كتب : محمد يسري
حدة التنافس هي من خلقت الصراع ومع نهايتها اختفت تلك الحالة الجدلية بينهما. هنا نتحدث عن جوزيه مورينيو ضد رافائيل بينيتيث.
ستتجدد مواجهة مورينيو وبينيتيث في الدوري الإنجليزي مرة أخرى، حين يستضيف مانشستر يونايتد نظيره نيوكاسل يوم الأحد في الجولة الـ27من الدوري الإنجليزي.
لكن لن تتجدد الصراعات والمؤتمرات الصحفية التي يدلي فيها تصريحات عدائية ربما لأن مورينيو يأمل في أن يلحق مانشستر يونايتد فريقه بالمتصدر مانشستر سيتي أو لأنه انتهى من التنافس مع بينيتيث.
قال مورينيو في المؤتمر الصحفي قبل لقاء نيوكاسل:" لا أعتقد أن التنافس كان مع بينيتيث، لكن التنافس كان بين الأندية التي ندربها أكثر من التنافس بيننا".
قد يكون التصريح السابق من مورينيو به "دس السم في العسل" وكأنه أراد أن يقلل من قدرات بينيتيث الذي يتولى فريقا لا ينافس محليا، أو يكون نهاية لسلسلة من التراشق اللظفي دامت نحو العشر سنوات بينهما.
بداية مورينيو في إنجلترا تزامنت مع بداية بينيتيث في ليفربول. وقتها الأمر كان بسيطا للغاية، يفوز مورينيو يوم السبت أو الأحد على بينيتيث في الدوري قبل يعود بينيتيث ويقصي مورينيو من دوري أبطال أوروبا أحد أيام الثلاثاء أو الأربعاء.
وما بين تلك الأيام دارت أحاديث كثيرة.
قبل بداية الصراع في إنجلترا كان هناك صراعا من نوع أخر.
أبدى تشيلسي وليفربول اهتماما بالحصول على خدمات مورينيو حين كان يتولى تدريب بورتو البرتغالي.
وقتها قال مورينيو:"لست مهتما بتدريب تشيلسي لأن الأمر يدور حول فريق جديد بأموال ضخمة، إذا خسر قد يرحل رومان أبراموفيتش عنهم ويحصل على أمواله.. أما ليفربول فالجميع مهتم به".
تصريح مورينيو كان واضحا برغبته في تدريب ليفربول، لكن إدارة الفريق الأحمر اختارت مدرب فالنسيا وقتها لتولي مسؤولية الفريق.
هذا التصريح أيضا لم يمنع إدارة تشيلسي من التعاقد مع مورينيو.
موسم 2004-2005 كان الأول للثنائي في إنجلترا. مورينيو مع تشيلسي وبينيتيث مع ليفربول.
الصراع الأول: الفريق الأفضل خسر
بعدما تفوق على بينيتيث في الدوري ذهابا وإيابا والفوز في كأس الرابطة؛ تجددت مواجهة مورينيو-بينيتيث في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2004-2005.
انتهى لقاء الذهاب في في ستامفورد بريدج معقل تشيلسي سلبيا قبل أن يفوز ليفربول بهدف دون رد على ملعب أنفيلد روود سجله لويس جارسيا.
الإعادة التلفيزيونية أثبتت أن الكرة لم تتخط خط المرمى لينضم الهدف لقائمة "الهدف الشبح".
وعلق مورينيو قائلا "الفريق الأفضل خسر".
وتابع "بعدما سجلوا الهدف، فريق واحد فقط هاجم والأخر دافع حتى نهاية المباراة".
وأوضح "اللقاء كان نسخة من مباراة كأس الرابطة في كارديف حين تقدم ليفربول ثم عاد للدفاع".
وكان تشيلسي قد فاز باللقاء بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وعن خطأ الحكم، قال:"حامل الراية هو من سجل هذا الهدف".
الصراع الثاني: مورينيو يثبت نظريته
في موسم 2005-2006 أوقعت قرعة دوري الأبطال ليفربول حامل اللقب وقتها في مجموعة تشيلسي.
مواجهة دوري الأبطال كانت الأولى في الموسم بينهما وانتهت بالتعادل السلبي على ملعب ليفربول.
بعد التعادل قال بينيتيث أن تشيلسي ليس الفريق الأفضل في العالم.
ليرد مورينيو وقتها بتذكر ما حدث من حكم الراية في مباراة نصف النهائي لدوري الأبطال، ويقول "لم يسجلوا في مرمانا لكني أتقبل تلك الخسارة".
وبعدها بـ4 أيام تجدد اللقاء لكن في الدوري، وانتصر تشيلسي بنتيجة 4-1.
وقتها خرج مورينيو للإعلام، وقال:"ليفربول انتظر أن نخطئ ليسجل. حين لعبوا معنا وجها لوجه لم يفوزوا. نحن نسحق المزيد من الاحترام ليس من ليفربول فقط بل من العالم أجمع".
ولم يفز ليفربول على تشيلسي في الدوري هذا الموسم، لكنه انتصر عليه في نصف نهائي كأس الاتحاد بهدفين مقابل هدف ليخرج وقتها مورينيو ويوضح مجددا أن الفريق الأفضل خسر.
الصراع الثالث: بينيتيث يبدأ.. وينتصر
في الموسم الثالث انتصر بينيتيث لأول مرة على مورينيو في الدوري الإنجليزي بهدفين دون رد.
وجدد انتصاره ونجح في إقصاء تشيلسي مرة أخرى من دوري أبطال أوروبا بعد الفوز بضربات الترجيح في نصف النهائي عقب نهاية مباراتي الذهاب والإياب 1-1.
قبل تلك المباراة بادر بينيتيث بالهجوم على مورينيو وتشيلسي، وقال:"بكل تأكيد أنا أعرف أن تشيلسي لا يريد أن يواجه ليفربول".
وأكمل "في كل مواجهة لنا معهم يتحدثون ويتحدثون ويتحدثون.. وهذا يعني قلقون من مواجهتنا، قد يكونوا خائفين منا".
ولم يكتف بينيتيث بذلك فقط وانتقد أدوات التشجيعية البلاستيكية التي قدمتها إدارة ملعب ستامفورد بريدج لجماهير تشيلسي خلال اللقاء، وقال:"جماهيرنا لا تحتاج لمثل هذه الأدوات للتشجيع هم يأتوا هنا ليساندونا من قلبهم وهذا ما نحتاج.. الأمر يدور حول مساعدتهم لنا للفوز بالمباريات".
ولم ينجح مورينيو في الرد هذه المرة بعد الخسارة والخروج الأوروبي المتكرر.
الصراع الرابع: الإقالة لا تعني نهاية الجدال
أقيل مورينيو من تدريب تشيلسي في 20 سبتمبر 2007 ولم يكمل موسم 2007-2008 لكن هذا لم يمنعه من الحديث عن بينيتيث.
وقال مورينيو:"كم عدد ألقاب الدوري التي فاز بها بينيتيث؟ صفر. كم عدد من رشحتهم الصحافة ليتولوا المنصب بدلا منه؟ صفر أيضا".
الصراع الخامس: حين دمر بينيتيث الفريق الأفضل في العالم
تولى مورينيو تدريب إنتر بعد الرحيل عن تشيلسي، وفي موسم 2009-2010 حقق ثلاثية الدوري الإيطالي والكأس ودوري أبطال أوروبا وبعدها رحل إلى تدريب ريال مدريد.. وجاء بينيتيث ليتولى تدريب إنتر بعد رحيله.
رغب بينيتيث في استكمال السداسية للإنتر بالفوز بكأس السوبر الأوروبي والسوبر الإيطالي وكأس العالم للأندية.
لكن رد مورينيو جاء سريعا، وقال:"بينيتيث لن يقدم شيء أفضل مني، قد يفوز بكأس العالم للأندية، لكنه وقتها سيفوز في مباراتين فقط وليس في 13 مباراة مثلي في دوري الأبطال؛ لذا سيكون هذا لقبي أنا وليس لقبه".
فاز إنتر بالسوبر المحلي بعد الفوز على روما، لكنه خسر السوبر الأوروبي من أتليتكو مدريد وحقق كأس العالم للأندية.
ولم يكمل بينيتيث موسمه في إنتر وأقيل قبل نهاية الموسم.
ربما هاجم مورينيو بينيتيث لأنه أراد ولو حتى رسالة شكر من المدرب الإسباني على ما حققه مع الفريق مثلما وضح في تصريحات صحفية لاحقا.
وعلق مورينيو لاحقا على فترة بينيتيث في الإنتر، وقال:"لقد دمر الفريق الأفضل في العالم خلال 6 أشهر".
الصراع السادس: لا يفضل الفوز بالدوري الأوروبي
بعد الرحيل عن تدريب ريال مدريد عاد مورينيو لتدريب تشيلسي، خلفا للمدرب الذي انتهى عقده: بينيتيث.
بينتيث كان تولى قيادة تشيلسي إقالة ماتيو دي ماتيو موسم 2012-2013.
وأنقذ بينيتيث موسم تشيلسي حامل لقب دوري أبطال أوروبا مع دي ماتيو موسم 2011-2012 وفاز بلقب الدوري الأوروبي بعدما تغلب على بنفيكا بهدفين مقابل هدف.
وحين عاد مورينيو، قال:"لا أريد الفوز بالدوري الأوروبي، ستكون خيبة أمل كبيرة بالنسبة لي وسأخبر لاعبي الفريق أن لا يشعروا بأن الدوري الأوروبي لقب مهم".
رد بينيتيث تأخر، لكنه قال في 2014:"مورينيو يتحدث كثيرا عن العديد من الناس؛ لكني أفضل الحديث عن الحقائق. لقد قمت بإقصاءه من دوري أبطال أوروبا وأنا في ليفربول بتشكيل بنصف قيمة تشكيل تشيلسي".
وأضاف "ومع أغلى تشكيل لريال مدريد لم ينجح في الفوز بدوري أبطال أوروبا والآن مع تشيلسي يسأل عن الأموال لبناء تشكيل قوي ليفوز بكل شيء".
الصراع السابع: زوجة بينيتيث بين الفوضى والنظام الغدائي
في صيف 2015 تولى بينيتيث تدريب ريال مدريد، ووقتها صرحت زوجته بأن "رافا جاء ليرتب الفوضى التي خلقها مورينيو إبان تدريبه للفريق".
وكعادته رد مورينيو..
وقال:"زوجة بينيتيث حائرة بعض الشيء. زوجها خلف دي ماتيو في تشيلسي وخلف كارلو أنشيلوتي في ريال مدريد ولم يخلفني سوى في إنتر".
وأتم "إذا كانت مهتمى بنظام زوجها الغذائية لم تكن لتجد وقتا للحديث عني".
انتهى صراع مورينيو وبينيتيث الذي لن يتجدد إلا إذا عاد التنافس بين فريق مورينيو فريق بينيتيث.