صفقات يوفنتوس المجانية.. ما بين الاستفادة الفنية والمادية
الثلاثاء، 16 يناير 2018 - 10:53
كتب : عمر ناصف
منذ وصول بيبي ماروتا كمدير رياضي ليوفنتوس في صيف 2010 وحتى اليوم أعتاد الفريق الإيطالي التعاقد موسميا مع صفقة مجانية لإضافتها إلى قائمة الفريق.
المشاكل المادية التي كان يمر بها الفريق خلال تلك الفترة جعلت محاولة الدخول للتعاقد مع أسماء كبيرة أقرب إلى المستحيل وذلك بسبب تركيز الفريق على النهوض من كبوته المادية التي تعرض لها بفضيحة كالتشيوبولي وهبوطه للدرجة الثانية إضافة إلى بنائه للملعب الخاص به.
وضع يوفنتوس حل تلك المشكلة على كاهل ماروتا الذي بدأ سلسلة تعاقداته المجانية بالتوقيع مع المهاجم الإيطالي لوكا توني في شتاء 2011 وذلك لتدعيم الخط الهجومي للفريق والذي كان يضم حينها أليساندرو ديل بيرو وفينتشينزو ياكوينتا وكارفالهو دي أوليفيرا أماوري.
هدفه الأولى بقميص يوفنتوس كان الهدف رقم 100 له في الدوري الإيطالي وأول هدف يسجل على أرضية الملعب الجديد "يوفنتوس أرينا" كان عن طريق لوكا توني وذلك في مباراة الافتتاح للملعب أمام نوتس كاونتي الإنجليزي في الثامن من ديسمبر 2011.
لم يلعب توني كثيرا ليوفنتوس فحتى رحيله إلى النصر السعودي مجانا في يناير 2012 بعد عام واحد فقط من التعاقد معه كان قد شارك في 16 مباراة رسمية فقط سجل خلالها هدفين.
الصيف الثاني شهد التعاقد المجاني الأهم ليس فقط في تاريخ بيبي ماروتا وإنما قد يكون في تاريخ يوفنتوس كله، البيانكونيري أعلن تعاقده مع لاعب الوسط الإيطالي أندريا بيرلو بعد رفض ميلان تجديد تعاقده معه لرغبة الروسونيري في ضخ دماء جديدة إلى الفريق.
انتقادات عديدة وجهت ليوفنتوس وماروتا على هذا التعاقد، حينها بيرلو كان قد عاد من إصابة أبعدته لأكثر من 4 أشهر عن الملاعب ليعود ويجد نفسه قد فقد مكانه الأساسي في تشكيل المدرب ماكسيميليانو أليجري مع اكماله لسن الـ32 وبداية ظهور أعراض التقدم في السن عليه كلاعب خط وسط.
"لقد كنت أعلن أن يوفنتوس يسعى للعودة إلى قمة الكرة الإيطالية والأوروبية مع إدارة متحمسة وملعب جديد لقد كان الخيار الأفضل لي" هكذا تحدث بيرلو عن اختياره ليوفنتوس.
نجح أنطونيو كونتي في وضع قالب تكتيكي مميز استفاد فيه من قدرات بيرلو بشكل كامل فكان بيرلو هو المايسترو الذي قاد سيمفونية عزف مستمرة لثلاثة مواسم متتالية عاد فيها البيانكونيري للقمة وظهر بيرلو متوهجا أكثر، رحل كونتي وجاء أليجري الذي تسبب في رحيله من ميلان لكن ذلك لم يغير شيء.
أليجري هو الأخر جعل من بيرلو ركيزة أساسية في طريقة لعبه التي نجحت في الحفاظ على لقب الدوري للموسم الرابع على التوالي وحققت إنجازا أوروبيا بوصول يوفنتوس إلى نهائي دوري أبطال أوروبا قبل تعرضه للخسارة في النهائي أمام برشلونة.
رحل بيرلو عن يوفنتوس بعد 4 مواسم حقق خلالها 7 بطولات ولعب خلالها 164 مباراة مسجلا 19 هدفا ومهديا زملاءه 38 هدفا صنعها لهم.
بدأ يوفنتوس صيف 2012 بإعلانه التعاقد مع شاب فرنسي يدعى بول بوجبا نبغ مع أكاديمية مانشستر يونايتد ورفض السير أليكس فيرجسون الدخول في مفاوضات مع وكيله مينو رايولا بسبب الخلافات بينهم ليستغل يوفنتوس وماروتا تلك الفرصة.
تحول بوجبا مع يوفنتوس من شاب طائش إلى واحد من أبرز لاعبي خط الوسط في العالم خلال 4 مواسم قضاهم مع الفريق الإيطالي ليندم يونايتد على ما خسره في وقت سابق ويقرر الفريق الإنجليزي دفع 105 مليون يورو للتعاقد مع النجم الفرنسي الشاب وإعادته لارتداء قميص الشياطين الحمر.
لعب بوجبا مع يوفنتوس 178 مباراة سجل خلالهم 34 هدفا وصنع 43 هدفا أخر لزملائه، بوجبا حقق مع يوفنتوس 8 بطولات على المستوى الجماعي وعلى المستوى الفردي حصل على جائزة الفتى الذهبي عام 2013 وأفضل لاعب شاب في كأس العالم 2014 إضافة إلى حصوله على المركز الخامس في جائزة الكرة الذهبية لعام 2015.
في شتاء 2013 أعلن يوفنتوس عن توقيعه مع المهاجم الإسباني المتألق فيرناندو لورينتي بعد تعنت من إدارة فريقه أتليتك بيلباو في ترك هدافهم للانتقال إلى إيطاليا قبل نهاية عقده لينجح في النهاية ماروتا بالتوقيع معه بشكل مجاني بعد انتهاء عقده بنهاية ذلك الموسم.
وصل لورينتي لإيطاليا وذلك لتحقيق طموحات المدرب كونتي في الحصول على مهاجم طويل القامة يمتلك قوة بدنية هائلة فأصبح واحدا من الركائز الأساسية في تشكيل الفريق سريعا وحتى رحيل المدرب الإيطالي واستبداله بماكسيمليانو أليجري.
لعب لمدة موسمين مع الفريق الإيطالي سجل 92 ظهورا و27 هدفا لصالح الفريق قبل أن يتم الاستغناء عنه بشكل مجاني لصالح إشبيلية الإسباني بعد أن ساهم في فوز يوفنتوس بخمس بطولات.
حاول ماروتا مرة أخرى إعادة نجاح صفقة بول بوجبا فتعاقد بشكل مجاني في صيف 2014 مع فرنسي شاب أخر وهو كينجسلي كومان قبل أن يوقع عقدا احترافيا جديدا مع فريقه السابق باريس سان جيرمان.
قام أليجري بإعطاء لاعبه الشاب فرصا قليلة خلال موسمه الأول الذي شهد مشاركته في 20 مباراة سجل خلالهم هدفا وحيدا وصنع هدفين قبل أن يطلب بايرن ميونيخ - بناء على طلب من بيب جوارديولا- استعارة الجناح الفرنسي الشاب لمدة موسمين وهو ما وافق عليه يوفنتوس.
ظل كومان في بايرن ميونيخ الذي حول عقد الإعارة إلى بيع نهائي وذلك بعد أن دفع إجمالي الصفقة 30 مليون يورو ليحقق يوفنتوس الاستفادة المادية فقط من ذاك التعاقد المجاني.
واصلت إدارة يوفنتوس سياستها في التعاقد مع صفقات مجانية كل صيف فجاء دور لاعب الوسط الألماني سامي خضيرة الذي أعلن الفريق في شتاء 2015 عن توقيعه عقد معهم بداية من الموسم التالي مع انتهاء عقده مع ريال مدريد.
انتقادات أخرى تعرضت لها إدارة الفريق بسبب المستوى المتراجع والإصابات المتتالية التي كان يتعرض لها اللاعب الألماني في الفترة الأخيرة قبل إتمام التعاقد معه ولكن كالعادة تحول خضيرة إلى أحد نجوم وسط يوفنتوس، لم يعوض بشكل كامل بالتأكيد ما فقده يوفنتوس برحيل بيرلو ولكنه ساهم في حفاظ السيدة العجوز على تفوقها أمام المنافسين.
تخلص خضيرة من مشاكله البدنية وتوالي الإصابات ومازال النجم الألماني أحد ركائز يوفنتوس الأساسية إلى اليوم فشارك في 90 مباراة سجل خلالهم 13 هدفا وصنع 9 أهداف ورفع 4 ألقاب مع يوفنتوس خلال موسمين مع الفريق.
صفقة يوفنتوس المجانية الأخيرة كانت الصيف قبل الماضي عندما أتم الفريق تعاقده مع الظهير البرازيلي داني ألفيش بعد نهاية عقده مع برشلونة وذلك للاستفادة من خبراته الأوروبية وسد العجز الذي يعاني منه الفريق على مستوى الجانب الأيمن.
ظهر ألفيش بمستوى مميز مع يوفنتوس وأعتمد عليه أليجري ليس فقط كظهير أيمن ولكن أيضا كجناح هجومي في المباريات المصيرية والمهمة في دوري أبطال أوروبا فكان دائما على الموعد فساهم في فوز يوفنتوس بالدوري وكان نجم نهائي الكأس أمام لاتسيو وقاد الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا.
لا أحد يعرف تحديدا ما حدث في غرفة ملابس يوفنتوس بين شوطي لقاء النهائي أمام ريال مدريد ولكن الأكيد أن ألفيش كان أحد المتسببين في حدوث مشكلة أنهى بها على مسيرته مع يوفنتوس الذي أعلن فك تعاقده مع النجم البرازيلي بعد موسم واحد معهم ليوقع بشكل مجاني مع باريس سان جيرمان بعد ذلك.
الصيف الماضي لم يوقع يوفنتوس مع أي لاعب بشكل مجاني وهذا الشتاء دخل يوفنتوس في مفاوضات مع لاعب وسط ليفربول إيمري تشان للتوقيع معه بشكل مجاني مع انتهاء عقده بنهاية الموسم الحالي كما أرتبط الفريق بصانع ألعاب أرسنال ميسوت أوزيل الذي قرر الرحيل عن فريقه بنهاية عقده هو الأخر.
الأول مازال شابا في الـ24 من عمره ويمتلك ميزة يبحث عنها أليجري في صفقاته وهي تعدد المراكز التي يستطيع اللعب فيها مما يؤهله لتنفيذ أفكار المدرب الإيطالي التي تعتمد على المرونة التكتيكية وسد ثغرات الفريق بعدد أقل من اللاعبين.
تشان سيضيف فنيا ليوفنتوس وبسبب سنه الصغير قد يضيف ماديا في المستقبل في حال تم بيعه.
أما أوزيل فهو في الـ29 من عمره ويمر بفترة من انخفاض المستوى مع الفريق الإنجليزي والتعاقد معه سيعيد إلى الأذهان تعاقدات يوفنتوس مع أندريا بيرلو وسامي خضيرة ولكن صانع الألعاب الألماني يعاب عليه ضعف اللياقة البدنية وغياب مشاركاته الدفاعية سواء بالعودة إلى الخلف أو الضغط من الأمام وهو ما لا قد يحبه أليجري.
أوزيل فعلها فقط مع جوزيه مورينيو وفي حال نجح يوفنتوس في إقناعه بالتوقيع معهم سيحاول أليجري إعادة الروح إلى أوزيل خصوصا أنه سيكون الخيار المثالي لشغل مركز صانع الألعاب الذي مازال أليجري للموسم الرابع له مع البيانكونيري يبحث عن من يشغله.