تمتع بها الإسبان كانت شيئا غير اعتيادي. لقد لاحظت خروج سائل حمضي من أفواههم خلال المباراة، وهذا ما يحدث عندما تتعاطى المنشطات".
خوسيه أنتونيو كاماتشو قائد المنتخب الإسباني بتلك المباراة، رد عبر المنصة عينها على ادعاءات الجانب المالطي:
"إنهم يظهرون جودتهم المتدنية، لم نتعاط أي شيء على الإطلاق، تلك الإفرازات.. لا أعلم.. أظن أن هذا ما يحدث عندما تتقدم في العمر، تبدأ في الهذيان، هذا ما يفعلونه الآن".
وعلق أسطورة ريال مدريد على نظيرة الليمون:
"أعتقد أنه جنون، شيء غير مبرر.. إن حضر إليك شخص يرتدي الأبيض وعرض عليك الليمون، فلا تأخذه".
تظل الريمونتادا الإسبانية في مواجهة مالطا واحدة من أعظم الإنجازات بتاريخ الرياضة الإسبانية، إلى أن يثبت العكس.