كتب : إسلام مجدي | الأربعاء، 28 فبراير 2018 - 13:02
مقال رأي - "لست قلقا"
كلمتان قد تبدوان رائعتين للغاية على غلاف كتاب في معرض الكتاب، لأحد المفكرين الرائعين الذي يسرد أفكارا متشابكة عن القلق وتأثيره على الإنسان، أو رواية لشخص انهار العالم من حوله لكنه يمتلك ما يكفي من الثقة لمواجهة كافة الأخطار.
اليوم أصحبكم للحديث عن كتاب أصدره زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد بالتعاون مع إدارة النادي ودفعوا الثمن غاليا.
"لسنا في أزمات، لست قلقا ولن أقلق حتى نهاية العام مهما حدث".
"لست قلقا من عدم تسجيل كريم بنزيمة للأهداف".
"لست قلقا ولن أقلق أبدا، سنحلل ما حدث".
خرجت الكلمات من مدرب انهار عالمه في أسرع وقت ممكن نتيجة بعض العناد والدعم الخاطئ والمكابرة؟ الواقع مختلف بعض الشيء عن الروايات.
نعم الرواية سرد لتجربة شخصية مر بها الكاتب، أو عالم خيالي تم بنائه من الصفر، أو صراع لمشكلة إنسانية هناك الكثير من الأنواع يمكنك الإضافة والتجديد والتغيير، لكن أن تستقبل الأهداف في الأوقات الحاسمة ثم يصفر الحكم.. لا يمكنك أن تضيف أو تعدل ذلك لقد خسرت.
في الصيف الماضي لم يكن أحدا قلقا، مشجعو ريال مدريد ومحللو كرة القدم اتفقوا سويا على أن ريال مدريد خلق فريقا لا يمكن مجابهته، حتى خصوم النادي الملكي اعترفوا بالهزيمة قبل حتى خوض اللقاءات، كان يمتلك عملاقا مخيفا أداؤه ثابت وهجماته حاسمة وخط هجومه لا ينفك إلا أن يسجل 4 و5 أهداف في عديد من المناسبات.
فقط لم نحتج سوى 3 أشهر أو 4 أشهر أو أقل تقريبا؟ لا أعلم الفارق بين التصريحين لكن جيرارد بيكيه نجم برشلونة قال إن النسخة الحالية لريال مدريد هي الأقوى على الإطلاق ولأول مرة يعترف أن برشلونة خلف ريال مدريد بعد أعوام من التسيد.
الملكي هيمن على أوروبا في عام وواصل ذلك في العام التالي، ثم هيمن على إسبانيا حتى شهر أغسطس الماضي لم يعلم أحد متى يخسر ريال مدريد.
بداية موسم لم تكن قوية فوز ضد ديبورتيفو لاكورونيا ثم تعادل مع فالنسيا وليفانتي ثم فوز ضد ريال سوسيداد حتى أتت لحظة الحقيقة ضد ريال بيتيس في شهر سبتمبر.
في ذلك الشهر قدم كيكي ستين الفرصة للإجهاز على فريق كان من المفترض أن يهيمن على أوروبا، لكن بعض التفاصيل التي لم يهتم بها كاتب "لست قلقا" كلفته الكثير.
الخسارة من بيتيس بدأت الكثير من الأشياء، ريال مدريد المخيف يمكن أن يخسر وبهدف قاتل.
مع حالة الازدحام التي خُلقت في وسط الملعب والانعزال بين الوسط والهجوم وغياب كريم بنزيمة الذي لم يبد أنه سيكون مؤثرا بهذه الصورة وضعك أمام تساؤل أخر. إلى متى ستعتمد على الفرنسي وحده؟ سواء كانت حالته جيدة أم سيئة؟
احتاج ريال مدريد خلال السوق الصيفية إلى تعويض 3 أسماء حيوية رحلت عن صفوفه، جيمس رودريجيز وبيبي وألفارو موراتا. قد يبدو الثلاثي بلا قيمة للبعض نظرا لجلوسه على دكة البدلاء، لكن انظر إلى فريق بدلاء ريال مدريد في العام الماضي والعام الحالي. انظر للـ12 هدفا التي سجلها موراتا للملكي ستعلم أن الفريق احتاج لمهاجم أخر.
الصيف الماضي شهد حالة من عدم الإدراك من قبل إدارة ريال مدريد إلى رغبة الفريق في بعض الدماء الجديدة، يمكنهم كتابة ذلك في روايتهم أيضا. ضم داني سيبايوس وثيو هيرنانديو ثم استعادة خدمات الثلاثي خيسوس فاييخو وبورخا مايورال وماركوس يورنتي.
كل تلك الأسماء واعدة جدا ربما. لكن ريال مدريد كان بحاجة لتجربة واحد من كل هؤلاء أثناء الموسم في فترات مختلفة مع فوزه المتتالي بالمباريات، يمكنك أن تجرب طالما تفوز. لكن بما أنك تخسر فدائما تسود حالة من الهلع خاصة وإن كنت بحجم ريال مدريد.
مع تردي النتائج والأداء لم يكن بإمكانك أن تضحي بموهبة مثل سيبايوس لذا اضطررت للحفاظ عليه بعيدا عن الضغط لكن بقية الأسماء لم تكن بالقوة الكافية.
لنضع في الاعتبار أن ماتيو كوفاسيتش لم يقدم بعد ما يجعله حتى بديلا كفوء ولم ينجح في تكرار أدائه الجيد لفترة، إيسكو احتاج إلى المشاركة بشكل أساسي من أجل كأس العالم وكونه أيضا يرى أن فريقه بحاجة إليه داخل الملعب لا بديل، ليس مثل الموسم الماضي مثلا. يورنتي كان جيدا جدا مع ألافيس لكن مع ريال مدريد وكل هذا الضغط؟ لن تعرف شيئا أبدا.
النادي الملكي سواء عن طريق إدارته أو مدربه تجاهل حاجته لضم مهاجم ومحور ارتكاز ومدافع وظهير أيمن على أقل تقدير كنوع من تعزيز حملته داخل إسبانيا وفي أوروبا. ما ساهم في تردي الأوضاع.
تزايدت النتائج السيئة لينتهي حلم الدوري، ثم توديع الكأس، ووجد الكاتب نفسه أمام الفصل الأخير في رواية الموسم الجاري. هل سيفعلها ويفوز بدوري أبطال أوروبا للموسم الثالث؟
إنها مقامرة غير محسوبة، ولا تخضع سوى لبعض الحسابات الدقيقة والمعقدة، الخبرات والأداء والتركيز الكامل وبالطبع كل ذلك متوفر، لكن عليك أن تعي أمرا واحدا، أنك إن ضحيت بالدوري تماما فهذا يعني احتلالك مركزا خامسا أو سادسا وحلك للتأهل إلى الأبطال سيكون التتويج باللقب. وإن لم تتوج؟ فهذا يعني أنها نقطة سوداء في تاريخك.
الفصل الأخير لم يكتب بعد وسيكون بيد الفريق ومدربه. لكن فعليا سيبدأ القلق والاستنفار في النادي إن ودع دوري أبطال أوروبا. حينها قد يعود إلى أيامه القديمة حينما كان يقيل المدربين ويضم اللاعبين ولكن النجاح لم يكن دائما بل على فترات قليلة.
للتواصل مع الكاتب:
مقالات أخرى للكاتب
-
إلى مارادونا الذي لم ولن أراه قط.. وداعا الخميس، 26 نوفمبر 2020 - 20:32
-
كيف تخسر قبل أن تلعب الأربعاء، 05 فبراير 2020 - 17:23
-
حرب لا نريدها.. الاحترافية الغائبة عن الدوري المصري الإثنين، 11 فبراير 2019 - 16:52
-
رحيل زيدان .. الحظ لا يطرق بابك ثلاث مرات الخميس، 31 مايو 2018 - 18:38