45 دقيقة مرت والأداء لا يشير إلى أي تغيير حقيقي عما قُدم في المباريات الماضية. التعادل السلبي كان هو المسيطر دون فرص حقيقية ولكن في الشوط الثاني تغير الحال وانقلب أداء الفريق ليسجل هدفين عادا به إلى الانتصارات مجددا.

كان هذا ملخص مباراة إيفرتون ومانشستر يونايتد يوم الإثنين، ولكن خلف الهدفين اللذين سجلهما الشياطين الحمر كان بول بوجبا حاضرا بصناعتهما وتقديم واحدة من أفضل مبارياته مع الفريق هذا الموسم.

ولكن ما الذي حدث حقيقة حتى يتغير أداء بوجبا ويظهر بإسهاماته الهجومية المميزة؟ FilGoal.com يستعرض في التقرير الآتي.

كانت خطة 4-3-3 هي الطريقة التي اعتمد عليه المدرب جوزيه مورينيو أمام التوفيز، قد تكون الإصابات والغيابات هي من أجبرته على اللعب بهذه الطريقة والتخلي عن خطته المفضلة 4-2-3-1.

غياب ثنائي الأظهرة أشلي يونج وأنتونيو فالنسيا بسبب الإيقاف والإصابة على الترتيب جعل مورينيو يعتمد على كلا من فيكتور لينديلوف ولوك شاو على الطرفين.

وبحثا عن مزيد من الحماية لخط دفاعه فقد لعب بالثلاثي نيمانيا ماتيتش وأندير هيريرا وبول بوجبا الذي لعب في الجهة اليسرى من خط الوسط لأول مرة منذ فترة كبيرة.

*الخريطة الحرارية لتحركات بوجبا

بجانب ثلاثي الهجوم خوان ماتا وأنتوني مارسيال وجيسي لينجارد في غياب لوكاكو وإبراهيموفيتش للإصابة.

بوجبا كان قد صرح الموسم الماضي لشبكة "سكاي سبورتس" أن مركزه المفضل هو لاعب وسط أيسر.

وقال: "لو لعبت بثلاثة لاعبي وسط يمكنني اللعب على الطرف الأيمن أو الأيسر، ولكني أشعر براحة أكبر على اليسار".

ومع تواجد هيريرا وماتيتش إلى جواره شعر بوجبا بحرية أكبر منحته فرصة التقدم إلى الأمام ودعم المهاجمين سواء بتمريراته أو تحركاته الذكية دون القلق من الأدوار الدفاعية.

وصنع الدولي الفرنسي 5 فرص أتت جميعها من الجانب الأيسر. أمام ساوثامبتون مثلا لم يصنع أي فرصة إلى جوار ماتيتش فقط.

الفرص الخمس التي صنعها بول كانت تعني أنها أكثر مباراة صنع بها فرص للفريق منذ بداية الموسم، وتخطي ضعف معدله الذي يقترب من فرصتين بالمباراة الواحدة.

كذلك سدد 4 تسديدات وراوغ في 3 مناسبات منهم مراوغتين ناجحتين وبلغت دقة تمريراته 84%.

مع يوفنتوس أدى بوجبا دورا متقاربا وإلى جواره أسماء بقيمة أندريا بيرلو وأرتورا فيدال وكلاوديو ماركيزيو وسامي خضيرة.

التحرر الذي حظي به بوجبا مع السيدة العجوز منحه فرصة التألق بشدة وإظهار قدرته على خلق الفرص بالثلث الأخير، تألق جعل انتقاله إلى يونايتد الأغلى في العالم بهذا التوقيت.

وفي تورينو ساعد الفريق على الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2015 وسجل 34 هدفا في موسم واحد وكان دائما هو المتحكم في إيقاع الطرف الأيسر.

يقول أسطورة أرسنال ومحلل شبكة "سكاي سبورتس" تيري هنري عما قدمه بوجبا أمام إيفرتون: "بوجبا يمكنه اللعب في الكثير من المراكز داخل الملعب وقد صرحت بذلك عندما انضم لصفوف يونايتد".

"بالنسبة لي ليس لاعب خط وسط فقط ولكنه يكون في أفضل حالاته عندما يلعب في ذلك المركز يمكنه صناعة الأهداف وتسجيلها أيضا مثلما كان الحال في يوفنتوس".

"شاهدنا تغيير مركزه في الشوط الثاني من المباراة وكأنه يقول لزملائه اتبعوني سأريكم طريق المرمى ونجح في ذلك كقائد للفريق.. ظهر بوجبا كقائد حقيقي للفريق وذلك مهم أيضا مثل فوز الفريق".

في نفس التوقيت تقريبا الموسم الماضي لعب يونايتد بثلاثي في الوسط وحينها لعب بوجبا على الجهة اليمنى ليقدم العديد من المباريات الجيدة ولكن تحول مورينيو إلى 4-2-3-1 جعله يعود كلاعب ارتكاز إلى جوار ماتيتش.

كان ذلك يعني عدم قدرته على التقدم إلى الأمام بحرية والتقيد بالأدوار الدفاعية وبالتالي عدم إخراج أفضل ما لديه، والأداء الذي قدمه أمام إيفرتون قد يوضح لمورينيو أن هذه الخطة هي الأنسب في المباريات المقبلة.

ومع تراجع مستوى هينريك مخيتاريان وعدم قدرة خوان ماتا على الاستمرار بنفس النسق بدنيا كما كان في السابق فإن بوجبا قد يكون حلا مؤقتا لأداء أدوار مقاربة لأدوار اللاعب رقم 10 – أي صانع الألعاب – في الملعب.

ومع عودة الثنائي روميلو لوكاكو وزلاتان إبراهيموفيتش من الإصابة قد يتحول مارسيال وماركوس راشفورد إلى اللعب كأجنحة أكثر خطورة وأكثر لا مركزية وقدرة على الاختراق من العمق.

قد تكون تلك الطريقة هي الأفضل في تواجد بوجبا ولكن ذلك لا يعني غياب تأثيره عن الفريق، فمنذ آخر هزيمة له مع الفريق أمام تشيلسي بأكتوبر 2016 لم يتعرض بوجبا للهزيمة مع الشياطين الحمر.

34 مباراة لعبها بوجبا مع الفريق حقق خلالها الفوز في 21 وتعادل في 13 مناسبة، وخلال تلك الفترة التي غاب فيها عن الفريق تعرض يونايتد لخمس هزائم.

مورينيو شن هجوما حادا تجاه أسطورة النادي بول سكولز بعد مباراة إيفرتون بسبب انتقادات الأخير لأداء بوجبا في الآونة الماضية واتهامه بأنه "يتمشى" في أرض الملعب.

وقال مورينيو: "ليست مشكلة بوجبا أنه يجني أموال أكثر بكثير من سكولز، هذا هو واقع كرة القدم.. كل ما يفعله سكولز هو الانتقاد، إنه لا يقوم بالتحليل بل ينتقد فقط" (طالع التفاصيل).

لذا إن كان مورينيو في حاجة إلى حماية لاعبه من انتقادات الأخرين فربما تكون تغيير طريقة اللعب هي الفكرة الأنسب لإظهار "بوجبا يوفنتوس".

*فكرة التقرير مقتبسة من تقريرين لصحيفتي "ديلي ميل" و"إندبندنت".