كتب : عمر ناصف
يمكنك أن تكتفي بمشاهدة مباراة واحدة لإنتر ميلان لتعرف سير بقية مبارايات الفريق في الفترة الأخيرة والتي تراجع فيها الفريق من قمة الدوري إلى المركز الرابع والمهدد بفقدانه في أي لحظة.
انهيار تام تعرض له الأفاعي بعد تعادله السلبي أمام يوفنتوس في التاسع من ديسمبر الماضي فخرج من الكأس على يد جاره ميلان وخسر ثلاث مباريات وتعادل في خمس مباريات متتالية ولم يحقق سوى إنتصارين فقط الأول كان على حساب بولونيا والثاني على حساب الهابط بشكل شبه رسمي بينفينتو.
مشاكل كثيرة تراكمت على المدرب لوتشيانو سباليتي في الفترة الأخيرة وساهمت في تراجع وتذبذب أداء الفريق والذي يحاول جاهدا في الأيام الحالية الخروج من تلك الدائرة للحفاظ على آماله معلقة للحصول على تذكرة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
FilGoal.com يرصد لكم أبرز المشاكل التي أدت إلى هذا التراجع
أداء محفوظ
لم يكن مزاحا عندما ذكر في بداية الكلام أنه يمكنك مشاهدة مباراة واحدة لإنتر وتوقع بقية المباريات فطريقة لعب الفريق لم تتغير إطلاقا منذ بداية الموسم، الحديث هنا ليس على طريقة اللعب فـ4-2-3-1 تبدو مناسبة لكل أفراد الفريق وحققت نتائج مميزة في البداية ولكن في الاعتماد الزائد على نفس الحلول لكل مباراة.
ستجد دائما عرضيات عالية إلى داخل منطقة الجزاء أغلبها من الجانب الأمين واختراقات من الطرف الأيسر وعرضية أرضية من هناك أو تسديدات إذا سنحت الفرصة والتركيز كله هنا على قدرة المهاجم ماورو إيكاردي في إيجاد المكان المناسب له داخل منطقة الجزاء لاستقبال تلك العرضيات.
إحصائيا أرسل إنتر ميلان 729 كرة عرضية في 26 مباراة بمتوسط 30 عرضية في المباراة الواحدة فقط 155 منهم كانوا عرضيات صحيحة، 62% من فرص إنتر ميلان المصنوعة هذا الموسم كانت من على الأطراف سواء كانت من خارج منطقة الجزاء أو إختراقات إيفان بيرسيتش وأنطونيو كاندريفا داخل المنطقة قبل إرسالهم للكرات العرضية الأرضية.
وكان حل التسديدات بعيدة المدة هو البديل في حال فشلت العرضيات ورغم ذلك إنتر لم يسجل سوى 3 أهداف فقط من 151 تسديدة أطلقها لاعبو الفريق على مرمى الخصوم.
وتسبب تراجع مستوى ماورو إيكاردي ثم إصابته في غياب الإختراقات من العمق سواء بتحركاته في ظهر المدافعين أو المحاولات الفردية لغياب الأسم المهاري القادر على إختراق تكتل دفاعات الخصوم بشكل فردي.
تراجع مستوى إيكاردي
سجل المهاجم الأرجنتيني 18 هدفا لإنتر هذا الموسم أمنوا لإنتر 17 نقطة كاملة في مسيرتهم هذا الموسم، لكن إيكاردي لم يسجل سوى ثلاثة أهداف فقط منذ بداية شهر ديسمبر الماضي المتزامن مع تراجع نتائج إنتر، أحد الأسباب الرئيسية كان بالتأكيد غياب التوفيق عن إيكاردي.
جعل ذلك خطة لعب إنتر تبدو بلا قيمة ولا أهمية فيكفي ان تقوم بمراقبة إيكاردي مراقبة لصيقة لكي تنهي تماما على 80% من خطورة الأفاعي وقد نجحت تلك الخطة بالفعل بمساعدة إيكاردي نفسه الذي انخفض مستواه والشائعات الصحفية انقسمت ما بين خلاف مع إدارة إنتر حول التجديد أم خلاف مع صديقته واندا نارا.
أخطاء دفاعية ساذجة
جاء هدف جنوى الأول في مرمى إنتر بأقدام صديقة حيث فشل ميلان سكرينيار في تشتيت كرة لتصدم بزميله أندريا رانوكيا وتسكن الشباك. هدف جنوى الثاني يشبه كثيرا هدف تعادل سبال في مرمى إنتر فوسط تكتل دفاعات الفريق تجد لاعب ينجح في خطف الكرة من بينهم ووضعها في الشباك.
"والدتي تعرف أننا بحاجة إلى مدافع" كان هذا تصريح مثير للمدرب سباليتي قبل غلق سوق الإنتقالات الشتوية التي جلب فيها إنتر الأرجنتيني ليساندرو لوبيز من بنفيكا رغم أن الأخير لا يعتبر تدعيما حقيقيا لعدم قدرته حتى على شق طريقه في التشكيلة الأساسية لفريقه البرتغالي.
تكرار الأخطاء الدفاعية الساذجة كلف إنتر الكثير من النقاط التي كانت في المتناول وبالتأكيد ساهم ذلك في توتر وتسرع لاعبيه بعد ذلك بحثا عن هدف التعادل أو التقدم في المباراة في وقت كان يحتاج فيه الأفاعي ورجال سباليتي لإستعادة الثقة بإنتصارات هادئة متتالية.