كتب : لؤي هشام
نظريات مؤثرة في علم الفيزياء النظرية وأبحاث ودراسات أخرى أكثر تأثيرا خلدت اسمه بين أبرز علماء الكرة الأرضية عبر تاريخها، ولكن ما علاقة ذلك بكرة القدم؟
العالم الإنجليزي الشهير ستيفن هوكينج رحل عن عالمنا يوم الأربعاء عن عمر ناهز 76 عاما.
وهوكينج، الذي يعتبره الكثيرون من أعظم العلماء في عصرنا الحالي هو عالم في علم الكون وعلم الفلك والرياضيات، وقد ألف العديد من الكتب بما في ذلك كتاب "A Brief History of Time" والذي بيع منه أكثر من عشرة ملايين نسخة في العالم بحسب شبكة CNN.
ومع العديد من المؤلفات والنظريات التاريخية والتكريمات والجوائز المختلفة لم يكن الحال مشابها مع كرة القدم، ونظريته وأرقامه لمساعدة إنجلترا على تحقيق كأس العالم لم تؤت ثمارها.
العالم الذي يراه البعض الأكثر عبقرية في الفيزياء النظرية منذ ألبرت أينشتاين طُلب منه تقديم صياغة لكيفية فوز منتخب الأسود الثلاثة بالمونديال الغائب من عام 1966. كان ذلك قبل بداية كأس العالم 2014.
ولتحليل فرص إنجلترا في البطولة العالمية حلل هوكينج أرقام 45 مباراة لعبتها الأسود الثلاثة في ذلك التوقيت بالبطولة العالمية منذ التتويج بالكأس في 66، كمل حلل أيضا 206 ركلة جزاء احتسب لصالح أصحاب القميص الأبيض بحسب ما ذكرت "جارديان".
وبعد مراقبته لهذه الأرقام أعطى العالم الشهير 5 عوامل قد تؤثر على أداء الإنجليز بالبطولة، وهي عوامل: بيئية ونفسية وبدنية وسياسية وتكتيكية.
وأكد ستيفن الذي نال وسام الإمبراطورية البريطانية إن أداء إنجلترا سيتأثر بالأماكن التي تعلو عن سطح البحر بـ500 مترا وأن ارتفاع الحرارة عن 5 درجات يؤثر على نسب فوزها بنسبة 59%.
إنجلترا وقعت في مجموعة ضمت إيطاليا وأوروجواي وكوستاريكا.
وقال هوكينج: "مباراة كوستاريكا هي الأفضل لتحقيق نتيجة جيدة أمام مباراة الافتتاح أمام إيطاليا ستكون الأصعب. درجة الحرارة وموعد المباراة المتأخر بعيدان عن المثالية" حسنا، ربما توقع تلك النتائج قبل المباراتين لا يحتاج لعالم فيزياء :)
وتطرق ستيفن إلى الجانب النفسي متحدثا عن أن فرص منتخب بلاده في تحقيق الفوز تكون أفضل عند ارتداء القميص الأحمر - وليس الأبيض - داخل الشورت الأبيض، موضحا أن اللون الأحمر يجعل الفريق أكثر ثقة وقوة.
هنا كان الحديث عن الجوانب الإحصائية والنفسية، قبل أن يتحدث عن الجوانب الفنية لفريق المدرب روي هودسون في ذلك التوقيت.
الرجل الذي عانى من مرض التصلب الجانبي الضموري أوضح أن اللعب بطريقة 4-3-3 يحقق نتائج أفضل من اللعب بالطريقة التقليدية 4-4-2 التي حقق بها الفريق الفوز بنسبة 58%.
النصائح لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى ركلات الجزاء كذلك.
وقال عالم الفيزياء الشهير إن إنجلترا يجب أن تسدد ركلات الجزاء في أعلى الزاوية اليسرى والزاوية اليمنى باستخدام الجزء الجانبي من القدم ولكنه أوضح أن السرعة كذلك عامل مهمة للغاية.
"الركض لأكثر من 3 خطوات قبل تسديد الكرة يعطي الكرة مزيدا من القوة" هكذا فسر هوكينج.
عمر اللاعبين لم يكن عاملا مهما في نظيرة هوكينج الكروية وكذلك سواء كانت القدم المفضلة للاعبين اليسرى أو اليمنى,
ولكنه استدرك "اللاعبون أصحاب الشعر الناعم أو الصلع منهم لديهم فرصة أعلى من نظرائه في التسجيل. والسبب خلف ذلك غير واضح وذلك سيظل واحد من أعظم أسباب غموض العلم".
ببساطة، وجد هوكينج أن ارتداء القميص الأحمر واللعب بعد الظهيرة والاعتماد على خطة 4-3-3 كلها أمور ستساعد إنجلترا على النجاح بالمونديال ولكنه أيضا حذر من حكام أمريكا الجنوبية.
وأوضح العالم الراحل أن إدارة الحكام الأوروبيين لمباريات إنجلترا يزيد من فرص بلاده إذ يتقبل هؤلاء الحكام أسلوب اللعب الإنجليزي بشكل أكبر من نظرائهم في القارة اللاتينية.
ولكن ماذا حدث بعد هذا العدد من النصائح والتحليلات؟ حسنا، إنجلترا ودعت البطولة مبكرا من الدور الأول :)
تلقى الأسود الثلاثة هزيمة في المباراة الافتتاحية أمام إيطاليا بهدفين لهدف، وهي نفس النتيجة التي تكررت أمام أوروجواي ثم التعادل السلبي أخيرا أمام كوستاريكا.
المفاجأة تحققت وتأهل كلا من أوروجواي وكوستاريكا وخرجت إيطاليا وإنجلترا.
ربما كان هوكينج عالما لا يُصدق فيما يتعلق بالفيزياء النظرية ولكن حينما تعلق الأمر بكرة القدم فبالتأكيد لم تكن الفيزياء لتجدي.