بعد إحرازه رباعية في مرمى فريق واتفورد حقق النجم المصري محمد صلاح العديد من الأرقام القياسية إذ أنه أصبح اللاعب الأول في تاريخ ليفربول الذي يحرز 36 هدفا في موسمه الأول مع الفريق وكذلك أول لاعب مصري وثالث إفريقي يحرز رباعية في مباراة واحدة بالدوري الإنجليزي، كما أنه أصبح الهداف الأفضل للدوريات الكبرى بعد تخطى ليونيل ميسي نجم برشلونة وإديسون كافاني مهاجم باريس سان جيرمان وهاري كين نجم توتنام بتسجيله 28 هدفا.
محمد صلاح
النادي : ليفربول
ويستعرض لكم Filgoal.com من خلال هذا التقرير تحليلا لما قدمه محمد صلاح في مواجهة واتفورد والذي يتطابق بشكل كبير مع تحليل صلاح نفسه عبر شبكة سكاي سوبرتس في ضيافة نجم ليفربول السابق وعضو فريق التحليل في القناة جيمي كاراجر عبر برنامج "ماتش زون". (طالع التفاصيل)
عندما طلب كاراجر من صلاح تصنيف مركزه هل هو مهاجم أم جناح، أوضح الدولي المصري بأنه جناح ولكنه يتمركز في العمق قليلا وليس على الخط الجانبي وهو ما يساعده أكثر على تسجيل الأهداف.
وبالفعل في مواجهة واتفورد ظهر التموضع دائما من صلاح في أنصاف المساحات بين قلب الدفاع والظهير الأيسر للخصم دائما (وهو ما ظهر في بداية أهدافه الأول والثاني والرابع).
في كل الحالات السابقة وخاصة عند امتلاك قلب الدفاع الأيسر للكرة فيرجيل فان ديك أو محور الارتكاز جوردان هندرسون ستجد صلاح يُعدل من وضعية جسده استعدادا للانطلاق خلف الدفاع واستقبال التمريرة القطرية وبالفعل يساعده هذا الأمر على استغلال سرعة انطلاقه في أن يسبق المدافع دائما.
ولكن هنا لم يمررها له فان ديك، وهذه حالات أخرى تم التمرير له ولكن تقدم حارس المرمى أبعد الخطورة.
كما أن هذا التحرك يوفر المساحات على الأطراف للظهير المتقدم في مواجهات الفرق الصغرى أو لاعب الوسط المساند في مواجهات أصعب، وهو ما أكده صلاح في حواره مع كاراجر حينما أوضح بأنه يتحرك للعمق من أجل خلق مساحة على الأطراف ينطلق بها أوكسالايد تشامبرلين، وأحيانا أخرى يكون علي التحرك للخط الجانبي من أجل أن ينطلق أوكس في العمق (صلاح يستدرج الظهير للخارج فتتسع المساحة بينه وبين قلب الدفاع ينطلق بها لاعب الوسط المساند).
لاحظ هذه الحالة من البداية تواجد صلاح في أقصى الطرف الأيمن ثم تهرب إلى أن تمركز بين قلب الدفاع والظهير كما يفضل.
بعدها خرج للخط الجانبي كما أوضح من قبل لخلق مساحة بالعمق ينطلق بها لاعب الوسط هنا كان إيمري تشان.
وفي حالة أخرى كان العكس أو الـ switchالذي تحدث عنه صلاح أيضا في تحليله، ستجد تشان على الخط وصلاح بالعمق.
أما الفكرة الأخرى فكانت التحرك القطري إلى عمق الدفاع والذي وصفه صلاح بأنه سلاح مزدوج إما أن أحصل على الكرة في المساحة أو أخلق المساحة خلفي لزملائي ليحصلوا على الكرة فيها.
والفكرة الأخرى والأهم هي مساندة روبيرتو فيرمينو له في إحراز الأهداف حيث يؤدي المهاجم البرازيلي دور المهاجم الوهمي ويتحرك كثرا بين الخطوط كصانع لعب فيستدرج خلفه أحد قلبي الدفاع وتظهر المساحة لصلاح لينطلق بها.
وهو ما أكده أيضا صلاح في ضيافة كاراجير عندما سأله عن دوره عند تحول فيرمينو لصانع لعب وقال بأنه وماني يتحولان لمهاجمين وينطلقا بالعمق.
أما عن صناعته لهدف فيرمينو فقد خلق صلاح المساحة لنفسه كي يتسلم الكرة عن طريق التحرك لخارج الملعب باتجاه الخط الجانبي والابتعاد عن رقابة قلب الدفاع الذي لو تقدم خلفه سريعا لتم تمرير الكرة من خلفه في أنصاف المساحات وانطلق صلاح لذلك كان مجبرا على الوقوف وانتظار التمريرة أولا وبالتالي أصبح لديك المساحة والوقت لاستلام الكرة واتخاذ قراره.
وتسلم صلاح الكرة بقدمه اليسرى مع الدوران ليحمي الكرة بجسمه الذي بات بينها وبين المدافع.
ومن ثم الانطلاق واستغلال فارق السرعة الذي يمتاز به.
أما عن هدفه الثالث فكانت البداية بانطلاق في عمق الدفاع ولكن مع تواجد فيرمينو بدأ يبطئ من انطلاقته ليتمركز على حدود المنطقة بدون رقابة بعد استدراج فيرمينو للدفاع.
وفي الهدف الرابع له كان التمركز أيضا في أنصاف المساحات ووضعيته تلك تساعده على رؤية كافة الحلول المتاحة في عمق دفاع الخصم دائما بل وعلى الأطراف أيضا عند عمل overlap من الظهير أو الارتكاز المساند بالانطلاق من خلفه، وبالتالي كان القرار حاضرا بتمريرة من اللمسة الأولى لينفرد زميله بالمرمى ويسدد وترتد مع متابعة صلاح ليسكنها الشباك.
نعم صلاح لاعب مميز للغاية بالسرعة ولكنه يحسن استغلال تلك الموهبة بأمور ربما يعتبرها البعض بسيطة ولكنها حاسمة ومهمة للغاية وتحتاج لتكرار العديد من التدريبات كثيرا حيث يتدرب على عملية التمويه بالتحرك خطوة أو اثنتين للخلف باتجاه خط الجانب ثم الانطلاق أو للخلف باتجاه مرماه ثم الانطلاق، ولكن ما عمل على تطويره حقا هو الإنهاء بطرق وأساليب مختلفة.