أول مباراة مع الزمالك وضد الأهلي، رغم ذلك لم يستغني إيهاب جلال عن رغبته الدائمة في بناء اللعب من الدفاع والتدرج بالهجمة من منطقة جزاءه.
ما أضاف من صعوبة المباراة أنها كانت ضد حسام البدري، أكثر مدرب خسر منه إيهاب جلال مناصفة مع طلعت يوسف بعد المباراة.
رغم ذلك، صمم جلال على استراتيجيته.
راهن جلال "رهان 2015"، اعتمد على نواة الفريق الذي حصد ثنائية 2015، دفع بباسم مرسي وأيمن حفني العائدين بعد غياب بالإضافة للموجودين دائما أحمد الشناوي وطارق حامد وحازم إمام. ولكن رهان جلال لم يصب هذه المرة.
البداية كانت مع أول دقائق المباراة، تمريرة متهورة من أحمد الشناوي فشل طارق حامد في السيطرة عليها وفيها استعمل حسام البدري سطرا من كتالوج يورجن كلوب – الضغط أثناء بناء الهجمة – حصل وليد سليمان على الكرة وظهر مؤمن زكريا خاليا من الرقابة. المباراة لم تبدأ بعد والنتيجة 1-0. رهان 2015 خذل جلال في أول اختبار.
النموذج الأفضل الذي ظهر به جلال كان مع مصر للمقاصة الموسم الماضي. في تلك الفترة تمسك جلال بالبناء من الخلف ولكن كان لديه عناصر مختلفة، كان لديه هشام محمد الذي يستطيع الحفاظ على الكرة تحت ضغط مبكر من الخصم، ربما هذه ليست أفضل خصال طارق حامد.
أحمد حسام "ميدو"، الذي أعلن عن دعمه الصريح والمباشر لتجربة جلال في الزمالك، تحدث عن تلك النقطة. شدد ميدو خلال تحليله على قناة On Sport أن أهم نقطة في بناء الهجمة من الخلف هو امتلاك حارس يلعب بقدميه جيدا، والشناوي من وجهة نظر ميدو لا يمتلك تلك الميزة.
هل كانت استراتيجية جلال خاطئة؟
الإجابة نعم ولا.
لا يوجد استراتيجية أو تكتيك صحيح في كرة القدم، يمكنك بناء الهجمة من الخلف والخسارة أو الاعتماد على الكرات العالية التي لا تمنح متعة للمشاهدين وتفوز.
جلال ربما نظر للمستقبل، الفريق تحت قيادته سيلعب بنفس تلك الطريقة وفي يومين لن يحفظ الفريق فلسفته بعد فترة من عدم الاستقرار مع كثير من المدربين وأخرهم مع نيبوشا يوفوفيتش، الذي يمكن اعتباره النقيض التام لإيهاب جلال. المونتينيجري يحب لعب كرة قدم مباشرة وهذا كان السبب في فقدان الزمالك للكرة بسرعة في فترته.
استراتيجية جلال في القمة اعتمدت على امتلاك الكرة بين ثنائي وسط الأهلي حسام عاشور وعمرو السولية، والثلاثي الذي يلعب خلف وليد أزارو وبالفعل سيطر على الكرة كثيرا في تلك البقعة من الملعب.
في المقابل، قام البدري بتأخير الثلاثي الهجومي خاصة مؤمن زكريا ووليد سليمان اللذان ظهرا كثيرا في أخر 20 متر من خط مرمى الأهلي.
في المقابل، دفع جلال بخط دفاعه للأمام في الفترة بين هدف الأهلي وحتى حصل – نتيجة تقديم خط ظهره – على ركلة جزاء بعد فترة من الضغط على الأهلي.
وهنا خذل رهان 2015 جلال مرة أخرى بفشل باسم مرسي في تسديد الركلة.
جلال استمر في الاستحواذ – بين الدقيقتين 15 و30 استحوذ على الكرة بنسبة 75%، وفي الشوط الأول كله بنسبة 68% - واستمر في الهجوم في وقت انتظر فيه البدري الخطأ، وهو ما حدث بعد كرة طولية من عبد الله السعيد ومحاولة يائسة من علي معلول للحاق بها أحياها الشناوي بعرقلته، وهنا انتهت المباراة عمليا بهدف عبد الله السعيد.
طوال الشوط الأول، ركز جلال على عدم جعل الأهلي يخرج بالكرة بشكل صحيح وما ساعده في ذلك كان باسم مرسي الذي كان يضغط على رامي ربيعة وأيمن أشرف بشكل مستمر وإجبارهم على لعب الكرات الطولية التي في معظم الوقت كانت من نصيب علي جبر ومحمود حمدي "الونش". ربيعة أخطأ في إرسال 5 كرات طولية من أصل 6 فيما فشل أيمن أشرف في 7 محاولات.
ولكن في النهاية، لم يحتج الأهلي سوى لخطأين وضغط مستمر على الشناوي وقلبي دفاع الزمالك أثناء الهجمة ليضرب إيهاب جلال بأخطاء لاعبيه الفردية.
خذلان فريق 2015 استمر بتمركز خاطئ لعلي جبر وانزلاق الشناوي ليسجل وليد أزارو الهدف الثالث.
بالطبع يحتاج جلال لمزيد من الوقت مع الزمالك لبناء فريق قوي وتحفيظه لفلسفته مع التقليل من الأخطاء الفردية في بناء الهجمة، وإن حدث ذلك قد نرى تحسن للزمالك بأداء شبيه لما قدمه الزمالك في أوقات كثيرة ضد الأهلي من استحواذ وبناء للهجمة والوصول لمنطقة جزاء الأهلي، مع إضافة القدرة على تقديم الخطورة وإزالة الأخطاء الفردية من بناء الهجمة.