كتب : علي أبو طبل
لا صوت يعلو في الجولة 23 من الدوري الإنجليزي الممتاز فوق صوت قمة "أنفيلد".
ليفربول يستضيف مانشستر سيتي أملا في تحقيق انتصار يمحو الهزيمة القياسية التي تعرض لها ذهابا في ملعب "الاتحاد".
معقل ليفربول يشهد المواجهة رقم 208 بين الفريقين في مختلف البطولات، لكن بالأخص المواجهة رقم 12 بين يورجن كلوب وبيب جوارديولا.
جوارديولا يقود مانشستر سيتي فنيا منذ بداية الموسم الماضي، أما الألماني كلوب فيقع في القيادة الفنية للفريق الأحمر منذ منتصف الموسم قبل الماضي.
وجها لوجه، فإن إنجلترا ليست المكان الأول الذي يلتقي فيه الثنائي، حيث بدأت التنافسية بشكل حقيقي في الدوري الألماني قبل سنوات قليلة.
كيف بدأت تلك المواجهات، وكيف احتدمت التنافسية بينهما، ومن يتفوق على الآخر رقميا؟
- المواجهة الأولى
رسالة قوية أولى وجهها كلوب لجوارديولا منذ أول المواجهة "مهمتك لن تكون سهلة في ألمانيا".
الرسالة جاءت من خلال انتصار عريض في مباراة كأس السوبر الألماني لعام 2013. تفوق بروسيا دورتموند تحت قيادة كلوب على بايرن ميونيخ، حيث كان جوارديولا لا يزال يخطو خطواته الأولى في ألمانيا، بنتيجة 4-2.
"رغم تعرضنا للهزيمة، لا أعتقد أن بروسيا كانوا أفضل كثيرا منا" هكذا صرح المدير الفني الإسباني بعد نهاية المواجهة.
رد بيب كان قويا في المواجهة التالية خلال منافسات الدوري الألماني، انتصر البايرن بثلاثية نظيفة، وكانت بمثابة الفوز الأول للبافاري على حساب دورتموند في الدوري منذ فبراير 2010.
الآن الرجلان متعادلان.
لم ينته الموسم قبل أن يرد كلوب النتيجة إلى جوارديولا في مواجهة الإياب، انتصر دورتموند على بايرن ميونيخ بثلاثية نظيفة في آليانز أرينا كان أمرا كبيرا.
ولكن البافاري كان قد أمن الفوز بلقب الدوري بالفعل.
لقب آخر حققه جوارديولا خلال موسمه الأول في ألمانيا، وهو لقب كأس ألمانيا.
الانتصار في النهائي جاء على حساب كتيبة كلوب بهدفين نظيفين.
الرجلان تعادلا من جديد في المواجهات المباشرة، ولكن الإسباني ظفر بالثنائية المحلية والرجل الألماني خرج من الموسم خال الوفاض باستثناء لقب السوبر.
- الصراع يشتعل في المانيا
تم افتتاح الموسم التالي كالمعتاد بمواجهة السوبر، والتي جمعت الفريقين من جديد.
بالتخصص انتصر دورتموند تحت قيادة كلوب على بايرن جوارديولا بثنائية نظيفة.
هنريك مختاريان وأوباميانج منحا كلوب الأفضلية في المواجهات المباشرة مع بيب.
رد جوارديولا هذه المرة كان قويا، حيث انتصر ذهابا وإيابا في الدوري بنتيجتي 2-1 و1-0.
لم يكن موسم 2014/2015 جيدا لدورتموند تحت قيادة كلوب في كل الأحوال.
الفريق أنهى النصف الأول من الموسم في المركز الأخير بينما كان بايرن ميونيخ ينعم في الصدارة منفردا.
استفاقة قوية لكتيبة كلوب جاءت في النصف الثاني من الموسم.
أنهى الفريق الدوري سابعا وتأهل لنهائي كأس ألمانيا، ولكن كلوب كان قد أعلن رحيله مسبقا مع نهاية الموسم.
لم يرد كلوب أن يرحل قبل ترك رسالة لجوارديولا، فحرمه من لقب كأس ألمانيا بعدما أزاحه في نصف النهائي من علامة الجزاء.
توقفت تنافسية كلوب وجوارديولا المتعادلة بشكل مؤقت برحيل الرجل الألماني عن الدوري في ألمانيا ولجوءه لقسط من الراحة.
- عودة الصراع في إنجلترا
فرد كلوب بساطه على ملعب أنفيلد لم تتحقق الألقاب بعد حتى هذه اللحظة، وإن كان الرجل الألماني على مقربة منها في أكثر من مناسبة خلال موسمه الأول تحديدا.
ولكن الأداء تحسن كثيرا تحت قيادة الرجل الألماني، بعد القليل من التراجع تحت قيادة سابقة لبريندان رودجرز.
جاء كلوب إلى أنفيلد في النصف الثاني من الدوري في الموسم قبل الماضي، وأنهاه سابعا.
كان الرهان على الفوز بكأس رابطة المحترفين، أو الظفر بلقب الدوري الأوروبي الذي قد يضمن المشاركة في مجموعات دوري الأبطال.
خسر كلوب الرهان الأول أمام مانشستر سيتي في عهد بيلليجريني، والرهان الثاني أمام إشبيلية الإسباني، ولكنه امتلك وقتا واكتسب ثقة من أجل بناء فريق أقوى في الموسم التالي، ونجح بالفعل في العودة إلى دوري الأبطال.
الموسم الماضي كان الأول لجوارديولا في إنجلترا خلال قيادته لمانشستر سيتي.
وبالتالي، فقد حدثت مواجهتين بين الرجلين ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز.
"كلوب هو أفضل مدير فني هجومي في العالم"
هكذا صرح جوارديولا عن غريمه الألماني قبل مواجهتهما الأولى في إنجلترا خلال أعياد العام الجديد.
ولكن كلوب فاجأ نظيره الأسباني بتكتيك دفاعي تم ترجمته إلى هدف وحيد برأسية لجورجينيو فينالدوم، ليحصل كلوب على انتصار جديد في مواجهاته المباشرة مع جوارديولا.
لقد كان عملا شاقا عندما تكون في مواجهة مع فريق بحجم مانشستر سيتي فعليك أن تعمل بجد من أجل الظفر بنقاط المباراة إن كنت جيدا كفاية فستنالهم".
جاءت تلك الكلمات من كلوب بعد المباراة، ويبدو أن فريقه كان جيدا بالشكل الكافي حقا.
جميع المواجهات السابقة بين الرجلين لم تعرف معنى التعادل، باستثناء مواجهتهما الأخيرة في ألمانيا خلال نصف نهائي الكأس التي حسمت لدورتموند من علامة الجزاء.
لم يتعادل الرجلان مسبقا قبل تلك المواجهة التي جمعت بينهما في ملعب "الاتحاد" خلال الموسم الماضي وانتهت بنتيجة 1-1.
جيمس ميلنر خطف التقدم لليفربول من علامة الجزاء، ولكن مانشستر سيتي المستضيف أدرك التعادل قبل 20 دقيقة من النهاية عن طريق أجويرو.
هل يبدو وكأن بيب جوارديولا يعاني في انجلترا؟
سار الأمر في هذا الاتجاه خلال الموسم الأول، ولكن في الموسم الحالي تغير كل شئ، ورجال بيب يأكلون الاخضر واليابس في بلاد مهد كرة القدم.
القطار لم يرحم حتى ليفربول، والذي اكتسحه مانشستر سيتي ذهابا بخماسية نظيفة جاءت بتوقيع سيرجيو أجويرو وجابرييل خيسوس في مناسبتين وليروي ساني في مناسبتين أخرتين.
نتيجة قاسية كانت بمثابة إعلان التفوق الأول لجوارديولا على كلوب في انجلترا.
- لمن الغلبة؟
11 مواجهة سابقة جمعت الرجلين ما بين ألمانيا وإنجلترا.
انتصر بيب في 5 منها بينما تفوق كلوب في 4، وانتهت مواجهتان بالتعادل، حسمت إحداهما بركلات الترجيح لصالح كلوب.
كلوب يمتلك الغلبة داخل انجلترا في إجمالي المواجهات السابقة، ولكنه يرغب بشدة في رد اعتباره في مواجهة الأحد التي تحمل العديد من الحسابات الأخرى.
في كل الأحوال، الصراع التنافسي بينهما لن ينتهي طالما لا يزال على رأس القيادة الفنية لناديي مانشستر سيتي وليفربول.