تفوق كاسح في مواجهة بطل الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، سيطرة تامة لمانشستر سيتي على المباراة مع عدم وجود فرص أو حتى محاولات بعيدة تذكر لفريق تشيلسي، لتنتهي المواجهة بتفوق جوارديولا بأقدام برناردو سيلفا.
بالطبع كان متوقعا أن ينتهج كونتي نظام الـ5-4-1 دفاعيا مع تطبيق ضغط متوسط على لاعبي مانشستر سيتي ولكن جوارديولا كان حاضرا بالحل بل الحلول المختلفة.
كيف تخلق مساحة لدي بروين وسيلفا لصناعة اللعب؟
أول تلك الحلول كان كيفية خلق المساحات للثنائي دافيد سيلفا وكيفن دي بروين من أجل صناعة اللعب في وسط ملعب تشيلسي.
لاحظ البداية بهذه الحالة ترحيل جهة تواجد الكرة من لاعبي تشيلسي وبيدرو يراقب دي بروين في العمق في ظل تواجد ووكر على الخط بعيدا عن مكان تواجد الكرة (هو أمر معتاد لأي فريق يدافع في العالم).
ليأتي جوارديولا بالحل بدخول ووكر للعمق وطلب الكرة ليأخذ أنظار بيدرو فهو الجناح المكلف بالضغط عليه في الأصل وكذلك يخلق مساحات خلفه على الجانب الأيمن سيتحرك لها دي بروين ويتسلم الكرة.
وما دعم الفكرة أن هناك ثنائي فقط في وسط الملعب فلا يمكن لأحدهما الخروج خلف دي بروين وإلا ستظهر ثغرة في العمق يستغلها أجويرو وسيلفا فورا، وكذلك مع فتح عرض الملعب عن طريق برناردو سيلفا ولروى ساني يبقى الثنائي ماركوس ألونسو وفيكتور موسيس في الخلف معهما.
لاحظ تكرار نفس الفكرة على الجانب الآخر مع سيلفا مع تواجد دي بروين بين الخطوط وساني أقصى الجانب الأيسر ومعه موسيس.
تحرك سيلفا بالكرة للعمق فخرج دي بروين للجانب الأيسر ليتسلم الكرة دون رقابة في المساحة المعتادة.
ليتقدم لمواجهته سيزار أزبليكويتا وتظهر ثغرة في عمق الدفاع خلفه ينطلق بها سيلفا.
وهذه حالات أخرى لنفس الفكرة.
هنا دي بروين تسلم وأرسل عرضية خطيرة للغاية.
وهذه حالات أخرى لسيلفا.
أما الفكرة الأخرى فهي المعتادة لتمركز الثنائي سيلفا ودي بروين بين الخطوط واستلام الكرات في تلك المساحات.
لاحظ على الجانب الآخر دي بروين أيضا بين الخطوط وستصله الكرة في النهاية بعد عدة تمريرات في الجانب الأيسر.
ليتقدم لملاقاته روديجير لتظهر مساحات في عمق الدفاع ويحاول دي بروين التمرير لأجويرو من خلالها .
وهذه صورة أوضح للحالة السابقة، ولكنها كذلك توضح الفكرة الثالثة التي صنعت تفوق جوارديولا حيث تجد خلف خط الكرة 5 لاعبين من مانشيستر سيتي وهم الظهيران ولاعب الارتكاز وقلبا الدفاع ودورهم الرئيسي يكون في عملية الضغط العكسي لمنع الهجوم المرتد لتشيلسي خاصة عن طريق الثنائي الأخطر ويليان وأزار وهو ما أكده جوارديولا في تصريحاته عقب المباراة بأن لاعبيه عملوا على إفساد مرتدات الخصم بشكل جيد.
لاحظ عند فقد الكرة ووصولها إلى ويليان يضغط عليه الثنائي جوندوجان وزينتشينكو بينما يراقب أوتاميندي هازارد ويبقى لابورتي في الخلف يوفر العمق الدفاعي ويرتد ووكر مع بيدرو.
أما الفكرة الرابعة فكانت اختراع من جوارديولا لمواجهة أسلوبه الذي انتهجه الخصم، كونتي يبني الهجمة من الخلف بطريقة 3-4-3 والتي تسبب أزمة لك إذا كنت تريد أن تضغط بلاعب مع كل لاعب لمنعه من استلام تمريرة الحارس كورتوا(ثلاثي هجوم السيتي مع ثلاثي دفاع تشيلسي، ثلاثي الوسط مع ثنائي وسط تشيلسي، إذا تقدم الظهيران للضغط على الجناحين المدافعين ألونسو وموسيس سيكون في الخلف ثلاثي هجوم تشيلسي ضد ثنائي دفاع سيتي).
الاختراع جاء من جوارديولا بتحول جوندوجان لاعب الارتكاز في وسط الملعب إلى قلب دفاع ثالث بين أوتاميندي ولابورتي وتقدم الظهيرين للضغط على ظهيري تشيلسي ويصبح الملعب متكافئا.
وعند تمرير الحارس لأحد اللاعبين على طرفي الملعب يتم الترحيل من لاعبي مانشيستر سيتي لتلك الجبهة مع ترك موسيس على الجانب الآخر بعيدا دون ضغط.
ليرسل روديجير الكرة الطولية في ظل إغلاق كافة الحلول أمامه ويستخلصها دفاع السيتي.
أما نقطة الضوء الوحيدة للمدرب الإيطالي في تلك المواجهة فكانت مواجهة الركلات الركنية المميزة لجوارديولا في الموسم الحالي، حيث خصص ثلاثي لمنع تمرير الكرة بين ثلاثي وتفريغ أحدهم كما يحدث دائما، وكذلك تخصيص لاعب لرقابة المساحة على حدود المنطقة لمنع التمريرة الأرضية بها، ولاعب على حدود منطقة الـ6 ياردات وباقي اللاعبين في رقابة رجل لرجل.
وبالفعل عند محاولة التمرير في حالة أخرى كانت كل الحلول مغلقة ولم تشكل أي خطورة.