كتب : إسلام مجدي
لم يقدم طريقة فنية جديدة أو يقم بأي ثورة من أي نوع، أو يجري العديد من التغييرات الكبيرة في صفوف بايرن ميونيخ، مرت 5 أشهر منذ تولى يوب هاينكس تدريب العملاق البافاري خلفا لكارلو أنشيلوتي ومنذ ذلك الحين غير كل شيء بسلاسة غير مسبوقة.
بعد شهر من توليه المهمة والفوز بنتيجة 3-1 ضد بوروسيا دورتموند قال :"نشهد تغييرات وتطورات تدريجية في صفوف الفريق".
وواصل "الحدة لدى اللاعبين ارتفعت في التدريبات".
في أول 6 مباريات له لم يستقبل الفريق سوى هدفا وحيدا، ثم خسر من بوروسيا مونشنجلادباخ لتنطلق سلسلة انتصارات جديدة لم يستقبل سوى 7 أهداف في 9 مباريات وسجل 22 هدفا.
حينما تولى هاينكس المهمة كانت هناك بعض الشكوك ربما قد ولى عصر بايرن ميونيخ أو أن المهمة صعبة للغاية لأنه أتى ولم يضم الفريق لاعبين كفاية.
أحد أبرز عناصر نجاح هاينكس كان خافي مارتينيز محور الارتكاز الذي ساهم كثيرا في فوز الفريق بثلاثية خلال مسوم 2012-2013.
قال عنه هاينكس :"إنه ليس فقط من إقليم الباسك، لكنه مقاتل حقيقي، يجب أن تركض كثيرا في وسط الملعب أكثر من قلب الدفاع، ويفعل خافي ذلك ببراعة".
وواصل "ومنذ مشاركته في خط الوسط تطورنا كثيرا من حيث الثبات والجودة في عملنا الدفاعي".
لعب الدولي الإسباني في 15 مباراة هذا الموسم كمحور ارتكاز و5 مباريات فقط كقلب دفاع.
ولاحظ آريين روبين جناح العملاق البافاري ذلك قائلا :"خافي مهم للغاية لنا، لعب خلال الموسم الماضي كقلب دفاع، لكن الآن عادل إلى دوره في الوسط الدفاعي، يلعب جيدا جدا حينما لا نمتلك الكرة، إنه مهم للغاية في ذلك الدور، مثلما كان ناجحا للغاية مع هاينكس في البدايات".
اعتمد هاينكس على طريقته المباشرة الواضحة للجميع، تحدث مع كل اللاعبين لمدة طويلة فور توليه المهمة، وكان ذلك أمرا هاما لكي يظهر لهم ما يريده منهم وما لا يريده، وأكد على ذلك ماتس هوميلز مدافع الفريق.
حينما تولى هاينكس المهمة كان لعدة أسباب ليس فقط تراجع المستوى، بل الخلاف بين كارلو أنشيلوتي مدرب الفريق ولاعبيه في غرفة الملابس.
المدرب الألماني كان يمثل كل ما افتقد إليه بايرن ميونيخ في الفترة قبل إقالة أنشيلوتي، الهوية والسلطة والنجاح، الأمر كان أشبه بشبح يرتدي قميص العملاق البافاري وليس هو ذاته.
وهاينكس كان المدرب المناسب لكي يصلح كل شيء سواء غضب اللاعبين الكبار أو تماسك الفريق أو خطة اللعب.
ليس هذا فقط ما أضافه هاينكس، قناة "دويتشه فيله" الألمانية كانت قد ناقشت إذا ما كان لدى هاينكس القدرة على التكيف على الأوضاع الجديدة في كرة القدم والضغط العالي وتغير شكل اللعبة منذ اعتزاله التدريب منذ 5 أعوام.
لكن الإجابة كانت واضحة فور توليه المهمة جرب خطة 4-2-3-1 و4-1-4-1 و4-3-3 كل ذلك وهو يربح ولم يتخل عن هوية الفريق بل أعادها له وأعاد الثقة للاعبيه حتى ولو لم يمتلك البدائل الكافية.
وتحدث ستيفان يورسفيلد محلل "إي إس بي إن" لـFilGoal.com عن ذلك قائلا :هاينكس غير كل شيء في بايرن ميونيخ، هدأ الأوضاع وأعاد الفريق للعب بشكل أساسي بطريقة 4-1-4-1 بل وأصبح يغير أفي المباريات الكبرى".
قال ماتس هوميلس عن هاينكس :"إنه يعتني بنا جميعا ويسأل كل لاعب عن كل شيء".
وتحدث رافاييل هونيستين صحفي "إي إس بي إن" عن تأثير هاينكس قائلا :"إنه يلعب بنفس الطريقة التي لعب بها منذ سنوات مع بايرن ميونيخ مع بعض المتغيرات الطفيفة، لكن الحركة الأهم كانت إعادة خافي مارتينيز إلى وسط الملعب".
وأضاف "لا جوارديولا أو أنشيلوتي آمنوا بقدرة خافي على اللعب في خط الوسط، فور قيام هاينكس بذلك حدث استقرار في خط الظهر وبالتالي إن كان دفاعك ثابتا وقويا ومستقرا فكل شيء سيتحسن تباعا".
وأكمل "الأجنحة أصبحت تتمتع بحرية أكبر في التحرك للأمام".
على الرغم من أن بايرن فاز بالدوري مع أنشيلوتي إلا أنه لم يكن ذلك العملاق المخيف أو الماكينة التي تستمر في تهديد الخصوم.
ومع المدرب الإيطالي عانى توماس مولر كثيرا بل وابتعد عن مستواه تماما، مع كل تلك المتغيرات فقد اللاعبون إيمانهم بمدربهم لأكثر من سبب خاصة قراراته خلال المواجهات وأخرها كان خلال الخسارة من باريس سان جيرمان قبل إقالته.
ربما لم يفتهم أنشيلوتي جيدا طبيعة النادي واللاعبين مثلما يفعل هاينكس حاليا، المدرب الألماني في أقل وقت ممكن، وطريقته أجدت نفعا كبيرا في دور المجموعات خاصة وأنها لم تختلف كثيرا عما كانت عليه في 2013 حينما توج بطلا بالثلاثية.
بجانب الفكر والتعامل كان فهم هاينكس لقيم النادي الألماني وطريقته المحددة في لعب الكرة والتي تميزه وتعتمد على الجماعية بشكل كبير سهلت عليه الأمور كثيرا، بل ورفع ذلك من سقف التوقعات في الفريق.
قال روبن في وقت سابق "أعتقد أننا نمتلك فرصة كبيرة للفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم مع هاينكس، نمتلك الخبرة ومدرب متميز قاد الفريق للقب في 2013 ولدينا الفرصة لتكرار ذلك هذا العام".
وتابع "مع بيب جوارديولا كنا نصل لنصف نهائي دوري الأبطال ولكن الأخطاء وسوء التركيز كانوا سببا في إقصائنا من البطولة، أتمنى ألا نكرر الأمر هذا الموسم ونتوج باللقب".
وأتم "نقدم أداء جيدا الفترة الأخيرة كل ما يحتاجه الفريق الآن هو الاستمرارية، إن تمكنا من ذلك سنحصل على الكثير من الألقاب".
في أقل وقت ممكن عاد بايرن ميونيخ ليصبح فريقا مخيفا لخصومه خاصة في ألمانيا، وربما إن لم يقدم الأداء الكافي للفوز لكنه يحقق العلامة الكاملة في النهاية، واقترب كثيرا من حسم لقب الدوري ويجرب الكثير من الأشياء فنيا ويحاول صقل ما لديه من لاعبين نفسيا وفنيا.
قال بول لامبرت لاعب بروسيا دورتموند السابق عن هاينكس :"اللاعبون يعرفونه جيدا لذا أعتقد أنها خطوة ذكية من النادي".
وواصل "لقد فاز هاينكس بالثلاثية ولا يفعل ذلك كثيرون".
وأكمل "شاهدت التدريبات وكانت أكثر من رائعة، رأيتهم بعدها يقولون إنهم استعادوا الزخم مرة أخرى وبدا الأمر كذلك فعليا".
واستطرد "طريقتهم في بناء اللعب من الخلف ولديهم اثنين من أفضل قلوب الدفاع في العالم بجانب الشاب الواعد جوشوا كيميتش".
وأضاف "ما أقصده هنا هو أن هاينكس يعرف بايرن ميونيخ أكثر من أي مدرب أخر لذا لم يتطلب الكثير من الوقت لأنه يعرف كيف يتواصل مع لاعبيه وكيف يخرج أفضل ما لديهم وهذا ما يحدث حاليا".
هاينكس قد يكون بدا كما لو امتلك عصا سحرية غير بها كل شيء، لكن في المجمل طريقته وخبرته وأسلوبه وتواصله مع اللاعبين شكلوا عوامل حسم لما يجنيه من ثمار حاليا مع بايرن ميونيخ.