برشلونة وتشيلسي.. نهج ثابت للصراع بين "النقيضين" ولكن أكثر توازنا
الثلاثاء، 20 فبراير 2018 - 14:10
كتب : لؤي هشام
مواجهة جديدة بين تشيلسي وبرشلونة في دوري أبطال أوروبا، مواجهة تكتسب الكثير من الزخم ليس فقط لقوة الفريقين الكبيرة وأهميتها في مسيرتهما هذا الموسم وإنما لما تعيده من ذكريات مثيرة في الأذهان.
بمجرد أن يذكر اسم الثنائي سرعان ما تتذكر الإثارة الكبيرة في مواجهة عام 2009 وما أثارته من انتقادات واتهامات للاتحاد الأوروبي حينها بعد هدف أندريس إنييستا القاتل في الثواني الأخيرة (طالع التفاصيل).
أو في مواجهة 2005 حينما ارتقى جون تيري برأسه ليكتب للزرق تأهلا تاريخيا تسبب في إضافة الحكم الخامس بعد ذلك من جانب الحكم الشهير بييرلوجي كولينا (طالع التفاصيل). أو بعد ذلك في 2012 حينما أطلق فيرناندو توريس رصاصة الرحمة على الكتلان.
مواجهات شهدت الكثير من التفاصيل والصراعات التي ربما تغيب عن ذاكرة البعض، كما شهدت ما وصفه البعض صداما حقيقيا بين الكرة الدفاعية والكرة الهجومية.
في آخر المواجهات بين الفريقين كان بيب جوارديولا هو المدير الفني لبرشلونة والإيطالي روبيرتو دي ماتيو مدربا للنادي اللندني. كان ذلك نموذجا حقيقيا لما يمكن أن نسميه صراع النقيضين.
مدرب اعتمد على الدفاع فقط لا غيره مع استخدام المرتدات كسلاح فعال وآخر لم يعرف سوى الاستحواذ والسيطرة يوما للوصول إلى أهدافه، ولكن هل تغير الوضع الآن؟
يتولى إرنستو فالفيردي مقعد الإدارة الفنية بالوقت الحالي للنادي الكتالوني، أما الإيطالي أنطونيو كونتي فهو المدير الفني لتشيلسي. حسنا، لا جديد مدرب إيطالي في مواجهة آخر إسباني.
ولكن هل مازالت تلك المباراة تمثل صراعا بين الكرة الدفاعية والهجومية؟ لا، ربما سيلجأ فريق للدفاع وآخر للهجوم ولكن الوضع الآن أكثر توازنا. لم يتخل كلا الفريقين عن فلسفتهما التي مثلت نهجا ثابتا خلال الأعوام الأخيرة ولكنها لم تكن نفس الصورة التي عهدناها من قبل.
برشلونة مازال ذلك الفريق المتمسك بإرث يوان كرويف وكرته الهجومية ولكن مع فالفيردي اختلف الوضع كثيرا. توازن أكثر بين الدفاع والهجوم، وخط دفاعي أكثر قوة مع الحماية التي يقدمها لاعبو الوسط.
في آخر مواجهة عام 2012 كان برشلونة يلعب بطريقة 4-3-3 التي لم تتغير منذ وقت طويل، الآن هي الخطة نفسها ولكن ليست بنفس المتطلبات والسبب بالتأكيد رحيل نيمار دا سيلفا.
يلجأ فالفيردي في الكثير من الأحيان إلى 4-4-2 معتمدا على ثنائية لويس سواريز وليونيل ميسي بالأمام ومن خلفهما يأتي البرازيلي باولينيو بالكثير من المساندة الهجومية وبعضا من الدعم الدفاعي.
تصريحات لاعبي بارسا كانت متشابهة إلى حد كبير منذ تولي إرنستو للمهمة. "الآن أصبحنا أكثر توازنا وأكثر قوة حتى مع رحيل نيمار" فقط اختلفت الأسماء، مارك تير شتيجن وجوردي ألبا وسيرجيو بوسكيتس وسواريز وميسي وإنييستا وغيرهم، جميعهم اتفق على ذلك.
لم يعد برشلونة ممتعا كفترة جوارديولا بالتأكيد أو ذاك الفريق الذي لا يعرف سوى الاستحواذ سبيلا، ولكن الأكيد أن الفريق لم يتوقف عن لعب كرة هجومية جماعية أفضل من الحقبة السابقة رفقة لويس إنريكي.
توازن أعاد للفريق بعض الاطمئنان والتماسك والقدرة على تحقيق أهدافه خلال الموسم الجاري.
برشلونة وصل إلى نهائي كأس الملك، ويتصدر مسابقة الدوري والآن مهمته الأصعب تتمثل في تحقيق دوري الأبطال، والمرور من تشيلسي أهم خطوة في الطريق نحو ذلك كما تحقق في 2009.
يقول فالفيردي خلال المؤتمر الصحفي للقاء: "تشيلسي فريق كبير ولديه دفاع قوي وكذلك يجيد اللعب على الهجمات المرتدة". ربما يعطيك ذلك إيحاءً بأن الزرق هم نفس الفريق الذي لجأ إلى ركن الحافلة سواء مع جوزيه مورينيو أو دي ماتيو من قبل.
ولكن الوضع ليس بهذه الصورة. نعم تشيلسي مازال متمسكا بأسلوبه الدفاعي ولكن طريقته الآن اختلفت عن قبل كثيرا، والفريق صار أكثر توازنا أيضا رفقة كونتي.
خلال المواجهات السابقة أمام برشلونة في الأعوام الماضية كانت خطة تشيلسي الثابتة هي 4-2-3-1 ولكن مع مدرب يوفنتوس الأسبق استخدم الفريق خطة 3-4-3 التي أحدثت طفرة في الدوري الإنجليزي وقادت الفريق للتتويج باللقب الموسم الماضي.
ثلاثي دفاعي يقلل المساحات أمام المنافسين ويعطي كثافة أكبر، ومهمة المساندة تتمثل في الأطراف سواء هجوميا أو دفاعيا، خط وسط يمثل الحماية الدفاعية الحقيقية من جانب نجولو كانتي والإضافة الهجومية من جانب سيسك فابريجاس.
وأخيرا ثلاثي هجومي قوي متمثل إدين أزار وألفارو موراتا وبرفقتهم إما ويليان أو بيدرو رودريجيز. "لديهم في تشيلسي أزار وبيدرو وألفارو موراتا ولذلك يشكلون صعوبة كبيرة أمام منافسيهم" هكذا يؤمن فالفيردي.
بخطة 3-4-3 شاهدنا الفريق يحقق انتصارات كبيرة وأداء هجوميا أمام الفرق الأقل، و أمام الكبار يحمي مناطقه ويتمكن من استغلال الفرص المتاحة للتسجيل. توازن كبير ربما لا يكون بنفس القدر في الموسم الجاري مع تخبط النتائج أحيانا ولكنه يرسم أفكار أنطونيو في لندن.
تغيرت طريقة اللعب في كلا من برشلونة وتشيلسي عن ذي قبل رغم عدم استغناء كلا الفريقين عن فلسفتهما في النهاية. ولكن ما مثلته تلك المواجهة من اعتبارها صدام بين النقيضين تغيرت الآن ويمكن اعتبارها ما قد يُطلق عليه "صدام التوازن".
في النهاية ربما انتقل ذلك التناقض إلى خارج الخطوط فيما يمثله المدربان من اختلاف في الشخصية. مدرب هادئ وصامت لا تظهر مشاعره كثيرا وآخر أكثر جنونا وحماسةً وإثارة على الخط الجانبي للمرمى.
اقرأ أيضا:
مصدر مقرب من اللاعب لـ في الجول: 6 أندية إنجليزية وتركية تراقب تريزيجيه.. وموعد الحسم
سؤال المليون دولار: كيف أصبح عماد متعب أسطورة تهديفية
حينما يواجه تشيلسي برشلونة.. الكل مظلوم ولا يوجد ظالم؟
المنتخب يكشف سبب عدم طلب جواز سفر إكرامي مثلما فعل مع السعيد
لعبة تفاعلية - توقع المتأهلين لدور الثمانية من دوري أبطال أوروبا واربح بلاي ستيشن 4