كتب : علي أبو طبل
لا يبدو ليفربول في مأزق كبير قبل مواجهة إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا أمام ضيفه البرتغالي بورتو.
الفريق الإنجليزي حقق فوزا كاسحا في ملعب الدراجاو معقل التنانين البرتغالية ذهابا بخماسية نظيفة وقع عليها السنغالي ساديو ماني في 3 مناسبات والمصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينيو، في نتيجة مثلت هزيمة هي الأثقل أوروبيا للنادي البرتغالي على ملعبه.
نتيجة جعلت ليفربول يقترب بنسبة 99% من ربع النهائي، وهو ما لم يحققه الفريق في دوري الأبطال منذ موسم 2008/2009، إما بسبب عدم التأهل للبطولة من الأساس، أو الخروج من دور المجموعات.
على العكس، فإن بورتو يتأهل لثمن النهائي للموسم الثاني على التوالي، بينما نجحوا للعبور إلى ربع النهائي لآخر مرة في موسم 2014/2015 قبل التعرض للإقصاء على يد بايرن ميونيخ.
النتيجة المريحة ذهابا تجعل المدير الفني يورجن كلوب يفكر في إراحة أغلبية الأساسيين دون تردد لم لا والفريق مقبل في أمسية السبت المقبل على مواجهة هي الأشرس في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، وتجمعه مع مانشستر يونايتد في معترك قد يحدد من يكون صاحب الوصافة في الدوري الممتاز خلف مانشستر سيتي؟
المناخ العام لا ينبئ بإمكانية أي عودة محتملة لبورتو، والذي لم يُهزم هذا الموسم في الدوري المحلي محققا 21 انتصارا و4 تعادلات في 25 جولة، من ضمنها فوز أخير في قمة محلية كبرى على حساب سبورتنج لشبونة بنتيجة 2-1.
العودة الأكبر في تاريخ دوري الأبطال كانت تلك الشهيرة لبرشلونة في الموسم الماضي أمام باريس سان جيرمان، حيث عوض الفريق الإسباني تأخره بفارق 4 أهداف ذهابا إلى الانتصار بنتيجة 6-1 إيابا في كامب نو والعبور لربع النهائي.
5 مباريات سابقة لبورتو ضد ليفربول تحمل 3 هزائم وتعادلين لا يمكن أن تبشر بعودة محتملة من تأخر بفارق 5 أهداف، ولكن إن حدثت فستكون الأكبر في تاريخ المسابقات الأوروبية، وربما كرة القدم على الإطلاق.
ما يصعب من إمكانية العودة كذلك هو الرقم الذي يملكه ليفربول بعدم تلقي أي هزيمة أوروبية على ملعبه أنفيلد في آخر 13 مناسبة، حيث حقق الفريق 9 انتصارات و4 تعادلات منذ تلك الهزيمة في مجموعات دوري الأبطال أمام ريال مدريد بثلاثية نظيفة في 22 أكتوبر 2014.
كذلك فإن ليفربول يمتلك الأفضلية بتحقيقه للعبور إلى الدور التالي في دور إقصائي ربح فيه ذهابا، حيث تحقق ذلك في 32 مرة كاملة دون أن تنقلب عليه الطاولة، متلقيا فقط 4 هزائم في مباريات الإياب دون أن يفقد أفضليته في مجموع المبارتين.
الفريق البرتغالي لا يملك فرصا كبيرة في السنوات الأخيرة حين يحل ضيفا على فريق إنجليزي في المطلق.
فعندما يواجه متصدر الدوري البرتغالي فريقا إنجليزيا في دور إقصائي ببطولة أوروبية، فإن الغلبة في 7 مناسبات للإنجليز مقابل 3 فقط عبر فيها بورتو، وكانت المرة الأخيرة حين كان جوزيه مورينيو مديرا فنيا للفريق ونجح في إقصاء مانشستر يونايتد من ثمن نهائي دوري الأبطال في موسم 2003/2004.
آخر 5 مواجهات أوروبية لبورتو في ضيافة فريق من الدوري الإنجليزي الممتاز تلقى فيها جميعها الهزيمة، وكانت الزيارة الأخيرة لمدينة ليستر في مجموعات دوري الأبطال في الموسم الماضي، حين تفوق بطل الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم قبل الماضي بهدف نظيف.
كانت تلك المواجهة ختاما لسلسلة المباريات الخمسة التي لم ينجح فيها بورتو في هز شباك مضيفيه الإنجليز، بينما تلقى 13 هدفا تواليا.
خلال 17 مباراة في العموم حل فيها بورتو فيها ضيفا على إنجلترا، فإن الفريق تعرض لـ15 هزيمة واقتنص تعادلين دون أن يحقق أي انتصار.
حتى وإن لم يتمكن بورتو من العودة في أمسية الثلاثاء، فأمامه فرصة على الأقل لتحقيق انتصار أول في ملعب إنجليزي أمام خصم قد يريح أفضل عناصره الأساسية.
بعيدا عن حسابات التأهل والأرقام، فهناك بعض الروابط والسوابق للاعبين بأعينهم على خلفية تلك المواجهة.
إيكر كاسياس، الذي يحرس مرمى بورتو حاليا، كان حارسا لريال مدريد الإسباني لسنوات عديدة، وكان شاهدا على إقصاء النادي الملكي في موسم 2008/2009 بنتيجة 0-5 في مجموع المبارتين أمام ليفربول في تلك المرة الأخيرة التي نجح فيها الفريق الإنجليزي في العبور لربع النهائي.
ويا لسوء حظه فإنه يقترب من تلقي الإقصاء على يد نفس الفريق من جديد بعد مرور 9 سنوات.
كان كاسياس حاضرا أيضا في هزيمة ليفربول الأوروبية الأخيرة على ملعب أنفيلد أمام ريال مدريد أيضا، وذلك قبل 4 سنوات من الآن.
نجمنا المصري محمد صلاح يمتلك مواجهة سابقة ضد بورتو أيضا.
الفريق البرتغالي تسبب في إقصاء روما، حين كان محمد صلاح لاعبا للفريق الإيطالي، من التصفيات المؤهلة لدور المجموعات لدوري الأبطال في الموسم الماضي.
صلاح امتلك الفرصة للانتقام هذا الموسم، وسجل هدفا في لقاء الذهاب في انتصار خماسي للفريق الأحمر.
ليفربول يمتلك تاريخا قويا ضد أندية البرتغال، لا يتخلله سوى هزيمة وحيدة كانت على يد بنفيكا بنتيجة 1-2 في البرتغال في ربع النهائي من بطولة الدوري الأوروبي في موسم 2009/2010.
لاعب بورتو الحالي ماكسي بيريرا كان شاهدا على تلك المواجهة التي شارك فيها أساسيا، ولكنه كان بديلا ولم يشارك في الإياب في "أنفيلد" والذي عاد فيه ليفربول بقوة منتصرا بنتيجة 4-1.