كتب : محمود سليم
قبل مباراة القمة الأخيرة وعند دخولنا في رحلة داخل عقل المدير الفني للنادي الأهلي حسام البدري كان تركيزنا بشكل أكبر على عملية الاستحواذ على الكرة واعتماد البدري في مواجهاته أمام الزمالك (وأمام الفرق الكبرى بشكل عام) على طريقة لعب محددة تعتمد على عدة سيناريوهات.
البدري يبدأ المباريات الكبرى بضغط عالي على خط دفاع الخصم وعند النجاح أو عدمه في خطف هدف التقدم ينتقل للسينارية الآخر بالتراجع 20 متر تقريبا أمام خط منتصف الملعب ويبدأ في تطبيق ضغط متوسط مما يعطي الخصم الفرصة في الاستحواذ وتناقل الكرة ويتقدم لاعبوه وخطوطه خلفها فتظهر وتتسع المساحات خلفهم بشكل كبير، وفي ظل امتلاك الأهلي لاعبين يمتازون بالسرعة سواء على الخطوط أو في الثلث الهجومي فيستغلوا تلك المساحات بتحولات هجومية شرسة وسريعة للغاية.
(إذا رجعت إلى مباريات الأهلي في موسمه الماضي أمام المقاصة والزمالك والمصري والنجم الساحلي والترجي التونسي ستجد نفس السيناريوهات السابقة بنفس الترتيب بل وستجد تشابها كبيرا في الأهداف كذلك خاصة المرتدات وأيضا سترى أهدافا كثيرة جاءت بفضل الضغط واستخلاص الكرة من ارتكاز الخصم وهو ماحدث في مواجهة المصري في الدور الأول الموسم الماضي والإسماعيلي والزمالك الموسم الحالي.)
ولكي تتجنب كل ماسبق يمكنك استغلال أبرز نقاط ضعف الأهلي في مواجهته بترك الكرة له وتطبيق نفس سيناريوهات البدري في مواجهته، ابدأ بالضغط العالي سيضطر لاعبو الأهلي إلى التشتيت، ثم اعتمد بعد 15 دقيقة على طريقة الضغط المتوسط بداية من أعلى خط منتصف الملعب وليس أسفله مع فرض رقابة لصيقة على ثلاثي وسط الأهلي عبد الله السعيد وحسام عاشور وعمرو السولية عن طريق ثنائي الهجوم وأحد ثلاثي الوسط ويتبقى لديك ثنائي الارتكاز يغطون المساحات أمام خط الدفاع في حالة دخول أجنحة الأهلي للعمق فيما يتفرغ الظهيران لمواجهة تقدم أظهرة الأهلي وكذلك إغلاق أنصاف المساحات التي يجيد استغلالها الثنائي السعيد ووليد أزارو، ومن ثم العمل على استغلال الهفوات وشن الهجوم المرتد واستغلال الأطراف في إرسال كرات عرضية في ظل عدم إجادة أيمن أشرف للتعامل معها بشكل كبير.
كذلك تعد الجبهة اليسرى نقطة قوة كبيرة للأهلي في عملية التحضير وصناعة اللعب ولكنها أيضا نقطة ضعف في ظل تقدم دائم لأيمن أشرف قلب الدفاع بالكرة(التي ستتركها لهم) في حالة عدم إيجاده لحلول للتمرير حتى وإن تأخر مكانه أحد ثنائي الارتكاز فإن خطي الدفاع والوسط أصبح بهما خلل، وبالإضافة لذلك الأمر فإن أيمن أشرف بالفعل مميز للغاية في بناء الهجمات ولكن لديه ثقة زائدة لو تم استغلالها والضغط عليه بشكل أشرس من الممكن إجباره على الوقوع في خطأ.
الأمر الأكثر أهمية وهو شبح الثغرة بين خطي وسط ودفاع الأهلي، بداية ظهورها بشكل مؤثر في رأيي كان في مواجهة الإسماعيلي ورغم تفوق الأهلي في النتيجة إلا أن الإسماعيلي كانت له محاولات عدة من خلال تلك المساحات بين الوسط والدفاع وهي بالطبع ليست أزمة لاعبي الوسط ولكنه أزمة في أسلوب لعب الفريق ومنافسيه، فعند دخول لاعب جناح الخصم إلى عمق الملعب لا يتحرك خلفه الظهير المكلف به من الأهلي يصبح التفوق العددي للخصم ومن ثم يستغل تلك المساحة، ولكنها على الجانب الآخر تجبر الخصم على تقديم ظهيره لآخر خطوط الملعب من أجل شغل المساحة التي تركها الجناح ودخل للعمق وهنا تصبح فرصة الأهلي أكبر في شن المرتدة في المساحة خلف ذلك الظهير الطائر. (وهذا ما حدث في مواجهة الزمالك والنجم والترجي وغيرهم).
فإذا قررت استغلال نقطة الضعف تلك من الممكن أن تدفع الثمن غاليا إلا لو لم تقدم ظهيرك للهجوم وهنا من الممكن أن يدخل ظهير الأهلي خلف الجناح الخاص بك لعمق الملعب وتنتهي الأزمة قبل بدايتها.
الأمر الثاني وقد ظهر في مواجهة القمة الأخيرة بوضوح وهو محاولة حسام البدري سحب خط دفاعه عاليا بشكل ملحوظ خاصة في الدقائق الأولى من أجل تقليص المساحات مع باقي الخطوط قدر الإمكان، وإن أفطن المصري وحسام حسن لذلك الأمر وقرر الاعتماد على الكرات الطولية خلف دفاع الأهلي عند محاولته الضغط عاليا سيشكل خطورة بشكل كبير.
أطراف الأهلي دفاعيا في آخر ثلاث مواجهات كانت متنوعة الضعف ففي مباراة الزمالك تم اختراق الجبهة اليسرى للأهلي بشكل كبير للغاية حيث أرسل لاعبو الزمالك من خلالها 10 كرات عرضية مقابل 7 من الجانب الآخر.
فيما كانت مواجهتي وادي دجلة وبتروجيت على النقيض وتم اختراق جبهة الأهلي اليمنى فيهما.
أما على صعيد الاستحواذ وفقد الكرة فهنالك خلل يضرب فريق الأهلي دايما في الشوط الثاني حيث ترتفع معدلات فقد اللاعبين للكرة وكذلك يرتفع استحواذ الخصم بشكل ملحوظ.
كلها تكهنات ومحاولات لقراءة الفريقين قبل المباراة فمن الممكن أن نر مدربا يغير أسلوبه وأفكاره تماما لمفاجأة الآخر ومن الممكن أن نر الثنائي متمسكا بأسلوبه مهما كانت الظروف كما يعتاد البعض الآخر.