كتب : فادي أشرف وأحمد الخولي
في 1961 فشلت محاولة أمريكية لاحتلال كوبا ووضعت العالم كله تحت تهديد اشتعال الحرب الباردة وتحولها إلى حرب نووية بين أمريكا والاتحاد السوفييتي، فيما عرف بعد ذلك بأزمة "خليج الخنازير". أيام حبس فيها العالم أنفاسه مرت دون أن يفوز أحد بأي شيء. تقريبا نفس الأمر حدث في "صفقة القرن"، عبد الله السعيد.
FilGoal.com يقدم في هذا التحقيق ما حدث في الساعات التي حبست أنفاس كل متابع للكرة المصرية من اشتعال حرب ضروس بين الأهلي والزمالك على عبد الله السعيد.
رواية الزمالك عن جلسة توقيع عبد الله
الجانب الأهلاوي من الرواية اكتمل: اللاعب مدد عقده مع النادي وتم عرضه للبيع بسبب "تفاصيل المفاوضات" بحسب ما قاله سيد عبد الحفيظ مدير الكرة في القلعة الحمراء.
الأهلي أعلن موقفه من عبد الله السعيد، لكن الجانب الزملكاوي لم يعلن بشكل رسمي حتى الآن.
فماذا عن الجانب الزملكاوي من الرواية؟
انتقال السعيد إلى الزمالك لم يكن ليوقفه أي شيء حسب رواية مصدر مطلع داخل الزمالك، والذي قال لـFilGoal.com "عبد الله السعيد وقع على كل العقود والاستمارات اللازمة لإتمام انتقاله إلى الأبيض مع نهاية عقده إلى الأهلي في منزل أحد المقربين من اللاعب".
وأكد المصدر لـFilGoal.com على توقيع السعيد على 4 نسخ من العقد، وما يفيد باستلامه جزء من المبلغ كمقدم للتعاقد مع الزمالك في الجلسة التي جمعت السعيد وأحمد مرتضى منصور عضو مجلس الزمالك السابق وإسماعيل يوسف عضو المجلس الحالي والمشرف على الكرة، في حضور وسيط الصفقة وهو أحد وكلاء اللاعبين.
كذلك أوضح المصدر لـFilGoal.com أن الزمالك بالفعل قام باستعلام شفوي على عقد السعيد لدى اتحاد الكرة للتأكد من أنه في الـ6 أشهر الأخيرة من التعاقد. إجراء روتيني لكن ستظهر أهميته في الساعات الأخيرة من حسم الصفقة الأزمة.
إلى هنا ينتهي دور الزمالك مؤقتا في القصة، وننتقل إلى الجزيرة.
في ذلك الوقت كان الأهلي في مفاوضات مع السعيد وأحمد فتحي لتمديد التعاقد.
مصدر مقرب من اللاعب قال لـFilGoal.com إن السعيد أثناء المفاوضات أبلغ الأهلي بتلقيه عروضا فلكية من خارج مصر، الأمر الذي دفع الأهلي لتقديم "عرضا هو الأعلى" للثنائي. الأمور لم تكلل بالنجاح مع عبد الله وبالتالي أبلغه الأهلي "شوف مصلحتك"، حسبما أوضح المصدر المقرب من اللاعب.
بعد أن جدد فتحي تعاقده يوم الاثنين الماضي، أصبح الشعور العام داخل أروقة الأهلي أن هناك مشكلة كبرى فيما يخص تجديد السعيد أكبر حتى من مطالبه المادية التي كانت ستمنحه حسبما أوضح عدد من مسؤولي الأهلي 3 أضعاف رواتب زملاءه من الفئة الأولى.
كيف حدث ذلك؟
كان من المفترض حسبما علم FilGoal.com أن تجمع جلسة بين فتحي والسعيد وتركي آل الشيخ مساء يوم الاثنين في حضور مسؤولي الأهلي، حضر فتحي الجلسة واختفى السعيد وأغلق هواتفه وتعذر الوصول إليه.
بناء على تلك الجلسة المنتظرة، قال مصدر في الأهلي لـFilGoal.com قبلها إن تجديد السعيد صار وشيكا، ولكن السعيد اختفى.
بدأت الشكوك في التأكد داخل القلعة الحمراء قبل ساعات من اليوم الحاسم.
ما الذي حدث في ثلاثاء الحسم؟
حضر السعيد إلى مقر النادي بالجزيرة لخوض مران تأهيلي في صالة الجيمينازيوم بسبب إصابته.
قبل انطلاق المران اجتمع سيد عبد الحفيظ مدير الكرة في الأهلي بالسعيد لمدة نصف ساعة، قبل أن يجمع السعيد اجتماعا مطولا بـقائد الفريق حسام غالي.
بعد مران الفريق، اجتمع السعيد بالصالة المغطاة داخل النادي بكل من محمود الخطيب رئيس النادي، تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية والرئيس الشرفي للأهلي، عبد العزيز عبد الشافي المدير الرياضي وعبد الحفيظ وغالي.
خلال تلك الجلسة - حسبما أكد مصدر مطلع داخل الأهلي – ظهر الحديث عن احتمالية توقيع السعيد على عقود الانضمام إلى الزمالك.
تمديد وليس تجديد
كانت فكرة سيد عبد الحفيظ مدير الكرة أن يتم تمديد عقد السعيد وليس تجديده.
تجديد العقد يعني إبرام عقد جديد بين اللاعب والنادي وتوثيقه من البداية لدى اتحاد الكرة.
ولكن التمديد، وهو ما قام به الأهلي، هو تقديم طلب إلى اتحاد الكرة بتغيير بنود العقد المسجل لديه بموافقة طرفيه، الأهلي والسعيد.
يستطيع الأهلي بناء على هذا الطلب أن يغير مدة العقد والمبلغ الذي يتقاضاه السعيد بعد دفع 3% من عقد اللاعب لاتحاد الكرة.
واتحاد الكرة وافق على طلب الأهلي حسبما أوضح مصدر في الجبلاية لـFilGoal.com.
ووصل السعيد والأهلي إلى اتفاق مدد اللاعب على إثره التعاقد دون الحصول على وعد بالخروج لإعارة في الخليج خلال مدة التعاقد التي زادت عامين أي تنتهي في 2020، وظهرت الصور الشهيرة لاتجاه عبد الحفيظ والسعيد إلى اتحاد الكرة لتوثيق الأمر.
قرار صادم في منتصف الليل
عملية تفاوض الأهلي مع عبد الله السعيد لتجديد تعاقده كانت سببا في عرض اللاعب للبيع أو الإعارة بعد ساعات قليلة من تمديد عقده حسب تصريحات سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالفريق. (طالع التفاصيل)
أمر آخر ساهم في ذلك الشعور هو أن بقاء السعيد كان يعني "فتنة داخل الفريق" حسب وصف اتفق عليه أكثر من مصدر داخل الأهلي حيث أن راتبه كان سيوازي 4 أضعاف بعض اللاعبين، كما رأى مسؤولي الأهلي إن ما فعله السعيد سيصبح سنة متبعة في الضغط عليهم لزيادة عقودهم.
على إثر ذلك، قررت لجنة الكرة بعرض السعيد للبيع أو الإعارة.
ردة فعل السعيد لم تتضح حتى الآن مع غيابه عن مران المستبعدين يوم الأربعاء، لكن رغم ذلك شدد المتحدث الرسمي للاهلي شريف فؤاد لـFilGoal.com بعدم وجود اي قرار بتجميد اللاعب لمصلحة المنتخب
هل يشكو الزمالك السعيد؟
أكثر من مصدر داخل الزمالك رفضوا الرد على هذا السؤال، تاركين الأمر لمؤتمر رئيس النادي مرتضى منصور يوم السبت المقبل، ولكن ماذا لو حدث ذلك الأمر؟
مصدر داخل اتحاد الكرة أكد لـFilGoal.com أنه في حال اشتكى الزمالك الأهلي سيتم بحث الشكوى والنظر إلى التواريخ التي تم فيها توقيع العقود وستسير الشكوى في اتجاه من اتجاهين.
الأول: هو اعتبار السعيد موقعا لناديين، وبالتالي ترتفع احتمالية إيقافه.
والثاني: هو اعتبار توقيع السعيد للزمالك والعدم سواء بسبب عدم استعلام الزمالك رسميا عن عقد اللاعب، وتمديد الأهلي لتعاقده وبالتالي يضعف موقف الزمالك في الشكوى المفترضة.
رفض المصدر الكشف عن أي اتجاه سيتم أخذه في الشكوى إن حدثت ولكنه قال إن الأمر سيكون محل نقاش كبير وساخن داخل أروقة الاتحاد إن حدث.
اقرأ أيضا
خبر في الجول - عروض سعودية وإماراتية للسعيد.. والأهلي يرغب في الاستفادة القصوى
الأهلي لـ في الجول: لم نجمد السعيد.. نراعي دوره مع منتخب مصر
الفيزياء قد لا تجدي مع كرة القدم.. عندما وجه هوكينج نصائحه لإنجلترا فودعت المونديال مبكرا
بالصور - مؤتمر صحفي في الزمالك للحديث عن الأزمة المالية و"تعنت لجنة الوزير"
وكيله: معروف يوسف يريد الجنسية المصرية أملا في المشاركة بالمونديال