كتب : محمد يسري
لحمل إرثه الكروي زرع فرانسوا أوبامينج في أولاده الثلاث حب كرة القدم، وهم: كاتيلانا، ويلي وبيير إيمريك، وهو بطل قصتنا.
بيير إيمريك أوباميانج انضم لأرسنال قادما من بروسيا دورتموند في صفقة قدرتها التقارير الصحفية بـ57 مليون جنيه استرليني. (التفاصيل)
كان فرانسوا أوباميانج مدافعا في منتخب الجابون في الفترة بين 1985 وحتى 1998 حيث خاض 80 مباراة دولية في مسيرة جعلتها يعد واحدا من أفضل المدافعين في تاريخ إفريقيا، وبعد اعتزاله اللعبة عمل كشافا للاعبين لفريق ميلان الإيطالي، ومن هنا بدأ اسم بيير إيميرك أوباميانج في اللمعان.
بدأ أوباميانج لعب كرة القدم وهو في السادسة من عمره في أكاديمية ASL L'Huisserie Football، قبل أن ينتقل لفرق البراعم لأندية: نيس، لافال، باستيا.
عمل فرانسوا أوباميانج كشافا للاعبين في ميلان كان سببا في أن ينتقل أوباميانج إلى الفريق اللومباردي يناير 2007، وهو في الـ18 من عمره.
يقول أوباميانج عن انتقاله لميلان: "كانت خطوة كبيرة بالنسبة لي وتعلمت منها الكثير".
مع فريق الناشئين لعب أوباميانج 9 مباريات فقط في موسم 2007-2008، قبل أن يخرج معارا لفريق ديجون موسم 2008-2009 لعب فيها 37 مباراة سجل فيها 8 أهداف.
ما قدمه أوباميانج مع ديجون في دوري الدرجة الثانية الفرنسي لفت إليه الأنظار في فريق ليل الذي ضمه من ميلان على سبيل الإعارة أيضا موسم 2009-2010 لكنه لم يلعب سوى 14 مباراة في الدوري الفرنسي سجل فيها هدفين و7 مباريات في الدوري الأوروبي. وجاءت قلة مشاركاته لاعتماد رودي جارسيا مدرب الفريق آنذاك على جيرفينيو وإدين أزار.
لم يجدد ليل إعارة أوباميانج، لينتقل معارا إلى موناكو موسم 2010-2011.
وحين كان ليل يتصدر الدوري الفرنسي كان أوباميانج يعاني من شبح الهبوط مع موناكو لكن هذا لم يمنعه من التألق.
حيث سجل هدفين وصنع 3 في 1440 دقيقة مقسمة على 19 مباراة في الدور الأول قبل أن تنقطع إعارته لموناكو وتتم إعارته لسانت إتيان.
للمرة الرابعة ميلان يعير أوباميانج دون أن يشارك مع الفريق في أي مباراة.
مع سانت إتيان شارك في 14 مباراة سجل فيها هدفين مما جعل الفريق الفرنسي يقوم بشراء عقده من ميلان.
يقول مدربه في سانت إتيان كريستوف جالتييه عنه في هذه الفترة: "على الرغم أن الأمور في تلك الفترة لم تكن تسير معه بشكل جيد إلا أنني رأيت أنه قادر على المرور من أي لاعب في التمرير والركض بالكرة 60 مترا".
وفي موسم 2011-2012 انفجر أوباميانج مع جالتييه، حيث سجل 16 هدفا وصنع 11 هدفا في 36 مباراة في الدوري الفرنسي ساهمت في إنهاء سانت إتيان الدوري في المركز السابع بعد أن كان عاشرا موسم 2010-2011.
الانفجار استمر في الموسم التالي، 2012-2013، وسجل 19 هدفا وصنع 13 في 37 مباراة في الدوري، كما فاز بلقب أفضل لاعب إفريقي في الدوري.
ورغم ما قدمه أوباميانج مع سانت إتيان، إلا أنه لم يكن مهاجم صريح للفريق أغلب الوقت.
حيث أوضح جالتييه الذي استخدمه جناحا أحيانا "إذا كان استمر معي لموسم أخر كنت سأدفع به في مركز المهاجم، وكان سيتم دعمه بالفرص التي لم يحصل عليها أمام المرمى من قبل".
أثناء هذا الموسم تلقى أوباميانج الكثير من العروض للرحيل، لكن مدربه جالتييه وضع شرطا لرحيله.
قال جالتييه: "اتفقنا مع والده على أن أوباميانج لن يرحل عن الفريق إذا تأهلنا لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل".
لكن سانت إتيان فشل في التأهل للمسابقة الأوروبية الكبرى وأنهى الموسم خامسا. وهنا تأكد رحيل أوباميانج عن سانت إتيان.
كان أوباميانج قريب من الانتقال لفريق نيوكاسل، حيث أعجب به ألان بارديو كثيرا وقدم له الفريق الإنجليزي عرضا ماليا كبيرا لكن فرانسوا أوباميانج كان له رأي أخر.
فضل أوباميانج "الوالد" أن ينتقل ابنه لبروسيا دورتموند.
حيث قال أوباميانج عن انتقاله للفريق الألماني: "فضل أبي عرض بروسيا رغم أنه كان أقل ماديا".
انتقل أوباميانج للفريق الذي لطالما شاهد مبارياته حين كان يان كولر مهاجما له مقابل 15 مليون يورو موسم 2013-2014.
مع دورتموند تحول أوباميانج لمهاجم وسجل 141 هدفا في 213 مباراة.
يقول أوباميانج عن تحوله لمهاجم: "حين كنت صغيرا كنت ألعب في مركز المهاجم لكن حينما بدأت اللعب مع فرق الدرجة الأولي حولني المدربون إلى خط الوسط بسبب سرعتي لكني طالما رأيت نفسي كمهاجم".
احتفالات أوباميانج بأهدافه دائما ما حملت طابعا من المرح والخطورة أيضا.
على طريقة ميروسلاف كلوزة مهاجم ألمانيا السابق، كان ينقلب رأسا على عقب لكن تحذير الأطباء من الإصابة جعله يلجأ لاحتفال بطريقة أخرى استلهمها من ابنه.
بات أوباميانج يرتدي قناع "بات مان" أو "سبايدر مان" عقب تسجيل للأهداف لكي يراه ابنه مثل أبطال الأفلام الكارتونية التي يشاهدها.
بينما كانت سرعة أوباميانج سببا في تحديه ليوست بولت العداء الجاميكي.
حيث قال في أحد حواراته مع الإعلام الألماني:" حين كنت في ميلان ركضت 30 مترا خلال 3,9 ثانية لكن علي أن أركضها الآن في 3,7".
وكان بولت قد حطم الرقم القياسي لسباق 100 في برلين عام 2009، وأنهى أول 30 مترا في 3,7 ثانية، مما جعل أوباميانج يطلب –مازحا- سباق بينه وبين وبولت.
وعلى الرغم من لعب أوباميانج لمنتخب إيطاليا دون 19 عاما وفرنسا دون 21 عاما، إلا أنه اختار اللعب لمنتخب الجابون.
يقول أوباميانج عن اللعب للجابون :"كان قرار قلبي وعائلتي".
ويوضح "أردت أن أكون مثلا أعلى لشباب بلدي وإفريقيا، سيكون من الرائع أن أجعل الناس هناك سعداء".
ويعد أوباميانج الهداف التاريخي للمنتخب الجابوني برصيد برصيد 23 هدفا في 56 مباراة وهو نفس رصيد تيدور نزوي نجوما لكن سجل أهدافه في 77 مباراة دولية.
واتخذ أوباميانج هيرنان كريسبو مثلا أعلى له. حيث وشم مقولة "كريسبو من أجل الحياة" على ذراعه، وربما يعود السبب أن والدة أوباميانج قد تكون على صلة قرابة من المهاجم الأرجنتيني.
يقول أوباميانج عن مثله الأعلى: "قوي في الحركة ويجيد ألعاب الهواء. إنه لاعب موهوب وعظيم".
الآن سيبدأ أوباميانج رحلته مع أرسنال، وسيضع مقولة والده "إذا رغبت في الوصول لشيء فعليك أن تقاتل من أجله" صوب عينيه من أجل أن يفوز في تحديه الجديد في إنجلترا كما فاز سابقا بتحدياته بفضلها