كيف يجهز كلوب أوراقه من أجل إبطال سحر سيتي في مواجهة كسر الأرقام؟

هل ينهي ليفربول سحر مانشستر سيتي في ملعب "أنفيلد"؟

كتب : علي أبو طبل

السبت، 13 يناير 2018 - 23:29
مانشستر سيتي - ليفربول

هل ينهي ليفربول سحر مانشستر سيتي في ملعب "أنفيلد"؟

مانشستر سيتي يحل ضيفا على معقل رجال يورجن كلوب في قمة مباريات الجولة 23 من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز.

المواجهة بمثابة فرصة لكلا الفريقين لكسر أرقام مستمرة للفريق الآخر، كما تمثل أهمية كبيرة في نطاق الصراع على منافسة المربع الذهبي.

ما بين الظهور الأول لفيرجيل فان ديك والحياة في ليفربول ما بعد كوتينيو، والتحديات أمام رجال بيب جوارديولا للاستمرار دون هزيمة، يدخل الفريقان تلك القمة.

نستعرض في هذا التقرير من FilGoal.com أبرز ما ننتظره من قمة الأحد على ملعب "أنفيلد".

- حل أزمة وظهور أخرى

نعود بالذاكرة لآخر مواجهة بين الفريقين، وكانت تحديدا في التاسع من سبتمبر من العام الماضي في الجولات الأولى من الدوري هذا الموسم.

دخل ليفربول بطموحات عالية من أجل إحراج مانشستر سيتي في ملعبه، وأبلوا بلاء جيدا إلى أن حانت لحظة طرد ساديو ماني، لتنقلب الأمور رأسا على عقب.

انتصر مانشستر سيتي بخماسية نظيفة على ملعب "الاتحاد"، ولم يكن طرد اللاعب السنغالي هو السبب الوحيد في تلك الهزيمة القاسية.

أزمة تسببت في هزيمة قاسية لليفربول في تلك المباراة، كما تسببت في فقدان العديد من النقاط فيما بعد، وهي أزمة قلبي الدفاع.

الكرواتي ديجان لوفرين والكاميروني جويل ماتيب ينالا الكثير من الانتقادات نتيجة لتسببهما المباشر في تلقي العديد من الأهداف، فكان لا بد من الإسراع في التعاقد مع الحل المؤجل من الصيف الماضي.

المدافع الهولندي فيرجيل فان ديك كان صفقة الشتاء لليفربول –قادما من ساوثامبتون- أملا في أن يحل الأزمة ويساهم في تقدم ليفربول داخل نطاق المربع الذهبي، وكذلك المساعدة في إكمال المنافسة على البطولات الأخرى التي لا يزال ليفربول منافسا فيها، وأبرزها دوري أبطال أوروبا.

ظهر فان ديك، والذي أصبح أغلى مدافع في العالم، في مباراة وحيدة مع ليفربول، وكانت ضد إيفرتون في كأس الاتحاد الإنجليزي مطلع الأسبوع الماضي.

أبلى الهولندي حسنا في دربي الميرسيسايد، بل وسجل هدف الفوز لفريقه في وقت متأخر، ليدخل القلوب سريعا.

وكأنه جاهز للمواعيد الكبرى مع ليفربول؟

مواجهة سيتي ستكون الأولى له بقميص ليفربول ضمن منافسات الدوري، وتعتبر قمة الاختبارات التي يمكن أن يواجهها.

ليفربول يأمل في إصلاح ما حدث ذهابا ورد الاعتبار، ويورجن كلوب يعمل جاهدا على ذلك وقد وجد حلا لأزمة دفاعية تلازمه منذ بداية الموسم، على أمل أن يحد من خطورة كيفن دي بروين ورفاقه.

ولكن أزمة جديدة ظهرت من العدم قبل تلك المباراة الهامة.

فيليب كوتينيو رحل عن الفريق إلى برشلونة الإسباني، وهي صفقة أخرى كانت منتظرة منذ الصيف الماضي وتأجلت لعدة اعتبارات.

صانع الألعاب البرازيلي كان يعطي العديد من الحلول الهجومية للفريق بفضل إبداعه ورؤيته حين يمتلك الكرة.

محمد صلاح هو نجم الشباك في "أنفيلد" هذا الموسم، ولكن جزء كبير من تألقه ساهم فيه كوتينيو بصناعة الأهداف والتفاهم الكبير بينهما.

الآن، على كلوب أن يجد حلا لتعويض كوتينيو، ليس فقط في تلك المباراة ولكن فيما تبقى من الموسم.

حلول محدودة يمتلكها على أمل أن تكون فعالة بما يكفي.

الحل الأول هو أليكس أوكسليد تشامبرلين، والذي يلعب أساسا كجناح أيمن ولكنه يبلي حسنا مؤخرا حين يشارك في وسط الملعب ويزداد هجوميا من العمق بشكل فعال.

4 مباريات شارك بها تشامبرلين في وسط الملعب أو كصانع لعب من العمق هذا الموسم، وحين يلعب في تلك المراكز ينجح في التسجيل والصناعة، حيث سجل هدفين وصنع واحدا من أصل 5 أهداف شارك بها مع ليفربول هذا الموسم.

تشامبرلين يبدو الحل الأقرب لقلب كلوب، وقد يفضله على لالانا الذي لا يبدو الخيار الأمثل في ظل أدائه منذ العودة من الإصابة.

الاعتماد على ثلاثي وسط ملعب بشكل متوازن مع إضفاء بعض الصلابة الدفاعية لتفادي ما حدث ذهابا ضد سيتي، والاعتماد على سرعات صلاح وماني وتحركات فيرمينيو المزعجة هجوميا، تلك هي أسلحة كلوب لمحاولة إسقاط بيب.

- مواجهة كسر الأرقام

30 مباراة في الدوري الممتاز بدون هزيمة، ذلك هو الرقم الأبرز لمانشستر سيتي هذا الموسم حتى الآن بعد أن توقفت سلسلة انتصاراته المتتالية عند رقم 18 بتعادل سابقا أمام كريستال بالاس.

كتيبة بيب جوارديولا تسير بثبات محليا هذا الموسم، وبهذا المنحنى فإنهم يقتربون شيئا فشئ من تحقيق لقب دوري بلا هزيمة، مهددين إنجاز أرسنال الذي تحقق في موسم 2003/2004.

مواجهة الأحد ضد ليفربول هي إحدى الفرص النادرة التي يمكن أن يسقط فيها رجال بيب مهزومين محليا، وخاصة ضد مدير فني يعرف جيدا كيف يكبح جماح الإسباني.

ان انتصر ليفربول، فيمكننا أن نراهن أن لا أحد سيكون سعيدا بقدر جماهير أرسنال.

ولكن ليس مانشستر سيتي من يمتلك الأرقام فقط هنا.

ليفربول يمتلك رقما خاصا ضد ضيفه على ملعب "أنفيلد" يستمر منذ 11 فبراير 2004.

مانشستر سيتي لا يستطيع الفوز على ليفربول في معقله منذ ذلك التاريخ، والأمر يمتد لـ14 مباراة انتصر ليفربول في 10 منها وانتهت 4 بالتعادل.

حتى بيب جوارديولا شخصيا لم ينجح في إنهاء الأمر خلال الموسم الماضي، وتلقى سيتي هزيمة بهدف نظيف برأسية لجورجينيو فينالدوم.

ولكن الإسباني يمتلك فرصة لإنهاء تلك السلسلة السيئة لفريقه، وهي ما يمكن اعتبارها دافعا أساسيا لتحقيق الفوز إن كان يبحث عن إضفاء بعض الدوافع الإضافية لرجاله.

هل يكون بيب هو رجل كسر الأرقام في إنجلترا هذا الموسم؟

فضلا عن الأرقام الهائلة التي يحققها متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم تحت قيادته، فإنه إن حقق الفوز على ليفربول فقد يصبح متخصصا في إنهاء سلاسل مميزة لبعض الفرق.

مانشستر يونايتد امتلك في وقت قريب سلسلة لاهزيمة في جميع البطولات على ملعب "أولد ترافورد" بلغت 37 مباراة متتالية، وكانت الأفضل في تاريخ النادي، إلى أن جاء رجال بيب جوارديولا منذ عدة جولات لينهوا الأمر وينتصروا بنتيجة 2-1.

- كيف يبدو صراع المنافسة؟

بعيدا عن الحسابات الخاصة ما بين الفريقين، فنكرر أن المواجهة تحمل أهمية ضمن إطار المنافسة على المراكز الأربع المتقدمة.

مانشستر سيتي ينفرد بالصدارة دون منافس برصيد 62 نقطة وبفارق 15 نقطة عن أقرب المنافسين، بينما تبدو الأمور أكثر اشتعالا في المواقع التالية في جدول الترتيب.

مانشستر يونايتد يحل وصيفا حتى الآن برصيد 47 نقطة ولم يخص مباراته في تلك الجولة بعد، ولكنه سعيد بتعثر تشيلسي في افتتاحية الجولة أمام ليستر سيتي بتعادل سلبي.

ليفربول ليس أقل سعادة، ولذلك خلقت دوافع الفوز على مانشستر سيتي من أجل معادلة كل من مانشستر يونايتد وتشيلسي في النقاط، حتى يتمكن من إنهاء الجولة في المركز الثالث على أقل تقدير.

قطار توتنام يأتي مسرعا من الخلف كمنافس رئيسي على إحدى مراكز المربع الذهبي التي لن تتسع للجميع، لذا فإن الفوز ضروري للغاية حتى وإن كان المنافس هو مانشستر سيتي.