متلازمة ليفربول والسقوط أمام الصغار.. أكثر من مجرد استهانة

هزيمة أمام متذيل ترتيب الدوري الإنجليزي بعد أيام من إيقاف قطار مانشستر سيتي الذي لم ينجح أحدا في فعلها غير الحمر، ولكن ذلك لم يترك صدمة كبيرة لمشجعي الفريق.

كتب : لؤي هشام

الثلاثاء، 23 يناير 2018 - 16:00
سوانزي - ليفربول محمد صلاح

هزيمة أمام متذيل ترتيب الدوري الإنجليزي بعد أيام من إيقاف قطار مانشستر سيتي الذي لم ينجح أحدا في فعلها غير الحمر، ولكن ذلك لم يترك صدمة كبيرة لمشجعي الفريق.

ليفربول سقط أمام سوانزي سيتي بهدف نظيف بعد 8 أيام من فوز مثير على السماوي بأربعة أهداف لثلاثة ليسقط رجال المدرب بيب جوارديولا في المسابقة لأول مرة بالموسم الجاري.

ولكن توابع تلك الهزيمة لم تتسبب في مفاجأة العديد من جماهير ليفربول التي تعودت من فريقها على مثل هذه النتائج أمام الفرق الصغيرة والتوهج أمام الكبار.

لماذا تتحقق هذه النتائج بشكل مستمر مع لاعبي المدرب يورجن كلوب ولماذا لم ينجح في إيجاد حل لتلك المعضلة حتى الآن؟

العديد من التفسيرات أتت من كل حدب وصوب بشأن ما يحدث أمام صغار الفرق، البعض لجأ إلى الجانب السيكولوجي حيث يتسبب الانتصار على الكبار برفقة أداء قوي في استهانة بنظيرتها الأقل في مراكز الترتيب ومن ثم التعرض للمفاجأة.

والبعض الآخر ذهب إلى أن المجهود البدني الكبير الذي يقدمه لاعبو الحمر دائما ما ترك أثره في المباريات التالية ودفعهم أحيانا لمحاولة إبطاء الإيقاع العالي والمستمر خلال 90 دقيقة.

وقد كان هذا المجهود الوافر سببا آخر في تلقي الفريق الكثير من الأهداف خلال الدقائق الأخيرة من المباراة. 13 هدفا استقبلهم الحمر من الفترة بين الدقيقة 75 وحتى الدقيقة 90 كأكثر الفرق استقبالا للأهداف في هذا التوقيت بين الستة الكبار.

أهداف أضاعت العديد من النقاط على الفريق هذا الموسم مثلما حدث أمام إشبيلية في دوري الأبطال بعدما كان الفريق متقدما بثلاثية نظيفة ثم تعادل الفريق الأندلسي بالنهاية.

والتقدم على أرسنال بثنائية أيضا قبل أن تنتهي المباراة بالتعادل بثلاثة أهداف لكلا الطرفين، وكاد أن يحدث أيضا أمام سيتي لولا عدم إسعاف الوقت لفريق مانشستر.

أما البعض فقد فضل الحديث عن مباراة سوانزي تحديدا واعتبر أن غياب بديل مؤثر لفيليبي كوتينيو القادر على صناعة الفرص واستغلال أنصافها كان له دوره أيضا.

في النهاية ربما تحمل تلك الأسباب جزءا من الحقيقة حول ما تكرر مرارا من جانب المدرب الألماني ولاعبيه دون ظهور حل حقيقي ولكن الصورة تحمل أيضا بعضا من العيوب الفنية التي لا تقف على لاعب ولا ترجع إلى لياقة بدنية.

فنيا يعتمد أسلوب ليفربول على الضغط المعاكس واسترداد الكرة من نصف ملعب الخصم بأسرع طريقة ممكنة والاستفادة من المساحات خلف ظهر لاعبي دفاع المنافس الذي يتهيأ لصنع هجمته.

ويستفيد الفريق في تلك المساحات (أنصاف وبين الخطوط) من السرعة والديناميكية الكبيرة التي يتمتع بها ثلاثي الخط الأمامي روبيرت فيرمينو وساديو ماني ومحمد صلاح لصناعة فرص محققة للتسجيل.

ودائما ما حصدت تلك الفلسفة ثمارها أمام الكبار الساعين للفوز أيضا ما يتسبب في الكثير من المساحات خلف دفاعات الخصوم، بجانب قدرة على التحول السريع وصنع هجمة مرتدة بأقل عدد ممكن من التمريرات، ومباراة مانشستر سيتي خير مثال على ذلك.

ولكن ببساطة فإن معاناة الفريق دائما ما تكون أكبر أمام الفرق التي تترك له الاستحواذ على الكرة وتتراجع للدفاع أمام مرماها. حينما تترك الكرة للفريق فإن الفاعلية دائما ما تكون أقل.

أمام سوانزي سيتي استحوذ ليفربول على الكرة بنسبة تخطت 71%، هي نفس النسبة التي كانت في التعادل الإيجابي أمام بيرنلي بهدف لمثله، وأيضا تكررت نفس النسبة أمام وست بروميتش في مباراة انتهت بالتعادل السلبي.

ونفس الحال تواجد أمام نيوكاسل يونايتد بنسبة وصلت إلى 67% استحواذ في لقاء انتهى بنتيجة 1-1 وهي نسبة مقاربة لمباراة مانشستر يونايتد التي انتهت كذلك بالتعادل السلبي، أما في مواجهة إيفرتون فقد قاربت النسبة 80% وفي النهاية كان التعادل بهدف لمثله هو المسيطر.

القاسم المشترك أن جميع هذه الفرق تركت الكرة لصالح فريق مقاطعة ميرسيسايد وفضلت التكتل بكثافة أمام مرماها في محاولة لتقليل المساحات - وبالتالي مصدر الخطورة – أمام الهجوم المرعب للحمر.

"ليفربول أسرع منا في الهجمات المرتدة لذا كان من المستحيل أن ألعب بالمباراة باتجاه مختلف" هكذا برر جوزيه مورينيو مدرب يونايتد تفضيله لركن الحافلة أمام الحمر في واحدة من أكثر المباريات مللا بالدوري الإنجليزي هذا الموسم.

ومع ركن الحافلة فشل ليفربول في صناعة أي فرص خطيرة على مرمى الحارس ديفيد دي خيا وظهر مشلولا غير قادر على ابتكار حلول أمام رجال المدرب البرتغالي.

الوضع لخصه كارلوس كارفاليال مدرب سوانزي بكل بساطة وروعة في التشبيه "ليفربول مثل سيارات الفورميولا وان، لكن إذا وضعت سيارة فورميولا وان في زحام لندن بالرابعة عصرا لن تركض بنفس السرعة".

ولعلاج الوضع فإن ليفربول بحاجة دائما إلى خطة بديلة، وهو ما يعاب على كلوب الذي دائما ما تقتصر نظرته على الفلسفة التي يتبعها دون النظر إلى إمكانية تعرضه لعوامل أخرى.

ليفربول مثلا يفتقد إلى المهاجم رقم 9 الاعتيادي القادر على التحرك داخل الصندوق واستغلال الفرص المتاحة من زملائه. دانييل ستوريدج لا يشارك إلا نادرا وداني إنجز عائد من إصابة طويلة ولكنه شارك أمام سوانزي رغم أنها كانت مشاركة متأخرة.

في نفس الوقت يظهر بالوقت الحالي افتقاد الحمر إلى لاعب وسط صاحب حلول مبتكرة وقدرة على التمرير بمجازفة واختلاف مثل كوتينيو، فلاعبي الوسط جميعهم يتشابهون في مهامهم وإمكانياتهم حتى أوكسلاد تشامبرلين الذي ضمه كلوب بحثا عن مزيد من التنوع لا يختلف كثيرا عن أقرانه.

ودون النظر إلى أخطاء الدفاع التي تكررت كثيرا وكلفت الفريق أكثر فإن النظام العام في فريق ليفربول يحتاج إلى مزيد من المرونة والبدائل والقدرة على التكيف مع اختلاف الظروف.