كتب : علي أبو طبل
وكأن جوزيه مورينيو لا يريد إيجاد الأسباب الكافية للدفاع عنه. فتحت قيادته مانشستر يونايتد يفشل في التأهل لربع نهائي دوري أبطال أوروبا بعد خسارة مفاجئة أمام الضيف الإسباني إشبيلية.
عمل كبير خلال المباريات الثلاثة الأخيرة والتي تخللها التفوق على تشيلسي وليفربول في الدوري المحلي ذهب هباء مع ظهور الفريق بشكل متواضع أمام الفريق الذي يحل خامسا في ترتيب الدوري الإسباني.
"لقد جلست في هذا المقعد من قبل عندما خرج مانشستر يونايتد من هذا الدور على يد بورتو وجلست مرة أخرى عندما خرج الفريق على يد ريال مدريد في نفس الملعب الخروج من هذا الدور ليس بالأمر الجديد على هذا النادي". تصريح يمكن تصنيفه بالكارثي لجوزيه مورينيو في أعقاب الخروج المخزي أمام الفريق الأندلسي بل يمكن أن يزيد المأساة بالمطالبة بخروجه من الإدارة الفنية للفريق عقب نهاية الموسم.
بطولة امتلك يونايتد فرصا فيها بتواجده من أجل إنقاذ ما تبقى من الموسم الذي فقد فيه فرص التتويج بالدوري الممتاز ولا تزال بطولة كأس الإتحاد على المحك أيضا عندما يلتقي مانشستر يونايتد مع برايتون في أمسية السبت القادم.
قرعة لم يكن ليحلم بها الفريق الإنجليزي أمام فريق إسباني - ليس ريال مدريد أو برشلونة - ويعاني فنيا ويبدو في المتناول تجاوزه تحت قيادة مدير فني تلقى الإقالة في بداية الموسم من ميلان وكان محظوظا بما يكفي ليجد عملا جديدا قبل نهاية الموسم.
حتى رغم المآخد على مستوى كتيبة مورينيو في مواجهة الذهاب إلا أن التعادل خارج الديار كان بمثابة أمرا محفزا لحسم الأمور في "أولد ترافورد" ولكن الفريق الأحمر لم يكن جيدا بما يكفي.
- حذر غير مبرر
هل تعلم كم مباراة تلقى فيها الفريق الأندلسي 5 أهداف هذا الموسم؟
5 مباريات، بداية من سبارتاك موسكو الروسي في مرحلة المجموعات من البطولة الأوروبية بجانب 4 مباريات أخرى في الدوري المحلي على يد إيبار وريال مدريد وأتليتكو مدريد وريال بيتيس، وأضف إلى تلك النتائج الخسارة برباعية نظيفة من فالنسيا.
إذن أنت في مواجهة فريق يمتلك دفاعا هشا من السهل التغلب عليه بل وسحقه إن أردت.
يمكن تحقيق ذلك بوجود لاعب يمتلك النزعة الهجومية في وسط الملعب سواء اخترت اللعب بثنائي أو ثلاثي مع وجود مهارات فردية لمارسيال وراشفورد وأليكسس سانشيز وخوان ماتا، وقاطرة تهديفية مثل روميلو لوكاكو.
فقط كل ما عليك هو أن تختار الضغط والهجوم وأن تتخلى عن حذرك غير المبرر.
مورينيو لم يختر هذا الطريق وكانت أولى قراراته الغريبة في التشكيلة التي بدأت اللقاء هي اختيار مروان فيلايني بجانب نيمانيا ماتيتش دون أي دعم آخر في وسط ملعب الفريق.
فضل مورينيو فيلايني على البداية ببول بوجبا الذي يمتلك أفضلية هجومية بالتأكيد وحتى على سكوت ماكتومني الذي يقدم عروضا جيدة في الآونة الأخيرة فكانت النتيجة أداء باهت هجوميا وفقدان للكثير من الكرات في وسط الملعب دفاعيا مع اقتراب إشبيلية للتهديف في أكثر من فرصة في الشوط الأول.
- الحظ يبتسم لمونتيلا
بداية موسم سيئة مر بها المدير الفني الإيطالي عندما كان يقود ميلان فنيا.
العديد من الهزائم المحلية المتتالية وتراجع النتائج كانت كفيلة بتلقيه خبر الإقالة ومن ثم أصبح بلا عمل.
في جهة أخرى عانى المدير الفني السابق للفريق الأندلسي في بداية الموسم إدواردو بيريزو من مشاكل صحية بعد تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا فانتهت مهمته في ديسمبر الماضي مع الفريق وكان القرار بقدوم مونتيلا لخلافته.
استلم مونتيلا فريقا يبلي حسنا محليا بجانب تأهله لثمن نهائي دوري الأبطال حيث أوقعت القرعة الفريق في مواجهة مانشستر يونايتد.
على الورق امتلك يونايتد الفرص الأكبر ولكن التوفيق حالف مونتيلا في تحقيق مفاجأة قد تكون الأكبر في الدور ثمن النهائي هذا الموسم.
ظهور مانشستر يونايتد بدون مخالب حقيقية في "أولد ترافورد" مع مرور الدقائق أكسب كتيبة مونتيلا المزيد من الثقة في إمكانية تحقيق المفاجأة.
مرور أكثر من 70 دقيقة بنتيجة التعادل السلبي وعلى الرغم من تعديلات مورينيو بإشراك بول بوجبا بدلا من مروان فيلايني لم يقلل من حظوظ الفريق الإسباني.
ظهر بوجبا باهتا ووجدت المساحات ما بين خط وسط ودفاع يونايتد بشكل أكبر فاستغل الفريق الأندلسي المرتدات التي نتج عنها هدفا أولا قبل النهاية بربع ساعة.
لم تكن الظروف رحيمة بمورينيو الذي استحق ذلك السيناريو فتلقى يونايتد الرصاصة الثانية بعد مرور 4 دقائق فقط وبطريقة فادحة شهدت تخاذلا دفاعيا كبيرا.
إضافة ماتا ومارسيال في الوقت القليل المتبقى لم يحسن الأمور كثيرا.
هدف لوكاكو لم يكن سوى محاولة لحفظ ماء الوجه ولا نعلم ما إذا كانت محاولة ناجحة أم لا. فالفريق ودع البطولة على كل حال.
- ليست الأولى لك أيضا يا مورينيو
حاول البرتغالي دفع تبعات النتيجة المأساوية بالتبرير أنها ليست المرة الأولى التي يخرج بها مانشستر يونايتد من هذه المرحل
وإن بحثت في تاريخ المدير الفني البرتغالي فإنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها من تلك المرحلة أيضا مع فريق يقوده
فمع تشيلسي تكرر الأمر في مناسبتين خلال ولايتين.
المرة الأولى كانت في موسم 2005/2006 على يد برشلونة والثانية في موسم 2014/2015 على يد باريس سان جيرمان.
وصحيح أنه حقق لقب دوري أبطال أوروبا مع إنتر ميلان في موسم 2009/2010 ولكن في الموسم السابق لذلك ودع الفريق الإيطالي المسابقة تحت قيادته من الدور ثمن النهائي.
كان ذلك على يد من؟ مانشستر يونايتد حيث كان مورينيو يجلس على نفس المقعد الذي شاهد من خلاله خروج فريقه الحالي يخسر أمام بورتو وريال مدريد كما ذكر.
- منافسا لرونالدو؟
البطل الأبرز في مفاجأة "أولد ترافورد" كان المهاجم الفرنسي وسام بن يدر، الذي لم يلعب لأكثر من 20 دقيقة ولكنها كانت كافية لتسجيل اسمه مرتين في لائحة المهدفين في المباراة.
بن يدر رفع رصيده من الأهداف في دوري الأبطال هذا الموسم إلى 8 أهداف، ليصبح ثاني هدافي المسابقة منفردا خلف كريستيانو رونالدو صاحب الـ12 هدفا.
هل يبدو ذلك محفزا كافيا لمزيد من التألق والتهديف للفريق الأندلسي؟
خلف بن يدر تأتي 3 أسماء سجل كل منها 7 أهداف هذا الموسم، رحل منها هاري كين وإدينسون كافاني ولم يتبق سوى البرازيلي روبيرتو فيرمينيو الذي لا يزال ينافس مع فريقه ليفربول في ربع النهائي القادم.
محمد صلاح وساديو ماني كل منهما يمتلك 6 أهداف في البطولة أيضا بينما البرازيلي نيمار الذي يمتلك نفس العدد من الأهداف غادر البطولة رفقة فريقه باريس سان جيرمان.
روميلو لوكاكو وفينسينت أبو بكر سجلوا 5 أهداف أيضا ولكنهم ودعوا البطولة والبرازيلي فيليب كوتينيو سجل نفس العدد مع ليفربول في بداية الموسم ولكنه لا يمتلك الفرصة لتسجيل المزيد هذا الموسم مع برشلونة.
بينما بنفس العدد التهديفي تستمر أسماء كمهاجم يوفنتوس جونزالو هيجواين ونظيره في بايرن ميونيخ روبيرت ليفاندوفسكي
لا يزال بن يدر الأقرب لرونالدو فهل يلحق به أو أي من تلك الأسماء التي لا تزال في طور المنافسة؟