كتب : محمد يسري
المشهد يتكرر بنفس الأحداث ونتيجته قد تكون واحدة لكن تطلعات أنطونيو كونتي قد تكون أكبر من الحصول على نتيجة المشهد السابق.
على ملعب كامب نو يحل تشيلسي بقيادة كونتي ضيفا على برشلونة في إياب دور الـ16لدوري أبطال أوروبا في مباراة يدخلها الفريق الإنجليزي بظروف مشابهة لما كان عليه حين واجه الفريق الكتالوني في موسم 2011-2012.
بقيادة لروبيرتو دي ماتيو ارتحل البلوز إلى كتالونيا لمواجهة برشلونة لكن في الدور نصف النهائي. وقتها كان تشيلسي سادسا في الدوري الإنجليزي برصيد 58 نقطة وبفارق 7 نقاط عن المراكز المؤهلة لدوري الأبطال قبل 3 جولات من النهاية.
موقف تشيلسي الحالي قريب نسبيا مما كان عليه وقتها. حيث يحتل الفريق اللندني المركز الخامس برصيد 56 نقطة بفارق 4 نقاط عن مراكز التأهل للأبطال.
لكن رحلة تشيلسي وقتها كانت مختلفة لأنهم تفوقوا في الذهاب بهدف دون رد سجله ديديه دروجبا ولم يذهبوا للكامب نو وهم متعادلون بهدف لمثله.
تأخر تشيلسي بهدفين في الشوط الأول؛ لكن الفريق نجح في التعادل في الشوط الثاني وهم بعشرة لاعبين بعد طرد القائد جون تيري؛ ليتأهل الفريق إلى المباراة النهائية.
دي ماتيو علق على التأهل، وقال:"حققنا إنجازا عظيما. أظهر الفريق شخصيته في هذا النوع من المباريات".
وأضاف "أجمعوا أننا لم نتأهل لكننا وصلنا للنهائي بعد الإيمان بقدراتنا".
أسلوب تشيلسي كان دفاعي في المباراة لدرجة أن دروجبا كان يتمركز بجوار أشلي كول في مركز الظهير الأيسر لكن تلك الطريقة حققت للفريق ما أراد. واستمر بها الفريق حتى حقق لقب دوري الأبطال على حساب بايرن ميونيخ بركلات الترجيح.
فرانك لامبارد نجم الفريق السابق وصانع هدف فريقه الأول في تلك المباراة، وضح سبب دفاع تشيلسي، وقال: "الجماهير تحب أن تشاهد كرة قدم جميلة لكن اللعب بعشرة لاعبين لمدة تزيد عن خمسين دقيقة وتقديم أداء مثل ما قدمناه كان أمرا لا يصدق".
حال تشيلسي مع كونتي في المباراة ربما لن يختلف كثيرا عن ما قدمه الفريق مع دي ماتيو.
وقال كونتي: "سنعاني في اللعب دون كرة وعلينا أن ندافع جيدا. لكن حين نستحوذ فعلينا أن نصنع الفرص ونسجل".
وشدد "حين تلعب أمام برشلونة الذي يعد واحد من أفضل الفرق في العالم وإن كنت تريد أن تحقق نتيجة إيجابية عليك أن تلعب مباراة مثالية. في لقاء الدور الأول لعبنا مباراة مثالية لكننا أخطائنا مرة واحدة ودفعنا ثمنها. علينا أن نكون في قمة تركيزنا كل دقائق المباراة".
وتأتي أهمية اللقاء في إنها ستحدد مصير كونتي مع تشيلسي.
حين حقق دي ماتيو الأبطال مع تشيلسي استمر المدرب الإيطالي في منصبه لكنه أقيل في الموسم التالي بعد سوء النتائج والخسارة في دور المجموعات من يوفنتوس 3-0 في إيطاليا الذي كان يقوده كونتي في ذلك التوقيت.
ولهذا يأمل كونتي في العودة من برشلونة بنتيجة إيجابية للاستمرار في البطولة والمنافسة عليها وإنقاذ الموسم بعد عدم الحفاظ على لقب الدوري الإنجليزي وحتى لا يفقد منصبه.
لكن الفوز على برشلونة فقط قد لا يضمن استمراره بقدر تحسين نتائج الفريق في الفترة المقبلة بجانب تطوير الفريق. وهنا لن يكون الأمر مسؤولية كونتي وحده.
انتقد كونتي الإدارة على الملأ لعدم التعاقد مع لاعبين بمستوى جيد وعدم صرف الأموال.
وقال كونتي ردا على قدرة تشيلسي في إنهاء الدوري في المراكز الأربعة الأولى في وقت سابق: "لا أعلم. هذا السؤال لا يوجه لي الحديث حول الطموح يجب أن يكون موجه للإدارة".
وتابع "على الإدارة أن تعلن عن طموحها وليس المدرب".
واستشهد كونتي بإدارة مانشستر سيتي، وقال: "حين تعمل بشكل جيد يكون الشعور عظيم بين المدرب والإدارة ويمكنك العمل بطريقتك التي تريدها. سيتي مثلا لديه إمكانيات كبيرة للإنفاق".
وواصل "عندما نربط هذه الأحداث ببعضها فستجد مدرب جيد (يقصد بيب جوارديولا) مع الأموال ولهذا نرى هذه النتائج".
دي ماتيو انتصر على برشلونة وفاز بلقب دوري أبطال أوروبا لكن عدم التدعيم بلاعبين كبار والاكتفاء بضم مواهب أصبحت هيكل الفريق فيما بعد مثل إدين أزار وسيزار أزبلكويتا وفيكتور موزيس بجانب أوسكار كان سبب رحيله عن الفريق.
تخطي عقبة برشلونة لن يكون كافيا لأن يحقق كونتي ما يريده إذ لم تنفق إدارة تشيلسي على الفريق ووقتها سيتكرر سيناريو دي ماتيو مع الفريق.