محمود سليم

مقال رأي - زيدان وفالفيردي وأسلوب الـ0% نسبة خطأ

نجح فالفيردي في قيادة برشلونة لتحقيق الفوز بثلاثية نظيفة على حساب ريال مدريد في ملعب الأخير وبين جماهيره في مباراة شهدت تباينا كبيرا في أداء كلا الفريقين خلال شوطيها.
الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 - 13:23
زيدان و فالفيردي

نجح فالفيردي في قيادة برشلونة لتحقيق الفوز بثلاثية نظيفة على حساب ريال مدريد في ملعب الأخير وبين جماهيره في مباراة شهدت تباينا كبيرا في أداء كلا الفريقين خلال شوطيها، فالأول شهد تفوق أبناء زين الدين زيدان بينما قلب فالفيردي ورفاقه الطاولة في الشوط الثاني مستغلين أخطاء الخصم.

على الورق وقبل انطلاق المباراة حينما رأيت تشكيل كلا الفريق توقعت سيطرة فريق برشلونة على منطقة وسط الملعب في ظل تواجد الرباعي سيرجو بوسكيتس وإيفان راكيتيتش وأندريس إنييستا وباولينيو مع تحركات ميسي الدائمة في وسط الملعب ليصبح العدد 5 لاعبين، بينما على الجانب الآخر يتواجد الرباعي كاسيميرو وماتيو كوفاسيتش ولوكا مودريتش وتوني كروس.

الأمر الذي جعل زين الدين زيدان يطبق أسلوب رقابة رجل لرجل طوال ذلك الشوط مع الضغط العالي الرهيب الذي حرك برشلونة من الاستحواذ على الكرة كما اعتاد لاعبوه في كل مواجهاتهم.

هذا الأسلوب يعتمد على نسبة خطأ 0% فلو أخطأ لاعب واحد في الضغط على رقيبه وتم إخراجه من اللعب سيصبح التفوق ومن ثم الخطورة لصالح برشلونة، حيث أنه لا يترك زيادة عددية في دفاعه أو وسط ملعبه بل يتقدم كل لاعب لرقابة نظيره في برشلونة فقط فلو مثلا تخلص إنييستا من مودريتش يصبح هو وميسي وسواريز في مواجهة الثنائي فاران وراموس فقط.

لاحظ هذه الحالة جيدا، 9 لاعبين من ريال مدريد في منتصف ملعب برشلونة يطبقون الضغط، لاحظ في الدائرة راموس هو من يراقب ميسي ويترك مركزه في عمق الدفاع.

بل الأمر الأكثر استغرابا بالنسبة لي هو استخدام زيدان لظهيريه في الضغط على ظهيري برشلونة على حدود منطقة جزائهم أثناء التنظيم الدفاع (أمر لم أشاهده من قبل) ففي ظل عدم اعتماده على جناحين في طريق اللعب وعمله على تطبيق الضغط العالي لم يجد سوى ظهيريه لمواجهة ظهيري برشلونة في تلك المناطق وترك المساحات في الجانبين في الدفاع شاغرة ولكن كما أوضحنا سابقا كل لاعب يراقب لاعب ولا تهمه المساحة.

انتقلت الكرة للجانب الأيمن فتقدم مارسيلو للضغط على سيرجي روبرتو.

وفي الوسط هناك رباعي لكل فريق يراقب كل منهم نظيره بينما في الدائرة باللون المختلف تجد راموس قلب الدفاع يترك مركزه ليراقب ميسي.

الأمر الذي يوفر للويس سواريز حالة هجومية مثالية في موقف 1ضد1 دائما مع فاران، لاحظ الحالات التالية.

في كل الحالات تجد راموس يتقدم لرقابة اللاعب الحر (الزائد في وسط برشلونة) فيصبح فاران وحيدا في مواجهة سواريز.

ولكن لا تنس لقد نجح زيدان في كل تلك الحالات في الشوط الاول في استخلاص الكرة عند تطبيق الضغط بهذا الأسلوب بل وشكل فريقه خطورة وكان قريبا من التقدم في النتيجة، ولكن..

أوضحنا أن تلك الخطة لا تحتمل الخطأ ولكي تنجح فلابد أن ينجح لاعبوك بنسبة 100% دون أي أخطاء، ولكن خطأ وحيد من كروس في الضغط ثم مودريتش في رقابة راكيتيتش ثم كوفاسيتش في عدم التغطية في المساحة واستمراره في رقابة "المان" ثم تركيز مارسيلو على حامل الكرة والعودة للعمق وليس مكانه على الطرف (وهو الأمر الذي كرره كارباخال في بداية الهدف الثاني) نتج عنهم التفوق لبرشلونة.

لاحظ بداية الهدف في الدفاع 4 لاعبين ضد 4 لاعبين برقابة رجل لرجل، تخلص راكيتيتش من الضغط بعد عبقرية بوسكيتس في الحفاظ على الكرة والتمرير القاتل لخط وسط مدريد كان كفيلا بصنع التفوق العددي والنوعي وتسجيل الهدف الأول.

وفي بداية الهدف الثاني كان الخطأ الأكبر في رأيي من راموس الذي كان عليه الترحيل للجهة اليمنى فثنائي برشلونة الهجومي هنالك وكان على مارسيلو الانضمام للعمق قليلا لينتهي الأمر ولكن حدث العكس وانضم فاران للعمق بشكل كارثي فتح المجال أمام ميسي لإيصال سواريز بالمرمى بكل سلاسة وحصل الفريق على ركلة جزاء وطرد كارباخال لتنتهي المباراة.

ملاحظة أخيرة هجوم ريال مدريد اعتمد فقط على التحركات القطرية للثنائي كروس ومودريتش من العمق إلى الأطراف خلف الظهيرين وهو أمر أفقد الثنائي الكثير من الجانب البدني الذي وضح عليهما خاصة خلال الشوط الثاني.

هذه الحالة صنعها كروس لرونالدو وكانت فرصة هدف محقق أخطأ رونالدو في تقديرها والتعامل معها.

نعم أخطأ زيدان في التعامل مع المباراة بهذا الأسلوب الذي يحمل مجازفة كبيرة ولكنني أرى الأزمة في الفريق تكمن في الجانب البدني الذي كان يعد العنصر الأكثر تميزا للفريق في موسميه السابقين وفي علم التدريب هناك صعود تدريجي طبيعي للأداء البدني للفريق مع توالي المنافسات ولكن ما ظهر بداية الموسم الحالي كان بداية من أعلى قمة الجانب البدني في مواجهات السوبر المحلي والأوروبي ثم هبوط تدريجي مع بداية المنافسات وهو ما أثر على الفريق في الشوط الثاني في الكلاسيكو.

أما عن فالفيردي فالرجل يفتقد للاعب الجناح مما جعله يعوض ذلك الأمر بتغيير تركيبة وسط ملعب الفريق بإضافة باولينيو الذي يعد شعلة نشاط وأعطى حركية كبيرة لوسط ملعب الفريق الذي كان يعاني بشدة من بطء الثلاثي المعتاد إنييستا راكيتيتش بوسكيتس، إضافة إلى نزعته الهجومية وتوغلاته لمنطقة الجزاء والتي كادت تتسبب في إحرازه هدفين لولا تألق نافاس.