كتب : لؤي هشام
انفجار كبير هذا الموسم شهده أداء محترفنا المصري محمد صلاح مع ليفربول، وخلف هذا التألق كان هناك العديد من الأسباب ولكن ظل المدرب الألماني يورجن كلوب العامل الأبرز.
خلال مشوار صلاح مع الساحرة المستديرة تعلم المصري الكثير من مدربيه ولكن التجربة الإيطالية مع لوتشيانو سباليتي في روما أضافت له الكثير والكثير، والعمل مع كلوب مثل الخطوة التالية الأهم.
وصل جناح بازل الأسبق إلى هدفه رقم 24 في الدوري الإنجليزي بالتساوي مع هاري كين مهاجم توتنام. سجل 32 هدفا وصنع 11 خلال 39 مباراة لعبها بكافة المسابقات.
"نغير الطريقة في كل مباراة، أحيانا ألعب كمهاجم ثان، أحيانا في اليمين وأحيانا في اليسار. كلوب ساعدني على التطور وأن أقوم بما أفعله الآن" هكذا تحدث صلاح في الشهر الماضي عن مدربه.
وأوضح "أنا سعيد بذلك. لدي الحرية لأقوم بأي شيء في الملعب لكننا 11 لاعبا، لذا علي أن أدافع وأقوم بواجبي.. دائما أبدأ في اليمين ويتغير الأمر وسط المباراة. أحيانا نلعب بطريقة 4-4-1-1 وأحيانا 4-4-2، ألعب كمهاجم ثان أو كمهاجم صريح. لذا الأمر يعتمد على المباراة وما يريده المدرب".
شبكة "سكاي سبورتس" البريطانية أرجعت في تقرير لها أسباب تألق صلاح إلى كلوب، وأفردت أسبابها خلف ذلك. وFilGoal.com يستعرض لكم التقرير.
"علاقة صلاح الحالية مع يورجن كلوب هي القصة الحقيقية خلف ذلك النجاح في البريمييرليج. كلوب ساعد المصري على الوصول لمستوى آخر مع ليفربول" هكذا استهلت الشبكة تقريرها.
عندما عاد صلاح إلى الدوري الإنجليزي فقد عاد بعدما بنى سمعة طيبة رفقة روما الإيطالي، صحيح أنه لم يستطع إثبات ذاته مع تشيلسي ولكن أتى من روما مسجلا 29 هدفا في 65 مباراة بالدوري الإيطالي، أثبت أنه يتمتع بالكثير من الجودة ولهذا أراد ليفربول التعاقد معه.
"مازلت أظن أنه سعر بيعه كان يمكن أن يصبح أفضل". هكذا أكد مونشي المدير الرياضي لروما الشهر الماضي ولكن هذا الشعور أتى بعدما انتقل نيمار وكيليان مبابي إلى باريس سان جيرمان وتغيرت أرقام سوق الانتقالات أكثر من كون صلاح لاعبا رائعا.
صلاح لم يسبق له تسجيل أكثر من 20 هدفا خلال موسم واحد قبل قدومه إلى أنفيلد، ولكنه لم يحقق ذلك مع ليفربول فقط في أول مواسمه بل فعلها قبل الكريسماس كأول لاعب منذ إيان راش قبل 30 عاما مرت.
تغير المراكز
إن كان جوزيه مورينيو قد أساء تقدير قدرات صلاح الهجومية فربما لم يكن كلوب يتوقع كل هذه الأرقام من لاعبه. لاعب وُصف بأنه "لاعب وسط هجومي" أكثر منه مهاجم ولكن المدرب الألماني يستحق الكثير من الثناء لإيجاد أفضل طريقة لإخراج تأثير صلاح.
الخرائط الحرارية تُظهر تواجد صلاح بالعمق أكثر من الأطراف.
يوضح صلاح "المدرب دائما ما يطلب مني أن أقترب كثيرا من المرمى، وهذا أكثر مما حدث معي في أي ناد آخر أو أكثر مما طلبه مني أي مدرب من قبل"
"لذلك أنا دائما أمام المرمى ولدي فرصة تسجيل الأهداف، وفي المران أيضا يطلب مني المدرب البقاء قريبا للغاية من المرمى".
"لا أرغب في التحدث كثيرا لأن الموسم مازال طويلا ولكن نعم هذا الأمر نعمل عليه كثيرا في التدريبات اليومية.. لا يمكن أن تسجل 10 أهداف من 10 فرص هذا مستحيل، وأعلم إنني أضعت العديد من الفرص أيضا خلال الموسم الجاري ولكنني أحاول التحسن".
كثرة الفرص
صلاح كان بإمكانه أن يصبح أكثر حسما، ووفقا لإحصائيات أوبتا فلم يهدر أحدا فرص سانحة للتسجيل مثله هذا الموسم بالدوري الإنجليزي ولكن هذا يأتي نتيجة عدد الفرص الكبيرة التي تُصنع له.
عدد الفرص الحقيقية للتسجيل التي أهدرها صلاح تأتي بالتساوي مع هاري كين إذ يتقاسم الثنائي صدارة الهدافين.
وهذا العدد الكبير من الفرص يأتي له لأن كلوب لا يشجعه فقط على التواجد أمام المرمى ولكنه يسهل ذلك عليه أيضا. روبيرتو فيرمينو سجل العديد من الاهداف ولكن هذا ليس دوره الوحيد كمهاجم.
البرازيلي يساعد على صناعة المساحات في العمق لكي يخرج المدافعين من مراكزهم ويفسح الطريق لكلا من صلاح وساديو ماني.
يتحدث زميلهم أليكس تشامبرلين عن تلك الثلاثية قائلا: "إنها ثلاثية مرعبة. إنهم مذهلين أمام المرمى وأيضا دفاعيا هم يعرفون مهامهم جيدا، يعملون بكد وهم حقا جيدين، من الجيد أن تكون برفقتهم".
وأوضح عن أداء هذا الثلاثي ""بوبي لديه قدرة كبيرة على الضغط واستعادة الكرة كما أنه يوفر الكثير من المساحات لكلا من صلاح وماني في ظهر الدفاع. حينما يكون الثلاثي في تناغم فلا يمكن لأحد أن يواجههم".
الثلاثي صلاح وفيرمينو وماني هم اللاعبين الوحيدين الين صنعوا 3 أهداف لبعضهم البعض في الدوري الإنجليزي.
لمس الكرة داخل الصندوق
صلاح لمس الكرة داخل منطقة الـ18 أكثر من أي لاعب آخر بالمسابقة هذا الموسم حتى أن هاري كين هو اللاعب الوحيد فقط الذي يمتلك عدد تسديدات أكبر من داخل الصندوق.
أكثر 3 لاعبين لمسوا الكرة داخل منطقة الجزاء هم صلاح وكين ورحيم سترلينج لاعب مانشستر سيتي، والثلاثي يعيشون فترة من التألق وتغير الأداء بالموسم الجاري.
وإذا كان اللاعبين الجيدين قادرين على لمس الكرة في مناطق الخطورة فإنهم قادرين بالتأكيد على إيذاء الخصوم.
وصلاح سجل في 15 مباراة من أصل 16 بالمسابقة لمس فيهم الكرة أكثر من 6 مرات داخل منطقة الجزاء، والمباراة الوحيدة التي لم يسجل بها كانت أمام سوانزي سيتي في انتصار الحمر بخماسية ولكنه صنع هدفين قبل أن يتم استبداله في الشوط الثاني.
محاولة إيقافه
في مواجهة مانشستر يونايتد يوم السبت سيتعين على مورينيو محاولة إيقافه. ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنام حاول من قبل إيقافه عن طريق ظهير يلعب بالقدم المعاكسة مثل سيرجي أورييه ولكنه سجل هدفا، وأمام بين دافيز سجل هدفين.
وسواء اعتمد مورينيو على لوك شاو أو أشلي يانج فإنه من المتوقع أن يسبب الدولي المصري الكثير من المشاكل.
ماتيو دارميان سبق له اللعب أمام صلاح في مباراة الدور الأول في شهر أكتوبر وتمكن يونايتد حينها من تقييد صلاح الذي لمس الكرة 5 مرات فقط داخل منطقة الجزاء في مباراة انتهت بالتعادل السلبي.
كلوب تحدث عن الأداء الدفاعي ليونايتد في هذه المباراة قائلا: "الشوط الثاني كان مثل لعبة الشطرنج ولكن خصمي لم يفتح لي الباب من أجل الفوز بالمباراة".
ربما ينجح مورينيو في السيطرة على لاعبه القديم في يوم السبت ولكن شكرا للتطور الكبير الذي أضفاه مدربه الجديد على أدائه. الآن التحدي ربما يكون أصعب من أي وقت مضى.