المجتهد كاييخون.. تجارب عدة ساهمت في كتابة التاريخ بالكرة الإيطالية
الثلاثاء، 09 يناير 2018 - 11:43
كتب : عمر ناصف
رحل عن ريال مدريد متجها إلى نابولي بكل هدوء ودون اهتمام إعلامي بتفاصيل الصفقة التي شملت رحيله مع ثنائي آخر هما راؤول ألبيول وجونزالو إيجواين وذلك بعد تعاقد الفريق الإسباني مع جاريث بيل وحاجته للتخلص من بعض اللاعبين.
وهناك في نابولي سطر نفسه كواحد من أهم اللاعبين في تشكيل الفريق الإيطالي سواء مع المدرب الذي طلبه بالاسم رافائيل بينيتث أو خليفته ماوريسيو ساري من بعده بل ودخل تاريخ الكرة الإيطالية كأكثر لاعب إسباني يسجل أهدافا هناك في الكالتشيو.
قصته تبدأ في الأندلس حيث ولد في مدينة موتريل بمقاطعة غرناطة ومن هناك بدأ ممارسة كرة القدم حتى رصدته أعين كشافي أكاديمية ريال مدريد فانضم إليهم في 2002 ليتدرب هناك لخمسة أعوام قبل أن يتم تصعيده إلى فريق الرديف ويسجل مشاركته الأولى في مايو 2007 معهم في الأسابيع الاخيرة من ذاك الموسم بالدرجة الثانية.
الموسم التالي أثبت نفسه كاسم أساسي مع الفريق الرديف مسجلا 21 هدفا في 37 مباراة ليقرر بعدها هو وتؤأمه "خوانمي" الرحيل عن مدريد، خوانمي انتقل إلى مايوركا وكاييخون ذهب إلى "الإقليم العدو" كتالونيا ولكن ليس لكبيرها برشلونة وإنما إسبانيول ليبدأ مسيرته في الدرجة الأولى سريعا هناك.
في موسمه الأول شارك في 30 مباراة مسجلا 4 أهداف فقط ومع وصول المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو إلى إسبانيول بدأ فصلا جديدا في مسيرة اللاعب الإسباني. الموسم الأول تراجع معدله التهديفي أكثر فلم يسجل سوى هدفين في 37 مباراة.
ثالث مواسمه في إسبانيول كان الأفضل، سجل 6 أهداف في 39 مباراة ولكن شهرته لم تكن لأهدافه كجناح هجومي هداف وإنما قدرته على تنفيذ كل ما يطلبه منه المدرب والتضحية بكل شيء من أجل زملائه ومدربه. ومن غير جوزيه مورينيو قد يعجب بمثل تلك الصفقات في أحد اللاعبين؟!
طلبه مورينيو وأعاده إلى ريال مدريد صيف 2011 بـ5 ملايين يورو فقط، ليتحول اللاعب إلى أحد الأسماء المهمة في تشكيل ريال مدريد الذي حصد الدوري الإسباني وحطم العديد من الأرقام القياسية موسم 2011-2012.
كاييخون سجل 13 هدفا في 36 مباراة ذاك الموسم أي أكثر من ضعف الأهداف التي سجلها في أفضل مواسمه مع إسبانيول.
"كاييخون دائما متحمس في كل دقيقة يلعبها أنا أحب طريقته" هكذا علق مورينيو على أداء جناحه الإسباني.
الموسم التالي لم يكن جيدا لريال مدريد ومورينيو وكاييخون صاحب الـ7 أهداف في ذلك الموسم رغم مشاركته في 41 مباراة.
رحل مورينيو عن ريال مدريد وتم التضحية بكاييخون مع العديد من الأسماء الأخرى من أجل إتمام التعاقد مع جاريث بيل من توتنام، فانتقل إلى نابولي بناءا على طلب من رافائيل بينيتث المدير الفني للفريق الإيطالي وبمباركة من كشاف الفريق ماركو زونينو.
"يمكن لكاييخون تسجيل حتى 20 هدفا في الموسم الواحد" خرجت تلك الجملة من بينيتث خلال أحد اللقاءات الصحفية قبل انطلاق الموسم، والجميع بدأ في الضحك على تصريحاته حول الجناح الذي لم يقترب في مسيرته لهذا الرقم مسبقا.
لكن الموسم انتهى وكابيخون سجل هذا الرقم بالفعل فساهم بأهدافه الـ20 في مواصلة حفاظ الفريق على مكانه وسط المشاركين في دوري الأبطال بالحصول على المركز الثالث في الدوري الإيطالي وحصوله على لقب كأس إيطاليا في النهاية.
أثبت كاييخون ذاته في نابولي وحتى مع رحيل بينيتث استمر أساسيا مع الفريق بل إن البلجيكي ديريس ميرتينيز كان هو الضحية التي جلست على دكة البدلاء لصالح الموهبة الإيطالية لورينزو إنسيني مع ماوريسيو ساري.
حدث أن أخبره ساري يوما ما بأنه "يشعر بالإرهاق والتعب عندما لا يلعب" فطوال 5 مواسم متتالية في إيطاليا ظل اللاعب الإسباني صاحب الـ30 عاما أساسيا ولم يخسر مكانه أبدا لأحد.
لعب 237 مباراة هناك في إيطاليا سجل خلالهم 70 هدفا، ومن بين تلك المباريات كان هناك 170 في الدوري الإيطالي سجل خلالهم 52 هدفا. هدفه الأخير في مرمى هيلاس فيرونا جعله الهداف التاريخي للاعبين الإسبان في الدوري الإيطالي متجاوزا أسطورة الكرة الإسبانية لويس سواريز.
ليس بالتأكيد مهاجم برشلونة الحالي وإنما أحد المهاجمين التاريخيين لإنتر ميلانو والحائز على لقب الكرة الذهبية عام 1960 والذي سجل للأفاعي، ومن بعده سامبدوريا، في الدوري الإيطالي 51 هدفا فقط.
مسيرة كاييخون في إيطاليا مستمرة والرقم التهديفي معرض للزيادة ولكن يظل حلم اللاعب الإسباني الذي يكتب التاريخ في نابولي أن يساهم مع زملائه في الاستمرار والقتال على الصدارة من أجل التتويج ببطولة دوري. فهي الحلم والهدف الأول للجميع هناك بالجنوب.