كتب : محمد سمير
"رب صدفة خير من ألف ميعاد" هكذا كان الحال تماما مع دينا هاني خضر اللاعبة المصرية لكرة اليد والتي تعمل كمهندسة عندما قادتها الصدفة لتمثيل منتخب الأردن وقيادتهم لحصد فضية بطولة غرب آسيا لسيدات كرة اليد.
دينا هاني تلعب لنادي الطيران المصري وقد تخرجت من كلية الهندسة بجامعة عين شمس لتعمل في مجال دراستها بإحدى شركات القاهرة وتحمل دينا الجنسيتين الأردنية والمصرية، فوالدها أردني ووالدتها مصرية.
ورغم امتلاك دينا هاني الجنسيتين المصرية والأردنية لم يسبق لها زيارة بلدها الأردن قبل بطولة غرب آسيا لكن الصدفة قادتها للذهاب إلى هناك وتمثيل منتخب الأردن والحصول على الميدالية الفضية.
وحاور FilGoal.com لاعبة كرة اليد دينا هاني للحديث عن مشوارها لتمثيل منتخب الأردن وإمكانية تمثيل المنتخب المصري مستقبلا وكيفية التوفيق بين عملها في مجال الهندسة وممارسة رياضة كرة اليد.
دينا هاني وتمثيل الأردن
في البداية تحدثت دينا عن انضمامها لمنتخب الأردن قائلة: "جاء انضمامي للأردن عن طريق الصدفة فأنا أتابع صفحة الاتحاد الأردني لكرة اليد على مواقع التواصل الإجتماعي بحكم امتلاكي للجنسيتين المصرية والأردنية".
وأضافت "في شهر سبتمبر الماضي وجدت تقريرا على صفحة الاتحاد الأردني يفيد بإقامة معسكر مغلق قريبا للتجهيز لبطولة غرب آسيا في فبراير الجاري".
وتابعت دينا "بعد ذلك راسلت الصفحة للتساؤل حول إمكانية انضمامي كوني أحمل الجنسية الأردنية وأبلغتهم بممارستي للعبة في مصر ومن هنا كانت البداية.
وأوضحت دينا "خلال وقت قصير حصلت على الرد يسألني عن النادي الذي ألعب له في مصر وإمكانية إرسالي فيديو خاص بمبارياتي السابقة قبل أن يبلغوني برغبتهم في مشاهدتي بمعسكر المنتخب في القاهرة".
"في النهاية انضممت لمعسكر القاهرة وأعجب الجهاز الفني بقدراتي وقرر ضمي للمنتخب بالفعل والمشاركة في البطولة وسافرت للأردن منذ 2 فبراير وبعد انتهاء البطولة عدت مرة أخرى للقاهرة".
فرصة تمثيل منتخب مصر في المستقبل
وعن إمكانية انضمامها إلى المنتخب الفراعنة بعد تمثيل منتخب الأردن قالت دينا: "لا يوجد منتخب مصري منذ أربع سنوات وذلك سبب تفكيري في الانضمام لمنتخب الأردن فأخر بطولة شاركت فيها باسم مصر كانت عام 2014 ومنذ ذلك الوقت لا يوجد منتخب مصري لسيدات اليد".
وأضافت دينا "إذا كان منتخب مصر للسيدات قد استمر كنت سأظل ألعب باسمه بالتأكيد لكن وفقا لقوانين اتحاد اليد فأنا لا يمكنني المشاركة باسم منتخب مصر لمدة عامين من الآن - في حال تشكيل المنتخب من جديد - بسبب مشاركتي باسم الأردن".
وكان منتخب سيدات الأردن قد توج بفضية بطولة غرب آسيا لكرة اليد والتي أقيمت بالأردن بالفوز في أربع مباريات والخسارة أمام إيران حامل لقب البطولة.
مشوار دينا من البداية
وبالانتقال من الحديث عن تمثيل الأردن وبطولة غرب آسيا للحديث عن بداية مشوارها قالت دينا: "بدأت ممارسة كرة اليد منذ كان عمري 5 سنوات أي مايقرب من 20 عاما إذ أنني مواليد عام 1993".
وأضافت "كانت بداية مسيرتي في نادي الطيران الذي ألعب ضمن صفوفه حتى الآن وانضممت عن طريقه إلى منتخب مصر وكنت أحصل على لقب أفضل لاعبة في فريق 93".
وتابعت دينا "تلقيت عروضا كثيرة خلال وجودي في الطيران لكن النادي يرفض الاستغناء عن لاعبيه وهو سبب استمراري بالإضافة إلى أنه النادي الذي تربيت فيه".
التوفيق بين الهندسة وكرة اليد
بالنسبة لعملها في مجال دراستها وكيفية التوفيق بينها وبين ممارسة كرة اليد قالت دينا: "لم تكن الرياضة العائق بالنسبة لي فقد اعتدت منذ صغري على الدراسة والرياضة في نفس التوقيت".
وأضافت "في البداية لعبت كرة السلة قبل تحويل وجهتي لكرة اليد وكنت استغل السفر والمعسكرات من أجل المذاكرة ومن هنا بدأت التعود على فعل أكثر من شيء في نفس التوقيت دون معاناة".
وتابعت لاعبة كرة اليد "حصلت على 100% بالثانوية العامة والتحقت بكلية الهندسة بجامعة عين شمس والآن أعمل بإحدى شركات القاهرة وأجمع بين عملي وممارستي لكرة اليد مع فريقي".
وأوضحت دينا "يعود الفضل بالطبع إلى أسرتي فأنا من عائلة رياضية فأخي الأكبر مواليد 1990 يلعب كرة اليد أيضا وأخي الأصغر مواليد 96 محترف في قطر منذ سبع سنوات".
وتابعت "والدتي كانت دائما ما تشجعنا على الرياضة فهي تعتبرها أهم من أي شىء آخر لتفادي استغلال أوقات فراغنا في أشياء خاطئة".
وأتمت حديثها في تلك النقطة قائلة: "كنت أفكر أكثر من مرة في التوقف عن ممارسة اللعبة وأشعر أنني لن أقدم الجديد لكن والدتي كانت تقف لي وفي النهاية اكتشف أنها على حق وهي السبب الرئيسي فيما وصلنا له".
الطموحات وغموض المستقبل
وفي النهاية تحدثت دينا عن طموحاتها المقبلة قائلة: "لدي طموحات كبيرة بعد المشاركة في تلك البطولة لكن لا أعلم ماذا سأفعل مستقبلا حتى الآن فأنا في مرحلة ترتيب الأولويات".
وأضافت "مشاركتي في البطولة فتحت لي طريقا ليشاهدني من هو خارج مصر وبالفعل تلقيت عدد من العروض العربية والتي قد تكون طريقا لي للانتقال إلى العالمية والدوريات الأوروبية".
وعن سبب عدم اتخاذها القرار بالاحتراف أوضحت دينا "عملي هنا في القاهرة بالإضافة إلى كوني (مخطوبة) وخطيبي يعمل في القاهرة أيضا لذلك سنتناقش في كل ذلك وأنا أيضا لا أحب ترك عائلتي وحدها كل ذلك سيكون في الحسبان".
وأتمت "نعم لدي طموحات وتطلعات كبيرة فكرة اليد الأغلى في حياتي وأتمنى عمل دراسات في التحكيم والتطور أكثر لكن لا أعلم ماذا سيحدث في النهاية".