الحديث عن الأخطاء التحكيمية عقب الخسارة هو الخيار الأسهل لأي فريق سقط في مواجهة مصيرية، لكن حينما تكون حاضرة فالأمر يتحول إلى ثأر واتهامات ولقطات تظل صامدة أبد الدهر.

مرت 9 أعوام كاملة منذ مواجهة تشيلسي وبرشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. حينما كانت الأخطاء التحكيمية هي البطل الحقيقي للأحداث، بجانب هدفين من أجل أهداف ذلك الموسم على الإطلاق.

مباراة الذهاب بين تشيلسي وبرشلونة كان بها الكثير من الاحتجاجات وكأنه ناقوس الخطر الذي طرق باب اليويفا ليعين حكما أفضل لكن القرار كان قد اتخذ بالفعل.

في كامب نو بدا وكأن المباراة لها فصل أخر مع التعادل السلبي واحتجاجات برشلونة المستمرة على التحكيم لكن الفريق الكتالوني كان قد عقد النية على الفوز في لندن.

قال جوسيب جوارديولا مدرب الفريق في ذلك الوقت :"لا يمكنك أن تقول في عالم كرة القدم إنك كنت تستحق أكثر، خصمنا يعلم كيف لعبنا وأنهم دافعوا بقوة، لقد دافع تشيلسي بـ6 لاعبين وكان أقوى بدنيا وحاولنا أن نقدم صورة جيدة".

وأكمل "سنذهب إلى لندن بنفس الروح ولن يتغير ذلك، لا يوجد شيء نخجل منه بعد أداء مثل هذا ولا يمكننا أن نلقي اللوم على أحد، سأفتخر بفريقي".

أما جوس هيدينك مدرب تشيلسي فقال :"نحن سعداء بالنتيجة نظرا لما قدمه برشلونة في المباريات الأخيرة وأعتقد أنها أول مرة لا يسجل في كامب نو إنه إنجاز نوعا ما".

وأردف "كنا ملتزمون تكتيكيا ودفاعيا لكننا لم نحتفظ بالكرة في الشوط الأول وشتتنا العديد من الكرات وفي الشوط الثاني كنا أفضل وبدأنا في اللعب".

ارتكب تشيلسي 20 خطأ في تلك المباراة مقابل 7 لبرشلونة.

صحيفة "جارديان" البريطانية نشرت تقريرا في اليوم التالي عقب المباراة قالت فيه :"لاعبو برشلونة غاضبون من شتارك حكم اللقاء".

وصرح تشابي هيرنانديز عقب المباراة :"كانت هناك تدخلات عنيفة تطلبت بطاقات صفراء وحتى احتساب ركلات حرة لم تحدث، وتحصل يايا توريه على إنذار لأنه كان يعترض، فريق أراد لعب الكرة والأخر لم يفعل، إنه عار، يوجد الكثير من الحديث عن اللعب النظيف لكن لم أر أي من ذلك الليلة".

حكم المباراة كان فولفجانج شتارك الألماني صرح عقبها :"ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي أرسل لي رسالة أوضح لي من خلالها أنه راض عن أدائي".

وواصل :"كانت هناك لحظات صعبة في المباراة وهو أمر طبيعي، لكنني لم أتعامل مع بعض المشاهد القبيحة والتدخلات الخطيرة".

وأردف "لم أظهر بطاقة صفراء ثانية لمايكل بالاك لأنه بالنسبة لي لم يكن هناك داع لذلك، ما فعله كان مجرد خطأ عادي ومنحت ركلة حرة".

لم تكن الأخطاء فادحة لهذه الدرجة في مباراة الذهاب لكنها كانت ناقوس خطر لبلاتيني والاتحاد الأوروبي على أن هناك كارثة قد تحدث في مواجهة الإياب خاصة مع اختلاف أسلوب الفريقين تماما.

البعض وصفها فضيحة القرن، وآخرون قالوا إنها واحدة من أسوأ مباريات نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على الإطلاق.

ارتباك وأخطاء وصرخات وبطاقة حمراء، لم يحلل أحد أي شيء سوى الكثير من الأخطاء التحكيمية في مواجهة الإياب والتي كانت ضعف ما حدث في الذهاب تقريبا.

المباراة كانت متوترة وبكل تأكيد تشيلسي وبرشلونة حاولوا بذل كل ما بوسعهم للتأهل ارتكب الفريق الكتالوني 17 خطأ مقابل 16 للفريق اللندني.

صرح جوارديولا عقب المباراة :"حاولنا الفوز بالمباراة وخلق الفرص لكننا لم نخلق الكثير، توقعت أن يهاجم تشيلسي قليلا لكنه لم يفعل، لدي الكثير من الإيمان في فريقي، استمرينا في المحاولة، من العادل أن نقول إن تشيلسي خلق فرصا من المرتدات، لكنه كان متحفظا لأنه حينما يكون لدينا لاعبا مثل ليونيل ميسي فأنت تعلم أننا نشكل تهديدا".

لكن حالة الغضب والانهيار كانت من نصيب تشيلسي خاصة وأنت متقدم بنتيجة 1-0 وتشهد حالات تتطلب تحرك توم هينينج أوفيربو حكم اللقاء، ثم جاء طرد مايكل بالاك كل شيء كان أشبه بانهيار تام وهدف برشلونة مع صمود تشيلسي كان أتيا لا محالة.

صرح هيدينك :"أنا محبط جدا أحاول أن أهدئ من نفسي، لا يوجد تحليل لما حدث".

وواصل "اللاعبون يرتكبون أخطاء كثيرة والمدربون كذلك والحكام أيضا، لهذا السبب نتحدث عن منحهم منفعة الشك، كل هذه الأمور موجودة في اللعبة".

نظرية المؤامرة كانت هي محور الحديث في عام 2009 و2010 وما تلاها، عن أن الاتحاد الأوروبي قد سئم من تواجد نهائي إنجليزي في كل عام، خاصة وأنه في ذلك العام تحديدا كان هناك أرسنال ومانشستر يونايتد على الجانب الأخر.

في مباراة الذهاب كانت هناك شبهة لحالة طرد وركلتي جزاء حسب ادعاءات برشلونة، وفي مباراة الإياب حسب ادعاءات تشيلسي كانت هناك 4 احتجاجات للمطالبة بركلات جزاء.

ربما ظلم الفريقين، لكن بعد ذلك حقق برشلونة لقب دوري أبطال أوروبا مرتين. وتشيلسي حققه مرة بل وانتقم من الفريق الكتالوني.

منذ ذلك التعادل تواجها مرة أخرى في نصف النهائي بموسم 2011-2012 ذلك الذي توج فيه تشيلسي بطلا لدوري أبطال أوروبا، فاز ذهابا بنتيجة 1-0 وإيابا تعادلا 2-2.

جمع دوري أبطال أوروبا الفريقين في 12 مباراة فاز الفريق الكتالوني 3 مرات وفاز اللندني في 4 وتعادلا 5 مرات.