تحليل في الجول - لماذا نجحت حيلة زيدان الهجومية بكاسيميرو ضد ليجانيس
الجمعة، 23 فبراير 2018 - 11:45
كتب : محمد يسري
خدعة بطلها كاسيميرو يبحث زين الدين زيدان عن تنفيذها منذ بداية الموسم. وأمام ليجانيس وجد ما أراد.
كاسيميرو
النادي : مانشستر يونايتد
حين تولى زيدان تدريب ريال مدريد في يناير 2016 لم يجر تغييرات عديدة على تشكيل الفريق الذي كان يعاني وقتها على المستوى الدفاعي. فقط سحب جيمس رودريجيز وأقحم كاسيميرو بدلا منه.
الارتكاز الدفاعي البرازيلي وفر الحماية الدفاعية لرفاقه في الفريق وتحرر لوكا مودريتش وتوني كروس أكثر في الملعب والنتيجة كانت فوز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا في موسم 2015-2016 قبل الحفاظ عليه في موسم 2016-2017 وجمع معه لقب الدوري الإسباني أيضا.
العامل المشترك في كل البطولات كان وجود كاسيميرو بدور دفاعي مع بعض التعليمات بالتصويب من خارج منطقة الجزاء إذا حانت الفرصة، مثلما حانت أمام نابولي ويوفنتوس في دوري أبطال أوروبا.
لكن في الموسم الحالي بحث زيدان عن دور جديد لكاسيميرو في الفريق بدلا من البقاء في الخلف بين سيرجيو راموس/ رافائيل فاران في حالات تحضير وبناء الهجمة لريال مدريد إذ بات البرازيلي يتقدم للأمام ويتمركز خلف كريم بنزيمة ويلعب "كمحطة" لاستلام الكرة وإعادة تمريرها للقادم من الخلف وصناعة فرصة للتسجيل.
كاسيميرو مع زيدان كانت أغلب تمريراته سلبية لكن هذا لا يعني أنه لا يجيد صناعة الفرص. 18 فرصة قدمها في 17 مباراة في دوري أبطال أوروبا موسم 2015-2016؛ لذا رسم له المدرب الفرنسي هذا الدور الجديد.
أمام مانشستر يونايتد في مباراة السوبر الأوروبي ظهر كاسيميرو بأداء رائع في هذا الدور وكلل مجهوده بهدف رائع بعدما كان "جسدا يقطع مثل السيف ويضرب مثل البركان". (التفاصيل)
لكنه لم يفلح في الاستمرار بنفس الأداء أمام فرق الدوري الإسباني.
مع تقدم كاسيميرو للأمام كانت تتواجد الثغرات في دفاع ريال مدريد ويُضرب منها لعدم قدرة توني كروس ولوكا مودريتش على افتكاك الكرة والركض مثله. أمام جيرونا مثلا فشلت تلك الخدعة وخسر الفريق.
خريطة تحركات كاسيميرو توضح تمركزه وتقدمه أمام جيرونا. نلاحظ لمسه للكرة داخل منطقة جزاء الخصم.
المساحات التي يتركها كاسيميرو خلفه جعلت زيدان يعود عن أفكاره خصوصا وأن الثغرات الدفاعية تزامنت مع عدم قدرة هجوم ريال مدريد على تسجيل الأهداف والعودة في النتيجة بعد هز شبك الفريق.
أمام فالنسيا مثلا على ملعب ميستايا التزم كاسيميرو بدوره الدفاعي وكان خط الهجوم في يومه؛ ليفوز الفريق بنتيجة 4-1 وينتصر زيدان لأول مرة في ملعب الخفافيش منذ أن تولى تدريب ريال مدريد.
خريطة تحركات كاسيميرو توضح الالتزام الدفاعي.
لكن أمام ليجانيس عاد زيدان ليستخدم كاسيميرو كمهاجم حين يمتلك ريال مدريد الكرة ونجحت الخطة حيث سجل هدفا من داخل منطقة الجزاء وصنع الأخر من على حدودها.
نجاح الأسلوب كان لغياب كريستيانو رونالدو عن المباراة وعدم وجود لاعب يدخل منطقة الجزاء مع بنزيمة أو عند خروجه منها لبناء الهجمة وخلق المساحات، هذا بجانب تبادل المراكز المستمر الذي ظهر به لاعبو ريال مدريد بالإضافة إلى وجود إيسكو على الطرف وتواجد ماركو أسينسيو في نصف الملعب بجوار كوفاسيتش لصناعة اللعب.
لقطة الهدف الثاني توضح ذلك.
هنا بنزيمة يترك منطقة الجزاء لخلق مساحة واستلام تمريرة، ليذهب كاسيميرو للتواجد في المساحة التي خلقها بنزيمة بعد سحبه لمدافع ليجانيس.
يتبادل الثنائي الكرات ويدخل لوكاس فاسكيز للعمق قليلا.
يصبح لوكاس وكأنه مهاجما ثانيا بجوار كاسيميرو ويمرر له بنزيمة الكرة ثم يمرر لوكاس لكاسيميرو.. وهدف لريال مدريد.
نفس الحالة حدثت في لقطة الهدف الأول الذي صنعه كاسيميرو للوكاس بعد أن تبادل الارتكاز البرازيلي مركزه مع بنزيمة.
4 تمريرات بين كوفاسيتش وبنزيمة وكاسيميرو أنهاها الأخير بلمسة رائعة للوكاس تؤكد أن تمريراته السلبية كانت بطلب من زيدان وليس لقلة قدرته على الإبداع،
كما أن تمريرات كاسيميرو جاء حوالي نصفها في منتصف ملعب ليجانيس حيث أكمل 50 تمريرة من أصل 62 بدقة 81%.
أدواره الهجومية لم تمنعه من تقديم واجبه الدفاعي. كاسيميرو شتت الكرة 3 مرات واستخلصها مرة واحدة وفاز بـ4 صراعات هوائية من أصل 5.
ما بحث عنه زيدان منذ بداية الموسم نفذه كاسيميرو أمام ليجانيس خصوصا وأن وجود كوفاسيتش بجواره وقدرته على افتكاك الكرة حمى كاسيميرو وهو ما لم يكن يوفره وجود كروس ومودريتش.
هذا بالإضافة إلى عدم امتلاك ليجانيس لخط هجوم قوي قادر على تهديد مرمى ريال مدريد.
لكن قد يتغير الحال ويعود كما كان عليه في السابق عند تقدم كاسيميرو للهجوم؛ إلا إذا وجد زيدان طريقة لسد الثغرات الناتجة عن مساهمات لاعبه البرازيلي الهجومي.. لنرى ونتابع.