انتهى النصف الأول ومعه أسبوع من الدور الثاني في الدوري الإيطالي، ودخلت الأندية في معسكرات شتوية استغلالا للتوقف الحالي من أجل إعادة ترتيب الأوراق والانتعاش وتصحيح الأخطاء قبل عودة عجلة البطولة للدوران مرة أخرى بعد راحة ستمتد لأسبوعين.
نابولي أنهى النصف الأول بطلا للشتاء بفارق نقطة وحيدة عن حامل اللقب والمرشح الأول يوفنتوس بينما إنتر ميلان والذي ظل متصدرا لأكثر من ثلثي الدور الأول تراجع إلى المركز الثالث في مسيرة مشابهة لتلك التي مر بها الفريق منذ موسمين مع روبيرتو مانشيني وكأن التاريخ يعيد نفسه داخل جحر الأفاعي.
ميلان بدأ في استعادة نغمة الانتصارات أخيرا وحافظ على حظوظه في الحصول على مركز أوروبي الموسم المقبل بينما أشتد الصراع بين لاتسيو وروما مع إنتر على مقعدي دوري الأبطال الأخرين خلف نابولي ويوفنتوس.
Filgoal.com يلخص لكم ما حدث في 19 جولة سابقة قبل التوقف ويبرز لكم الملامح والمشاكل الأهم للأندية الإيطالية الكبرى.
نابولي:
كعادته في السنوات الأخيرة انطلق نابولي بخطة ثابتة نحو المنافسة على اللقب وارتقى رويدا رويدا نحو القمة التي خسرها إنتر ميلان بتراجعه المفاجئ وهزائمه المتتالية.
واصل ساري الاعتماد على ديريس ميرتينيز كمهاجم وهمي ومن خلفه الثنائي المتألق خوسي كاييخون ولورينزو إنسيني ولكن من خطف الأنظار خلال النصف الأول كان القائد ماريك هامشيك رغم تسجيله لـ4 أهداف فقط هذا الموسم ولكن هدفه في مرمى سامبدوريا كان الـ116 في مسيرته مع الفريق.
عني ذلك أن هامشيك قد تجاوز دييجو أرماند مارادونا صاحب الـ115 هدفا مع البيرتانوبي ليصبح القائد السلوفاكي هو الهداف التاريخي للفريق بعد أكثر من 20 عاما على رحيل الأسطورة الأرجنتينية عن الفريق.
ساري تعرض خلال الموسم لمشكلة أخرى وهي إصابة البولندي أركاديوس ميليك مرة أخرى مما عني غياب البدلاء، تلك المشكلة التي ضرت نابولي كثيرا في السنوات الأخيرة.
في التوقف الحالي يبدو نابولي عازما على حل مشكلة غياب البدلاء فالفريق يبحث بكل قوته في سوق الانتقالات عن أجنحة هجومية قادرة على لعب دور المهاجم الوهمي - في حال الحاجة إليهم - وسيمون فيردي وجيرارد ديولفيو على رأس تلك القائمة.
نابولي أنهى موسم 2015-2016 بطلا للشتاء أيضا وبفارق نقطتين عن يوفنتوس ولكنه في النهاية وجد نفسه وصيفا بفارق 9 نقاط عن السيدة العجوز. ساري ورجاله لا يريدون تكرار ذلك.
يوفنتوس:
لم تكن بداية يوفنتوس هذا الموسم سيئة كما هو حال المواسم السابقة مع ماكسيميليانو أليجري رغم خسارة كأس السوبر في البداية، فانطلق هجوم الفريق بقيادة باولو ديبالا محطما دفاعات المنافسين الواحد تلو الأخر فسجل النجم الأرجنتيني 11 هدفا في الأسابيع الـ6 الأولى قبل أن يتراجع مستواه بشكل مخيف ويصبح حبيسا لدكة البدلاء لفترة طويلة.
لأول مرة منذ فترة طويلة تصبح مشكلة يوفنتوس ليست هجومية وإنما دفاعية فالفريق أصبح يستقبل أهدافا أكثر مما جعله رابع أقوى دفاع في البطولة، وكلفته الأخطاء الدفاعية العديد من النقاط التي جعلته يتراجع للمركز الثالث خلال أحد فترات الموسم.
ثنائي تدعيم الدفاع الصيف الماضي بينديكت هوفيديس وماتيا دي تشيليو لم يخرجا من المستشفى سوى لدقائق معدودة قبل تعرضهم لإصابات جديدة أثرت بالتأكيد على مخططات المدرب.
لكن أليجري بدأ العمل على تلك النقطة حتى وصل إلى ستار حديدي جديد عوض به رحيل ليوناردو بونوتشي عن الفريق فانطلق يوفنتوس لخمسة مباريات متتالية لم يستقبل بها أي أهداف ليقلص الفارق مع المتصدر نابولي لنقطة وحيدة ولم يستقبل منذ ثلاثية سامبدوريا في مرماه سوى هدف وحيد من هيلاس فيرونا خلال سبع مواجهات.
تذبذب مستوى جونزالو إيجواين وباولو ديبالا وغيابهم عن التهديف لم يؤثر كثيرا على نتائج الفريق بل إن يوفنتوس أنهى النصف الاول من الموسم وهو الهجوم الأقوى في البطولة بتسجيله لـ49 هدفا وإن كان لا يزال الفريق ثالثا في ترتيب الدفاعات الأقوى.
إنتر ميلان:
بدأ إنتر الدوري بقيادة لوتشيانو سباليتي بكل قوة هذا الموسم فحصدوا الأخضر واليابس، وظل الفريق حتى الجولة الـ14 بدون أي خسارة متصدرا البطولة إلى أن عاد من تعادل سلبي أمام يوفنتوس في تورينو فحلت عليه لعنة ما جعلته يتراجع فجأة.
خسارة من أودينيزي بثلاثية على ملعبه جوسيبي مياتزا ثم خسارة أخرى من ساسولو فتوديع الكأس بخسارة في دربي ميلانو ثم تعادل مع لاتسيو وأخر مع فيورنتينا في الدوري. كل ذلك أبعد الفريق عن المتصدر نابولي بـ9 نقاط والمشاكل بدأت تضرب جحر الأفاعي بعد أن كان مرشحا للفوز باللقب.
سباليتي تحدث عن حاجة الفريق للدفاع رغم أن فريقه كان الدفاع الأقوى قبل أن يضربه أودينيزي بثلاثية وشبح الموسم قبل الماضي لا يزال يلوح لجماهير الفريق، حينها تصدر إنتر البطولة بقيادة مانشيني حتى تعرض لخسارة أمام ساسولو في نهاية الدور الأول بدأ بها سلسلة من الهزائم والتعادلات جعلته ينهي البطولة في المركز الرابع ويخسر مقعده في دوري أبطال أوروبا.
سيستغل المدرب هذا التوقف من أجل العمل على إعادة الثقة وبناء فريقه مرة أخرى بعد اهتزازه بشدة في الشهر الأخير.
هدفه الأول هو تدعيم الفريق بنجم هجومي جديد قبل إضافة مدافع جديد لقائمة الفريق الذي اعتمد طوال النصف الأول على أهداف ماورو إيكاردي والتي بغيابها في الأسابيع الاخيرة فقد الفريق منقذه الوحيد.
ميلان:
صيف مثير مر به ميلان بتعاقده مع فريق جديد كامل من أبرز المواهب والأسماء الشابة المتواجدة في الدوريات الأوروبية إضافة إلى ليوناردو بونوتشي كعامل خبرة وقائد جديد للفريق في ضربة قوية لدفاعات منافسه المتوقع على اللقب يوفنتوس.
لكن ما حدث هو انهيار وتراجع وتغيير مستمر في تشكيل الفريق من المدرب فينتشينزو مونتيلا الذي صبرت عليه إدارة الفريق حتى أصبحوا في المركز العاشر قبل أن تتم إقالته واستبداله بجينارو جاتوزو مدرب فريق الشباب بالنادي والذي لم يضف كثيرا في المباريات الأولى له مع النادي.
بدأ ميلان رويدا رويدا التحسن مع جاتوزو - بعيدا عن الجرينتا "المزعومة" - فمر إلى نصف نهائي الكأس بعد فوزه على إنتر في دربي ميلانو.
ونجح الفريق لأول مرة هذا الموسم في الخروج بتعادل بعد تأخره بالنتيجة خارج أرضه، حدث ذلك أمام فيورنتينا في فلورينسا عندما تقدم جيوفاني سيميوني لأصحاب الأرض وعدل هاكان تشالنجولو لرجال المدرب جاتوزو.
ميلان المستفيد الأكبر من التوقف الحالي حيث أنها فرصة رائعة لجاتوزو لإعادة ترتيب الأوراق ومعرفة الأسماء القادرة على تنفيذ أفكاره وإنقاذ موسم الروسونيري خصوصا أن الفريق رغم قبوعه في المركز الـ11 إلا أنه يبتعد بنقطتين فقط عن المراكز التي تضمن المشاركة في يوروبا ليج الموسم المقبل.
وهنا سيكون على جاتوزو الاختيار إما ضمان مركز مؤهل ليوروبا ليج بالتركيز في الدوري وإما المجازفة والمراهنة بالفوز على البطولة نفسها التي يشارك فيها الفريق هذا الموسم وذلك من أجل ضمان المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل.
مجازفة حال نجاحها ستنقذ ميلان من عقوبات من الاتحاد الأوروبي بعد كسر الفريق لقواعد اللعب المالي النظيف ولكن في حال فشلها فسيخسر الفريق كل شيء.
نقطة أخيرة وهي محاولة إعادة الثقة والاستفادة من الموهبة البرتغالية أندريا سيلفا والذي ظل حبيسا للدكة في بطولة الدوري طوال النصف الأول، وظهر اللاعب بعد فوز فريقه على كروتوني في الجولة الـ19 والأخيرة قبل التوقف حزينا خصوصا أنه يسعى لضمان مركزه كمهاجم أساسي للبرتغال في المونديال المقبل.
روما:
تخلى روما عن أبرز نجومه محمد صلاح وأنطونيو روديجر وليوناردو باريديس ومعهم المدرب سباليتي واعتزل الأسطورة فرانشيسكو توتي الصيف الماضي، مونشي المدير الرياضي الجديد للفريق أكد أن روما ليس "سوبر ماركت" وتعاقد مع المدرب الشاب إيزيبيو دي فرانشيسكو لبناء روما جديد بعد نجاحه مع ساسولو.
تخلى دي فرانسيسكو قليلا عن حبه للهجوم وبدأ في بناء روما جديد يعتمد على الضغط من الأمام والصلابة الدفاعية التي افتقدها الفريق مع سباليتي فكانت النتيجة أن روما لم تهتز شباكه سوى في 14 مناسبة كثاني أقوى دفاع خلف نابولي الذي استقبل 13 هدفا فقط.
لم يكن هجوم الفريق في الموعد حتى الآن، فلم يسجل لاعبو روما سوى 30 هدفا فقط ولكن الفريق ظل محافظا على مكانه كمنافس على مراكز المقدمة، ليس منافسا على الدوري ولكنه قادر على الحفاظ على تواجده بدوري أبطال أوروبا بفريق يفتقد لكل نجومه في المواسم الأخيرة.
سيعمل دي فرانشيسكو خلال التوقف على تحسين الجانب التهديفي لفريقه خصوصا أن ذئاب العاصمة لا يبدو فريقا ذو نزعة دفاعية وإنما يضيع العديد من الفرص السهلة، ومباراة يوفنتوس خير دليل على ذلك وثنائي هجوم الفريق إيدن دزيكو وباتريك شيك يعانيان منذ بداية الموسم أمام المرمى.