كتب : إسلام مجدي ولؤي هشام
الفريقان متشابهان في بعض الحالات، الدوري الأوروبي هو طوق النجاة سواء لكلا المدربين أو الفريقين، أرسنال يحل ضيفا على ميلان في مباراة قوية جدا بالدوري الأوروبي.
أرسنال حاله يسوء ولا حل أمامه للمشاركة في دوري الأبطال سوى التتويج بالدوري الأوروبي، أما ميلان فضل طريق القمة منذ فترة ويحاول إيجاده عن طريق الفوز باللقب.
ما بين حالات الفريقين أيضا كلاهما ربما يكون متشابها بشكل أو بآخر، من قادر على الفوز بالمواجهة؟ من أقدر على النجاح؟
يستعرض معكم FilGoal.com فرص الفريقين خلال مواجهة الخميس.
فقط قبل أيام من القرعة كانت السخرية هي الحديث السائد حول جينارو جاتوزو وميلان، لا يوجد أي عنوان مختلف للمباريات عن "جنازة جديدة في ميلان".
في نوفمبر قال جاتوزو :"نحتاج إلى روح المعارك والحروب". ثم الحديث عن الشغف الكبير وعدم اليأس والخسارة وغيرها.
موسم ميلان بدأ في الانهيار على الرغم من صرف مبلغ كبير لضم 11 لاعبا في كل المراكز. رحل فينشنزو مونتيلا بعدما تقطعت كل السبل بين الطرفين.
جماهير ميلان في الجهة الأخرى لم يكن لديها أي سبب للوقوف ضد جاتوزو ولم تحتج إلى سبب وحيد لدعمه، لا يكنون له سوى كل الحب على الأعوام التي قضاها بقميص الفريق يدافع عنه.
خسارة من نابولي ثم تعادل ضد تورينو وبينيفينتو ثم فوز ضد بولونيا وعودة للنتائج السلبية متمثلة في خسارتين وتعادل، ثم
التعادل ضد فلورنتينا خارج ملعب ميلان كان نقطة البداية، 3 انتصارات متتالية ثم تعادل ثم 3 انتصارات أخرى.
ميلان استفاق في نفس الوقت الذي انهار فيه كل شيء في أرسنال، وتحول ملحوظ جعل الجميع يضع الكرة في ملعب الفريق الإيطالي قبل مواجهة الفريقين.
قال أندري شيفشينكو نجم ميلان السابق عن جاتوزو :"لقد غير شكل ميلان تماما، الأمر مثل فريقين مختلفين للغاية، مع مونتيلا ميلان كان قد ضم 11 لاعبا وكان وقت التحول، دائما من الصعب أن تمتلك لاعبين كثر وتجد حلا مثاليا".
"المرحلة الثانية مع جاتزوز كان حول تغيير عقلية اللاعبين، بدأ الفريق يبدو مثل ميلان في الأيام الخوالي، الالتحامات قوية وعنيفة والأمر كله منوط بالفوز، سيكون الفريق في كامل الثقة ضد أرسنال لأنه جيد جدا".
لكن هل ميلان جيد فعلا؟
فيما يخص الخبرات الدولية في مثل هذه المباريات وعلى الرغم من صرف مبلغ يصل إلى 220 مليون يورو وامتلاك جودة ربما أكثر قليلا من أرسنال في بعض المراكز إلا أنه لا يمتلك أفضلية كبيرة.
يقول ألبيرتو باستوريلا الصحفي الإيطالي بـ"توتو سبورت" وعدد من الصحف لـFilGoal.com :"ميلان يركض كثيرا طوال الـ90 دقيقة، لكن بدنيا ليس بتلك القوة، ربما يتحدث جاتوزو عن القتال طيلة الوقت لكنه يقصد معنويا، لا أرى تفوقا بدنيا لميلان بل على العكس، لكن الأمر منوط باستخدام الموارد".
وواصل "أرسنال فريق يمتلك متوسط طول وبدني أعلى من ميلان، لكن انظر كيف يتعامل الفريقان مع مؤهلاتهما، أرسنال أقوى لكن هل يستخدم ذلك؟".
وأكمل "ميلان لا يدخل تلك المباراة مستضعفا بل الطرف القوي، لكن بمجموع الذهاب والإياب نعم هو الأضعف".
واستطرد "ما أقوله لا يشكل مفاجأة، المنافسات الأوروبية تحتاج إلى خبرة كبيرة هذه الخبرة تتوفر في أرسنال ولاعبيه أكثر، ميلان بعض لاعبيه يخوضون المواجهة الأوروبية بهذا المستوى والحجم للمرة الأولى، ولهذا الأمر عامل حاسم مهم جدا في مثل هذه المواجهات".
وأتم " ربما يمتلك ميلان أفضلية على الورق، لكنني أرى من جانب المنطق أرسنال يمتلك موارد لن يستخدمها، وبالتالي ميلان سيكون أفضل إن ركض بنفس معدلاته واستخدم بعض الأفضلية في الكرات الثابتة والعرضية لأن أرسنال سيء بها".
الآن نتجه للحديث عن أرسنال..
12 عاما مرت منذ أخر وصول أرسنال لنهائي مسابقة أوروبية، منذ الخسارة أمام برشلونة عام 2006 في نهائي دوري أبطال أوروبا بهدفين لهدف ولم يتمكن المدفعجية من تحقيق هذا الإنجاز مجددا.
وخلال ما يتخطى عقدا من الزمان تغيرت الكثير من الأحوال في النادي اللندني تحت قيادة مدربه الفرنسي أرسين فينجر.
ينس ليمان، إيمانويل إيبوي، كولو توريه، سول كامبل، أشلي كول، سيسك فابريجاس، جيلبرتو سيلفا، روبيرت بيريس، ألكساندر هليب، فريدي ليونبرج وتيري هنري.
كان ذلك التشكيل الي دخل به فينجر مواجهة الفريق الكتالوني، وعلى مقاعد البدلاء كان هناك أسماء بقيمة دينيس بيركامب وروبن فان بيرسي وخوسيه أنطونيو رييس وماثيو فلاميني.
قبلها بثلاث سنوات حقق أرسنال أخر ألقابه في مسابقة الدوري الإنجليزي، ومنذ ذلك الحين وهو يترنح محليا حتى أنه يحتل المركز السادس في ترتيب المسابقة بالوقت الحالي بعيدا عن مركز مؤهل لدوري الأبطال.
وحينما يواجه ميلان يوم الخميس سيحمل على عاتقه تخطي تلك المهمة الصعبة من أجل الوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي أملا في الوصول لذات الأذنين مثلما فعلها مانشستر يونايتد الموسم الماضي.
ولكن هل يبدو أرسنال قادرا على ذلك أمام جينارو جاتوزو ولاعبيه؟ الإجابة ربما تكون لا في ذلك التوقيت تحديدا من الموسم الذي يشهد ترنح المدفعجية على كافة الأصعدة ولكنها فرصة لاستعادة ما فقده الفريق بالآونة الأخيرة.
هزيمتين متتاليتين من مانشستر سيتي بثلاثية بيضاء في كأس الرابطة والدوري، تلاها سقوط آخر أمام برايتون وقبل تلك المباريات كانت الهزيمة من الجار اللدود توتنام بهدف نظيف وأمام أوسترسند السويدي 2-1.
ولكن ما السبب خلف ذلك؟ بالتأكيد افتقاد الفريق للشخصية عامل أساسي، أسماء مثل هنري وبيركامب وفابريجاس وباتريك فييرا – على سبيل المثال وليس الحصر - مثلت كل ما يحمله هذا القميص من طموح وهوية متطلعة دوما.
ولكن الوضع اختلف الآن ومع مرور السنوات الواحدة تلو الأخرى كان الفريق يفقد شيئا فشيئا تلك الشخصية، الشخصية التي أظهرته جامدا بلا أي رد فعل أمام فريق مثل سيتي، الأمر هنا لا يتعلق بالانتصار على فريق يبدو أنه لا يقهر وإنما بإظهار رد فعل على الأقل.
فينسنت كومباني قائد السماوي تحدث عن أن مواجهة أرسنال للمرة الثانية بالدوري ستكون الأصعب لفريقه هذا الموسم في ظل رغبة المدفعجية في الثأر من هزيمتهم بالكأس. ولكن خابت توقعات البلجيكي وكانت مجرد مباراة أخرى سهلة لبيب جوارديولا ولاعبيه.
وقال فينجر بعد تلك الهزائم: "أعتقد أن قلة الثقة في النفس تسببت في هزيمتنا.. من المهم إعادة الثقة للفريق بدنيا وذهنيا".. إذا الأمر يتعلق بصعيدين من وجهة نظر المدرب وهما النفسي والبدني.
وهذان الصعيدان متعلقان بالتأكيد بجودة اللاعبين أنفسهم، التراجع البدني الكبير للاعبي الفريق وعدم الثبات الذهني في مواجهة النتائج المتراجعة يرجع إلى إمكانيات اللاعبين أنفسهم وما هم قادرين على تقديمه.
يقول لي ديكسون نجم أرسنال السابق: "فينجر ضم لاعبين كبار مثل توريه وكامبل وهنري لكن موستافي؟ تحدثت مع جاري نيفيل الذي قال إن فالنسيا لا يريد بيعه مطلقا ثم ضمه أرسنال بمبلغ 30 مليون جنيه إسترليني!".
"أعتقد أن اللاعبين الذين ضمهم فينجر ليسوا جيدين كفاية. 6 لاعبين من التشكيل الأساسي الحالي ليسوا جيدين، هذه هي المشكلة".
أضف إلى ذلك عقلية المدرب وشخصية الانتصار التي فقدها فينجر شيئا فشيئا وهو ما ينتقل إلى لاعبيه بطبيعة الحال. انظروا إلى جوارديولا والشخصية التي زرعها في لاعبي سيتي على سبيل المثال.
ويتفق بول ميرسون نجم النادي السابق على ذلك، إذ قال "اللاعبون الذين انتدبهم ليسوا بالجودة الكافية، فينجر هو المسؤول لأنه يدير الأمور كلها. هذه المشكلة".
"شعرت بالأسف لخسارته نهائي كأس الرابطة، بدا لي كأنه اختار فريقا لن يتحمل اللوم إذا تعرض للهزيمة. يعلمون أن فينجر من سيتلقى اللوم، وهذه هي المشكلة. لاعبو أرسنال يشنقون مدربهم".
يتحدث العجوز الفرنسي خلال المؤتمر الصحفي لمواجهة ميلان قائلا: "لن أوجه نصيحة إلى جاتوزو فهو يقوم بعمل جيد الآن، ربما أنا من يحتاح للنصيحة لأني لا أقوم بعمل جيد في الوقت الحالي".
ويؤكد فينجر "علينا الدفاع بشكل أفضل وأن نلعب أسرع سويا ليتحسن الفريق".
ولكن قبل ذلك عليه أن يحاول استعادة عقلية الفوز داخله قبل لاعبيه، وإلا فسوف يواصل تلقي اللوم بمفرده.
اتجه FilGoal.com للحديث عن فرص أرسنال ضد ميلان مع حسن قاسمي مذيع "توك سبورت" البريطانية والذي قال :"حسنا يجب أن أبدأ بحقيقة أن أرسنال خسر 4 مباريات على التوالي في 10 أيام ".
وأكمل :"كان ذلك قبل مواجهة ميلان في سان سيرو وبكل تأكيد إنها فترة صادمة وخسر خلالها الفريق الكثير من الثقة، لكن عليهم أن يجدو الطريق معا إن أرادوا العودة لاعتبارهم ضمن أندية الصفوة في أوروبا".
وواصل :"أعتقد أنه سيكون صعبا على أرسنال أن يحصل على أي شيء في تلك المباراة، لكنهم يجب أن يستهدفوا التعادل على الأقل إن أرادوا تخطي ميلان والذي يمر بحالة جيدة جدا مؤخرا مع جاتوزو وفاز بـ11 مباراة من 18 لعبها في كل المسابقات وتعادل 4 وخسر 3".
واستطرد "ميلان في نصف نهائي كأس إيطاليا ودور الـ16 من الدوري الأوروبي، إنه ليس مثل أرسنال في شيء، كلاهما يشكل عملة صحيحة وليس عملة ذات نفس الوجه، ونجح في الفوز ضد روما في الأولمبيكو لأول مرة منذ 2011، أرى أرسنال سيخسر المباراة لكنك أيضا لن تعرف أبدا ما سيحدث في النهاية، الحافز سيكون مفتاح هذه المباراة ضد فريق منظم جدا وفي حالة جيدة مثل ميلان".
وأتم "ميلان مرجح للفوز، لكنني أعتقد أن فينجر بحاجة لإيجاد طريقة لتحفيز لاعبيه الذين يبدون وقد فقدوا الثقة وكل شيء، وذلك سيكون مفتاح وصول الفريق إلى ربع النهائي".