قبل موقعة سيتي.. حين انتزع لوتون تاون كأس الرابطة من أرسنال "الأوفر حظا"

يدخل أرسنال المباراة النهائية لكأس رابطة المحترفين الإنجليزية لهذا الموسم كطرف هو الأقل حظا على الورق في مواجهته ضد مانشستر سيتي.

كتب : علي أبو طبل

الأحد، 25 فبراير 2018 - 00:08
أرسنال - لوتون تاون

يدخل أرسنال المباراة النهائية لكأس رابطة المحترفين الإنجليزية لهذا الموسم كطرف هو الأقل حظا على الورق في مواجهته ضد مانشستر سيتي.

يأتي ذلك نتيجة ما تقدمه كتيبة بيب جوارديولا طوال الموسم محليا، ولكن يمكن لأرسين فينجر أن يؤمن بفرصه في تحقيق الفوز، بعد أن كسر نادي ويجان أثليتك الذي يلعب في الدرجة الثانية الإنجليزية تلك الهيبة، وأطاح بمتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز من ثمن نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي.

ظروف المواجهة وأحوال الفريقين تعيدنا بالذاكرة لنهائي البطولة في عام 1988.

صحيفة "جارديان" البريطانية نشرت تقريرا عن المباراة النهائية لذلك العام، والتي جمعت أرسنال مع لوتون تاون.

كان أرسنال بقيادة المدير الفني جورج جراهام هو الأوفر حظا قبل دخول المواجهة، خاصة كونه حامل اللقب في الموسم السابق على حساب إيفرتون، كما تمكن من إزاحة بطل الدوري في تلك الفترة –إيفرتون- في نصف النهائي بعد التفوق عليه ذهابا وإيابا.

في الوقت الذي بدا فيه أرسنال قويا وطامحا لبناء فريق جديد يستطيع منافسة ليفربول على قمة إنجلترا، كان لوتون تاون ناديا متدرجا في منتصف جدول ترتيب الدرجة الأولى.

لوتون قدموا مباريات كبيرة في الدوري على ملعبهم الذي احتوى نجيلا صناعيا، بينما كانوا يعانون من صعابات خارج قواعدهم.

الإصابات كانت المأزق الأكبر للفريقين قبل المواجهة.

تضرر أرسنال بغياب أبرز مدافعيه، جورج أوليري، وهو الأمر الذي أسعد كثيرا مهاجم فريق لوتون ميك هارفورد.

عبر هارفورد عن ذلك حينها: "بالنسبة لي، أوليري هو دفاع أرسنال. إنه ينظم كل شئ لديهم. كنت سعيدا جدا عندما علمت أنه لن يشارك في المباراة النهائية".

يعاني أرسنال هنا، ولكن معاناة لوتون تبدو أكبر قليلا.

الفريق الذي لم يستطع الفوز قبل المباراة النهائية على أي فريق من الدرجة الأولى على ملعب ذي نجيل طبيعي لمدة 4 أشهر، ضربته الإصابات والغيابات كذلك.

حارس المرمى الأساسي ليس سيلي لم يكن جاهزا للمشاركة، ليظهر الحارس البديل آندي ديبل في ظهور نادر.

وبسبب الغيابات، اضطر المدير الفني راي هارفورد لإشراك لاعب الوسط ديفيد بريس للمرة الثانية فقط في ذلك الموسم، بينما يشارك لاعب الوسط الآخر ريكي هيل للمرة الأولى منذ تعرض ساقه للكسر في مباريات الـ "بوكسنج داي".

ازدادت المشاكل بغضب مارك شتاين في ليلة المباراة بعد علمه بأنه سيبدأ المباراة على دكة البدلاء، ليغارد فندق إقامة الفريق قبل أن يأتي أخيه الأكبر ليهدئه.

أمر مماثل حدث في الغرف المغلقة لأرسنال، حين علم لاعب الوسط ستيف ويليامز أنه خارج القائمة النهائية للفريق اللندني للمباراة النهائية، ليختفي كليا من مقر إقامة الفريق.

علق جراهام بعد نهاية المباراة على ذلك الأمر: "لقد أخبرته ليلة السبت أنه لن يشارك في المباراة، ولم أره منذ ذلك الحين".

وفي الحقيقة، لم يلعب ويليامز أي مباراة أخرى لأرسنال منذ تلك اللحظة.

رغم الأضرار المتبادلة، لا زالت المعطيات تسير في صالح أرسنال، وهو ما أكده النقاد في استعراض ما قبل المباراة في الصحف البريطانية الكبرى في ذلك الوقت.

"كل المؤشرات تشير إلى أن المباراة قد تسير في إتجاه واحد فيما يشبه المواجهة ما بين الأسود والقديسين"

كان ذلك هو تعليق الكاتب بصحيفة "إكسبريس" ستيف كاري، وهو ما اتفق عليه الناقد جوني جيلس الذي قال: "تلك التشكيلة تضم الكثير من القوة والقدرات التي يصعب على فريق مثل لوتون أن يجاريها".

مع بداية المباراة في ملعب "ويمبلي"، كان للاعبي لوتون رأي آخر.

13 دقيقة كانت كافية ليفتتح الفريق الأقل حظا في رأي النقاد التسجيل ويضع أرسنال في حرج كبير.

مع بداية الشوط الثاني، كان لوتون قريبا من مضاعفة تقدمه برأسية من شتاين ولكن حارس مرمى أرسنال جون لوكيتش تصدى لها بطريقة رائعة.

استمر تفوق لوتون حتى الدقيقة 71، حين تمكن بيري جروفز من معادلة النتيجة للمدفعجية ليحدث انقلاب في سير اللقاء.

بعد 3 دقائق فقط، تقدم آلان سميث بهدف ثان لأرسنال الذي اقترب في تلك اللحظة من الحفاظ على لقبه.

ما حدث فيما تبقى في المباراة كان بطله بالكامل هو حارس مرمى لوتون، آندي ديبل.

الحارس البديل للفريق تصدى لمحاولة خطيرة من مارتن هايس، ولكن بطولته الأعظم كانت حين تصدى لركلة جزاء نفذها نيجل وينتربيرن قبل 9 دقائق من النهاية.

"كنت أعلم أنه يجب أن أمنع تسجيل تلك الركلة وإلا كانت الأمور لتزداد سوء علينا" هكذا علق ديبل بعد المباراة.

في الحقيقة، تلك الركلة المهدرة كانت نقطة تحول جديدة في المباراة.

جوش سيزار كان مدافعا يافعا، وهو من وقع عليه الاختيار للمشاركة بدلا من المدافع المصاب أوليري، على الرغم من تسببه بشكل مباشر في خسارة الفريق من واتفورد بهدف نظيف في ملعب هايبوري، وهي المباراة التي سبقت تلك المواجهة النهائية مباشرة.

كان الأمر سيئا حين أخطأ سيزار في تشتيت الكرة داخل منطقة جزاء فريقه، ليستغلها لاعبو لوتون خير استغلال ويتمكن داني ويلسون من معادلة النتيجة.

كان براين شتاين غاضبا وممتنعا عن المشاركة في ليلة المباراة، ولكنه في نهاية المباراة كان بطلا للمشهد الختامي حين حول برأسه كرة عرضية رائعة أرسلها آشلي جريمز، وكانت بمثابة الطعنة في قلب كل مشجع أرسنالي في تلك اللحظة.

النادي الذي يبلغ من عمره الآن 102 عاما منذ تأسيسه حقق في ذلك اليوم لقبه الكبير الأول في عالم كرة القدم، وربما هو الوحيد في حقيقة الأمر.

كانت ليلة رائعة لهذا النادي وجماهيره الذين عاشوا لحظات سعادة استثنائية، ولكن فيما بعد تفرق هذا الشمل.

بطلا المباراة، حارس المرمى آلان ديبل ومحرز هدف الفوز مارك شتاين رحلا عن صفوف الفريق في الصيف التالي بحثا عن فرص أكبر للمشاركة بشكل أساسي، ولكنهما كانا قد قدما لجماهير الفريق لحظات السعادة التي يستحقونها.

خسر أرسنال وعاشت جماهيره ليلة حزينة، ولكن كان يمكن التفاؤل بمواسم قادمة أفضل بوجود عدة مواهب قادرة على السيطرة والمنافسة على الألقاب.

بالفعل حقق أرسنال لقب الدوري في مناسبتين خلال المواسم الثلاث التالية، ولكن تظل ليلة الـ24 من أبريل لعام 1988 ليلة سيئة ومرتبطة بشكل مباشر بالخطأ الذي ارتكبه المدافع جوش سيزار، والذي خفت بريقه أسرع مما أضاء.