كتب : لؤي هشام
يرفع رأسه دائما كأنه يشعر بالزهو والتواضع في آن واحد. عيناه تجوب في كل مكان طابعا أماكن الجميع في ذهنه ومرتبا للصفوف، كأنه قائد في معركة يحاول التأكد من أن كلا في مركزه.
لم يتمتع يوما بجسد قوي ولكنه عوض ذلك بعقلية داهية ونظرة مختلفة أو كما قال يوما "أنا أنجو لأنني استخدم عقلي". تمريراته كانت نادرا ما تُخطئ طريقها، تمريرات بدت وأنها هدايا توزع في ليلة عيد الميلاد.
"أنا أساعدك، أنا أعتني بك، أنا هنا من أجلك".. أنا شابي هيرنانديز.
في كرة القدم مر الكثيرون ممن تمتعوا بمواهب خرافية وشخصية قيادية تاركين بصمتهم وأثرهم في عالم الساحرة المستديرة ولكن إن تحدثت عن عباقرة الكرة فبالتأكيد سيكون شابي حاضرا بينهم.
أيقونة برشلونة يحتفل اليوم الخميس بعيد ميلاده الـ38. وFilGoal.com يستعرض معكم "كيف تلعب مثل شابي".
"أنا أمرر وأتحرك، أرفع رأسي وأنظر وقبلها أفتح الملعب، من يملك الكرة هو سيد هذه اللعبة.. هذه مدرسة خوان فيا وألبرت بينايجس ويوان كرويف وبيب جوارديولا".
هكذا يتحدث لاعب البلاوجرانا الذي تخرج من أكاديمية اللاماسيا عن فلسفته الكروية والتي اتخذها نهجا يؤمن به متأثرا بالمراحل التي مر بها عبر تاريخه مع النادي الكتالوني الذي يملك إرثه الخاص.
أو كما قال "أنا أحد رومانسيي كرة القدم مثل كرويف، أحب الكرة الهجومية الجذابة التي تكون سهلة على العين، نشأت في برشلونة على هذا الأسلوب وأنا أحبه".
استدراج الخصم بالتمرير، اللعب من اللمسة واحدة، معرفة متى تراوغ ومتى لا تلمس الكرة، الاستلام بالشكل الأمثل وصنع المساحات والتمركز بها، التقدم للأمام وحماية الكرة والأهم التواصل مع من حولك.. كلها أمور برع بها شابي ليصنع أسطورته الخاصة وتفرد أسلوبه.
يقول شابي "الاستحواذ على الكرة هي مسألة عقلية أكثر منها فنية، قبل نحو 30 عاما صنع كرويف أسلوبنا والذي انتقل إلى إسبانيا تحت قيادة لويس أراجونيس".
28 بطولة حققها هيرنانديز خلال مسيرته، تنوعت بين كأس العالم ودوري أبطال أوروبا وكأس الأمم الأوروبية بجانب الدوري والكأس والسوبر الإسبانية وعدة بطولات أخرى قارية ومحلية.
"لم يكن لدينا خيار آخر لأن العديد من الفرق والمنتخبات كانوا أفضل مننا على الصعيد البدني، ولكننا أفضل فنيا. وأول شيء كان يجب فعله هو الروندو".
ويوضح "إنها دائرة من اللاعبين تحاول الحفاظ على الكرة من بين 2 لاعبين في المنتصف، والقيام بذلك لمدة 20 دقيقة قبل كل حصة تدريبية، إنها لعبة ذهنية ولو فقدت الكرة فإنك ستنزل بالمنتصف وتحاول الحصول على الكرة".
"يجب أن تعرف أن أسوأ شيء هو فقد الكرة، ومع مرور الوقت تصبح فطرة ثانية داخلك".
خلال مسيرته الكروية التي تستمر حتى الآن رفقة السد القطري صنع شابي المولود في شرق إقليم كتالونيا بمدينة تاراسا ما يزيد عن 150 هدفا. وثنائيته مع أندريس إنييستا في وسط الميدان شكلت واحدا من أفضل الثنائيات في تاريخ كرة القدم.
ثنائيته مع إنييستا صنعت تهديدا مرعبا للخصوم، وقال عنهما السير أليكس فيرجسون يوما "قادران على الاحتفاظ بالكرة طوال الليل".
وجوارديولا بطل السداسية التاريخية في 2009 وصف شابي بجملة رائعة "إنه أكثر لاعب هاو عرفته في حياتي وفي نفس الوقت أكثر لاعب محترف رأته عيناي، طريقة حبه لكرة القدم يجب أن يتعلم منها لاعبي المستقبل".
أما فيلسوف كرة القدم خورخي فالدانو فقال: "لو كانت كرة القدم علما لكان شابي هو من اكتشف صيغتها".
ويحكي شابي كيف صنع أسلوبه المتميز وطريقة لعبه لكرة القدم بطريقة أكثر تفصيلا لمجلة "فور فور تو" الإنجليزية، والآتي على لسانه.
ابقي رأسك مرفوعا
"في برشلونة تعلمت أن ألعب ورأسي مرفوع، لو نظرت حولك فقط بعد تسلم الكرة فكيف ستعلم ما سوف يجري".
"ولكن لو نظرت حولك قبلها وعرفت أين يقف زملاؤك ستلاحظ فورا المساحة التي تملكها وأقرب مدافع لك وأفضل خيار ممكن كي تكون التمريرة ناجحة".
معرفة خطوتك المقبلة
"حينما اتسلم التمريرة وأكون بالفعل قد نظرت من حولي فغنني أفكر هل سأتمكن من الاستدارة بالكرة أم أن هناك مدافع خلفي، هذا أول شيء. إن كنت تحت ضغط فإني ألعب من لمسة أول لمستين او أسيطر على الكرة بطريقة لا يتمكن مراقبي من قطعها".
"بالأساس أنا احاول أن أكسب نفسي المساحة بضعة أمتار حتى أكون في مركز يمكني من عدم فقدان الكرة ومساعدة الفريق على التحرك".
التخطيط للتمرير
"الشيء الأهم بشأن لعب التمريرة هو أن تعطيها لزميلك بأفضل طريقة ممكنة تسهل عليه اتخاذ خطوته المقبلة، أولا وغالبا أبحث عن لاعب غير مراقب. انت تجعل الحياة أكثر صعوبة على زميلك حينما تعطيه الكرة ويلاصقه مدافع".
"أفكر في أنه يلعب بقدمه اليسرى أم اليمنى وأمرر تجاهها حتى يتمكن من التحرك بسرعة أكبر، ببساطة أنا أمرر من أجل أن أساعد زملاءي على التحرك للأمام".
سرعة التمريرة
"سرعة التمريرة أمر حاسم للتمرير الناجح، لو كنت ستصنع له تمريرة فإنه يجب ان تركلها بشكل أقوى حتى يستفيد زميلك من سرعة الكرة، وهذا أيضا في العرضيات".
"إن كنت ستعطي تمريرة 5 مترات فالأمر مختلف والقوة قد تتنوع. الأمر يعتمد على من حولك لذا يجب أن تحدد إن كان زميلك سيمرر من لمسة واحدة أم أنه يملك المساحة للتحكم في الكرة وإن كان سيمرر من لمسة واحدة فإني أعطيها قوية بعض الشيء ودقيقة في نفس الوقت".
التمرير والتحرك
"الأمر يبدو سهلا ولكن التحكم في تلك المهارات صعبا، هكذا أنجو بنفسي في المباريات، لست لاعبا قويا أو طويلا لذا علي إيجاد المساحة المناسبة التي تساعدني على اتخاذ القرار وامتلاك الوقت للتفكير".
"هذا يعني أنه يتوجب علي الركض عدة كيلو مترات كل مباراة بحثا عن المساحة ومساعدة زملائي على الخروج بالكرة عندما أمرر لهم. يجب أن تفكر في وضع المباراة وفي زملائك".
كيف تحب صناعة الهدف
"لا يوجد شعور في العالم مثل صناعة هدف، حينما تعطي التمريرة الأخيرة التي تنتهي بهدف أفكر (ياله من أمر رائع) والتمريرة ما قبل الأخيرة التي تعطيها لجناح مثلا يصنع عرضية تصبح هدفا أيضا رائعة".
"ولكن قبل كل هذا فإن التمريرة التي تضرب بها خطا دفاعيا لتضع مهاجمك في وضع انفراد مع الحارس هي أكثر روعة، تمريرتي لبيدرو في نهائي دوري الأبطال 2011 كانت لحظة رائعة بالنسبة لي".
اقرأ أيضا
أن تلعب مثل شابي.. "أنا أساعدك أنا أعتني بك"
حوار في الجول – طارق سليمان يتحدث عن رحيل أحمد عادل وسبب ضم علي لطفي.. وموقف إكرامي
ذكريات ثورة يناير من منظور كروي
مواعيد مباريات الخميس – برشلونة في الكأس والأهلي مبكرا في الدوري.. ومنتخب مصر لليد
فيديو أهداف الأربعاء – خسارة مدوية لريال مدريد.. وأرسنال إلى ويمبلي
لاعب ليفربول: صلاح لا يستطيع التوقف عن التسجيل.. العالم سيصبح مكانا أفضل لو كان لطيفا مثله