في كرة القدم الكمال هو مجرد وهم، الكل من مدربين أو لاعبين له عيوبه، وحده الذكي من يستطيع أن يُخفي عيوبه وأخطائه بأفضل طريقة ممكنة.
لا يوجد مدرب وصل إلى حد الكمال، الكل له أخطائه ومحبيه، بإمكانك أن تحب مدربا لكن أيضا لن يعميك ذلك الحب عن انتقاده إن أخطأ.
لا شك أن كلوب خطف القلوب أثناء فترته في بوروسيا دورتموند، وحاليا مع ليفربول يفعل المثل أيضا، لكن هناك مشكلة كبيرة.
العديد من المحللين انتقدوا كلوب لسوء التنظيم الدفاعي لديه، واهتمامه المطلق بالهجوم فقط، لديه مدرسة واحدة وسيناريو واحد للمباراة لا يغيره أبدا.
لن نذهب بعيدا في بداية الموسم الجاري وفي أول 6 جولات سجل ليفربول 12 هدفا واستقبل 11 هدفا.
دفاع ليفربول إن وضع تحت ضغط معين فيما يخص الهجمات المرتدة والكرات الطولية والتمريرات السريعة وقتها ستجده عاجزا. والمدرب لا يقدم أكثر من سيناريو لمساعدة فريقه، فقط حالة واحدة لكل المباريات.
ضد مانشستر يونايتد وقف ثنائي من لاعبي ليفربول يتجادل أثناء تسديد خوان ماتا للكرة في مرمى الفريق منفردا تماما.
نعم أفضل طريقة للدفاع بالنسبة لكلوب هي بلعبها في منتصف ملعب الفريق الأخر بعديا عن مرماك، يعمل النظام جيدا فيما يخص تسجيل الأهداف لكن أيضا إن وصل الخصم إلى مرماك فحتما سيسجل، لذا فالأمر أشبه بمقامرة.
حتى الآن فقد استمر كلوب 3 أعوام مع ليفربول، ولم يضم ما يكفي لخط الدفاع، ديان لوفرين وجويل ماتيب وحاليا فيرجيل فان ديك وراجنار كلافن، جميعهم قد لا نجد فيهم اسما يمكنه القيام بالتغطية في الخلف سوى فان ديك، أما البقية فهم مجرد لاعبين جيدين متوسطي المستوى لا يمكنهم أبدا الوصول لدرجة التكامل التي تصلح لنظام كلوب.
خط وسط الحمر كذلك يحتوي على عدد من اللاعبين ربما يمتلكون جودة معينة في نقل الكرة، لكنه لا يوجد محور ارتكاز أو صانع ألعاب أو لاعب يصل الخطوط ببعضها البعض، ونابي كيتا بالطبع لن يحل كل ذلك وحده.
يمكننا تذكر نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2012-2013 حينما أخفق بوروسيا دورتموند في الوقوف في وجه العملاق البافاري، تمركز دورتموند في الهدف الأول كان كارثي، مجرد لاعب وحيد وسط 3 لاعبين وبطريقة ما نجح في صنع خطورة وتسجيل هدف.
والهدف الثاني جاء بعد كرة طولية وصلت إلى روبن الذي سجل منفرد وبالطبع دفاع دورتموند لم يكن جاهزا.
علاوة على ذلك حدث الأمر ذاته ضد إشبيلية في نهائي الدوري الأوروبي عام 2015. دائما ما تجد دفاع ليفربول مرتبكا لا يعرف ماذا يفعله أو كيف يتمركز، ثم لاعب يقف وحيدا من الخصم وسط مجموعة من لاعبي إشبيلية.
لما يقرب من 3 أعوام تطور الفريق هجوميا فقط لكنه افتقر كليا للقوة الدفاعية، قد تكون الأقوى هجوميا لكنك يجب أن تمتلك صلابة كافية لكي تتوج وتفوز بشيء ما، إن استقبلت الكثير مثلما تسجل فهذا يعني أنك لن تكون على منصة التتويج، لا نحتاج للنظر بعيدا بل لموسم نفس الفريق عام 2013-2014.
خلال الموسم الماضي كان أداء الحمر رائعا ضد الخمسة الكبار، لكن ضد الأندية الصغيرة التي من المفترض أن يفوز ضدها؟ لم يفعل.
Heavy Metal Football ذلك المصطلح الذي يصف به كلوب طريقته في لعب كرة القدم، الضغط القوي جدا للأمام ضد الخصوم، لهذا السبب يعاني ليفربول دائما ضد الخصوم التي تلعب بخط دفاع متقدم جدا.
جميعنا يرى مشاكل ليفربول الأساسية، ضم بعض اللاعبين والتماسك الدفاعي قليلا، الفريق سيء في الكرات الثابتة بجانب القابلية لاستقبال الهجمات المرتدة.
لكن لماذا لم يغير كلوب قليلا من طريقة لعبه؟ يمكنك أن تعزف موسيقى الميتال لكن أيضا تحذر من انقطاع أوتار الجيتار؟
قد ينتفع الحمر من بعض الهدوء في بناء الهجمة أحيانا، من تواجد أسماء قوية ووضع أكثر من سيناريو للمباراة.
لا يمكنك أن تضع سيناريو وحيدا للمباراة وتنتظر نفس النتيجة في كل مرة. لماذا لم يستثمر كلوب طوال الأعوام الماضية في خط دفاع الحمر؟ خاصة خلال الصيف الماضي؟
أيضا حاولت طوال الصيف ضم لاعب وحيد هو فيرجيل فان ديك دون أن تضع بدائل أخرى في حالة فشل الصفقة، وقد كان وبالفعل لم تنجح ومع إصرارك الدائم على نفس اللاعب، ضممته بما يقرب بـ75 مليون جنيه إسترليني.
بكل تأكيد كان من الممكن أن تحصل على مدافع بنفس جودة فان ديك، بكل تأكيد مثلا كان هناك ستيفان دي فراي، وحتى مركز حراسة المرمى لم يعززه.
كلوب بالفعل طور هجوم ليفربول وقدم معه الفريق أداء جيدا، بل والفريق حاليا ضمن الأندية التي تنافس على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، لكن متواجد كمنافس إن أردت فعل المزيد والتواجد على منصات التتويج فالفريق بحاجة لأكثر من سيناريو في كل شيء، أن تتفاوض مع أكثر من لاعب وليس لاعب بعينه وإن لم ينضم فتستمر في عنادك، ألا تفتقر للخيارات في المراحل المهمة، لا يمكنك أن تنظر إلى مقاعد البدلاء وتجدها خاوية فتصمت ذلك قد يجدي إن كان كل طموحك التواجد ضمن الأربعة الكبار فقط.
المدرب الألماني عليه أن يدرك أنه بإمكانك تقديم المتعة وأن تصبح أقوى خط هجوم في الدوري، لكن أيضا عليك أن تمتلك بعض الحيطة في الدفاع وإلا فكل ذلك سيذهب أدراج الرياح.
في دورتموند نجح كلوب في تحقيق الدوري والكأس ومنافسة بايرن ميونيخ وكبار أوروبا، نعم تكررت بعض الأخطاء لكن إن لم يتطور المدرب فسيظل واقفا في مكانه يحصل على تصفيق الجماهير لجمال كرته الهجومية، وكذلك سخطهم على سذاجة خط الدفاع وعدم توقعهم لأي شيء منه. فان ديك لا يمتلك عصا سحرية، والأمر ذاته مع نابي كيتا.
للتواصل مع الكاتب