مثل محارب وعبد الظاهر.. فيرجسون يشرح كيف تصنع بديلا مثاليا
الخميس، 25 يناير 2018 - 22:10
كتب : إسلام مجدي
"بكل تأكيد أي لاعب يتمنى اللعب كأساسي ولكن في الأهلي لا يوجد أساسي واحتياطي". كانت تلك كلمات إسلام محارب لاعب وسط الأهلي الذي يحدث أثرا كبيرا كلما شارك كبديل. وذلك عقب مواجهة مصر للمقاصة الماضية التي انتهت بنتيجة 2-1 للمارد الأحمر.
حينما نقول البديل المثالي أو الخارق أو الرائع أو أفضل بديل، يخطر ببالك اللاعب أنه ذلك الذي يسجل فور مشاركته مثلا وليس حصرا. الذي يكون قادر على قلب معطيات المباراة في لحظات.
ما الذي يجعل البعض قادر على ترك هذا الأثر الكبير في المباريات خلال دقائق قليلة؟
شرح سير أليكس فيرجسون ذلك في محاضرة بجامعة أبردين قائلا "من يسجل فور مشاركته لاعب ذو قدرات خاصة للغاية، إنه بديل مثالي يقرأ المباراة ويجلس يعلم جيدا ما الذي يجب فعله".
وواصل "إنه شخص لا يمكنك أن تشركه كأساسي لأنه يمكنه أن يترك أثرا كبيرا في مساحة زمنية قصيرة فتتجه إلى إشراكه كبديل، من هذه النقطة يجب أن تعلم شيئا اللاعب العادي أو الطبيعي لا يدخل إلى حساسية المباراة سوى بعد 10 دقائق أو مدة أطول قد تصل إلى 15 دقيقة مثلا".
من هنا اتجه سير أليكس فيرجسون إلى شرح ما وصفه بخدعة "البديل الخارق".
"ما يفهم خاطئا أن المهاجم فقط هو البديل المثالي، ويمكنني القول إن أولي جونار سولشار كان له نصيب الأسد من هذا الاعتقاد كان مثاليا. لكن أيضا المدافع قد يكون بديلا خارقا والأمر ذاته مع لاعب الوسط وحارس المرمى".
رأينا بأنفسنا ذلك الأمر تحديدا في بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل، حينما أشرك لويس فان جال حارسه تيم كرول بدلا من ياسبر سيليسين حارسه الأساسي في تبديل بدا غريبا لكنه أؤتي ثماره في ركلات الترجيح وفاز منتخب هولندا.
أضاف فيرجسون :"الأمر صعب جدا لا يمكن للاعب وحده أن يصنع الفارق، هناك أدوار مختلفة".
حسام البدري مدرب الأهلي قال عقب مواجهة الرجاء :"لا يوجد لاعب يصنع الفارق بمفرده، في كرة القدم لا يوجد لاعب بديل أو أساسي، فالمشاركة منذ البداية لا تعكس أهمية لاعب عن باقي زملائه".
هناك بعض اللاعبين الذين يقبلون دور البديل ذلك الذي يشارك لدقائق معينة في فترات، لكن تلك مخاطرة كبيرة من أي مدرب خاصة وإن أجلس على مقاعد البدلاء لاعب ذو جودة كبيرة للغاية ليكون روقة رابحة تؤثر على مجرى المباراة فيما بعد.
مثلا لا يمكنك أن تجلس ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو أو دييجو كوستا أو أليكسيس سانشيز، هما سيكونون بدلاء ممتازين لمدة لكن بعد ذلك ستجد وكلائهم وهم يتذمرون ويبحثون عن ناد جديد.
ما الذي يجعل البديل مثاليا؟
يجيب سير أليكس فيرجسون :"إنهم نادرون للغاية، لا يمكنك أن تدفع بلاعب في أي مركز فيغير لك مجرى المباراة، الأمر يحتاج لجودة معينة للغاية".
لويس فان جال اعتاد أن يستخدم تبديلا تغير مجرى المباراة، ونوعية اللاعبين أو الجودة مثل التي يقصدها فيرجسون هنا أنهم لاعبون يمتازون بأخلاقيات وانضباط على أعلى مستوى.
اللاعبون الاستثنائيون الذين يحدثون الفارق سيستمرون مع أنديتهم فقط إن كان مدربيهم لديهم قدرة لا بأس بها على الإقناع بجانب حس الولاء والانتماء من اللاعب نفسه وعلاقة الثقة المتبادلة.
أوضحت دراسة أجرتها جامعة "أبردين" بخصوص كيفية إدارة اللاعبين التي كان يجريها سير أليكس فيرجسون أن عملية المداروة الكبيرة التي كانت تتم لكي يتعامل مع جدول المباريات المزدحم وطريقته في الاعتماد ومنح اللاعبين مهام محددة للغاية جعلت منهم بدلاء فعالين جدا.
مانشستر يونايتد كان أول نادي في العصر الحديث لكرة القدم يفوز بالثلاثية. في موسم 1998-1999 قام سير أليكس فيرجسون بما يشبه ثورة في عالم كرة القدم حينما كان أول فريق يلعب بـ4 مهاجمين فعالين للغاية ومؤثرين وجميعهم يستحقون المشاركة كأساسيين، ما منحه إمكانية إراحة اثنين مثلا والدفع باثنين.
ديفيد فيركلوف كان أول من بدأ الأمر، نجم ليفربول السابق كان مثالا رائعا على الجودة الممتازة التي تشارك فتغير مجرى المباراة.
قال فيركلوف لشبكة "بي بي سي" في وقت سابق :"كنت أكره التواجد على مقاعد البدلاء، على الرغم من أن البعض كان يظنني سعيدا".
وواصل "لقد كان الأمر محبطا جدا وعشت أوقاتا صعبة، إنه صراع نفسي يمر به اللاعب، إن كنت بهذه الجودة والقوة فلما لا أشارك؟".
وأكمل "في بداية مسيرتي كنت شاكرا للمشاركة لكن ذلك تغير".
واستطرد "كانت هناك مباريات حينما كان فريقي فائزا والمدرب لم يكن يدفع بي، كان يعلم أن لاعبي الفريق الأساسيين قد يسببون له الكثير من الإزعاج إن أخرجهم لكنني لست بهذا الإزعاج".
وتابع "قديما كان التبديل يعني أن هناك أمرا سيئا حدث، لكن كرة القدم اليوم تتمحور حول تغيير مجرى اللقاء".
واسترسل "لكي تكون بديلا مثاليا عليك أن تمتلك شخصية صلبة بإمكانها التعايش مع الحزن الكبير الذي ستعشر به في كل مباراة".
واستكمل "لا أحد يحب الجلوس على مقاعد البدلاء، لكن إن كنت ستصبح نجما منها والأمر حدث مع كثيرين فلا بأس كما أنك ستحصل على فرصتك كاملة، لاعبون مثل إدين دجيكو وخافيير هيرنانديز يساويان ثقلهما ذهب مثلا في فترتيهما مع مانشستر يونايتد وسيتي على الترتيب".
وأتبع "لكي تكون قادرا على المشاركة وتلعب بتلك السرعة وتمرر تمريرة حاسمة أو تسجل هدفا في دقائق قليلة للغاية هي موهبة للمدرب، وفن كذلك الأمر ليس حظا، لكنها عقلية ولاعبون بعينهم قادرون على فعل ذلك".
وأتم "الأمر أيضا حول المدرب، يجب أن يكون جريئا وقادرا على اتخاذ القرارات وقتها يشعر اللاعب بالثقة فيمنحه ما يريده بالضبط".
بيرت مايرز مساعد أستاذ بجامعة فيلانوفا الإدارية أوضح أن هناك أوقات معينة للتبديلات من خلال دراسة أجراها، فالتبديل الثاني يجب أن يكون قبل الدقيقة 73. وإن لم يعمل ذلك التبديل فالثالث قبل الدقيقة 79. وذلك تأكيدا لكلمات سير أليكس فيرجسون عن التوقيت الذي يحتاجه اللاعب للدخول إلى أجواء المباراة.
وقال مايرز :"وجدنا من الدراسة المشتركة مع جامعة أبردين أن نسبة 40 إلى 45% من الأندية التي تتبع تلك القاعدة تنجح فعليا بالتبديلات، أما من لم يفعل فنسبة نجاحه تتراوح بين 18% إلى 22%".
وكيف تتعامل معه وتصنعه بنفسك؟
قال فيرجسون في محاضرة بجامعة "ستانفورد" :"حينما كان داني ويلبك صغيرا أخبرته أمرا هاما، العمل الجماعي ومصلحة الفريق فوق كل شيء، هذا ما يجب أن تخبره للاعبين الصغار، يجب أن يعملوا دائما من أجل الفريق والفريق فقط، نعم هناك مجد شخصي لكن ذلك لن يأتي إليك سوى من خلال الجماعية".
وواصل "اللاعب يجب ألا يكترث لمفهوم الأساسي والبديل، لا يوجد ذلك في كرة القدم، هناك من يحدث الفارق وهناك من يجيد الحفاظ على توازن الفريق وهناك من يقرأ المباراة".
وتابع "الضغط يكون كبيرا للغاية، مثلا في 1999 قدمت تيدي شيرنجهام وسولشار".
وواصل "يونايتد بدا منتهيا بدنيا وتعب من المحاولات قبل أن يسجل شيرنجهام ويضيف سولشار الثاني".
وأكمل "عليك ألا تدع البديل يسترخي، بل يتدرب ويجري عمليات إحماء لفترات كبيرة".
وأضاف "يجب أن تحرص على أن يشاهد المباراة وتجعله يشعر بأنه سيشارك في أي لحظة هذا جزء من الإعداد النفسي، وأيضا الفني".
بالحديث عن التأثير ففيرجسون أوضح أنك يجب أن تشرح له قبل إشراكه بدقائق عديدة المشاكل في كل نقطة ويجب أن تمنحه تعليمات كثيرة كأنك تضع رسمة أو تصنع تمثالا ما، وقتها تمنحه فرصة لتجهيزه لكي يصنع الفارق فعليا.
لا يوجد قاعدة محددة لصنع بديل مثالي، لكن هناك إعدادات وقواعد لكي تجعل بدلائك جاهزين طوال الوقت، رأينا أحمد عبد الظاهر يسجل بعد دقيقة من مشاركته ضد الإنتاج الحربي، قد يكون التوفيق خاصة وأنه شارك بدلا من لاعب مصاب، ومحارب يسجل بعد مشاركته كبديل، فهل نرى هذه النوعية من البدلاء أكثر في الدوري المصري؟
طالع أيضا
كتالوج حجازي - "كيف تخسر معركة وتربح الحرب"
5 أرقام تحققت من فوز الأهلي على الرجاء بثلاثية
مؤتمر البدري – التعنيف بين الشوطين.. معايير تدوير اللاعبين والدوري الذي لم يحسم
علي لطفي يتحدث عن الخوف الإيجابي وتحقيق حلم والده باللعب للأهلي