كتب : محمود سليم | الأحد، 07 يناير 2018 - 23:08
مقال رأي - قبل القمة.. رحلة في عقل البدري
عند محاولة البحث والتفتيش في المواجهات السابقة وخاصة آخر ثلاث مباريات قمة(2 في بطولة الدوري الموسم الماضي بالإضافة لمواجهة في كأس السوبر المصري 2017) اتضح أمر هام يؤكد فلسفة حسام البدري في تلك المباريات وكيف يخطط لها، وهو الاستحواذ على الكرة هل يتمسك به أم يتركه ومتى يفضل هذا الأمر عن ذاك ؟
في مواجهة الدور الأول من الموسم الماضي كانت نسبة الاستحواذ 40% فقط للأهلي مقابل 60% للزمالك، البدري في تلك المباراة اعتمد على ثنائية أحمد فتحي وحسام عاشور في وسط الملعب وهو بالطبع أمر مؤثر بشكل مباشر في عملية الاستحواذ.
الأمر ذاته كرره البدري في مواجهة السوبر ولكن وقتها كانت نسبة الاستحواذ متقاربة بين الفريقين 55% للأهلي و45% للزمالك، وكان العامل المشترك في هاتين المواجهتين هو تفوق الزمالك في الاستحواذ في أول 15 دقيقة.
فيما كانت مواجهة الدور الثاني من الدوري بعد حسم الأهلي للقب مختلفة تماما حيث دفع البدري بالثنائي حسام غالي وعمرو السولية في وسط الملعب وسيطر الأهلي على الكرة حتة الدقيقة 60 بتفوق تام بينما ترك الاستحواذ للزمالك في آخر نصف ساعة من عمر المباراة(ولكن لا ننسى أنها مباراة ليست بالأهمية الكبيرة مثل المواجهتين السابقتين فقد كانت بعد حسم اللقب).
هذا الأمر يعطينا المؤشر بمشاركة ثنائي في الوسط من بين الثلاثي أحمد فتحي وحسام عاشور وعمرو السولية(والأقرب الثنائي الأول كما فعل في مواجهة إنبي تحت قيادة إيهاب جلال لاحتياجه تطبيق الضغط العالي وليس الاستحواذ على الكرة).
وبالحديث عن الضغط فالفريق مميز في الاستخلاص في المربع الأوسط في منتصف ملعب المنافس بشكل ملحوظ في أغلب مبارياته.
لاحظ خرائط استخلاص الأهلي للكرة في بعض مباريات الدوري هذا الموسم.
الأمر الآخر الذي يمتاز به فريق الأهلي في عملية التحضير وبناء هجماته هو البحث دائما عن التفوق العددي في المربعين أعلى وأسفل خط منتصف الملعب على الجانب الأيسر من الملعب في ظل تحرك أيمن أشرف والظهير الأيسر ولاعب الارتكاز الأيسر والجناح الأيسر وعبد الله السعيد في تلك المنطقة بالتحديد والتي تبدأ منها أغلب أهداف الفريق ومحاولاته الهجومية.
الأمر الآخر بخلاف الضغط وصناعة اللعب في الجانب الأيسر وهو الحالات الانتقالية، حسام البدري مدرب يعتمد بشكل كبير للغاية في المواجهات الكبرى تحديدا على التحولات الهجومية السريعة سواء كانت هجوما مرتدا باستغلال انطلاق أحد الظهيرين وعمل overlap أو باستغلال سرعات وليد آزارو لنقل الفريق للحالة الهجومية ويؤكد ذلك الأمر تصريحاته في أكثر من مناسبة في الموسم الماضي بأنه في حاجة إلى لاعبين أصحاب سرعات في الثلث الهجومي لأنهم يساعدونه كثيرا في تطبيق أفكاره.
(لهدف الأول في الدور الأول الموسم الماضي جاء بتحول سريع من حسين السيد وعرضية لمؤمن زكريا، كذلك اهداف الفريق في مواجهات المصري والترجي والنجم التونسيين من تحولات هجومية سريعة).
كذلك من الممكن أن يبدأ حسام البدري المباراة بمناورة هجومية مختلفة لإرباك دفاع الزمالك بوضعهم في مواجهة 2ضد2 دائما بتوظيف جونيور أجاي في العمق بجوار أزارو وتحول السعيد لليسار قليلا مع تواجد وليد سليمان أو مؤمن زكريا على الجانب الأيمن.
(طبقها البدري في أكثر من مباراة هذا الموسم وكذلك كانت سببا في التفوق على الترجي التونسي في عقر داره حيث كان لثنائي أزارو وأجاي محطة بناء مرتدات الفريق في الشوط الثاني في تلك المباراة.)
ملاحظة أخيرة على البدري الحذر منها ففي جميع المباريات التي فقد فيها الفريق نقاطا سواء بالتعادل أو الخسارة الوحيدة أمام المقاصة كان الخصم دائما ما يغلق الجبهة اليسرى للأهلي فيتوجه الأخير للتركيز هجوميا على الجبهة اليمنى وإرسال عرضيات بغزارة منها ولكن دون جدوى.
لاحظ الخرائط التالية التي توضح الكرات العرضية للأهلي في مواجهات وادي دجلة وطلائع الجيش والمقاصة وطنطا.
فهل نرى البدري بوجه مخالف ويفاجئنا بمشاركة أحد الثنائي هشام محمد أو أحمد حمدي ويقدم مباراة رائعة على الجانبين أداء ونتيجة كما كانت مواجهة الإياب في الموسم الماضي أو يستمر في احتفاظه بنفس أفكاره ؟
مقالات أخرى للكاتب
-
تحليل في الجول - فكرة لم تكن من أجل سطيف فقط.. ودور وليد سليمان الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 - 16:20
-
تحليل في الجول - كلوب وساري.. الهدف واحد والأسلوب مختلف الإثنين، 01 أكتوبر 2018 - 16:58
-
تحليل في الجول - أبرز بصمات كارتيرون.. وأنماط تطور الأهلي معه الإثنين، 24 سبتمبر 2018 - 12:19
-
مصر مع أجيري.. فكرة غزال وتقسيم الملعب لـ5 أجزاء الأحد، 09 سبتمبر 2018 - 16:36