كتب : إسلام مجدي
إعادة نشر - يظل ذلك التساؤل مطروحا لماذا تفضل بعض الأندية ضم اللاعبين في اليوم الأخير من سوق الانتقالات؟ ما الذي يحدث في الكواليس؟ إذا كان بإمكانهم دفع هذه الكميات فلما لم تدفع مبكرا؟
الأمر يبدو خادعا في البداية، فخلف الكواليس هناك العديد من الأمور التي تحدث، لكن يظل لغز اليوم الأخير مطروحا ومثارا للتساؤلات. يصحبكم FilGoal.com في رحلة عبر التحقيق التالي لمعرفة كواليس الصفقات في اليوم الأخير من سوق الانتقالات ولماذا تنتظره الأندية.
نعرف جيدا أن هناك خطوات طويلة لإبرام الصفقات لكن أيضا هناك أشياء مفاجئة تحدث مباشرة مثل صفقة موسى سيسوكو إلى توتنام وانضمام ماركوس هنريكسين إلى هال سيتي من ألكمار وديفيد لويز إلى تشيلسي خلال الموسم الماضي.
ما الذي يجعل فريقا يتحرك خلال الساعات الأخيرة من السوق الصيفية ما الدافع؟
ربما يكون تعرض بعضهم للخسائر في افتتاحية الدوري مما دفعهم للشراء فجأة أو تفاوض طالت مدته حتى وصل للساعات الأخيرة.
يتحدث جونزالو كابيزا صحفي "إل كونفدنشيال" الإسبانية لـFilGoal.com في هذا الصدد حول اتجاه الأندية لإبرام الصفقات في الساعات الأخيرة من السوق قائلا :"الأمر يتركز حول الفرصة، الأشخاص يعملون بطريقة أفضل حينما يكونون تحت الضغط".
وأضاف "ويلاحظون احتياجاتهم فعليا بعد مرور الوقت، إنه أمر جيد أن يكون هناك وقت تنتهي خلاله السوق، الجميع يعلم أنه في مرحلة ما يجب أن ينهي المفاوضات".
وتابع "في الحقيقة تعرف بعض الفرق في مواعيد مبكرة أنهم توصلوا لاتفاق أم لا".
وأردف "لذا إنهم يلعبون بالوقت من أجل الحصول على أفضل اتفاق ممكن، الجميع يعتقد أنهم سيحصلون على الصفقة بمجرد دخولهم في مفاوضات".
واستطرد "الأمر قد يعتمد بشكل ما على المباريات الافتتاحية في الدوري كذلك، قد توضح لك مناطق القصور التي تحتاجها".
وأتبع "في بعض الأحيان إن كانت الأمور سيئة للغاية مثلما يحدث لأرسنال مثلا، فالفريق يعلم أنه بحاجة للدخول بسرعة إلى السوق، والأمر ذاته حدث لميلان في عدة مرات، لكن ليس ذلك أمرا معتادا، الجميع يعلم ما يحتاجه قبل بداية الدوري حتى".
واسترسل "بإمكاننا تذكر صفقة انضمام كيم كالشتروم إلى أرسنال في الساعات الأخيرة من السوق، كان ذلك مثالا على التحرك مع الذعر لإبرام الصفقات، في الحقيقة فينجر يرغب في أن تنتهي السوق قبل بداي الدوري لأنه يرى أن ذلك غير عادل",
وأتم "فينجر يخالف نفسه ربما، ضم في الساعات الأخيرة أندري أرشافين وميكيل أرتيتا وميسوت أوزيل وغيرهم بعد أن علم مستوى فريقه".
إذا عرف الدافع بطلت بعض التساؤلات لكن يظل تساؤلا أخر ألم يكون النادي مضطرا لدفع المزيد من المال لشراء اللاعبين؟
لدى فيديريكو فاركوميني صحفي "إيفينينج ستاندرد" ومحلل التلفزيون البريطاني رأي أخر.
وصرح فيديريكو لـFilGoal.com قائلا:"السوق في هذا الموعد أرخص بكثير، هذا هو السبب الوحيد الذي يجعلني أفكر في حالة الساعات الأخيرة تلك".
وأضاف "بعد ذلك لننظر سويا إلى الصورة الكاملة، في رأيي الشخصي إنه مجرد تصور لمشجعي كرة القدم بأنه هناك الكثير من العمل يتم نظرا لكثرة الأخبار في ذلك اليوم".
وأردف "إن نظرا لعدد الصفقات الفعلي في النافذة بالكامل مقارنة باليوم الأخير أعتقد ستظل النسبة ضئيلة مئويا".
وأجاب على سؤال استغلال بعض الأندية لحاجة اللاعبين قائلا: "عادة الصفقات التي تتم في اللحظات الأخيرة تكون أرخص".
واسترسل "بإمكانك أن ترى كم كان اللاعبون أرخص في شهر أغسطس عما كان عليه الحال طوال السوق فيما يخص الأسعار".
وتابع "كم عدد الأندية التي بإمكانها أن تعرض أموالا ضخمة في يوم 31 أغسطس أو 1 فبراير مثلا؟ بعضهم لا يمكنه بالطبع، على الأقل نتحدث عن الأندية بشكل عام".
وأتم "توتنام فريق يجيد تلك اللعبة جيدا ويعلم كيف يتحرك في شهر أغسطس حتى الساعات الأخيرة من السوق".
إذا من أين جاءت أهمية الساعات الأخيرة في سوق الانتقالات؟
قبل ثلاثة أعوام تصاعدت وتيرة ذلك اليوم كثيرا في الدوري الإنجليزي الممتاز، تحدثت شبكة "إي إس بي إن" حول ذلك الأمر وارتفاع الوتيرة واصفة إياه بـ"المنافسة الرياضية" التي لديها طابعها الخاصة في إنجلترا.
والآن أصبحت الأندية تدرك أهمية ذلك اليوم لدى المشجعين وأيضا اقتصاديا فيما يخص سوق الأسهم في البورصة.
أندريا دي كارلو صحفي ومذيع "ميدياست" الإيطالية قال لـFilGoal.com "بكل تأكيد إنه السعر الذي يتحكم في كل شيء، سواء ما ستدفعه أو ما قد تجنيه من البورصة أو عائد القمصان حسب وضع الفريق".
ويتفق دي كارلو مع فاركوميني قائلا :"إن طلبت 10 يورو منك مقابل قميص أرغب في بيعه، واستمر معي ذات القميص يوم 31 أغسطس وأنا لازلت أرغب في بيعه فستشتريه مني بمبلغ 6 يورو".
وأتم "بكل تأكيد قيمة الصفقة تتحكم في الوضع، بعض اللاعبين يكون سعرهم أرخص خاصة للأندية التي تشتري فعليا وليس لكبار الأندية، لكن ليست تلك هي الحالة العامة".
إذا وهل تهدر الأموال؟
بطريقة أو بأخرى يرى البعض أن الأموال تهدر خلال السوق لأن معظم الصفقات في تلك الفترة لا تقدم العمق الحقيقي المطلوب للتشكيل ولكن رد أخرون أن هناك من يتألق ويحقق النتيجة المرجوة.
كتب باري جليندينينج صحفي "تيليجراف" في وقت سابق منذ عامين :"كصحفيين نحب الأخبار، لكننا نرى ملايين الأموال تهدر في نفس الفترة من كل عام، البعض يصرف المال ولا يحصل على المردود المطلوب".
وأضاف "إن كنت واقعا تحت الضغط لكي تشتري وهي الحالة العام، فسيكون حكمك على الصفقة متأثرا بصفة دائمة، من المستحيل تخيل أن تلك الصفقات التي تتم في اليوم الأخير تكون ضرورية، بعض الأندية يكون مجبرا للشراء ربما بدافع الذعر مثلا".
واستطرد "كأنه سباق الأندية تتسارع لصرف المزيد من المال، بعض الأندية يكون بحاجة للاعب أو اثنين ولا يغلق سوقه بل ويبرم صفقات في الساعات الأخيرة من السوق دون داعي".