قبل أيام إن سمعت الاسم ربما كنت ستألفه من فترته القصيرة مع روما أو ذلك المدافع الصلب مع كالياري ذلك إن كنت متابعا جيدا للدوري مع مسيرة ليست قوية للغاية مع منتخب إيطاليا. إنه دافيدي أستوري.
"كل ما أراه هو حلم داخل حلم داخل حلم". إدجار الآن بو.
بداياته مع عالم كرة القدم لم تكن قوية كباولو مالديني مثلا أو فرانكو باريزي، بدأ مع بونتيسولا ثم انضم إلى شباب ميلان في بداية الألفية الحديثة.
"لم أفقد يوما طموحي ولم أخش قط أي فريق". دافيدي أستوري
في ميلان لم يحظ قط بالفرصة، تم تصعيده للفريق الأول في عام 2006. لم يحظ بالفرصة قط تحت قيادة كارلو أنشيلوتي لينضم إلى فريق بيتزيجيتوني في الدرجة الثالثة ليشارك في 27 مباراة ويسجل أول أهدافه كلاعب محترف كان في الـ19 من عمره، ليعود إلى ميلان في موسم 2007-2008 لكنه خرج معارا مرة أخرى إلى فريق كريمونيزي.
ذلك الفريق الذي ينافس في الدرجة الثالثة كان يقاتل من أجل التأهل، وقتها كان أستوري شابا يرغب بشدة في تحقيق حلم فريقه الجديد، ليشارك في 33 مباراة ويصل الفريق للمراحل الإقصائية.
لكن ذلك المدافع الشاب لم يكن يمتلك ما يكفي من خبرة حتى بشهادة مدربه في ذلك الوقت إيميليانو موندونيكو.
قال موندونيكو عنه :"في بعض الأحيان كنت أرى أنه لا يمكنه أن يلعب باستمرار، لم يبد مستعدا للاعب، علمت أنه يمتلك ما يكفي من جودة وشخصية، لكنه كان فتى صغير للغاية احتاج إلى الوقت لذلك في بعض الأحيان كنت أبقيه على مقاعد البدلاء. وكلفني ذلك الكثير".
في المباريات الإقصائية المؤهلة تخطى كريمونينزي نظيره فوجيا في نصف النهائي، لكن في النهائي خسر بمجموع مباراتي الذهاب والإياب بنتيجة 3-2 ستياديلا.
كان ميلان قد حدد رأيه في أستوري، لدينا مالديني وكاخا كالادزه وأليساندرو نيستا وفيليبي سيندروس ودانيلي بونيرا لم يكن هناك أي مكان لإشراك الشاب الذي فضل الحصول على فرصته والنضج في مكان أخر لينضم إلى كالياري.
اللاعب الشاب لم يشارك كثيرا في موسمه الأول فقط 11 مباراة في كل المسابقات. نقطة التحول الحقيقية كانت في نهاية الموسم حينما بدأ في المشاركة على فترات وقتها لاحظ ماسيمليانو أليجري مدرب الفريق ما يمتلكه الشاب من قدرة وشخصية بإمكانها الإضافة لفريقه.
منذ بداية الموسم قرر أليجري الدفع بلاعبه الشاب، تعادل سلبي و3 خسائر قبل أن ينتصر مرتين ثم استبعده مباراة وأعاده. خرج الفريق بشباك نظيفة في 11 مباراة من بين 34 مباراة لعبها بالدوري خلال ذلك الموسم وسجل هدفين.
تولى أليجري تدريب ميلان وسط تكهنات بعودة المدافع الشاب أستوري ذو الـ23 عاما إلى فريقه السابق مع مدربه الذي طوره.
"أحلم بالعودة لميلان وأن أصبح لاعبا أساسيا هناك".
"من لا يحب اللعب بجانب أبطال مثل تياجو سيلفا وأليساندرو نيستا؟".
"تطورت كثيرا مع كالياري بفضل مدرب بإمكانيات كبيرة مثل أليجري".
لكن حلم اللاعب الموهوب تأخر ولم يكن ميلان في الموعد أبدا، ظل منتظرا كل عام، يرى خبر ارتباطه بميلان دون أن يتحول ذلك إلى حقيقة.
في عام 2012 كان السباق على أشده بين يوفنتوس وميلان على ضم المدافع بعدما تطورت قدرته كثيرا، وسعره وقتها كان يقدر بـ7 ملايين يورو أو 10 ملايين ما يعني أنه في المتناول خاصة مع إمكانياته.
في 2013 تطور أستوري أكثر وأصبح واحد من المدافعين الذين يذكر اسمهم إن سألت. ما هي أسماء المدافعين الجيدين في الدوري الإيطالي أو إيطاليا؟
قال مدربه السابق موندونيكو :"الآن؟ أستوري يبدو شخصا أخر تماما، لقد تحول تماما، يجب أن نثني على المدرب الذي سمح له بهذا التطور وأتحدث هنا عن أليجري، حاليا لديه الجودة والقوة النفسية، إنه يمتلك شخصية فائز لا يعرف الخسارة، إنه لاعب أخر قادر على ارتداء قميص أي فريق كبير".
كتبت عنه صحيفة لا جازيتا ديلو سبورت في عام 2013 :"أستوري قد أظهر أنه أحد أفضل المدافعين في الدوري الإيطالي، هل يمكن أن يضمه نابولي؟".
للأسف لم يلتفت أحد من كبار إيطاليا ولم يتحقق أي من أحلام اللاعب مرة أخرى.
انضم أستوري في العام التالي أخيرا إلى أحد الأندية المنافسة على لقب الدوري، معارا من كالياري إلى روما في 2014-2015.
قال خلال ذلك الموسم في تصريحات تظهر شخصيته القوية :"هل سنفوز بلقب الدوري؟ نعم، لأنني أظن ولسبب ما أنني بإمكاني جلب خبرة أكثر لكي يصبحوا أبطال إيطاليا، أشعر أننا مجموعة متكاملة هنا ليوناردو كاستان يمتلك الحدة وكوستاس مانولاس الشخصية".
للأسف حلم أخر تم إحباطه لم يفز روما بالدوري حتى مع تحدي أستوري ليوفنتوس. :"لا نخشى يوفنتوس ولا أي فريق أخر".
لم يحبذ أستوري العودة إلى كالياري لينضم إلى فريق طموح هو فيورنتينا، معارا في البداية خلال موسم 2015-2016.
بعد رحيله إلى الفيولا قال :"دعني أخبرك خصائص الأندية التي تريد الفوز بالألقاب، اخترت روما بسبب الجودة، لكن يوفنتوس يمتلك عقلية الفوز، ميلان فريق يرغب بشدة في العودة، إنتر بحاجة للرد والعودة لكونه إنتر".
وواصل "أتطلع دائما للأفضل أعود نفسي على الحلم، يمكنني فقط أن أقول إن السلبية تنجح دوما في الدخول إلى غرفة ملابس روما بطريقة أو بأخرى، انظر لما يحدث دائما للفريق".
خلال فترة قصيرة نجح أستوري في إثبات نفسه ليستمر بعقد دائم مع فيورنتينا، ليصبح قائدا للفريق في وقت قصير يعكس شخصيته القوية التي نمت مع الأيام.
"في غرفة الملابس والملعب وغيرها لا أقبل أبدا بالدبلوماسية، لا يوجد ذلك في كرة القدم علينا أن نقاتل من أجل الفوز".
"من المهم أن نكون واضحين في خطانا حتى لا نتراجع إلى الخلف، إن كنا نريد تحقيق شيء ما علينا أن نواجه أخطائنا".
"لا أعلم إن كنت قائدا بالتأكيد حينما أحتاج لقول شيء ما لزملائي فأنا أقوله فورا وما أفكر فيه، لا أريد أن أبدو متعجرفا أو متصنعا، أشعر كأنني لاعب مهم في هذه المجموعة".
"كنت ناجحا في روما، ودائما من الضروري أن تحقق نتائج جيدة ولغتي ثابتة في كل فريق".
"يوفنتوس بدأ الفوز والعقلية منذ أعوام، ميلان يتبع تلك الخطى، بعض الأندية الأخرى ستتكيف وتلك ليست مشكلة، أكرر التنافس قد يكون مهما جدا لعودة الكرة الإيطالية".
"أبحث دائما عن التوازن بين الطموح وكرة القدم التي ألعبها، لا أرى نفسي مقصرا في أي ركن وبالتالي طموحي يكون كبيرا وأحلامي أكبر، التفكير والطموح يكبران، أحب لعب كرة القدم كثيرا ولا أعرف متى سأعتزل، أستمتع بها ولا أفكر في أي شيء غيرها منذ أن كنت في الـ19 من عمري".
كانت تلك مقابلة له خلال العام الماضي، وللأسف كان للقدر رأي أخر فيما يخص مسيرة أستوري.. لتنتهي أحلامه.