كتب : إسلام مجدي ولؤي هشام
مباراة الذهاب لم تكن مملة قط، قلبها شاختار دونتسك لحسابه على الرغم من فارق الخبرات لصالح روما، وخرج إيزيبيو دي فرانشيسكو في المؤتمر الصحفي غاضبا مما قدمه ذئاب العاصمة الإيطالية.
لا توجد ضمانات مع روما أو شاختار، نتيجة 2-1 تحتمل كل شيء، والتأهل لم يحسم لأي طرف. كل فريق له مميزات وعيوب وكل مدرب منهما يرى أن بإمكانه الحصول على البطاقة الثمينة إلى ربع النهائي.
يستعرض معكم FilGoal.com فرص الفريقين خلال مواجهة الثلاثاء.
البحث عن العقلية والتوازن في روما
"لست راضيا عن الشوط الثاني، ارتكبنا الكثير من الأخطاء، وبجانب أننا نمتلك عدد كبير من اللاعبين الذين يمتلكون الخبرة فقد بدا الأمر وكأننا فريقين مختلفين. لا يمكنني التفكير في أننا امتلكنا الشخصية عندما نخسر مباراة هامة، لقد تغير ما خططنا له من أجل المباراة وبعد التعادل كان علي استبدال نصف اللاعبين!".
هكذا تحدث إيزيبيو دي فرانشيسكو مدرب روما الإيطالي بعدما تحول تقدمه بهدف على شاختار دونيتسك إلى هزيمة بهدفين لتتعقد مهمة الفريق في الأولمبيكو ليلة الثلاثاء.
المدرب الشاب يبدو وأن أكثر ما أغضبه في أداء فريقه هي العقلية وما زاد الطين بلة هو السقوط بعدها مباشرة في الدوري أمام ميلان بهدفين نظيفين، ولكن يبدو أن المسار الصحيح قد تمت استعادته قبل لقاء العودة.
انتصار هام وحاسم على نابولي بأربعة أهداف لهدفين، ثم ضرب شباك تورينو بثلاثية بيضاء ليظفر الفريق بالمركز الثالث من براثن لاتسيو بفارق 3 نقاط.
ودي فرانشيسكو يبدو مازال مصمما على حاجة فريقه للتمتع بالعقلية المناسبة.
وقال لشبكة ميدياست الإيطالي: "يجب أن نتمتع بالعقلية الصحيحة، يجب أن نكون جيدين فيما يتعلق بتخطي الصعوبات".
"علينا أن نكون شجعان بما يكفي كي نفعل شيئا في الثلث الأخير من الملعب، ولكن التوازن أمر أساسي وعلينا مواصلة التطور".
خلال دور المجموعات سجل الفريق الإيطالي 9 أهداف فيما استقبلت شباكه 6 أهداف وإجمالا باحتساب مواجهة شاختار فقد أحرز 10 أهداف واستقبل 8. التوازن لا يبدو كبيرا في هذه الحالة.
على عكس الدوري الذي يبدو التوازن حاضرا بشكل أكبر، فذئاب العاصمة يمتلكون رابع أقوى دفاع في المسابقة باستقبال 23 هدفا ورابع أقوى هجوم بتسجيل 47 هدفا.
يعترف بذلك إيزيبيو خلال المؤتمر الصحفي لمواجهة نظيره الأوكراني "يبدو أننا نفتقد للثبات خلال الـ90 دقيقة ولكن آمل أن يكون كل ما مررنا به ساعد على تعليمنا عدم ارتكاب الأخطاء".
ويوضح "ارتكبنا العديد من الأخطاء الدفاعية في مواجهة الذهاب ولا يمكنني تجنب ارتكابها مجددا حتى لو كان علينا الحذر. يجب أن نفوز والتأهل حاسم بالنسبة لنا".
يصر مدرب ساسولو السابق على حاجة فريقه للتوازن، والتوازن وحده قد يجبر دي فرانشيسكو على تغيير خطته المفضلة.
اعتمد إيزيبيو دائما على خطة 4-3-3 منذ توليه مهمة فريق العاصمة الإيطالية، ولكن في الآونة الأخيرة وتحديدا أمام تورينو أجبره الأداء السيء على تغيير خطته.
فشل روما في التسجيل خلال الشوط الأول أو صنع خطورة كافية ليظهر تورينو الطرف الأفضل ولكن مع الشوط الثاني تغيرت الخطة إلى 4-2-3-1.
رادجا ناينجولان تقدم لأمام بضعة أمتار ولعب كصانع ألعاب وهنا تحول الأداء وسجل روما ثلاثية. "التوازن يجب أن يكون أهم عواملنا وهذا لم يحدث في الشوط الأول أمام تورينو ونحتاجه بشدة أمام شاختار" يؤكد صاحب الـ48 عاما.
وفي ظل البحث عن العقلية المناسبة والتوازن ربما لا يكون الفريق في حاجة لخلق حافز كبير، فالجميع يدرك أن الانتصار هام لموسم الفريق.
أليساندو فلورينزي أكد "هذا لن يحدد موسمنا ولكنها مواجهة هامة وسنعطي كل شيء من أجل روما، نريد أن نلعب مباراة عظيمة من أجل النادي والجماهير".
ويتفق معه المدفع خوان خيسوس قائلا "نلعب من أجل موسمنا وستكون فرصة عظيمة من أجل كتابة التاريخ لأن روما لم يصل ربع النهائي منذ فترة، سنفعل أي شيء ممكن للوصول إلى الدور التالي".
قبل مواجهة الذهاب طالب دي فرانشيسكو لاعبيه بتجنب فقدان التركيز ولكن ذلك لم يحدث، ومطالبته بالحفاظ على توازن الفريق والتمتع بالعقلية المناسبة ربما يفقدهم فرصة العبور إلى الدور التالي إن لم يستمع له لاعبوه مرة أخرى.
ثانيا شاختار ومحاولة تكرار الإنجاز السابق
ربما لا نتذكر ما قام به شاختار دونتسك هذا الموسم لأنه لا يصل بعيدا في دوري الأبطال. أفضل موسم له في البطولة كان 2010-2011 حينما وصل ربع النهائي وخسر من برشلونة بمجموع 5-2 في الذهاب والإياب.
ما بعد ذلك لم يصل أبعد من دور الـ16. لكن هذا الموسم يبدو مختلفا. في المجموعة السادسة بدا وكأنه الطرف الأضعف بين مانشستر سيتي ونابولي وفينوورد لكنه لم يكن كذلك.
سباق التأهل احتدم بينه وبين نابولي لكنه في النهاية تأهل بفارق 6 نقاط ولم يخسر سوى مرتين من سيتي ومن نابولي، كما أنه فاز بدوره ضد الفريقين، ويعود فضل كبير من ذلك إلى باولو فونسيكا مدرب الفريق ذلك الذي أصبح شهيرا بعد أن ارتدى قناع "زورو" بعد الفوز ضد مانشستر سيتي بنتيجة 2-1 في الجولة الأخيرة.
المدرب الذي قاد باسوش فيريرا لدوري أبطال أوروبا، في موسمه الأول توج بطلا للثلاثية المحلية، وفي موسمه الثاني يسير بثبات نحو الفوز بالدوري.
قال باولو :"فريقي في شكل جيد للغاية وفي حالة رائعة بدنيا وفنيا".
الفريق الأوكراني يتمتع بقوة كبيرة متمثلة في لاعبيه البرازليين خاصة الجناح الموهوب بيرنارد والذي امتلك دقة تمريرات تقدر بـ90% ولمس الكرة 73 مرة أكثر من أي لاعب أخر.
تراجع روما في البداية وعنفه جعله يشتت نفسه في مباراة الذهاب، في المقابل مع الضغط لم تتماسك خطوط الفريق الأوكراني كما يجب حتى أن مدربهم قال ذلك.
"خطوطنا كانت مفتوحة مع العنف والضغط، حللنا تلك المشكلة بين الشوطين وذلك ما ساعدنا للفوز".
"لم يكن سهلا أن نحتفظ بسرعتنا خاصة بعد فترة التوقف الطويلة بسبب الشتاء، السبب الوحيد أننا لم نفز بفارق كبير كان المستوى الرائع لحارس روما".
شاختار يمتلك مارلوس وبيرنارد وتايسون وفريد في خط الوسط وجميعهم يقدم إضافة ممتازة في نقل الكرة بسرعة ما يتعب وسط روما الذي يعاني من البطء بعض الشيء.
الفريق الأوكراني أفضليته الوحيدة ضد روما هي في السرعات والقوة في الكرات الثابتة التي يمتلكه ضد روما وخط وسطه البطيء نوعا ما، لكنه يمتلك نقطة ضعف واضحة أنه لا يجيد التعامل مع الضغط. ذلك بجانب قلة الخبرات والتي تقف كثير في مصلحة ذئاب العاصمة في مثل تلك المواجهات.
أيا كانت النتيجة فنحن سنشاهد مباراة ممتعة بين مدربين واعدين.