حصاد 2017 – أبرز الابتكارات الفنية.. صلاح إلى العمق قليلا وانفجار دي بروين وتغييرات أخرى

الابتكارات والاختراعات التكتيكية في عالم كرة القدم لا تتوقف على الإطلاق وكلما مر الوقت كلما ظهرت فكرة جديدة، والأفكار لا تعرف الانتظار.

كتب : لؤي هشام

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 - 14:25
محمد صلاح وكيفن دي بروين

الابتكارات والاختراعات التكتيكية في عالم كرة القدم لا تتوقف على الإطلاق وكلما مر الوقت كلما ظهرت فكرة جديدة، والأفكار لا تعرف الانتظار.

الظهير الوهمي في بايرن ميونيخ مع بيب جوارديولا و3-4-3 التي قادت أنطونيو كونتي لتحقيق الدوري الإنجليزي في أول مواسمه. اللعب بليونيل ميسي كمهاجم وهمي وخطة 3-1-4-2 مع جوليان ناجلزمان في هوفينهايم كلها أفكار جديدة ظهرت في الأعوام الماضية.

وفي عام 2017 لم تتوقف الابتكارات الفنية داخل المستطيل الأخضر بعضها لأن "الحاجة أم الاختراع" والبعض الآخر بحثا عن حلول أفضل.

FilGoal.com يستعرض أبرز الابتكارات الفنية خلال 2017

ليونيل ميسي والتغيير للعمق مع برشلونة

مع قدوم المدرب إرنستو فالفيردي ورحيل نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان، بات المدرب مجبرا على إجراء بعض التغييرات على طريقة اللعب.

التغيير هذه المرة لم يكن جديدا على ليونيل ميسي فقد سبق وأن لعب بالعمق رفقة بيب جوارديولا ولكن في دور المهاجم الوهمي في خطة 4-3-3.

ميسي بات يلعب دورا أكثر مركزية بالقرب من منطقة الجزاء إلى جوار لويس سواريز بعدما اعتاد أن يلعب جناحا مع المدرب لويس إنريكي، واقترابه من مناطق الخطورة جعله أكثر تهديفا في هذا الموسم.

خلال الموسم الجاري يسجل ميسي هدفا كل 112 دقيقة في كل المسابقات، وسجل 19 هدفا في 25 مباراة بكل المسابقات وصنع 8 أخرين، ووصل إلى هدفه الـ50 في عام 2017.

ضد ريال مدريد في الكلاسيكو كان ليونيل هو نقطة التحول، صنع هدفا وسجل أخر من نقطة الجزاء وأصبح مثل "قطعة الشطرنج" التي تشكل ورقة رابحة دائما.

تفاصيل أكثر (فالفيردي والاستفادة من ميسي "أفضل قطعة شطرنج في تاريخ كرة القدم")

كيفن دي بروين والانفجار مع مانشستر سيتي

اللاعب الأفضل خلال الموسم الجاري بالدوريات الأوروبية الخمس الكبرى حتى الآن. دي بروين تحول مع جوارديولا مع صانع ألعاب متميز وجناح خطير في بعض الأحيان إلى القطعة الأهم في تشكيل المدرب الإسباني.

أعاد بيب دي بروين عدة خطوات إلى الوراء في أرض الملعب ليصبح لاعب وسط – رقم 8 – ومع هذا الدور تحول دي بروين إلى صانع "الأسيست" في الفريق السماوي أو صاحب اللمسة الأهم في تمريرة ما قبل الهدف.

في 73 مباراة لعبها حتى الآن تحت إمرة بيب، سجل دي بروين 14 هدفا وصنع 34 هدفا.

في الموسم الماضي في 49 مباراة سجل 7 أهداف وصنع 23 هدفا أخرين، في الموسم الحالي سجل 7 أهداف وصنع 11 هدفا أخر.

جوارديولا أشاد كثيرا بدي بروين هذا الموسم بل ووصفه بأنه اللاعب الذي يمثل نموذجا لفلسفة مانشستر سيتي في المستقبل، وأكد "على لاعبي الأكاديمية أن يتعلموا منه".

تفاصيل أكثر (كتالوج – كيف تحول دي بروين إلى "المهندس" مع جوارديولا).

تطوير جوارديولا لم يقف هذا الموسم عند كيفن ولكنه كان الابتكار الأهم في خطة الفيلسوف الإسباني. رحيم سترلينج تطور تطورا ملحوظا أيضا فقد أصبح أكثر قدرة على الاتجاه نحو العمق ومواجهة المرمى بعدما كان جناحا تقليديا يلازم الخط.

فابيان ديلف أيضا ورغم أنه لاعب وسط فإن مشاركته كبديل لبينجامين ميندي المصاب على الجبهة اليسرى صنعت منه لاعبا مهما في تشكيل متصدر الدوري الإنجليزي.

يلعب ديلف كظهير وهمي يتجه إلى وسط الملعب في مرحلة بناء اللعب وهي الفكرة التي لجأ إليها جوارديولا مع بايرن ميونيخ رفقة كلا من فيليب لام ودافيد ألابا.

صلاح إلى العمق قليلا مع سباليتي والتطور مع كلوب

بلا شك سيظل عام 2017 عالقا في أذهان محترفنا المصري محمد صلاح بعدما بات الحديث العالم أجمع رفقة كلا من روما الإيطالي وليفربول الإنجليزي.

تصدر محمد صلاح لقائمة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 15 هدفا كان نتاج عدة مراحل من التطور على الصعيد الفني، وأول من أضاف ذاك التأثير على أداء صلاح كان المدرب المخضرم لوتشيانو سباليتي.

مع روما لعب صلاح كجناح تقليدي، يتحرك على الخط الجانبي ويحاول الدخول إلى العمق، ولكن سباليتي كان يرى أن المصري بحاجة للاقتراب أكثر من المرمى.

"أفكر في تغيير مركز محمد صلاح ليدخل إلى العمق ويقترب مسافة 10 أمتار من المرمى، سيمنحه فرصة رجل لرجل أكثر من موقعه كجناح" هكذا تحدث سباليتي عن الفكرة

وفي مايو الماضي وبعد أن اعتمد على صلاح في هذا المركز قال: "صلاح لاعب استثنائي، كان يعتقد أنه يسجل الأهداف بطريقة واحدة ولا يستطيع اللعب في مكان آخر، الآن اقتنع أنه يستطيع اللعب بين الخطوط، واعتقد أن هذا الدور جعله مدمرا".

تفاصيل أكثر (محمد صلاح – بين رحلة تشيلسي وليفربول.. سباليتي وأشياء أخرى).

رحلة التطور لم تقف عند سباليتي فيورجن كلوب مدرب ليفربول أضاف هو الأخر لمسته على صلاح لينفجر المصري بشكل استثنائي هذا الموسم.

طريقة اللعب نفسها هي كانت أكثر ما ساعد صلاح، الرباعي الناري في الهجوم (فيرمينو – صلاح – ماني – كوتينيو) ولا مركزيته في الأمام بجانب الضغط المعاكس كلها أسباب ساعدت جناح تشيلسي الأسبق على هذا التوهج.

فيرمينو وتحركاته دائما ما تعطي المساحات لصلاح وسرعة ماني أوصلته إلى المرمى كثيرا خاصة في الانفرادات، تمريرات كوتينيو أيضا جعلت منه قادرا على الوصول للمرمى بطريقة أسهل.

وبعدما كان جناحا أكثر منه مهاجما تحول إلى صلاح إلى ما هو أقرب لمهاجم ثان رفقة روبيرت فيرمينو ليصنع التاريخ مع الحمر والمنتخب الوطني بالوصول إلى كأس العالم.

كريستيانو رونالدو من جناح إلى مهاجم

كان تقدم السن هو أهم أسباب ذلك التغيير ولكنه كان بداية لمرحلة جديدة بالنسبة للبرتغالي الذي واصل تحطيم الأرقام القياسية ومجابهة ليونيل ميسي على كافة الألقاب الفردية.

عام 2017 كان مميزا لرونالدو بعدما حقق لقب دوري أبطال أوروبا للعام الثاني على التوالي وحقق 4 ألقاب أخرى كان آخرها كأس العالم للأندية الذي أصبح هدافه التاريخي برصيد 6 أهداف.

فاعلية رونالدو أمام المرمى ساعدته على الدور الجديد – بعدما كان جناحا أيسر - الذي وضعه فيه المدرب زين الدين زيدان، ومع تقدم العمر وازدياد النضج أصبح كريستيانو أكثر ذكاءً فيما يخص تحركاته.

تفاصيل أكثر (قراءة في تحول رونالدو من جناح إلى مهاجم).

كذلك تراجع مستوى كريم بنزيمة خاصة على الصعيد التهديفي كان يعني أهمية رونالدو في إنهاء الفرص بشكل جيد، وتحركات المهاجم الفرنسي كانت عونا له دوما وأعطته الكثير من المساحات.

42 هدفا هي محصلة أهداف صاروخ ماديرا في عام 2017، ولكن في المقابل انخفض معدل صناعته للأهداف ليصل إلى 9 أهداف فقط خلال العام الجاري.

درايس ميرتينس مهاجم وهمي مع نابولي

ربما كانت فكرة الاعتماد على ميرتينس كمهاجم وهمي من العام الماضي ولكن استمرار التألق والتوهج امتد إلى العام الجاري.

إصابة أركاديوش ميليك كانت هي من دفعت المدرب ماوريسيو ساري للاعتماد على الجناح البلجيكي في هذا المركز، بعدما لم يؤد مانولو جابياديني دوره بنفس الكفاءة.

وبعد أعوام عديدة من اللعب كجناح تقليدي انفجرت موهبة ميرتينس وارتفعت نسبة أهدافه ليُعاد اكتشافه من جديد.

بدأت تلك الفكرة في أكتوبر 2016 بعد إصابة ميليك القوية في الركبة، والناتج كان في النهاية تسجيل 32 هدفا وصناعة 20 في عام 2017.

تفاصيل أكثر (افتكاسات فنية - ميرتينز مهاجم وهمي).

"ساري علمني كرة القدم، إنه مدرب أحبه كثيرا. يعد أفكاره جيدا ويحلل المباريات بطريقة علمية.. الأمر وكأنه لعب المباراة في عقله قبل أن نلعبها نحن. نملك لاعب إضافي".

هكذا أشاد ميرتينس بالتحول الذي أحدثه ساري في مسيرته الكروية.

في النهاية شهد عام 2017 الكثير من الابتكارات الفنية والتغييرات في الأدوار داخل أرضية الميدان ولكن باتت تلك النماذج السابقة هي الأكثر تأثيرا على فرقها وحصدا لثمار التغيير على صعيد النتائج والأداء.

طالع أيضا من تقارير حصاد 2017:

حصاد 2017 - الألعاب الفردية .. الإسكواش يغرد منفردا وإنجاز تاريخي للسباحة ورفع الأثقال

حصاد أغرب تصريحات 2017.. نكات الغندور وكوكاكولا إيناسيو وصلاح بديلا لألفيش

حصاد 2017 - ألعاب الصالات.. تفوق قاري ووجود باهت بالعالمية

حصاد برشلونة 2017 قبل الكلاسيكو - لقب واحد.. دقائق خلدها التاريخ وسوق مشتعل

حصاد ريال مدريد 2017 قبل الكلاسيكو - بين 5 ألقاب تاريخية و5 دقائق ذهبية.. ولحظات شك جديدة!

حصاد 2017 - بطولة ضائعة وتأهل تاريخي لكأس العالم في "أفضل عام بتاريخ المنتخب؟"