كتب : لؤي هشام
سواء انتقل أليكسيس سانشيز هذا الميركاتو أو الميركاتو المقبل، يبدو أن كل الطرق تؤدي إلى مانشستر سيتي، وخلف ذلك بالتأكيد كان المدرب بيب جوارديولا حاضرا.
جوارديولا حاول التعاقد مع اللاعب التشيلي الصيف الماضي لكنه لم ينجح في ذلك بالنهاية، وخلال الميركاتو الجاري يبدو المدرب الإسباني أكثر تصميما على ضم لاعبه السابق في برشلونة.
ولكن لماذا قد يصمم بيب على ضم سانشيز في يناير وعدم الانتظار حتى الصيف المقبل في صفقة مجانية؟ لماذا يستعد لدفع مبلغ كبير من المال في ظل قدرته على التعاقد مع اللاعب مجانا بعد 6 أشهر فقط؟
FilGoal.com يستعرض لكم في التقرير الآتي ما قد تكون أسبابا خلف ذلك.
الحقيقة أن سانشيز لاعب يناسب أفكار جوارديولا كثيرا، على صعيد التحركات والضغط والقدرة على التصرف في المساحات الضيقة إضافة إلى قدرته على اللعب في أكثر من مركز.
مع أرسنال يتمركز أليكسيس على الخط الجانبي في أحيان كثيرة ولكنه ليس جناحا تقليديا، يستطيع الدخول إلى العمق بكل سلاسة ويتحرك كثيرا في الثلث الأمامي وأحيانا يكون هو محطة فريقه لاستقبال الكرة والتحول من الدفاع للهجوم.
كل ذلك من الأسباب التي دفعت بيب للإعجاب بالتشيلي، ولا تنسوا فجوارديولا كان هو من جلب سانشيز إلى برشلونة عام 2011 قادما من أودينيزي.
ورغم أنه لم يلعب معه سوى موسم وحيد لم يشارك فيه كأساسي في أغلب أحيانه ورحل بيب بعدها ليأخذ عطلة من كرة القدم إلا أن مدرب بايرن ميوينيخ السابق أظهرا إيمانا كبيرا بقدراته.
وقال في 2011 عند ضمه التشيلي: "بإمكانه اللعب في ثلاثة مراكز، إنه لاعب جيد للغاية. كما يمتلك طاقة دفاعية كبيرة بإمكانها إغلاق أي مباراة".
حسنا، سببان إذا دفعا جوارديولا في ذلك الوقت للتعاقد مع سانشيز وهما قدراته الدفاعية الجيدة بالتوازي مع إمكانياته الهجومية الرائعة بجانب قدرته على لعب أكثر من دور مع الفريق.
وقد تكون إصابة جابرييل خيسوس أحد الأسباب التي دفعت بيب لمحاولة تعجيل إتمام الصفقة لما يمثله البرازيلي من أهمية كبيرة لأفكار مدربه الإسباني.
جوارديولا أشاد بخيسوس سابقا ووصفه بأنه أفضل مهاجم في العالم فيما يتعلق بالضغط على دفاعات الخصوم وكان هذا ما جعله يفضل إياه على سيرجيو أجويرو في كثير من الأحيان.
وتلك الميزة التي يتمتع بها خيسوس سيفتقدها الفريق في ظل غيابه لمدة شهرين بسبب الإصابة لذا كان هذا سببا أدعى لمحاولة استعجال التعاقد مع الدولي التشيلي.
في هذا الموسم انزلق سانشيز في منطقة جزاء الخصم - tackle - ست مرات لمحاولة الحصول على الكرة. أما خيسوس فقد انزلق في 4 مناسبات وإجمالا فكلا منهما يتساوى في عدد الانزلاقات بتسعة انزلاقات في الدوري.
ميزة أخرى تُحسب لسانشيز وهي أنه توقع مسار الكرة وقطعها أكثر من البرازيلي. 6 تمريرات قطعها أليكسيس هذا الموسم مقابل 4 لخيسوس.
ولكن بالتأكيد هذا ليس السبب الوحيد فرغبة بيب في ضم سانشيز تمتد لما قبل تعرض خيسوس للإصابة من الأساس. والإجابة هي التنوع.
يؤمن بيب أن فريقه بات في حاجة إلى تنوع الأساليب خاصة في الشق الهجومي، ومع انتصارات سيتي المتتالية والأداء الرائع الذي يقدمه بات منافسيه يعتمدون على الدفاع بشكل أكبر.
وزادت محاولات الفرق المنافسة لإغلاق المساحات في الثلث الأمامي تماما أمام كتيبة الإسباني، وبيب سبق وأن وصف الوضع بأن "هذه الفرق لا تريد لعب كرة القدم".
تلك الجملة تأخذنا إلى وجهة آخر وهي تصريحات أيقونة برشلونة شابي هيرنانديز مع صحيفة "إل بايس" الإسبانية والتي تتفق مع أفكار مدربه السابق بشكل كبير.
ويقول "في الفترة التي كان ريال مدريد تحت قيادة مورينيو كانوا يتراجعون للخلف دوما أمامنا، مورينيو كان يخبر لاعبيه بألا يحاولوا إيقاف الكرة وكانوا يلعبون على المرتدات معتمدين على أنخيل دي ماريا وكريستيانو رونالدو وبنزيمة في الأمام".
"هم لا يريدون لعب كرة القدم".
شابي يبدو أنه تعلم كثيرا من أفكار مدربه الذي حقق برفقته السداسية التاريخية عام 2009، وهو ما جعله يلتفت لنقطة أخرى في فريق مانشستر سيتي.
تلك النقطة من بين نقاط قد تكون دفعت جوارديولا لمحاولة التعاقد مع سانشيز وذلك بحثا عن مزيد من التنوع في خطه الأمامي.
ويقول شابي: "دافيد سيلفا وكيفن دي بروين تأقلموا على اللعب في وسط الملعب لأنهم هذا النوع من اللاعبين القادر على اللعب بزاوية 360 درجة، هما يتنقلان بين طرفي الملعب ويستطيعان رؤية الملعب بأكمله".
"وبسبب طريقة لعب جوارديولا فأنت تحتاج إلى لاعب مثل ساني ولكن ساني على عكسهم، هو لا يستطيع اللعب في العمق لأنه لا يمتلك القدرة على المراوغة أو تلك الحركات التي تصنع لك المساحة".
"لهذا أنت تحتاج للاعبين مثل ميسي ودي بروين أو جوندوجان، وإن أجبرتني فسأقول سترلينج أيضا ولكن ساني لا. ساني مثل جاريث بيل لووضعته في المنتصف لما قدم شيئا، هم يتحركون على الخط بسرعة وينطلقون".
هنا يشرح شابي لماذا كان جوارديولا بحاجة إلى التنوع، فتواجد سانشيز سيكسبه سلاحا إضافية في خط الهجوم لما يمتلكه لاعب أرسنال من قدرة على صناعة المساحات والتواجد في العمق.
بيرناردو سيلفا مثلا مثالا على ذلك التنوع الذي يفضله جوارديولا. ففي مواجهة بريستول سيتي أدى بيرناردو في 4 مراكز بالمباراة.
لعب على الطرفين وكمهاجم وهمي في بعض الأوقات وكل ذلك في الشوط الأول فقط، وفي آخر 20 دقيقة بالشوط الثاني شارك كلاعب وسط بدلا من يايا توريه.
في النهاية يُدرك بيب أن المشوار مازال طويلا وأن كثرة المسابقات قد تفقده بعضا من عناصره الهجومية الرئيسية ومن هذا المنطلق فهو لا يريد انتظار تلقي الطعنة بل الاستعداد لها خاصة أن القادم لاعب من العيار الثقيل وسيضيف الكثير من التأثير لفريقه.
اقرأ أيضا
العتال: أحيي إيهاب جلال رغم توقعي خسارة الزمالك
العتال: لا أمانع الاستقالة من الزمالك ولكن
مؤمن سليمان: أحمد الشيخ عبقري لا يناسب الأهلي
سكاي: ريال مدريد لن يضم إيكاردي في يناير بسبب صلاح
صلاح يوجه رسالة لكوتينيو بعد رحيله