فورزا كالشيو (24) – دربي من خذلوا الجنوب

تتجدد المواجهة في دربي الشمس بين نابولي وروما للمرة الـ162 في تاريخ لقاءاتهما والمحبة بين جماهير الثنائي بدأت في العودة رويدا رويدا رغم الخلافات التي اشتعلت بينهما في وقت سابق.

كتب : عمر ناصف

الجمعة، 02 مارس 2018 - 19:36
نابولي - روما

تتجدد المواجهة في دربي الشمس بين نابولي وروما للمرة الـ162 في تاريخ لقاءاتهما والمحبة بين جماهير الثنائي بدأت في العودة رويدا رويدا رغم الخلافات التي اشتعلت بينهما في وقت سابق.

سمي دربي الشمس نظرا لألوان أطقم الفريقان فروما بدرجة الأحمر والأصفر التي يرتديها مع ألوان نابولي الزرقاء والبيضاء إذا اجتمعا شكلوا لك منظر الشمس في السماء فجاءت من هنا التسمية.

ربما لا تعرف ولكن في الستينيات والسبعينيات كان جماهير الفريقين يتعاملان بشكل ودي والطبيعي في مبارياتهما كان أن تجد جماهير روما تجلس وسط جماهير نابولي والعكس صحيح ويتبادلان قبل المباريات هتافات المحبة والشعارات لكن دوام الحال من المحال فاندلعت خلافات بينهما أدت إلى الفرقة.

للتعرف على مزيد من تفاصيل تلك الخلافات يمكنك قرائتها هنا

أما على مستوى المنافسة فيحمل الطرفان لواء الجنوب في محاولاته للتصدي لهيمنة الشمال على البطولات والإنجازات في الكرة الإيطالية والتي لا يبدو أن هناك أحد قادر على كسرها لفترة قصيرة كانت أم طويلة.

تم إنشاء نابولي في 1904 عن طريق بحار إنجليزي يدعى ويليام بوثز واقتصرت مشاركات الفريق على مباريات ودية مع البحارة حتى تم السماح له ولأندية الجنوب أخيرا في المشاركة ومنافسة الشمال في البطولات الإيطالية بداية من 1912.

لم يكن لنابولي أي أهمية حقيقية تذكر في الدوري الإيطالي حتى ستينيات القرن الماضي وتحديدا بعد أن غير اسمه إلى سبورتيفا نابولي فخرج الفريق أخيرا من دوامة الهبوط أو المنافسة على الهبوط واقترب أكثر من ركب المقدمة إلى أن جاءت الثمانينيات ووصل الأسطورة ديجو أرماندو مارادونا.

أخيرا نادي من الجنوب يحقق لقب الدوري ليس مرة واحدة بل مرتان في ظرف أربعة أعوام ليتحول مارادونا هناك إلى إله داخل المدينة الساحلية الإيطالية، لم يتكرر فوز نابولي مرة أخرى بالدوري وإن كان الفريق اقترب كثيرا من لقب الدوري في الأعوام السابقة ولكن يوفنتوس كان له الكلمة العليا دائما في النهاية.

بينما روما فقد تأسس من توحيد كل أندية العاصمة "بإستثناء لاتسيو" في ناد واحد هدفه كان واضحا منذ اليوم الأول "سننهي هيمنة الشمال على الكرة الإيطالية".

فشل الفريق في هدفه بكل تأكيد فاكتفى بثلاث بطولات للدوري في 90 عاما مضت منذ تاريخ تأسيسه وحتى الآن مكتفيا ببعض المناوشات والمنافسة على إستحياء لأندية تورينو وميلانو ومحاولات أخرى لإقلاق راحتهم قبل تتويجهم بالبطولات في النهاية.

لا تقع روما في الجنوب الإيطالي مباشرة لذلك لا يعتبرها البعض مدينة جنوبية خاصة جماهير نابولي التي تعتبر أن فريقها هو النادي الجنوبي الأول الذي يرفع لقب الإسكوديتو في 1987 رغم أن روما قد رفعه سابقا في 1942 و1983.

كانت فترة الثمانينيات كرويا الأعظم لأندية الجنوب في محاولاتها للسيطرة على الكرة الإيطالية فخلال تلك الفترة حاز نابولي على لقبين وروما فاز بلقب واحد في الدوري والثنائي مجتمع رفع الكأس في خمس مناسبات أيضا خلال ذاك العقد، أكثر من نصف بطولات الفريقان التاريخية جاءت في تلك الفترة.

لكن على الجانب الجماهيري فقد كانت تلك الفترة هي بداية الخلافات التي لم تنتهي ومعها انتهت المحبة والأخوة التي جمعت الفريقين بزيادة المنافسة بينهم.

سيلتقي الفريقان غدا السبت في الدوري ونابولي متصدر لجدول الترتيب، جماهير روما انقسمت فيما بينها فالبعض يرى ضرورة دعم أحد الأخوة في الجنوب وتركه يفوز للاقتراب أكثر من الفوز بلقب الدوري والاعتماد على الجنوبي الثالث لاتسيو لإسقاط يوفنتوس الذي سيستضيفه هذا الأسبوع أيضا.

قد يدعم إيزيبيو دي فرانشيسكو المدير الفني لروما هذا الرأي نظرا لأنه من مواليد مدينة بيسكارا التي تقع في مملكة نابولي الكبرى جنوب إيطاليا.

وينتظر نابولي اتلاء ملعب سان باولو عن آخره في مباراة السبت مع توقع وصول عدد المشجعين إلى 50 ألف متفرج وهو السعة الكاملة للملعب وذلك رغم موجهة البرد والثلوج التي تضرب إيطاليا هذه الأيام، قمة ستكون حاسمة ففوز نابولي يعبر به أحد التحديات الصعبة في طريقه نحو اللقب وسقوطه يعني تضائل فرص تحقيقه للقب الغائب منذ 28 عاما.

لمشاهدة باقي حلقا فورزا كالشيو اضغط هنــــــــــا.