الأفضل في إفريقيا - صلاح.. من بديل ماتا إلى "أفضل لاعب دربته في حياتي"
الخميس، 04 يناير 2018 - 17:14
كتب : إسلام مجدي
إعادة نشر - ساعات قليلة تفصل محمد صلاح عن معرفة مصيره في جائزة أفضل لاعب في إفريقيا وربما -بشكل كبير- الجلوس على عرش القارة السمراء للمرة الأولى في مسيرته.
لكن يظل السؤال الأهم كيف تحول صلاح من مجرد لاعب بديل لخوان ماتا في تشيلسي إلى نجم ليفربول الأول ومنتخب مصر وأخيرا قارة إفريقيا؟
صلاح كان قريبا من ليفربول ولكنه انتقل إلى تشيلسي ليصاب ليفربول بالإحباط حينما لم يختاره، ووقع اختياره على تشيلسي وجوزيه مورينيو، مكالمة وحيدة كانت كفيلة بهدم أحلام براندن رودجرز في ضم محمد صلاح جناح بازل المتألق.
صحيفة "جارديان" البريطانية قالت عقب توقيع صلاح لتشيلسي أن ليفربول شعر بإحباط كبير، لأنه كان يرى في صلاح إضافة قوية تسمح له بالحصول على دفعة للتتويج بطلا للدوري الإنجليزي الممتاز.
كتبت الصحيفة البريطانية في ذلك الوقت :"تشيلسي تحرك بكل سلاسة وضمن الحصول على بديل لخوان ماتا الذي رحل إلى مانشستر يونايتد، بعد اهتمام قوي من ليفربول بضم الجناح المتميز من بازل".
قال سايمون جونز صحفي "صن" البريطانية لـFilGoal.com :"وقتها توقعنا كليا أنه سينضم إلى ليفربول، أولا كان سيحصل على فرصة أكبر، وثانيا كان سيساعد الفريق للفوز بلقب الدوري، تخيل صلاح مع سواريز وستوريدج في تلك الحقبة وبسرعته؟".
فيديريكو فاركوميني محلل "التلفزيون البريطاني" تحدث لـFilGoal.com عن انضمام صلاح للنادي اللندني قائلا :"توقعات تشيلسي كانت كبيرة، خاصة وأنه أظهر مهارة وسرعة ضده في دوري الأبطال جعلت الجميع ينتظر منه التألق الملفت.
التوقعات في إنجلترا كانت كبيرة وطموحة للغاية، الجناح المصري كان سيقدم إضافة قوية لهجوم تشيلسي على الطرفين، خاصة مع رحيل ماتا، وكذلك كيفن دي بروين إلى فولفسبورج في ذلك الوقت.
قال صلاح عقب انتقاله :"انتظرت الانضمام إلى ليفربول لأنني كنت أحب ذلك النادي، وكنت أطمح بشدة للانضمام له، بعد ذلك تلقيت مكالمة من مورينيو غيرت كل شيء".
لكن بعد انضمامه من بازل لم تكن الأمور جيدة كما اعتقد الجناح الدولي المصري، تغير كل شيء لكن للأسوأ.
من المنطقي ألا تشارك في أول مباراتين ضد بيرنلي وليستر لأنك تتعرف على الأجواء، بعد ذلك تواجد على مقاعد البدلاء ضد إيفرتون، إلى أن شارك 8 دقائق فقط ضد سوانزي، لم يبد أن صلاح استقر مع تشيلسي، غاب عن مباريات كثيرة في أول 8 مباريات له مع تشيلسي شارك في مباراتين خلال 12 دقيقة فقط.
في 23 مباراة مع تشيلسي شارك في 30 دقيقة خلال 3 مباريات فقط مع تشيلسي ما الذي حدث؟
قال مورينيو :"صلاح لا ينتمي لتشيلسي أو لفريقي، لن يستمر هنا".
وأضاف "صلاح شخص جيد ولاعب جيد، لكنه بحاجة لأن يلعب كرة القدم على مستوى عالي، لذا سأكون سعيدا لأي قرار يتخذه مع النادي".
فقط بعد أقل من عام بدا وكأن تشيلسي يرغب في التخلص من خدمات الجناح المصري، فأعاره إلى فيورنتينا ومنذ تلك اللحظة لم يظهر بقميص تشيلسي واستقر في إيطاليا.
هل لم يكن جاهزا للدوري الإنجليزي بعد؟ لم يحصل على أي فرصة حقيقية ليظهر ما لديه من موهبة وقتال، تشيلسي لم يجب أيضا على تلك الأسئلة.
يوضح فاركوميني لـFilGoal.com :"تشيلسي لم يكن واثقا بعد هل يترك صلاح أم لا، فمع تألق إدين أزار وويليان لم يكن هناك مكانا له، بجانب أنه لم يقدم فعليا ذلك المستوى القوي".
تبدلت الأمور للجناح المصري، وسرعان ما ابتسمت له الكرة، فترة إعارة مع فيورنتينا كانت كافية له ليثبت أنه يمتلك الموهبة والقدرة على اللعب في مستوى أكبر، في فبراير 2015 انضم إلى الفيولا على سبيل الإعارة لنهاية الموسم، وفي 26 مباراة بكل المسابقات سجل 9 أهداف وصنع 4 أخرين ليثبت أنه بحاجة لفرصة ثانية.
قال عنه فينشينزو مونتيلا مدربه في ذلك الوقت بفيورنتينا :"عرفنا ما يمتلكه صلاح من موهبة، لكن لم نتوقع أبدا أن يترك بصمته بهذه السرعة في الكرة الإيطالية".
وتابع :"ربما فقط ليو ميسي الأسرع منه والكرة بين قدميه".
لقب صلاح بـ"ميسي المصري" وقضى نصف موسم ممتاز مع فيورنتينا لفت إليه الأنظار، وصدم دفاعات إيطاليا بسرعته وقدرته على التحرك بالكرة بطريقة ممتازة.
في حين أن مراد ياكين مدربه السابق في بازل قال عنه :"بإمكان صلاح أن ينافس في سباق مع يوسين بولت".
استغل صلاح ميزته الأكبر بطريقة ممتازة في الدوري الإيطالي، إن منحته المساحة سيضربك من حيث لا تدري، ضد يوفنتوس كانت لقطته الأبرز مع فيورنتينا، حينما قاد هجمة مرتدة وحده وسجلها هدفا في طريقة جعلت الجميع مصدوما من قوته.
بسؤال أليجري عن صلاح قال:"صلاح؟ إنه لاعب جيد، فيورنتينا عقد صفقة ممتازة".
للأسف الفريق الإيطالي لم يحافظ على خدمات الجناح المصري، روما لاحظ جيدا مع رودي جارسيا أن الجناح المصري بإمكانه أن يشكل إضافة ممتاز لخط هجوم الذئاب فتحرك من أجل ضمه.
على الجانب الأخر فيورنتينا كان يتعامل مع الصفة كما لو أنه ضم صلاح فعليا، حاول أن يجعلها قضية لكنه خسرها لأنها بلا أي أركان.
تحدث أندريا دي كارلو صحفي "ميدياست" لـFilGoal.com عن ذلك الأمر قائلا :"لم نفهم ما يحدث، لم تكن هناك قضية من الأساس، فيورنتينا أراد صلاح بقوة لأنه علم أنه يمتلك بين صفوفه نجما كبيرا".
وواصل "لكن مع روما، من هنا بدأ كل شيء، في هذه المرحلة صقلت موهبته ليتحول إلى نجم كبير ورجل الفريق الأول".
كونه ليس غريبا على الكرة الإيطالية، بسرعة كبيرة لفت إليه الأنظار مع روما، وقدم مستوى متميزا للغاية، تمكن من أن يجعل الجميع يلاحظ أنه هو من أخطأ باختيار تشيلسي وهو فقط من يصحح خطأه.
مع كتيبة رودي جارسيا تأثير صلاح امتد لأكثر من مجرد جناح هجومي سريع، صناعة وتسجيلا للأهداف معدلاته كانت متميزة، وغيابه كان يشكل مشكلة كبيرة لهجوم روما، حتى مع وصول إدين دجيكو دوره كنجم الفريق لم يتأثر للحظة.
لم يستمر رودي جارسيا كثيرا مع روما خلال تواجد صلاح، وفي شهر يناير عام 2016 أقيل المدرب الفرنسي من منصبه بعد عامين ونصف مع الذئاب ونصف موسم مع صلاح.
تولى لوتشيانو سباليتي مهمة تدريب روما، المدرب كان يفضل اللعب بمهاجم وهمي وكان دائما ما يطلب المزيد من محمد صلاح.
سباليتي بطريقة أو بأخرى كان يحب محمد صلاح على طريقته، إن لعب بطريقة جيدة فهو يحبه حبا جما، وإن أخطأ أو لم يقدم ما يراه المدرب الإيطالي لازما فينتقده علنا.
انتهى موسم روما الأول، عانى صلاح خلاله من الإصابة وتغير المدرب، لكن الدولي المصري كان نجاحا للغاية في 42 مباراة بكل المسابقات سجل 15 هدفا وصنع 9 أخرين، لعب كجناح أيمن ومهاجم ثاني ومهاجم وصانع ألعاب متقدم وجناح أيسر في ذلك الموسم.
ما قدمه صلاح دفع روما لتفعيل بند الشراء في نهاية مدة الإعارة ودفع لتشيلسي مبلغ 15 مليون يورو لضم صلاح بصفة نهائية.
يتابع دي كارلو :"صلاح في الموسم الأول قدم مستوى متميزا للغاية وتطور فعليا عما كان عليه في الماضي، ما دفع روما لضمه نهائيا ويثبت ذلك أنه كان مشروعا ناجحا".
وواصل "مع الوقت تدرك أنه يتغير شيئا فشيء، في مباراة يهدر فرصة لكن في التالية يصنع ويسجل، هناك شيء ينمو فيه وقد كان".
الموسم الجديد كان هدف روما وسباليتي خلاله التتويج بلقب الدوري أو كأس إيطاليا، مع تقديم مستوى متميزا في دوري الأبطال.
قال عنه سباليتي :"بعد العمل مع صلاح، بإمكاني القول أنني لا أتخيل ما الذي يمكننا فعله إن كان لدينا 4 أو 5 مثله في الفريق".
خلال ذلك الموسم كان صلاح نجم روما الأوحد، سجل بصفة متكررة في شباك الخصوم، صنع الكثير من الأهداف ثاني أكثر من صنع أهدافا في الدوري، أعاد لإدين دجيكو حاسته التهديفية التي كان قد فقده وشكل معه شراكة مثالية.
سباليتي كان قد رد على محمد أبو تريكة أسطورة الأهلي والكرة المصري بسؤاله عن صلاح عبر قناة "بي إن سبورتس" قائلا :"صلاح لاعب استثنائي، ذلك الفرعون الصغير عليه أن يكون أكثر قوة ضد حراس المرمى، إنه أفضل لاعب دربته في حياتي".
ثم بعد ذلك في مقابلة أخرى قال :"صلاح حاليا أصبح لاعب لا يمكن استبداله".
في موسمه الثاني مع روما وعلى الرغم من غيابه لمدة تقترب من الشهر للمشاركة في بطولة كأس الأمم الإفريقية، شارك في 41 مباراة في كل المسابقات خلال الموسم المنصرم، سجل خلالها 19 هدفا وصنع 15 أخرين.
مع سباليتي لعب صلاح معظم الوقع كجناح أيمن ومهاجم ثاني، ولعب مباراتين كمهاجم ومباراة كصانع ألعاب متقدم.
مع كل تلك المتغيرات في فترة شملت ما يقرب من الـ3 أعوام، كانت عقلية صلاح هي العامل الحاسم فيما يخص تطوره وثباته على تقديم الأفضل، إن أهدر فإنه سيسجل بعد ذلك، إن تحرك بصورة خاطئة في وقت ما فهو يصحح ذلك، وهو ذاته ما فعله بعد رحيله عن تشيلسي.
خلال الصيف الماضي كان صلاح على أعتاب تجربة محفوفة بالمخاطر وعلى وشك الدخول إلى منطقة صعبة للغاية، شبح فشله ضد تشيلسي.
قال ستيف نيكول نجم ليفربول السابق :"أين سيلعب صلاح؟ لا أرى أنه بإمكانه أن يكون أساسيا في ظل وجود فيليبي كوتينيو وروبيرتو فيرمينو وساديو ماني".
صلاح استقبل بصورة جيدة من جماهير الحمر ويورجن كلوب مدرب الفريق، وسط تطلعات بأن يكون إضافة قوية، لكن لم ير أحد ما هو قادم سوى مدربه الألماني.
صرح يورجن كلوب لـFilGoal.com في وقت سابق :" "فيما يخص تجربة صلاح السابقة في إنجلترا هذا لا يهمني. ذلك لأنني لا أعلم ظروف الطرفين أو من اتخذ القرارات أو لماذا".
وأفصح "أنا فقط مهتم بخططنا للاعب وكيف ننوي إخراج أفضل ما لديه واستخدامه لمصلحة الفريق".
وأردف "الحقيقة أنه عاش في إنجلترا واختبر الدوري الإنجليزي وهو أمر إيجابي لأنه يعرف المتطلبات النفسية والبدنية للبطولة ".
البداية كانت سريعة للغاية، بعد جولة تحضيرية مبشرة، ضد واتفورد في افتتاحية الدوري الإنجليزي سجل هدفا وصنع أخر.
قصة الأهداف تلك استمرت حتى يومنا هذا، كللها عدت جوائز فردية رائعة في بطولتي الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا وحصوله على جائزة لاعب شهر نوفمبر من الرابطة ورابطة اللاعبين المحترفين. وكذلك ترشحه لجائزة أفضل لاعب في إفريقيا.
شارك في 31 هدفا في 29 مباراة لعب بها، سجل 23 وصنع 8.
أوضح كلوب لـFilGoal.com " "كنت واضحا من البداية وصرحت أكثر من مرة. نريد من صلاح أن يساعدنا لنصبح أكثر نجاحا. إنه هنا لأننا آمنا بأن موهبته ستجعلنا أفضل".
وتابع "نفس التوقعات تكون لدي من اللاعبين إن كنت حارسا للمرمى أو مدافعا أو في الوسط أو الهجوم".
ثم تحدث عن النجم المصري بشكل أكبر قائلا: "صلاح سريع بكلتا القدمين ولديه سرعة بديهة كذلكا".
واسترسل "سرعته ومهاراته تجعلك متشوقا للغاية. من لا يرغب في ضم كل هذه الصفات إليه؟".
وأردف "أحب سلوكه كذلك. إنه لاعب من طراز عالمي، لذا، توقعاتي منه؟ أن يجلب السلوك الرفيع العالمي الذي ساعده على أن يصبح لاعبا مهما في ناد أوروبي".
وأتم "نوعية صلاح هي لاعب طموح يعمل ليصبح جزء من قصة خاصة، لديه الإمكانية لأن يصبح لاعبا خاصا في قصة ليفربول للمواسم القليلة المقبلة".
ما التحدي المقبل لصلاح؟ لا نعلم بعد لكن يورجن كلوب والمصريين يثقون في قدرة النجم المصري على أن يكون على قدر التحدي.