"من خرج من داره قل مقداره" مقولة ربما تناسب هذا اللاعب، فدار تشيرو إيموبيلي هنا لم تكن ناديا بعينه وإنما إيطاليا ودوريها.
تألق بشدة مع بيسكارا في الدرجة الثانية وقادهم للدرجة الأولى خاطفا أنظار الجميع لتبدأ شهرته حول إيطاليا.
تشيرو فيريرا المدير الفني السابق ليوفنتوس كان يعرفه جيدا فقد كان هو من طلب التعاقد مع اللاعب عندما كان يبلغ من العمر 17 عاما قادما من فريق الشباب بنادي سورينتو.
دفع يوفنتوس 80 ألف يورو للتعاقد مع المهاجم الشاب وتم إرساله لإعارات خارجية لكل من سينا وجروسيتو ولكن تألقه كان في الإعارة الثالثة مع بيسكارا إذ سجل 28 هدفا في 37 لقاء مع الفريق الذي كان يقوده زيدناك زيمان.
جنوى كان قد اشترى نصف بطاقة اللاعب قبل ذاك الموسم المميز فكان أول الأسماء المنضمة للفريق لتدعيم هجومه صيف 2012، وكانت البداية قوية فسجل أول أهدافه في الكالتشيو في 26 أغسطس في مرمى كالياري.
وسجل هدف فريقه الوحيد في مرمى يوفنتوس فريقه الأخر وسجل هدفين أخريين في مرمى نابولي وسامبدوريا.
ولكن النصف الثاني من الموسم لم يشهد تسجيل الشاب الإيطالي لأي هدف وجنوى نجا من الهبوط بأعجوبة ليتم التخلي عن بطاقته كاملة ليوفنتوس الذي باع نصفها مرة أخرى إلى الجار تورينو.
مع تورينو وجد هناك المدرب جيامبيرو فينتورا الذي وضع ثقته كاملة في المهاجم الإيطالي مشكلا ثنائية هجومية خلدت نفسها في ذاكرة متابعي الدوري الإيطالي مع زميله الإيطالي الأخر أليسو تشيرشي.
إيموبيلي انفجر مسجلا 22 هدفا ذلك الموسم ليحصل على لقب هداف الدوري الإيطالي موسم 2013-2014 ويصبح أول لاعبي تورينو حصولا على هذا اللقب منذ فرانشيسكو جرازياني في 1977-1978.
بنهاية هذا الموسم أصبح اسم إيموبيلي المهاجم الأشهر في أوروبا وكان بروسيا دورتموند هو الفريق الذي نجح في التعاقد مع الشاب الإيطالي وذلك لخلافة مهاجمه الراحل إلى بايرن ميونخ روبيرت ليفاندوفيسكي.
تعرض دورتموند مع يورجن كلوب لمشاكل عديدة أثرت على المهاجم الإيطالي في رحلته الأولى خارج قواعده فلم يسجل سوى 3 أهداف في الدوري الألماني خلال 24 مشاركة وإجمالا 10 أهداف في 34 مشاركة مع الفريق الألماني الذي قرر التخلي عن مهاجمه الجديد بعد موسم واحد عن طريق الإعارة إلى إشبيلية في اسبانيا.
لم يتحسن إيموبيلي كثيرا فلم يسجل سوى 4 أهداف فقط في 15 مباراة شارك بها خلال النصف الأول من الموسم وأوناي إيمري قرر التخلي عن اللاعب الذي اضطر فريقه لشرائه نظرا لوجود شرط في إعارته من دورتموند يجبر الفريق الأندلسي على التعاقد معه بـ11 مليون يورو فور وصوله للمشاركة الخامسة مع الفريق.
العودة إلى تورينو كانت قراره في شتاء 2016 وذلك من أجل استعادة أمجاده التهديفية بعد أن فقدها في رحلته القصيرة لعام ونصف خارج إيطاليا.
وهناك نسي الجميع ما قدمه في الفترة الماضية فاستقبله مشجعو جرانتا بكل حفاوة، ولم يخيب ظنهم وسجل في مشاركته الأولى معهم هدف الافتتاح في مرمى فروسوني.
14 مشاركة في الدور الثاني و5 أهداف هي كل ما سجله إيموبيلي بعد عودته إلى الأراضي الإيطالية، ولاتسيو قرر شراءه من إسبانيا صيف 2016 بـ8.5 مليون يورو لتدعيم خط هجوم الفريق الذي كان سيقوده الأرجنتيني ماوريسيو بيلسا قبل رحيله وترك سيموني إنزاجي مديرا فنيا للفريق.
مع إنزاجي عاد إيموبيلي مهاجما هدافا - في الطريقة التي فجرت طاقته التهديفية بتورينو - 3-5-2، فعاد بكل قوته عاصفة تهديفية لا تتوقف عن هز شباك المنافسين.
سجل في موسمه الأول 23 هدفا في 36 مشاركة مع نسور العاصمة ولكنها لم تكن كافية لجعله هدافا للدوري الموسم الماضي.
"أنا سعيد هنا لا أريد التنقل مرة أخرى لقد رفضت العديد من العروض المهتمة بخدماتي" هكذا تحدث إيموبيلي قبل بداية هذا الموسم.
إيموبيلي قرر أخيرا أنه سيبقى في العاصمة ولن ينتقل لأي مكان أخر ولأول مرة في مسيرته يلعب صاحب الـ27 عاما مع نفس الفريق لموسم ثاني.
افتتح إيموبيلي موسمه بهدفين في مرمى يوفنتوس قاد بهما فريقه للفوز بكأس السوبر الإيطالي قبل أن ينطلق بكل قوة لزيارة شباك المنافسين ليصل إلى الهدف رقم 20 قبل الراحة الشتوية الإيطالية وفي 19 مشاركة فقط. ليس هذا فقط بل صنع 8 أهداف أخرى لزملائه بالفريق.
أصبح إيموبيلي أول لاعب في الدوريات الأوروبية الكبرى يصل إلى هذا الرقم التهديفي وإجمالي مشاركاته هذا الموسم هو 25 مباراة سواء في الدوري أو الكأس أو يوروبا ليج ومجموع أهدافه هو 26 هدفا بمعدل هدف في كل مباراة يلعبها.
"لم أصدق نفسي عندما وجدتني أسدد الكرة برأسي وسط المهدي بن عطية وجورجيو كيليني لتسكن الشباك رغم أني لست مميزا في الهواء" تصريح للاعب يوضح لك التطور الذي وصل إليه المهاجم الخطير ليجعله متفوقا على الثنائي الدفاعي الأفضل في الكرات العالية بإيطاليا.
إيموبيلي لم يسجل سوى 12 رأسية في مسيرته منهم 6 - أي النصف - بقميص لاتسيو في عام ونصف مع الفريق السماوي بالعاصمة الإيطالية.
هذا الموسم سجل رباعية في مرمى سبال وثلاثية في مرمى ميلان إضافة إلى ثنائية في مرمى كل من كالياري وجنوى ويوفنتوس وفيرونا.
سجل في 11 مباراة في الدوري الإيطالي وفي المباريات الـ8 المتبقية التي لم يسجل فيها ساهم في 4 منهم بصناعة أهداف لزملائه جاعلا من نفسه اللاعب الأخطر في الكالتشيو هذا الموسم.
يتبقى 3 أهداف في 18 مباراة مقبلة في الدوري ليتجاوز إيموبيلي رقمه التهديفي الأفضل في الدوري الإيطالي.
الموسم الماضي سجل 23 هدفا ولكنه لم يحصل على لقب الهداف وهذا الموسم مع تبقي نصفه يظل هدف إيموبيلي مواصلة التسجيل والحصول مرة أخرى على لقب الهداف وقيادة لاتسيو للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.