كتب : لؤي هشام
الأمر انتهى أخيرا بعد فصول من الشد والجذب وفيليب كوتينيو رحل عن ليفربول وسيحقق حلمه بارتداء قميص برشلونة.
النادي الكتالوني أعلن التعاقد مع البرازيلي لمدة 5 سنوات ونصف ووضع شرطا جزائيا بلغ 400 مليون يورو، وقيمة الصفقة تقول التقارير إنها بلغت 160 مليون يورو.
ولكن كيف يتعامل ليفربول مع رحيل كوتينيو؟
بالتأكيد شكل رحيل البرازيلي ضربة موجعة للحمر ولكن الأكيد أن الفريق لن يتعرض لضربة مماثلة لما شكله رحيل البرازيلي نيمار دا سيلفا عن برشلونة نحو باريس سان جيرمان في غياب البديل المناسب له.
شبكة "سكاي سبورتس" استعرضت تقريرا عن قدرة ليفربول على التأقلم بدون صاحب الـ25 عاما، وFilGoal.com يقدمه لكم بتصرف.
"سنقول وداعا لصديق جيد وشخص مذهل ولاعب رائع مثل كوتينيو" هكذا بدأ كلوب تعليقه عن رحيل لاعبه
وبرر "لا يوجد سر في أن كوتينيو كان مصمما على الرحيل منذ الصيف الماضي حينما أبدى برشلونة اهتمامه لأول مرة.. فيليبي كان مصمما على قراره سواء معي أو الملاك أو حتى زملائه، كان يريد أن يتم هذا الانتقال".
"كان هذا حلمه وأنا مقتنع الآن أنه لم يترك شيء في مقدرتنا لتغيير رأيه".. والآن على ليفربول الاستعداد للعب بدون.
قصة كوتينيو مع ليفربول كانت رحلة من التطور الثابت.. 5 أهداف ثم 8 ثم 12 وصولا إلى 14 هدفا. هكذا كان معدله في المواسم الأربعة الكاملة مع الفريق.
اللاعب الذي انضم للفريق في عمر 20 عاما قادما من إنتر لإثبات ذاته رحل كنجم للفريق، وخلال 5 مواسم مع الحمر لم يترك لاعبا تأثيرا مثله على الفريق.
كان أكثر لاعبي ليفربول تسجيلا للأهداف من خارج منطقة الجزاء بـ19 هدفا منذ وصوله إلى مقاطعة ميرسيسايد. كان ذلك جزءا صغيرا مما قدمه للفريق.
منذ مشاركته الأولى كبديل في فبراير 2013 أمام وست هام لم يسجل أهداف أكثر منه سوى دانييل ستوريدج ولكنه صنع أهدافا أكثر وفرصا أكثر وسدد أكثر واراوغ أكثر من أي لاعب آخر. الإحصائيات تُظهر أهميته للفريق.
وبالرغم من كل الشكوك التي أحيطت بمستقبله منذ الصيف الماضي إلا أنه قدم أداءً رائعا خلال النصف الأول من الموسم الجاري، سجل هاتريك أمام سبارتك موسكو وقدم عروضا طيبة في الدوري بدءا من ليستر وحتى أرسنال.
في كل المسابقات كان معدله تسجيل هدف أو صناعته كل 75 دقيقة.
ورغم الإحباط الذي ظهر على كلوب في تصريحاته إلا أنه وصف إسهاماته مع الفريق بالرائعة وأشاد باحترافيته في رسالة دفاع واضحة عنه.
"سيأتي لاعبون ويرحل لاعبون هذه هي كرة القدم ولكن كناد نحن أقوياء بما يكفي وكبار بما يكفي من أجل الحفاظ عما نقدمه في الملعب حتى لو خسرنا لاعبا مهما" هكذا أكد كلوب.
وأضاف "لم نكن أفضل حالا عما نحن عليه الآن، كناد علينا التصرف بطريقة مناسبة، وسوف نستخدم حجمنا وقوتنا للحفاظ على لحظات التقدم للأمام".
حسنا، كلوب لديه وجهة نظر عما يخص وضع الفريق الحالي.
الثلاثي محمد صلاح وروبيرت فيرمينو وساديو ماني يشكلون ثلاثي هجومي ناري سجل للفريق 31 هدفا وصنع 13 هدفا في الدوري الإنجليزي بمفرده.
وحتى لو كان عليهم القيام بذلك الآن دون كوتينيو فقد لعب الفريق بدونه 14 مباراة انتصر في 10 منها وخسر في مباراة وحيدة، أي نسبة انتصار 71%.
وفي 18 مباراة بدأها البرازيلي حقق ليفربول الفوز في 8 مباريات فقط بمعدل انتصار بلغ 44%.. هل بدت الأمور مختلفة الآن؟!
الأرقام تقدم فرصة لليفربول بإعادة النظر، وباستثناء صلاح وماني وفيرميونو فإن كلوب دعم من صفوف فريقه على الصعيد الهجومي بضم أوكسلاد تشامبرلين ودومينيك سولانكي.
وعدوة لاعب مهم مثلما يعتبره كلوب مثل آدم لالانا ستضيف المزيد من التأثير للفريق، كذلك الأمر يتعلق أيضا بالاستفادة المالية بشكل كبير.
ليفربول دفع 8.5 مليون يورو مقابل كوتينيو في 2013 وباعه بـ160 مليون يورو. ويوقل فيل تومسون نجم النادي السابق لسكاي: "عليك أن تستثمر في الجودة".
"أن تفقد لاعب بهذه الأهمية فلا يعني أن تشتري لاعب مقابل 25 مليون إسترليني، لو كان هناك لاعبا مناسبا فعليك أن تحصل عليه فورا"..برشلونة اشترى عثمان ديبملي بـ130 مليون يورو مثلا بعد حصوله على 222 مليون من خلف نيمار.
ربما يكون ليفربول قد أدرك أهمية شراء اللاعب المناسب عقب معاناته بعد رحيل لويس سواريز في 2014، وإنهاء الصفقة مبكرا سيسمح لهم بالمزيد من الوقت من أجل العمل.
في النهاية بالتأكيد رحيل كوتينيو يشكل ضربة موجعة وتعويضه قد يكون مستحيلا ولكن الأرقام تُظهر مدى قدرتهم على التأقلم بدونه، والتحدي الآن هو مواصل التقدم للأمام.
طالع أيضا: