كتب : محمد سمير
"المرأة نصف المجتمع" ، "وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة" مقولتان من أبرز المقولات للحديث عن المرأة.
ويوافق الثامن من شهر مارس من كل عام الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ورغم الصعوبات إلا أن سيدات مصر في مجال الرياضة نجحن مع الوقت في حفر اسمائهن بالتاريخ المصري.
ويبرز لكم FilGoal.com دور المرأة المصرية في الرياضة منذ البداية وحتى العصر الحالي.
نفيسة الغمراوي وأمينة محمود: (الريادة)
أصبح مألوفا بالنسبة لنا جميعا قراءة إنجازات للاعبة مصرية في الألعاب المختلفة الفترة الحالية ولكن كيف كانت البداية؟
يعتبر الثنائي نفيسة الغمراوي وأمينة محمود بداية الريادة الحقيقية للرياضة النسائية في مصر.
نفيسة الغمراوي:
نفيسة الغمراوي من مواليد عام 1918 بالقاهرة وتوفيت في يناير عام 2001 تعتبر رائدة للرياضة النسائية في مصر مع سبع بنات آخريات ولها دور كبير في ممارسة السيدات للرياضة حيث لم تكتف برياضة واحدة بل شاركت بمنافسات كرة السلة والسباحة وألعاب القوى والهوكي.
ولم تكتف نفيسة بدورها الرائد في السماح للفتيات بممارسة الرياضة بل استمرت بعد اعتزالها وأصبحت أول سيدة تتولى عمادة كلية التربية الرياضية وكان لذلك أثر كبير في إعداد جيل رياضي من السيدات يشارك في مختلف اللعبات.
وفي عام 1938 قامت الغمراوي بالسباحة للمسافات الطويلة (14 كم) من دمياط إلى رأس البر وحققت ذلك في ثماني ساعات فقط وكانت نفيسة الغمراوي قد بدأت التدريس بقسم التربية الرياضية من 1936 وحتى 1949.
ونجحت نفيسة الغمراوي في تكوين أول فريق نسائي بكرة السلة في مصر في أواخر الثلاثينيات قبل أن تعتزل عام 1949 وأبدى عبد المنعم وهبي رئيس الاتحاد الدولي والمصري لكرة السلة وقتها إعجابه بدورها في الرياضة النسائية بمصر وكان قد تزوجها فيما بعد.
وتغلبت نفيسة الغمراوي على العديد من الصعوبات بتلك الفترة بسبب التقاليد التي كانت تمنع الفتيات من ممارسة الرياضة وساهمت في تكوين جيل ذهبي للرياضة المصرية في الستينيات والسبعينيات لأن أغلبهن كن طالبات لديها منذ عمادتها للتربية الرياضية في 1949.
أمينة محمود:
من مواليد 15 نوفمبر 1949 وبدأت حياتها الرياضية بموقف لها في الثامنة من عمرها عندما حاولت معلمتها تعنيفها فهربت منها بالجري وفشل الجميع في الإمساك بها فضمتها معلمتها لمسابقات العدو.
ولقبت أمينة محمود بالجوكر إذ أنها لم تمارس رياضة واحدة وشاركت بألعاب القوى وكرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة وحققت إنجازات كبيرة بكل منهم.
ويأتي إنجاز أمينة محمود كونها أول لاعبة مصرية في التاريخ تشارك بدورة الألعاب الأولمبية وكان ذلك بأولمبياد ميونيخ عام 1972 بمنافسات الوثب العالي.
ولم يكن ذلك الإنجاز الوحيد فنجحت أمينة من وسط 42 لاعبة التأهل للنهائيات بقفزة وصلت إلى ستة أمتارة وعشر سنتيمترات وكانت ميداليتها مضمونة في النهائيات ولكن أحداث الفدائيين وقتها المعروفة باسم (عملية ميونيخ) باحتجاز البعثة الإسرائيلية تسبب في انسحاب البعثات العربية خوفا على سلامة اللاعبين.
وجاءت مشاركة أمينة محمود في الأولمبياد بصعوبة بسبب معاناة عدد من الدول العربية والإفريقية من عدم اشتراك اللاعبات بالبطولات الدولية.
سارة سمير وهداية ملاك (التتويج الأولمبي)
حفر الثنائي سارة سمير لاعبة رفع الأثقال وهداية ملاك لاعبة التايكوندو أسمائهن بحروف من ذهب بعد التتويج بميداليتين برونزيتين في دورة الألعاب الأولمبية 2016 بريو دي جانيرو.
وكانت سارة سمير قد نجحت في تحقيق أول ميدالية نسائية في تاريخ مصر على المستوى الأولمبي وكانت تبلغ من العمر وقتها 18 عاما.
وتوجت سارة ببرونزية أولمبياد ريو دي جانيرو عن وزن 68 كجم بعد رفع مجموع ثقل 255 كجم في مجموع الرفع والنتر.
ولم يكن طريق سارة مفروشا بالورود إذ أنها تحقيقها للميدالية جاء بعد العديد من التضحيات أبرزها رسوبها في الثانوية العامة التي أقيمت امتحانتها في نفس توقيت الأولمبياد بحجة عدم الحضور وتأخرت سنة دراسية جديدة بسبب ذلك.
أما هداية ملاك فقد نجحت في تحقيق برونزية منافسات التايكوندو بوزن 57 كجم وكانت تبلغ من العمر وقتها 23 عاما.
وعانت هداية ملاك من الإصابة أثناء سير منافسات دورة الألعاب الأولمبية لكنها تحاملت على إصابتها من أجل حلم التتويج بميدالية تاريخية إذ أنها الميدالية النسائية الأولى باللعبة في تاريخ مصر والعرب.
فريدة عثمان على خطى رانيا علواني (سباحة)
"السمكة الذهبية" هكذا لقبت رانيا علواني السباحة المصرية التي ظهر تألقها الحقيقي عام 1991 ورغم اعتزالها المبكر في سن الـ23 إلا أنها حققت العديد من الإنجازات الإفريقية والدولية.
وشاركت رانيا علواني في ثلاث دورات أولمبية متتالية وحققت إنجازا وقتها بالتأهل لنهائيات سباقي 50 و100 متر حرة.
ولم تتوقف إنجازات رانيا عند المسابقات الأولمبية إذ حصلت على 77 ميدالية متنوعة على المستوى العربي والإفريقي والدولي وصنفت ضمن أفضل 11 سباحة على مستوى العالم في سباق 100 متر بفارق 22 جزء من الثانية عن الأفضل.
وعلى خطى رانيا علواني ظهرت "سمكة ذهبية" جديدة وواصلت فريدة عثمان المشوار بإنجاز أكبر لتحفر اسمها في تاريخ الرياضة النسائية المصرية.
وحققت فريدة عثمان إنجازا غير مسبوق بالفوز ببرونزية سباق 50 متر فراشة ببطولة العالم للسباحة بمدينة بودابست المجرية في صيف 2017 لتصبح بذلك أول سباحة مصرية تحصد ميدالية ببطولة العالم.
وحصلت فريدة -23 عاما- على جائزة أفضل رياضية إفريقية لعام 2017 بحفل الجوائز السنوي لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية "أنوك" والذي أقيم بالتشيك في ديسمبر الماضي.
وكانت فريدة قد حققت العديد من الإنجازات بتحطيم الرقم القياسي العالمي للناشئي في 2011 والفوز بأول ميدالية في تاريخ مصر ببطولات العالم لناشئي السباحة.
وأشارت فريدة أن تلك الإنجازات لن تكن النهاية بل أن تفكيرها من الآن أصبح منصبا على تحقيق إنجاز آخر بميدالية أولمبية بدورة الألعاب المقبلة في 2020 بمدينة طوكيو اليابانية.
نور الشربيني ورنيم الوليلي (اسكواش)
يعتقد البعض أن الهيمنة المصرية على رياضة الاسكواش من قديم الأزل لكن في الحقيقة أن ذلك غير صحيح فالتطور المصري في اللعبة بدأ في الألفية الجديدة بظهور بعض النجوم مثل أحمد برادة وعمرو شبانة.
أما بالنسبة للهيمنة المصرية على منافسات السيدات فذلك حديث العهد إذ بدأت مصر في المنافسة مع بداية عام 2010 ولكن بتألق العديد من اللاعبات ظهر جيل جديد من سيدات الاسكواش في مصر سيطرن على جميع الألقاب.
ربما الإنجازات الأبرز في تلك الرياضة من الجانب المصري تأتي عن طريق الثنائي نور الشربيني ورنيم الوليلي.
إذ نجحت رنيم الوليلي في سبتمبر 2015 باحتلال صدارة التصنيف العالمي للسيدات للمرة الأولى في تاريخ مصر ليس فقط في الاسكواش بل في أي رياضة أخرى.
جاء إنجاز رنيم بعد هيمنة من أسطورة اللعبة نيكول دافيد على الصدارة لمدة استمرت لما يقرب من تسع سنوات كاملة.
أما نور الشربيني فكان الإنجاز الأبرز بحصد لقب بطولة العالم للمرة الأولى في تاريخ مصر في أبريل 2016 ولم يكن اللقب هو الأول في تاريخ مصر وحسب بل كانت نور الشربيني أصغر لاعبة تحصد لقب البطولة.
وتوجت نور الشربيني باللقب مرتين متتاليتين ونجحت زميلتها رنيم الوليلي في التتويج باللقب في النسخة الأخيرة بديسمبر 2017 للمرة الأولى في تاريخها.
وتهيمن نور الشربيني على صدارة التصنيف العالمي في الوقت الحالي منذ 23 شهرا وحتى الآن.
مروة عيد (الاحتراف)
إحسان عيد أو كما يطلق عليها مروة عيد هي من مواليد 1986 تألقت بشدة في رياضة كرة اليد رغم ممارستها لكرة القدم لفترة ليست بقصيرة وتألقت فيها أيضا.
وانضمت مروة إلى صفوف منتخب اليد في 2003 وتألقت بشدة في البطولات الإفريقية وانتقلت إلى ألمانيا لتصبح أول لاعبة محترفة في تاريخ مصر لكن لم تنجح في التأقلم وعادت بعد أسبوع واحد فقط.
وفي عام 2010 ومع ارتفاع مستواها وتألقها الكبير انضمت مروة إلى فريق نيس الفرنسي وكان وقتها أحد أندية الدرجة الثالثة ولم تيأس مروة وتعلمت من تجربتها الماضية وبالفعل نجحت في التأهل لدوري الدرجة الثانية ثم الدوري الممتاز.
وتلعب الآن مروة مع فريقها الفرنسي وتحتل المركز الثالث في ترتيب الدوري ورفعت رصيدها إلى المركز السادس في ترتيب الهدافين.
وبعد مروة لم يتوقف الاحتراف النسائي عند ذلك الحد فظهرت العديد من اللاعبات سواء في كرة اليد أو غيرها من الرياضات إذ احترفت رحاب جمعة في الدرجة الثانية الفرنسية لتصبح أصغر محترفة في مصر.
وبعيدا عن كرة اليد ظهرت حاليا بعض اللاعبات مثل نادين سلعاوي ورنيم الجداوي برياضة كرة السلة بالاحتراف في دوري الجامعات الأمريكي وندى معوض وشقيقتها نورا في كرة الطائرة.
تهاني طوسون (لاعبة القرن)
"لاعبة القرن في إفريقيا" هكذا كان لقبها بعدما حصدت جائزة بنفس الاسم عام 2000 لما حققته من إنجازات عديدة في كرة الطائرة.
نجحت تهاني طوسون في التتويج بجائزة أفضل لاعبة بإفريقيا على مستوى الأندية 35 مرة في 18 عاما فقط.
وتم اختيارها في المركز التاسع لأفضل لاعبة في العالم بكأس العالم في 2003 باليابان وتغيب مصر عن بطولات العالم منذ اعتزالها.
وساهمت تهاني طوسون في تحقيق العديد من الألقاب سواء للنادي الأهلي على المستوى المحلي والإفريقي أو مع المنتخب المصري على المستوى العربي والقاري.
جيانا فاروق (ألعاب قتالية)
لم تتوقف إنجازات اللاعبات المصريات في الألعاب العادية بل وصل الأمر إلى الألعاب القتالية ولعل أبرز اللاعبات جيانا فاروق -23 عاما- بطلة مصر والعالم في رياضة الكاراتيه.
كانت البداية الحقيقية لجيانا فاروق عام 2009 عندما انضمت لمنتخب الناشئين وحققت المركز الأول ببطولة إفريقيا وحصلت وقتها على المركز الخامس ببطولة كأس العالم للكبار.
واحتلت جيانا فاروق قمة التصنيف العالمي للناشئات والكبار وحققت الميدالية الذهبية ببطلة العالم للكبار في ألمانيا عام 2014.
وتنعقد الآمال على جيانا لتحقيق ميدالية أولمبية بدورة الألعاب المقبلة في طوكيو 2020 بعدما أعلنت اللجنة الأولمبية رسميا عن ضم الكاراتيه للألعاب الأولمبية.
فاطمة عمر (البارالمبي)
"المرأة الحديدية" و"صائدة الذهب" تلك هي ألقاب فاطمة عمر بطلة مصر والعالم في رياضة رفع الأثقال البارالمبي.
لم تكن إنجازات مصر النسائية ببطولات ذوي الاحتياجات الخاصة مقتصرة على فاطمة عمر ولكنها كانت الأبرز إذ أنها لم تعرف سوى طريق الذهب باستثناء دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة.
وتشارك فاطمة عمر في دورة الألعاب البارالمبية منذ بطولة سيدني 2000 وحصدت الذهب في أربع مرات متتالية قبل أن تحصد فضية ريو دي جانيرو الأخيرة.
وتم اختيار فاطمة أكثر من مرة كأفضل لاعبة بارالمبية نظرا لإنجازتها الكبيرة التي دفعت دولة مثل اليابان لاستضافتها كونها لاعبة ملهمة للاستفادة من خبرتها.