على طريقة كونتي.. كيف تتحول من بطل إلى عدو كرة القدم

قبل أسابيع قليلة كثير من المحللين أبدوا إعجابهم بأداء تشيلسي "الممتع" ضد برشلونة في ذهاب دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا.

كتب : إسلام مجدي

الثلاثاء، 06 مارس 2018 - 14:38
مورينيو - كونتي

قبل أسابيع قليلة كثير من المحللين أبدوا إعجابهم بأداء تشيلسي "الممتع" ضد برشلونة في ذهاب دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا.

الفريق اللندني أمتع وأقنع وهدد برشلونة وكان ندا قويا، ولأول مرة في الموسم تناسى المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي مشاكله مع الإدارة ليضع كافة تركيزه في مواجهة نارية.

جاءت لحظة أكثر ضغطا ضد مانشستر يونايتد حينها خسر تشيلسي بنتيجة 2-1 ووقتها شعر المدرب الإيطالي أنه بلا دعم، وعاد لمعركته ضد الإدارة.

المشكلة الرئيسية

أنطونيو كونتي يعاني من مشكلة رئيسية منذ بداية شهر أغسطس الماضي مع إدارة تشيلسي إذ أنه طلب عددا من اللاعبين لكنه لم يحصل على ما أراده، طلب ضم روميلو لوكاكو لكنه خسره لصالح مانشستر يونايتد ولم يبد أي رضا عن الصفقات التي عقدها الفريق.

خلال السوق الشتوية الماضية شدد كونتي على حاجته لمهاجم ذو قدرات بدنية معينة، في المقابل ضمت إدارة النادي أوليفيه جيرو، لكن هل كان اللاعب الذي أراده كونتي؟

تشيلسي طوال الشتاء ارتبط بضم إدين دجيكو مهاجم روما وكان على بعد عدة ملايين يورو من ضمه إلا أن إدارة النادي اللندني فضلت ضم مهاجم جاره اللدود، بل وإسداء خدمة له بإخلاء مساحة لكي يضم أرسنال بيير إيمريك أوباميانج بجانب تواجد ألكيساندر لاكازيت.

قبل مواجهة مانشستر سيتي قال كونتي:"لا أعلم إن كنا سننهي الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى، هذا السؤال ليس لي، الحديث حول الطموح يكون مع الإدارة".

وأردف "النادي عليه إظهار الطموح وليس المدرب، المدرب عليه العمل كل يوم بشكل قوي ولكن النادي عليه إظهار الطموح للجميع".

في هذه النقطة بدا الأمر واضحا، تشيلسي ومانشستر سيتي مشروعان متشابهان في عدة أشياء. (طالع التفاصيل)

"مشروع مانشستر سيتي مستلهم من الاستثمار الذي حدث في تشيلسي". كانت تلك كلمات روبينيو لاعب سيتي الجديد في عام 2008 حينما انضم للفريق مطالبا الجميع بالصبر لرؤية فريقه ينجح مثلما نجح النادي اللندني بعدما رفضه وانضم للمشروع الذي آمن به.

ولم تكن هناك فرصة أظهر لإظهار فقر فريقك سوى بالنظر في المرآة مع مشروع أخر. فأي طريق اختار كونتي؟

"ضد كرة القدم"

فضل المدرب الإيطالي البدء بإدين أزار جناحه في مركز المهاجم الوهمي والذي من المفترض أن يساعده ضد مانشستر سيتي.

تشيلسي لم يشن هجمة وحيدة على المرمى طوال 90 دقيقة واستقبل 11 هجمة منها 4 على المرمى واستحوذ على الكرة بنسبة 29% أي أنه انتظر فقط استقبال هدف والخسارة، لأنه مع كل الضغط لن يتعادل بل سيخسر.

صرح جيمي ريدناب نجم ليفربول السابق عقب المباراة قائلا :"ما فعله كونتي كان ضد كرة القدم".

وواصل "لقد كانت جريمة في حق كرة القدم ما فعله تشيلسي، لقد بدا الأمر وكأنه لا يريد أن يتقدم أو يلعب مطلقا، تشيلسي منح سيتي النقاط الثلاثة".

ووصف جاري نيفيل نجم مانشستر يونايتد السابق حالة لاعبي تشيلسي خلال المباراة بـ"تماثيل العرض المتواجدة في متاجر الملابس".

وأتبع "من المؤلم مشاهدة مثل هذا الأداء لم يكن تشيلسي شجاعا اليوم".

حينما قرر كونتي نقل صراعه مع الإدارة إلى مستوى مختلف، جاء الأمر ضد سيتي لكن السحر انقلب على الساحر وأغضب لاعبيه وجماهير النادي والآن الإدارة لديها سبب إضافي لإقالته.

قال إدين أزار عقب المباراة :"أشعر وكأنني غادرت الملعب بانطباع أنني ركضت فقط ولم ألعب كرة القدم، كان يمكننا أن نلعب لـ3 ساعات دون أن نلمس الكرة، فقط في النهاية تحسنت الأمور قليلا".

تحسن الأمور قليلا جاء بعد الدقيقة 80 حينما شارك أوليفيه جيرو كمهاجم في مركزه الطبيعي ما سمح لخط وسط تشيلسي على الأقل بإيجاد مساحات أكثر وتحسنت الأمور لثواني مع مشاركة ألفارو موراتا في الدقيقة 90 بدلا من أزار فقط لثوان.

والسؤال الذي ظل الجميع يسأله. إن كان لديك مهاجمين جاهزين لماذا لم تشرك أحدهما وانتظرت كل ذلك؟

أجاب كونتي :"لست غبيا كفاية لأفتح الملعب ضد سيتي وأخسر بنتيجة 3-0 أو 4-0".

وواصل :"إن كنتم تتذكرون أرسنال لعب مرتين وتنتقدون فينجر لأنه استقبل 3 أهداف في 30 دقيقة".

لا شك أن مستوى مانشستر سيتي الحالي قد أخاف خصوما عديدة في الدوري الإنجليزي ناهيك عن أنك تستعد لمباراة مصيرية ضد برشلونة، لكن أنت في الدوري وواجهت فريقا يلعب بأسلوب مشابه ولو قليلا لسيتي ولديه ليونيل ميسي وتعادلت معه، إضافة أنك أيضا خسرت، حتى وإن وجد لاعبيك أنهم أدوا مباراة جيدة فأراء الجماهير والمحللين ستجعلهم يفكرون مرتين خاصة أن خسارة الثقة ستتضاعف إن خسرت ضد برشلونة.

يتابع كونتي :"تحضرنا للمباراة بنفس الطريقة التي لعبنا بها، حينما تواجه سيتي عليك أن تستعمل رأسك، وإلا ستخاطر بإنهاء المباراة بطريقة سيئة، بكل تأكيد استقبال هدف بعد 30 ثانية من الشوط الثاني كان أمرا سيئا لأنه كان من الصعب علينا أن نعود إلى المباراة".

وأتم "قد نندم للخسارة ضد بورنموث وواتفورد ومانشستر يونايتد، لكنني لا أعتقد أن الخسارة ضد سيتي قد سببت لنا الندم، إنهم رائعين مع الكرة وفارق 25 نقطة كبير".

حتى وإن كان مدرب تشيلسي قد تخلى عن الدوري، فإنه خلال حربه ضد الإدارة قد خسر معركة هامة للغاية.

سيتي فريق قوي وخلق شخصية بطل مخيف للخصوم، لكنه ليس منيعا وكان أقرب للخسارة في مرات عديدة، وفي شتى الأحوال خسر تشيلسي والآن مخاطرة الخسارة ضد برشلونة قد تعني إقالة كونتي. فهل يستمر المدرب الإيطالي في حربه؟ وهل يمكنه الفوز بها؟