مخيتاريان.. رونالدينيو أرمينيا الذي تأثر بهاملت "فارس الهجوم"
الإثنين، 22 يناير 2018 - 20:40
كتب : محمد يسري
حين كان في الرابعة من عمره كان يبكي لكي يذهب مع والده لحضور مران فريقه ليس حبا في كرة القدم لكن مشاهدة "مخيتاريان" الأب وحسب.. لكن عدم شغفه بكرة القدم في ذلك السن تغير مع الوقت وبات يحلم بأن يمارس اللعبة حتى نجح في مراده؛ وبات الهداف التاريخي لمنتخب بلاده.
هنريك، حقق حلمه وبات لاعبا لكرة القدم وأسطورة لأرمينيا. واليوم الموافق 22 يناير يحقق حلما جديدا له وهو الانضمام إلى أرسنال.
في 2009 تحدث مخيتاريان قائلا: "فريقي المفضل هو أرسنال. أحب طريقة لعبهم وأتمنى أن ألعب في أرسنال يوما ما".
وفي 2018 يعلن أرسنال ضم مخيتاريان مقابل بيع أليكسيس سانشيز إلى مانشستر يونايتد. (طالع التفاصيل)
*هاملت: فارس الهجوم
كان هاملت مخيتاريان مهاجم في صفوف فرق كوتيات أبوفيان وأرارات يريفيان الأرمينية فترة الثمانينيات لكن بسبب حرب أرمينيا مع أذربيجان انتقل رفقة عائلته الصغيرة التي تتكون من: الزوجة: مارينا تاشيان، والأطفال هنريك ومونيكا، إلى فرنسا عام 1989، وهناك التحق الأب بفريق فالنسن الذي يلعب في الدرجة الثانية في فرنسا رغم أنه فاز بجائزة "فارس الهجوم" عام 1984 التي تقدمها مجلة العسكري السوفيتي.
وفي فرنسا، بدأ مختاريان طلب الذهاب مع والده للمران.
يقول مختياريان:"حين كنت في الرابعة من عمري كنت أطلب من أبي أن يصطحبني معه إلى المران كل صباح، في هذا السن لم أكن مهتما بكرة القدم لكني كنت أريد أن أذهب لمشاهدة والدي؛ لكنه كان يرفض حتى لا يقلق علي أثناء انشغاله في المران وأنا أجلس في الخارج".
طلب "هنريك" المتكرر جعل الأب يلجأ لحيلة لكي يتخلص منه ذات يوما لكنها أغضبت مخيتاريان الصغير كثيرا.
يحكي مخيتاريان:"في أحد المرات طلبته منه أن أذهب معه للمران لكنه قال لي أنه ذاهب لمحل البقالة "سوبر ماركت" لكي يجلب طلبات المنزل".
ويضيف "نجح في الهروب مني للنزول؛ لكني انتظرته كثيرا حتى عاد بعد بضع ساعات ووقتها ولم أجد معه أي أكياس تدل أنه ذهب للسوبر ماركت، فبدأت في البكاء".
*الاهتمام بكرة القدم
عادت العائلة مرة أخرى إلى أرمينيا ومخيتاريان بعمر الـ6 سنوات، لكن بعدها بعام توفى والده.
لكن لم يكن يدرك مخيتاريان ما يحدث حوله. حيث يرى أمه وأخته ينخرطان في البكاء وهو لا يفهم ما يدور، حتى أخبرته أمه بأن والده رحل للأبد.
يتذكر مخيتاريان رده على والدته، حيث قال لها:"للأبد؟" ويوضح أنه كان يرى أن تلك الكلمة كانت تعد وقتا طويلا بالنسبة له وهو في السابعة من عمره.
وهنا، قرر مخيتاريان أن يكون لاعبا لكرة القدم. أراد أن يسير على خطى والده.
يفسر مخيتاريان "كان بمثابة المثل الأعلى بالنسبة لي، لكني تحدث مع نفسي، وقلت: يجب علي أن أركض مثله، أن أسدد الكرة مثله".
انضم مخيتاريان إلى ناشئين فريق بيونيك عام 1995.
في تلك الفترة قامت مارينا تاشيان بدور الأم والأب في نفس الوقت، حيث كانت تعمل في الاتحاد الأرميني لكرة القدم.
يوضح مخيتاريان "كانت فترة صعبة علينا. أمي كانت تقوم بدور الأم والأب وهذا ما يعد أمرا صعبا في مجتمعنا، كانت تحنو علي أحيانا وتقسو علي".
وشرح مخيتاريان دور والدته في استمراره لممارسة كرة القدم، قائلا "أحيانا كنت أعود للمنزل بعد المران وأنا لا أرغب في أن أذهب مرة أخرى، لكنها كانت تقول لي: عليك أن تستمر في العمل، غدا سيكون أفضل بكل تأكيد".
وبينما كانت الأم تعطي النصائح، كان دور الأب حاضرا أيضا بسبب أشرطة الفيديو.
كان مخيتاريان يشاهد مباريات والده الراحل عن طريقة أشرطة الفيديو ويتعلم منه المهارات الكروية.
كما أن مشاهدة الوالد لم تكن من أجل التعلم فقط، بل لكي يظل "هاملت" حيا في قلب مخيتاريان.
حيث يقول "أشاهد مبارياته في الكثير من الأحيان لكي أتذكره وأشعر بالسعادة خصوصا حين تأتي الكاميرا عليه وهو يحتفل بأهدافه".
البرازيل: لأن الجميع يتحدث كرة القدم
في عامه الـ10 أصبحت حياته تدور حول كرة القدم، وتعلق بزين الدين زيدان وكاكا حيث أحب نوعية اللاعبين الذين يطلق عليهم "مايسترو"
وفي عامه الـ13 بات أحد أبرز المواهب الأرمينية ولفت الأنظار إليه بشدة حتى حصل على عرض للعب في البرازيل. بلد كاكا.
في عام 2004 عرض ساو باولو البرازيلي على مخيتاريان الانضمام لفريقه، وبالفعل سمحت العائلة لـ"هنريك" بالانتقال إلى بلاد السامبا.
زامل مخيتاريان كل من: أوسكار وهيرنانيس أثناء تواجده في البرازيل لكن الأمور لم تكن وردية بالنسبة له. لأنه لا يجيد اللغة ولا يوجد "بلايستيشن".
يقول مخيتاريان: "كنا نعيش في مقر التدريبات، نأكل هناك، نلهو هناك، لم يكن لدينا "بلايستشين"، فقط تلفاز لا تد فيه سوى قنوات تتحدث البرتغالية، لهذا كانت الأسابيع الأولى صعبة جدا بالنسبة لي لأنني لم أكن قادر على التواصل مع اللاعبين البرازيليين، فقط كنت أبتسم لهم حين يتحدثوا معي".
وسيطر "بلايستشين" على حياة مخيتاريان حين كان في أرمينيا حيث كان يلعب به كثيرا قبل انتقاله إلى البرازيل.
لكن كرة القدم جعلت مخيتاريان يجيد التواصل مع رفاقه.
ويوضح "الجميع يتحدث لغة الكرة، ولهذا أصبحنا أصدقاء حيث كنا نتواصل سويا في الملعب عن طريق الإبداع بكرة القدم".
رغم أن مخيتاريان عاد إلى أرمينيا بعد 4 أشهر إلى أنه تعلم كثيرا خلال تجربته في البرازيل.
حيث عرف مبادئ اللغة البرتغالية وبات يتحدثها بالإضافة إلى الاستفادة الفنية على المستوى الكروي.
معرفة اللغة البرتغالية –التي تتحدث بها البرازيل- جاءت بسبب عدم وجود "بلايستشين" كما يوضح ولهذا تعلمها في وقت فراغه. حيث تعلمها من هيرنانيس، وعلمه الأبجدية الأرمينية.
كما أن نظام التدريب المختلف بين البرازيل وأرمينيا ساعده كثيرا.
يقول مخيتاريان:"كنا نتدرب لمدة 45 دقيقة ثم نستريح لمدة 15 دقيقة نتناول فيها الفاكهة والعصائر ثم نعود لنتدرب لمدة 45 دقيقة مرة أخرى، كنا نتدرب وكأننا في مباراة حقيقية".
ويكمل "في أرمينيا كانوا يهتموا بالأمور البدنية في التدريب أكثر من الأمور الفنية، على عكس ما يحدث في البرازيل، حيث التدريب بالكرة".
ويفسر "حين عدت لأرمينيا، كنت ضعيف جسديا لكني كنت سريعا ولدي المهارات والفنيات، وكنت أتمتع بحرية كبيرة في الملعب لدرجة أنني كنت أشعر وكأنني رونالدينيو أرمينيا".
الاستفادة الأكبر من رحلة البرازيل جنى مخيتاريان ثمارها حين انتقل إلى شاختار دونسيتك الأوكراني عام 2010. كيف؟
كان شاختار يضم 12 لاعبا برازيليا، ووقتها تحدث الجميع أن مخيتاريان سيفشل بسبب عنصر اللغة.
يقول مخيتاريان "حين عرفت هذا الحدث قلت لنفسي: أنا نصف برازيلي".
خلال 106 مباراة سجل مخيتاريان 44 هدفا في كل المسابقات مع شاختار وتوج هدافا للدوري الأوكراني في موسم 2012-2013.
بالمناسبة، يجيد مخيتاريان تحدث 7 لغات، وهم: الفرنسية، الأرمينية، البرتغالية، الأوكرانية، الروسية، الألمانية والإنجليزية.
*من شابه أباه
من شاهد "هاملت" و"هنريك" يقول أن الابن قريب في طريقة اللعب من الأب. ويقولون له أن يركض مثله وذكرهم به. لكن مخيتاريان الابن لا يرى ذلك.
يقول مخيتاريان:"أنا مختلف تماما عن أبي في أسلوب اللعب، أبي كان سريعا ولديه توصيبات صاروخية. أما أنا لدي فنيات أعلى منه".
مخيتاريان لا يرى أنه يلعب مثل والده لسبب بسيط للغاية يتمثل في عدم قدرته على مشاهدته مبارياته في التلفاز.
ويوضح "لا استطيع مشاهدة نفسي لأني لا أقوم سوى بملاحظة أخطائي في الملعب".
لكن يجد مخيتاريان المقارنة بينه وبين والده طبيعية لأنه لطالما حلم أن يركض مثله حين أراد أن يصبح لاعبا لكرة القدم.
اقرأ أيضا
المراقب: دونت إشارة حسام حسن في تقريري ولم أجد توصيفا لها
بتروجيت: طلبنا أشيمبونج ضمن صفقة رجب لأن الزمالك رفض رحيل أوباما
مدربهما: الشناوي مؤهل للمونديال.. ونراعي وضع إكرامي مع المنتخب
الشناوي: أتمنى كأس العالم.. وأحمد ناجي لم يتحدث معي