بين يونايتد وإشبيلية.. صراع ترتيب الأهداف وقلة تسجيلها
الثلاثاء، 13 مارس 2018 - 15:12
كتب : إسلام مجدي ولؤي هشام
مواجهة الذهاب كانت سلبية في كل شيء ليونايتد، أما لإشبيلية فكانت سيئة للغاية هجوميا، قد تخلق الكثير من الفرص لكن إن لم تترجمها فأنت من سيتحمل العواقب وحدك.
مانشستر يونايتد قد يكون في أسوأ أحواله، لكن بوجود ديفيد دي خيا فالحسابات تختلف، فينشينزو مونتيلا تولى تدريب إشبيلية في نهاية شهر ديسمبر الماضي وفي فترة قليلة الأوضاع لم تتحسن كثيرا.
يستعرض معكم FilGoal.com فرص الفريقين خلال مواجهة الثلاثاء.
أولا نتحدث عن يونايتد
بعد التعادل في مباراة الذهاب سلبيا صرح مدرب الفريق جوزيه مورينيو أن المباراة كانت متكافئة بين الفريقين بصرف النظر عن الإحصائيات وأن فريقه دافع جيدا وعندما أخطئ كان ديفيد دي خيا متواجدا بالمرصاد.
بعد هذه المباراة تحديدا عادت الانتقادات إلى المدرب الذي لطالما وصف بالاستثنائي بسبب ما وصفه البعض التنازل عن هوية الفريق – وهو انتقاد مستمر منذ توليه المهمة بالمناسبة - والبعض الآخر بما اعتبره ابتعادا عن شخصية الفريق الكبيرة والتراجع المبالغ فيه الذي ربما لا يفيد أوروبيا في قادم المحطات.
ولكن في تلك المرحلة الحاسمة من الموسم كيف سارت الأمور مع يونايتد؟ حسنا، التعادل في ملعب سانشيز رامون بيثخوان ضمن للفريق فرصة جيدة في مباراة الإياب بغض النظر عن الانتقادات.
وبعد العودة من إسبانيا سارت الأمور بالشكل الأمثل على صعيد النتائج محليا، انتصار على تشيلسي ثم كريستال بالاس وأخيرا ليفربول ليحافظ الفريق على وصافته ويسير بخطى ثابتة محليا وقاريا.
الانتصارات الثلاثة جاءت في وقت حاسم وهام ساعد الفريق على اكتساب دفعة معنوية ومزيد من الثقة للاعبيه، ففوزين أتيا على فريقين كبيرين وفوز آخر جاء في الثواني الأخيرة بعد التأخر بثنائية أمام فريق يقاتل للابتعاد عن الهبوط.
"هذا الفوز يمنحنا شعورا جيدا قبل المباريات المقبلة" هكذا أكد مورينيو بعد العودة القوية أمام كريستال بالاس.
وفي ملعب أولد ترافورد ربما سيواجه إشبيلية فريقا مختلفا تماما عمن قابله على أرضه، يونايتد لن يركن الحافلة هذه المرة ولن يتراجع بشكل مبالغ فيه بل سيتبع الفريق نهجا مختلفا من أجل الظفر ببطاقة العبور إلى ربع النهائي.
مورينيو رجل يجيد التعامل مع أهدافه ولا يهتم بما يراه البعض مبالغة في الدفاع وذلك ظهر في تصريحه بعد الانتصار على ليفربول بهدفين لهدف "لا يهمني ما يقوله الناس، لو ظن الناس أننا لا نستحق الفوز فلا يهمني".
التوقيت هو الشيء الأهم بالنسبة لمورينيو، وفي مباراة الدور الأول أمام ليفربول ركن حافلته الشهيرة ليخرج بتعادل سلبي أما في الدور الثاني فقد اتبع مسارا مختلفا لم يكن هجوميا في المقام الأول ولكنه لم يكن دفاعيا أيضا بالصورة التي اعتاد عليها حتى وإن لجأ إلى ذلك بعد التقدم بهدفين وهو أمر طبيعي.
ذلك تحديدا ما قد نراه أمام إشبيلية ليلة الثلاثاء.
ويوضح البرتغالي "ليفربول سيطر على المباراة بامتلاك الكرة ونحن سيطرنا بدون كرة، لدي مباراة يوم الثلاثاء ولا أهتم بما يقوله الناس، يمكننا أن نقسم المباراة إلى شوط لصالحنا وشوط لصالحهم ولكن شوطنا شهد الخطورة والتسجيل".
في النهاية خبرة مورينيو ساعدته على الخروج بالكثير من النقاط الإيجابية في تلك المرحلة المهمة من الموسم والتي تحدد ملامح المنافسة مع اقتراب الموسم من نهايته.
تألق روميلو لوكاكو وعودة الثقة إلى أدائه من جديد، الأداء الجيد من الشاب سكوت ماكتوميناي أسكت ولو قليلا الحديث عن غياب بول بوجبا، عودة أنتوني مارسيال أمام الفريق الأندلسي وتسجيل ماركوس راشفورد لهدفين أمام الحمر كلها بالتأكيد نقاط ستساعد الفريق في مهمته.
في الدوري حسم المدرب الأمور بعدما بات مانشستر سيتي الأقرب للقب. "هدفنا تحقيق المركز الثاني" يؤكد مورينيو أن مقعد الوصافة في ظل المنافسة المحتدمة مع باقي المنافسين أمر إيجابي.
وفي كأس الاتحاد رفض التقليل من مواجهة برايتون واعتبرها مباراة هامة مثل مواجهتي ليفربول وإشبيلية لأنها في النهاية قد "تُجمل" من موسم الفريق.
أما أوروبيا فالوضع يجب أن يحمل نبرة مختلفة.
"مواجهة إشبيلية أهم من مواجهة السبت، لأن مباراة ليفربول كانت مباراة بـ3 نقاط ولازال هناك نقاط أخرى للمحاولة لإنهاء الموسم في المراكز الأربعة الأولى أو الثاني، لكن الثلاثاء ستكون مباراة إما نتأهل منها أو نودع البطولة".
ويحاول البرتغالي ترتيب الأهداف للاعبي فريقه.
"لا أعتقد أننا لسنا ضمن أفضل الفرق الموجودة في دوري الأبطال، لكنني أعتقد أنه حينما تصل إلى ربع النهائي تبدأ في الشعور بالوصول إلى نصف النهائي، أعتقد أنه حول الشعور بالتواجد ضمن الأفضل، وتفكر أنه بإمكان الأمر أن يحدث، لكن دعنا نفكر في مواجهة الثلاثاء لأنها أهم".
ويتابع "إننا نواجه فريقا لم يخسر من ليفربول وسجل ضده، وأقول ذلك لأن ليفربول فريق جيد جدا واستاد له تقاليده، وأقول ذلك لأنه فريق جيد جدا ونتيجة الذهاب تجعل كل الاحتمالات موجودة ولا أرى أن لنا أي أفضلية، سنحاول أن نظره أننا أفضل، لكن الواقع يظهر أننا بلا أفضلية".
أمام الفريق الأندلسي لن يشغله أمر آخر سوى التأهل إلى الدور التالي، والأدوار الإقصائية لطالما كانت لعبة البرتغالي.
"حينما يصل فريق إلى ربع النهائي في هذه البطولة فكل شيء ممكن، حاليا هناك اسم واحد في رأسي وهو إشبيلية ومن الصعب تخطيه، إن وصلنا إلى هذه المرحلة فلا يهم خصمنا القادم" هكذا يتم مورينيو حديثه.
الاستثنائي يعرف ترتيب أوراقه جيدا، ومثلما كان الدوري الأوروبي هدفا نجح في تحقيقه للوصول إلى الأبطال الموسم الماضي فإن المضي قدما بالمسابقة هدفا وضعه نصب عينيه، وفي هذه الليلة سيصارع لمواصلة السير بخطى ثابتة تجاهه.
ثانيا نتحدث عن إشبيلية
"نحن بحاجة لتسجيل هدف وحيد ضد مانشستر يونايتد للتأهل". فينشينزو مونتيلا مدرب إشبيلية قبل مواجهة مانشستر يونايتد.
تولى مونتيلا مهمة تدريب إشبيلية يوم 28 ديسمبر، بعد ذلك خسر بنتيجة 5-3 من ريال بيتيس ثم خسارة جديدة من ألأافيس بنتيجة 1-0، وفوز بنتيجة 3-0 ضد إسبانيول.
في 11 مباراة مع الفريق الأندلسي خسر 5 مواجهات وفاز في 5 وتعادل مباراة.
قبل توليه المهمة كان النادي قد دخل في صدام مع ستيفن نزونزي لاعب الوسط الذي أراد الرحيل عن صفوفه، لكن المدرب الإيطالي قام بواحدة من أفضل خطواته حتى الآن في صفوف الفريق باستعادة اللاعب بعد غياب لـ5 جولات.
يقول جونزالو كابيزا صحفي "إل كونفدينشيال" الإسبانية وعدد من الصحف لـFilGoal.com :"لم يغير مونتيلا الكثير في إشبيلية، لكنه قام بتحركات كبيرة، أفضل قرارته كان اختيار 11 لاعبا والاستمرار في الدفع بهم، إنه يلعب بنفس الفريق تقريبا في كل مباراة".
وواصل "الخطوة الأبرز كانت استعادة خدمات نزونزي وكان ذلك أمرا هاما، لكنني لا أعلم حقا إن كان ذلك مونتيلا أو أن اللاعب نفسه قد افترض أنه لن يرحل وعليه أن يقدم أفضل ما لديه ليحصل على أفضل عرض ممكن".
مونتيلا يشرك غالبا لويس موريل وباولو سارابيا ولوكاس فازكيز وخواكين كوريا وإيفر بانيجا وستيفن نزونزي وإيفان ماركادو وكليمينت لينجليه وسيرخيو إسكوديرو هؤلاء هم القوام الرئيسي والتغيير الوحيد في مباراة الذهاب ضد يونايتد كان الدفع بـ خيسوس نافاس في مركز الظهير الأيمن بدلا من سيباستيان كروشيا.
يتابع جونزالو :"إشبيلية فريق جيد لكنه ليس بتلك الجودة، لديه عدد من المشاكل الكبيرة خاصة عند التسجيل".
منذ تولي مونتيلا مهمة تدريب إشبيلية سجل الفريق 16 هدفا في الدوري واستقبل 20 هدفا.
وأضاف "الفريق ضعيف للغاية دفاعيا، يونايتد ليس في أفضل حال لكنه قد يكون أقوى بكثير مقارنة بإشبيلية، وبالطبع المواجهة ستكون في أولد ترافورد وتلك نقطة ضعف كبيرة وأفضلية ليونايتد، في المباراة الأولى بدا وكأن إشبيلية لديه فرص جيدة لكن كم فرصة سجل؟".
واسترسل :"لا أعتقد أن الأمر بين مونتيلا ومورينيو فقط، عليك أن تنظر إلى فارق القدرات وستعرف من له أفضلية، مورينيو يؤدي بطريقة سيئة مع فريق غني جدا، يونايتد لديه عامل الخبرة والأفضلية والمدرب والنادي واللاعبين وكل شيء".
وأتم "لا يوجد في كرة القدم شيء يسمى بأفضلية مطلقة، يونايتد ليس ذلك الخصم المنيع، في الحقيقة إنه ضعيف، إن لعب إشبيلية بنفس طريقة الذهاب سيحظى بفرص، يوجد شيء أخر ضد إشبيلية ولا حل له، ديفيد دي خيا، إنه حارس ممتاز وواحد من أفضل الحراس في العالم".
مع مونتيلا خلق إشبيلية 114 فرصة بالدوري لكنه لم يمتلك قدرة على تحويلها إلى أهداف فقط 12 منها تحولت إلى ذلك، كما سجل 4 أهداف من الكرات الثابتة، الفريق جيد جدا في بناء الهجمة لكنه لا يجيد التعامل بعد بناءها.
نقطة أخرى تضعف فرص إشبيلية وهي العنف، إذ أنه تلقى حتى الآن في الدوري 29 بطاقة صفراء، على الرغم من أن تدخلاته الدفاعية حتى الآن 398 تدخلا لم ينجح سوى في 149 منها.
الفريق الأندلسي قد يكون جيدا في الألعاب الهوائية وذلك أمر رأيناه في مباراة الذهاب، لكنه لا يتمتع بنفس القوة التي قد يمتلكها فريق مانشستر يونايتد عند مقارنة الطرفين ببعضهما البعض. لذلك تحدث مونتيلا عن تجنب المعاناة بتسجيل هدف قد يقلب الموازين.