في شوط ثان جيد نجح فريق الأهلي في الاستفاقة على حساب بتروجيت بثلاثية نظيفة، بينما على النقيض تماما قدم الفريق شوطا أولا متواضعا استمرارا لاهتزاز أداءه في الآونة الأخيرة.
قال طه إسماعيل المحلل بقنوات أون سبورت عقب نهاية المباراة: "تفوق الأهلي يتخلص في ثلاثة أمور وهي أولا الاستقرار البدني للاعبي الأهلي على عكس الهبوط الرهيب الذي ضرب فريق بتروجيت، وثانيا كانت تغييرات حسام البدري خاصة دخول أحمد حمدي على حساب حسام عاشور مما أعطى حركية مختلفة وحلولا هجومية أكبر لخط وسط الفريق، وثالثا كانت المساحات في دفاع بتروجيت بعد تلقيه هدفا وتدخل محمد يوسف بإخراج أحد ثلاثي الدفاع ومحاولة الهجوم".
وقبل توضيح تلك النقاط تفصيلا، علينا أولا توضيح أسباب سوء أداء الأهلي في الشوط الأول في مواجهة فريق بتروجيت، حيث بدأ محمد يوسف بطريقة لعب 3-4-3 على الورق فقط بينما على أرض الملعب كان ثلاثي الهجوم هم مصطفى شبيطه على الجناح الأيمن وهو لاعب وسط ملعب مدافع، وشيميلس بيكلي في الهجوم وهو لاعب وسط مهاجم، وكريم طارق على الجانب الأيسر.
الأمر الذي أعطى للفريق تفوقا عدديا على طرفي الملعب حيث يتواجد في كل جانب ثلاثة لاعبين هم قلب الدفاع الثالث والجناح المدافع والجناح المهاجم(طه عادل وعمرو حسن وشبيطه يمينا، ومحمد تاحا ومحمد عادل جمعه وكريم طارق يسارا).
وبالفعل كما أكد حسام البدري ركز فريق بتروجيت خلال هجومه على الجانب الأيسر له الأيمن للأهلي عن طريق عادل وطارق تحديدا وهو ما تظهره خريطة تمريرات لاعبي الفريق.
فيما كان الأمر الأكثر كارثية هو فشل الأهلي في تطبيقه الضغط العالي المعتاد في أغلب مبارياته حتى وهو بعيد عن حالته الطبيعية، الاهلي يعتاد على الدفاع والضغط بالـ4-4-2 بتواجد السعيد بجوار أزارو في الامام ولكنه في مواجهة ثلاثي دفاع بتروجيت وخماسي وسط ملعب ومن خلفهم بيكلي الذي يلعب بين الخطوط فهو ليس مهاجم فشل الفريق كثيرا في الضغط وكان الاستحواذ طوال الشوط متقارب للغاية بين الفريقين فالأهلي لم ينجح في ضغطه.
لاحظ الاستحواذ خلال فترات الشوط الأول.
حيث كان يتقدم وليد سليمان للضغط على تاحا قلب الدفاع الثالث الأيسر لمعاونة السعيد وأزارو فكان يصبح الثنائي طارق الجناح المهاجم وعادل جمعه الجناح المدافع في مواجهة فتحي وحيدا على الجانب الأيمن، والأمر ذاته في الجهة الأخرى.
وهو ما أظهر خللا في مناطق استخلاص لاعبي الأهلي للكرة على على الجانب الأيسر الذي اعتمد عليه بتروجيت في الاستحواذ والتحضير!
في نهاية الشوط الاول قرر البدري تغيير طريثقة اللعب وتحول السعيد للجانب الأيسر ودخل باكاماني كمهاجم ثان بجوار أزارو ولكن الفكرة لم تؤتي ثمارها ليخرج باكا في بداية الشوط الثاني ويشرك إسلام محارب بديلا له ويعود لطريقته المعتادة 4-2-3-1.
مع بداية الشوط الثاني وكما أوضح الشيخ طه ظهر الخلل البدني في صفوف بتروجيت بينما استمر الأهلي بنفس الأداء البدني ومع التغيير الثاني بدخول أحمد حمدي أصبح وسط الملعب يمتلك الحلول ونجح بثنائية مع السعيد في صناعة الهدف الاول وظهرت المساحات ليستغلها الفريق في إحراز الهدف الثاني الأفضل من حيث سرعة التحول الهجومي والتصرف بالكرة من كل اللاعبين.
وبالتالي من الممكن أن يعتمد حسام البدري على عملية الاستنزاف بالصبر خلال المواجهات المقبلة حتى هبوط الجانب البدني للخصم كما ظهر صدفة أمام بتروجيت، ومع تحسن النتائج ستتحسن العوامل النفسية للفريق بكل تأكيد.